رهان على الإنسان*

التفاؤل كتحدٍّ

 

محمد سليمان حسن

 

مقدمة

نتساءل: هل سيستمر الوضع البشري على ما هو عليه؟ هل سيبقى الإنسان مهمَّشاً أمام تصوُّرات العلم وتقنياته؟ هل سينتهي العالم، أم سيستمر؟ وإذا استمر، فبفضل من؟... أسئلة من هذا النوع هي البداية التي طرحها المؤلِّف كمقدمات للكتابة، محاولاً الإجابة عنها.

إن إشكالية نهاية العالم أو استمراره قضية مطروحة منذ زمن بعيد، ضمن تصوُّرات ميثولوجية أحياناً، وعقلانية وضعية أحياناً، وبحدود نسبية عموماً، مع خلاف حول هذه الاصطلاحات وجدواها. ففي غضون الألفية الأولى ترقَّب الناس نهاية العالم المسيحي واستعدوا ليوم الحساب. وفي الألفية الثانية واصل المؤرخون ذلك، باعتبارهم تلك الألفية الأولى بشيرة بعصر الأنوار، الذي أعدَّ له، بجهود دؤوبة ومنظمة، رهبانُ القرن العاشر. يصف المؤرخ الفرنسي جورج دولي هذه التغيرات بقوله: "كانت البشرية ما تزال جاثمة عند قدمي إله رهيب، سحري ومنتقم، يتسلَّط عليها ويضطهدها. ولكنها الآن في سبيلها إلى خلق صورة إله أكثر شبهاً بها، سوف تجرؤ قريباً على النظر إلى عينيه. وهكذا تشرع في السير على درب التحرر الطويل..." (ص 9-10).

لقد ظل حلم التبدل ملاذ المجتمعات البشرية منذ القدم، بتصوراتها المتعددة لهذا التبدل؛ وبالتالي ظل التساؤل قائماً: هل تحفل أيامنا هذه بعلامات تبشِّر بالتبدل؟ ما هي المقدمات الضرورية لذلك؟ أترانا نجد سبيل الخلاص مرة أخرى؟

أسئلة كثيرة من هذا النوع تناولها الباحث روبرت يونك في كتابه رهان على الإنسان، باحثاً في التاريخ المعاصر للبشرية، وفي عقلية أناسه ومحصولهم المعرفي، عن إجابات تصبُّ في خانة العلم بالمستقبل. فالكتاب، بالتالي، ينطلق من منظور العلوم المستقبلية. أليس التساؤل مقدمة للإجابة عما هو قادم؟ فبماذا يفكر روبرت يونك؟ وكيف يحلُّ معضلات أسئلته تلك؟ وهل ينجح؟ لنرَ...

التقنية المطوَّعة

يتناول المؤلف في الفصل الأول قضية "التقنية المطوَّعة" والتطور التقني المعاصر. وهو يرى أن التقنية المعاصرة – ابنة عصر الأنوار وتطور العلوم، ووليدة الثورة الصناعية في أوروبا – قد قدمت الكثير للإنسان، وأحدثت تغيرات كبيرة في جميع بناه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية؛ تغيرات وصلت إلى حدِّ إحداث انقلاب جذري، وخلق مجتمع وعلم جديدين، انطلاقاً من الآلة البخارية، وصولاً إلى أحدث تقنيات الكومبيوتر. والمتتبِّع لهذا التطور العلمي الهائل ونتائجه على المستويات كافة، وبخاصة على مستوى الإنسان، يدرك مدى خطورة استخدام الإنسان لهذه التقنية في غير موضعها، وضد الإنسان معاً. فالتقنية المعاصرة التي دخلت حياته، وشكَّلت نموذج تفكيره، إلى حدِّ التدخل في تكوين مورِّثاته وبنيته الفسيولوجية، أخذت تفرز، من جراء إساءتنا استخدامها، مواقف سلبية انعكست على الإنسان نفسه. فالاستخدام التقني الأرعن لوسائل الاتصال أحدث تلوثاً في البيئة؛ وكذلك لوسائل الترفيه. هذا كلُّه شكَّل أزمة في حياتنا، فتغيَّب الإنسان عن الاستخدام التقني، على الرغم من أنه مخترعه، وأصبح هذا الاستخدام وسيلة لغابة الإنتاج التقني، فمهَّد لبداية نهاية الإنسان.

أما خروج العالم المعاصر وتقنياته من هذا المأزق، فيرى المؤلف أن السبيل إليه تطويع هذه التقنية، بمعنى استخدام التقنية المطوَّعة لصالح الإنسان؛ أي أن تصبح التقنية وسيلة لغاية هي الإنسان. بذلك يدخل الإنسان كجزء في عملية إنتاج هذه التقنية، لا من أجل وسيلة تقنية، بل لغاية إنسانية. ولكن الهوة واسعة في الاستخدام التقني بين الأمم؛ فكيف يُحَلُّ ذلك؟ يرى المؤلف أن العودة إلى مقتضى الحال لوضع الأمم والشعوب هو الذي يخلق الحلول. فدراسة كل أمة لإمكانات ما تملك من قوى، ودراسة طرق تطويرها وتنميتها، يشكل الخطوة الأولى على طريق حلِّ هذه المعضلة، بدخول الإنسان كرهان تحدٍّ بمقولاته المعرفية، ومن خلال مفهوم التقنية المطوَّعة.

الخيال المنقذ

يخصِّص المؤلف الفصل الثاني من كتابه لقضية "الخيال"، ويطرح فيه قضية مصير العالم أمام عقلانية الإنسان، ومدى جدوى هذه العقلانية في إنقاذ العالم. مثل هذا الطرح الذي ينيط بالعقل البشري إنقاذ العالم مازال يقوم بمهامه أفرادٌ قلائل؛ أما الباقون فينيطون بالله حلَّ ذلك. تطرح الدراسات العلمية حالياً أن كل الناس يتمتعون بقدرات إبداعية، تظهر من خلال وسائل تصعيدها، عبر مفاهيم تربوية وتعليمية تساهم في هذا التصعيد وتحافظ على نتائجه. وإن لتحقيق الخيال الفردي والجماعي خصوبة اجتماعية تتطلب جهوداً ابتكارية أكثر جدوى لحياة أكثر إنسانية، ومسالك أكثر مرونة، ومؤسسات أكثر انفتاحاً، تصعِّد قدرات الأفراد الإبداعية، ومستوى خيالاتهم.

إن تصعيد الخيال الإنساني والقدرات الإبداعية يتم عبر تعاون العلماء تعاوناً صادقاً خارج حدود القومية الإيديولوجية، عبر قدرات عالمية اجتماعية اختصاصية، مهتمة بمصير البشرية، من خلال مجلس عالمي يتولَّى معالجة الأزمات العالمية التي تتهدد مصير هذا الكون. وهذه المراكز العالمية يمكنها تفعيل نفسها، ليس عبر اختصاصيها فحسب، بل عبر طرح هذه المشكلات على الرأي العام العالمي، وتفعيل هذا الرأي العام من حيث مشاركتُه في حلِّ هذه الأزمات بتوجيهه نحو فهم أفضل. وبذلك يتم تجميع كافة الإسهامات المحلية، عبر مراكز وطنية مرتبطة بمركز عالمي.

إن إيجاد أفكار اجتماعية مبدعة يتم بتعيين مجالات الإبداعات الإنسانية، وبتصعيدها عبر مؤسَّسات غنية أكثر من غيرها بكمون إنساني، كالجامعات مثلاً، مع تأمين حوافز مادية، وصياغة مشتركة لقوانين إصدار براءات الاختراع، إلخ. وإن دراسة دقيقة لمفهوم الإبداع العلمي، خارج الإطار السياسي للأمم، هو أهم السبل التي ترفع من مكانة الإبداع إلى مستوى العالمية، بدلاً من إبقائه في مجال الوطنية الخاصة ومن توجيهه وجهات قد تضرُّ بالآخر من بعض جوانبها. على هذا النحو تصبح الفكرة البارعة طريقة عمل، من خلال إيجاد وسائل بحث متعددة الطرق ومتنوعة في طروحاتها، تمكِّن من خلق أفكار مبدعة جديدة. وللحصول على أفكار جديدة أيضاً يمكن، عند الضرورة، إزاحة العوائق العقلية، والصور السلبية، والكليشيهات التي تعترض تحرير الأفكار الجديدة التي قد يظهر يوماً ما في شروط تطبيقها أنها قابلة للتطبيق.

إن إيجاد تصورات إبداعية من خلال ما يعرف بـ"المستحيلات" هو نقطة هامة في دفع العملية الإبداعية إلى الأمام، وذلك بفتح الخيال أمام تصورات جديدة وتجريبها، عبر إعمال موهبة تركيب وتوليف، وتنشيط قدرات حدسية، بتنمية الشجاعة الماثلة في هذه التدريبات، ومن خلال تخليق أفكار وصيغ تقريبية سابقة للعقل ولاعقلية، بما يشبه عملية الكشف في المدارس الروحية، على اختلاف مشاربها.

إن التبدلات الهائلة في الحياة إشكالية قائمة أمام التقنيات وفيها. فالاختراعات العلمية القائمة على حاجة اجتماعية استهلاكية أمست مشكلة أمام الاختيار الإنساني، مما أدى إلى طرح تساؤل حول تعديل البنى الاجتماعية بمشاركة طموحة للمجتمع في صنع احتياجاته. فالإنتاج يجب أن يتلاءم مع وظيفته الاجتماعية التي ينتجها وأن يُلحَق بها، وليس بالحاجة الاستهلاكية المباشرة المحضة. هذه المشاركة الطموحة تتم عبر مجتمع اختباري يقوم على اختبار آراء الأفراد في خطط المستقبل، من خلال استمارات بحثية معدة سلفاً؛ وبذلك يتم الربط بين المجتمع والأفكار المطروحة من جهة، والواقع الاجتماعي الذي سيعيش ضمن هذا التطور العلمي من جهة أخرى. عندئذٍ يصبح المجتمع الاختباري مجتمعاً حراً في اتخاذ القرارات والاطلاع على الأسرار.

ولكن ماذا بشأن المجتمع وتأهيله لمثل هذه التغيرات، بحيث يغدو قادراً على المشاركة في هذه التحولات العلمية والمشاركة في مثل هذه القدرات الإبداعية؟

لقد طُرِحَت حلول عدة، من نحو "مصانع الأفكار"، سعياً إلى وضع اجتماعي سوي؛ كأن يتم تشكيل مؤسَّسات لتنمية الهوايات يدخل فيها الأفراد، بحيث تُشجَّع هواياتهم وتُفتَح أمامهم إمكانيات تطوير هذه الهوايات التي يمارسونها. وهذه المصانع الفكرية تعمِّم أفكارها على كل مناحي الحياة الإنسانية، بتنوعاتها الاقتصادية والاجتماعية والعلمية. فماذا لو استخدم الأفراد لعبة "لو؟"؟ ماذا يحصل "لو" كان ذلك موجوداً؟ وبذلك يتم استخلاص النتائج من الفرضيات وتجريبها. أليست هذه هواية اجتماعية ناجحة ومفيدة للمجتمع والإنسان معاً؟ إن جهوداً هادفة إلى توسيع وتعميق الخيال الاجتماعي هي الأساس الذي تنطلق منه لحلِّ معضلات البشرية ولخلق مجتمع إنساني متكامل يعيش على جهوده، وبها.

العوز وسط الوفرة

قوة العمل – الأساس في المردودية الاقتصادية – هي الحدُّ الوسط بين العمال وأرباب العمل. فوسط تكوينات اقتصادية متعددة الأنماط تبدو قوة العمل هي الأساس في عملية التخطيط للمزيد من الربح الاقتصادي. ولأجل ذلك لا بدَّ من التركيز على المداخل التي تجعل العمال يبيعون قوة عملهم. لذا تخطَّط وتبرمَج بشكل دائم علاقةُ العرض بالطلب في سوق السلع، وبشكل مماثل في سوق الأجور؛ مما يدفع بالعمال إلى بيع قوة عملهم في وسط يتمتع بالوفرة، من جهة، ويعاني من انعدام القدرة الشرائية، من جهة أخرى: إنه العوز وسط الوفرة!

إن علاقة إنسانية في وسط كهذا تلقي بالإنسان في حالة اغتراب قصوى، وتجعله مجرد تابع للآلة، يعمل بالطريقة التي تسيِّره بها، وفق تخطيط مسبق مُعَدٍّ لذلك يلغى تماماً مجال الإبداع الفكري والفني لدى العامل، وبخاصة بعد تطور التقنية الصناعية باستخدام الكمبيوترات والآلات (الروبوط). وبالتالي فإن الوسط المادي الذي يتحصَّله العامل لا يلغي اغترابه وأفكاره من مضمونه العقلي والنفسي، بل يرمي به في غياهب التهميش خارج الفعالية الاجتماعية الحية والمنتجة – عن رغبة منه ووعي!

إن اغتراب الإنسان عن عمله قد دفع به للتخريب والفشل المتعمَّد. فقد فشل التطور التقني الصناعي في الاستفادة من القوى الروحية المتحررة عن طريق التربية والثقافة. وإن ردود الفعل هذه تشير إلى قلق أخلاقي نفسي من نوع مطلب السعادة.

في نطاق التطور الثقافي المعاصر، تُطرَح قضية التخصصية في العمل. ونقصد بالتخصصية تلك المهنية "الاحترافية" التي وجد فيها أرباب العمل خطوة أولى نحو تطوير مناهج التربية الجامعية لتخريج طلاب يحملون تخصُّصات تلبي مصالحهم. لكنهم أغفلوا النظر في نسبة الاختصاصية ضمن شمولية إصلاح النظام الاقتصادي والثقافي التي لا تشكل أكثر من 10% من اليد العاملة.

أمام ذلك كلِّه، ماذا يحصل؟ إن دراسة دقيقة لقضايا تغريب الإنسان تدفع به، على الأغلب، إلى تجاوز مؤسَّساته نحو بدائل أخرى؛ بدائل مضادة يتمرد بها على مؤسَّساته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية، بإنشاء مؤسَّسات موازية تطرح البديل، أو النقيض على الأقل. ولعل نقطة البداية تكمن في مستقبل هذه البدائل؛ مستقبل يبدأ من المدرسة كنقطة انطلاق، يوضع فيها التلاميذ الذين في سن بداية الإنتاج العقلي أمام خطوات تنبئ بمستقبلهم، بحثِّهم على النظر في مشاكل عصرهم. عندئذٍ يحدث التغيير والانفتاح على مشاكل المجتمع. إن طروحات من نحو اكتشافات أوبنهايمر تجعل الغايات التربوية تتجاوز الخضوع والابتذال والتحديد نحو خلق غايات تحررية يهدف إليها الفرد. من الأمثلة على هذه الغايات التربوية المفتوحة اعتبار القراءة والكتابة وسيلة لوعي العلاقات الإنسانية تتجاوز مجرد اكتساب مهارة بسيطة. وبذلك يعاد المتعلِّم إلى الدور الاجتماعي والتاريخي الذي يجب أن يضطلع به في مسيرة التاريخ. وإحداث هذه الانفتاحية في العلاقات التأهيلية التربوية يستلزم العمل على تغيير التقنيات التربوية في بعض أجزائها، وتطويع بعض التقنيات الإيجابية الأخرى التي يمكن الاستفادة منها كموروث تقني.

عند هذا الحدِّ يعمَّم هذا الانفتاح التربوي على كل مؤسَّسات التربية، من مدارس وجامعات ومعاهد، ويُنظَر في أسس منح الشهادات العلمية التي تخوِّل أصحابها العمل، بحيث تُخلَق مؤسَّسات جديدة تقف موقف الند للند في وجه المؤسَّسات السياسية القائمة، وتطرح تلك التحولات كبرنامج يطبَّق على كل الناس، في كافة أنحاء العالم.

تأسيس ديموقراطية جديدة

لا بدَّ لإحداث تغيير تقني صناعي يرافقه تغيير تربوي مؤسَّساتي من أن يطال تلك المؤسَّسات بمفهومها المطروح كمؤسَّسات دولة. فأية دولة تنشأ على بقعة من الأرض لا بدَّ أن تُعتبَر دولة بالمفهوم القانوني. وبالتالي فإن إنشاء تلك المؤسَّسات لا بدَّ أن يلازمه تغيير في طريقة الإدارة السياسية وقوانينها. عندئذٍ ينطرح موضوع الديموقراطية السياسية والاجتماعية؛ ذلك الموضوع الذي لا بدَّ أن يُنظَر فيه إلى قضية الديموقراطية القائمة وعملية تغييرها، بحيث يتم البحث عن ديموقراطية أكثر أصالة، بمعنى تأسيس ديموقراطية حقيقية تتجاوز مفهوم الحقوق السياسية كواجب يعدم التأثير الفاعل في صنع القرار.

والديموقراطية الجديدة تنشأ من الفعالية الاجتماعية المشارِكة في الشؤون العامة بإزالة المسافات القائمة بين الفرد والجماعة. ويتم ذلك من خلال إعادة النظر في مركزية القرارات السياسية بين المواطن والهيئات السياسية، بإشراك الفرد بفعالية سياسية أكبر وباستبعاد دور الإعلام المسيَّس نحو إعلام أكثر نقدية. ولفعل ذلك اجتماعياً باتجاه السياسة لا بدَّ من طرح مفهوم "الثورة الإنسانية" التي تدفع الفرد إلى تنشيط خياله وقواه نحو الديموقراطية، أكثر من تخليد شعار سياسي، من خلال استعمال مفهوم النقد الجريء. لذا تُطرَح قضية الحريات في القرن الواحد والعشرين كبداية التغيير في سياسة الدول عبر مؤسَّسات ومبادرات سياسية جديدة تحيي الاندفاعات الاجتماعية التي تنبثق أصلاً من الأنظمة السياسية العالمية.

رهان على الإنسان

كل هذه التغييرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية يقوم بها الإنسان. الرهان، إذن، يقع عليه في خلق مجتمع جديد؛ مجتمع أكثر إنسانية، وأكثر ديناميَّة وفاعلية اجتماعية.

إن التغيير الحاصل، والواجب على الإنسان أن يقوم به، يتَّسم بسمات أكثر شمولية هي: الانفتاح، الاتساع والمعيشة، التفتح الحر، الحساسية، الديناميَّة، تفعيل الرغبات النفسية، وإدامة الحياة... كل هذه مقولات مضادة لما هو قائم حالياً. عند هذا الحد نقول مع إريش فروم في كتابه المجتمع السليم: "في يومنا هذا، نشاهد الأشياء وقد استطاعت وراحت تقود الإنسان. ومستقبلنا يعتمد على قدرة الإنسان – الإنسان بكلِّيته – الإنسان المبدع – أن يرتفع إلى السرج مستعيداً مكانه المغتصَب."

في ختام عجالتنا هذه نتقدم من القارئ، على أمل أن يكون النص المقدَّم بداية استنتاج استطعنا تسجيله من قراءة أولية لنص روبرت يونك، واضعين ذلك أمامه في محاولة لإعادة قراءة الكتاب، واستنتاج رؤى أخرى شخصية جديدة تغني البحث – وبخاصة أن الكتاب يُعنَى بمشكلات وجودنا وما سنؤول إليه في المستقبل، أي بما يشكَّل هاجس حياتنا المقبلة.

*** *** ***


* روبرت يونك، رهان على الإنسان: التفاؤل كتحدٍّ، بترجمة ندره اليازجي عن الترجمة الفرنسية للكتاب الأصلي (المكتوب بالألمانية) ومراجعة وتقديم علي الخش، منشورات وزارة الثقافة السورية، سلسلة "دراسات فلسفية وفكرية" رقم 18، 1995، دمشق، 422 ص.

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود