حول "رواية" بلاتفورم

عداء مطلق للإنسانية وعقل مريض يهذي

 

زهيدة درويش جبور

 

لا بدَّ، بعد أن تقرأ رواية الكاتب الفرنسي ميشيل ويلبيك الأخيرة بلاتفورم، من أن تطرح على نفسك أسئلة، بعضها ليس جديدًا يعود ليطرق باب تفكيرك، كمسألة العلاقة بين الأدب والواقع. فتجيب، متحصِّنًا بما اختزنتْه ذاكرتُك من نظريات في هذا المجال، بأن الأدب مرآة للواقع، كما يذهب إلى الاعتقاد المدافعون عن الواقعية، أو يكون، على عكس ذلك، تجاوزًا للواقع، وسعيًا إلى إعادة خلقه، كما يحلو القول لعدد من أصحاب الرأي في هذا المجال. وفي الحالين يبقى الهدف واحدًا: الارتقاء بالإنسان وبالمجتمع البشري.

انطلاقًا من هذه المعطيات، نستطيع أن ننفي انتماء كتاب ويلبيك إلى الأدب. فالأدب – والفن في صورة عامة – قبل كلِّ شيء، التزام بالإنسان وسعي لبَلْوَرَة قِيَمٍ تجعل حياتَه على هذه الأرض أقل شقاء، وتساعده على استعادة السلام المفقود مع العالم ومع الآخرين. بينما يحاول الكتاب، على العكس من ذلك، نَسْفَ كلِّ ما حققتْه قافلةٌ من المفكرين والأدباء والمبدعين على طريق بناء مجتمع إنساني يسوده بعض الانسجام. وفيما يقترب موعد اجتماع عدد كبير من دول شمالي الكرة وجنوبها في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية تحت شعار "الحوار بين الثقافات" في قمة فرنكوفونية وشيكة، وقبل ذلك كانت منظمة اليونسكو قد اختارت "الحوار بين الحضارات" شعارًا لنشاطاتها للعام 2001، يصدر في فرنسا هذا الكتاب الذي يُعيدنا إلى ظلمات القرون الوسطى في أوروبا، ويقرع طبول الحرب بين الثقافات والشعوب.

والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن: هل يستحق عملٌ من هذا النوع التوقفَ عنده؟ وهل يجدر أن نتناوله بالنقد وأن نسلِّط الضوء على ما تضمَّنه من عاهات فكرية ونفسية؟ أم يجب أن نتركه في متاهات النسيان وفي مزابل الأوراق والأقلام؟ وما اختيارنا الموقف الأول إلا لاستباق محاولات، لعلها ستكون كثيرة، لاستغلال هذا الكتاب من أجل الترويج لنظرية "صِدام الحضارات"، ولفكرة الحروب الصليبية – هل وَرَدَتْ العبارة عبثًا على لسان الرئيس الأمريكي؟! – في مناخ عالمي ملائم بامتياز.

الكتاب، في مجمله، وبدءًا من عنوانه، لغم – بل مجموعة ألغام – يمارس فيه الكاتب إرهابًا فكريًّا طابعه الأساسي الجبن والخداع. اللغم الأول، الذي قد لا ينتبه إليه القارئ للوهلة الأولى، هو صفحة الغلاف، حيث نقرأ، إضافة إلى العنوان واسم المؤلِّف، عبارة تقع على سطر مستقل، هو الأول على الصفحة، بحيث نحصل على الجملة المفيدة التالية: "في وسط العالم: ميشيل ويلبيك." فكأن المؤلِّف، مدفوعًا بنزعة نرجسية، يريد ليس فقط أن يقدِّم نفسه كمجرَّد "شاهد على العصر"، بل أن يضع تجربته في موضع القلب من العالم! وفي ذلك كثير من الادِّعاء. إلا أن الأدهى هو البعد الرمزي – وربما اللاواعي – لهذه العبارة، الذي لا يتضح إلا بعد الانتهاء من قراءة الكتاب–اللغم. فالأضرار تكون أكثر جسامةً، كما هو معروف، إن زُرِعَ اللغم في "وسط" المكان.

 

الكتاب لغم ضد الحضارة الغربية الأوروبية، وضد الإسلام والعرب، وضد العقيدة المسيحية، وضد الإنسان في صورة أعم وأشمل؛ وهو يصدر عن نفس مريضة تحتاج إلى العلاج. فالشخصية الأساسية التي يجري السرد على لسانها، ويتمحور عمل الرواية حولها، هو موظف بسيط في وزارة الثقافة الفرنسية، يبدو غير قادر على إقامة التواصل مع العالم من حوله، بارد الإحساس، عديم الشعور، كأنه ينظر إلى ما يحوطه من خلال لوح من زجاج. وهو، في القسم الأول من الرواية خاصة، شديد الشبه ببطل رواية الغريب لألبير كامو، مما ينفي عن المؤلِّف أية فرادة فنية في بناء الشخصية الروائية. كذلك فإن مَطْلَع الرواية استعادة للمشهد الافتتاحي لرواية الغريب، مع فارق بسيط أن الحدث هو وفاة الأب لا الأم. إلا أن ردَّة فعل الشخصيتين على الحدث واحدة: حالة من انعدام الحزن، يتخلَّلها، لدى ويلبيك، تعبير عن مشاعر الازدراء للأب المتوفى.

وتظهر السمة المَرَضية لهذه الشخصية في عدم القدرة على إعطاء معنى للوجود، وفي الإحساس بتفاهة الأشياء، مما يجعلها أشبه بآلة تتحرك وفق نظام مبرمَج يتحكم في سلوكها. إلى ذلك، نجدها فارغة تفتقر إلى العمق. فالبطل إنسان يجتر أيامه: "ماذا فعلت بحياتي خلال أربعين عامًا؟ في الحقيقة، لا شيء." (ص 93) – ويختزل وجودَه في إشباع رغبته الجنسية ذات الطابع الحيواني البحت: فالجنس لديه لذة آنية لا ترقى بالإنسان إلى ما هو أبعد من ذاته المحدودة. لا وجود للحبِّ في قاموسه؛ أما متعة الحواس فنجده عاجزًا عن اكتشافها لأنه يشعر بالغربة عن الأشياء: "نعيش في عالم يتألف من أشياء نحن في غربة عنها، ذلك أننا نجهل طريقة صنعها كما الظروف التي جعلتْ وجودَها ممكنًا، ونجهل كذلك طبيعة وجودها" (ص 274)؛ "لقد عشت أربعين عامًا من غير أن أقيم أية علاقة ذاتية مع الأشياء." (ص 188)

كلُّ ذلك يساهم في رسم ملامح شخصية بائسة، تطفو على سطح الوجود، فيتملَّكها اليأس وتقبع في سجن عزلتها المطبقة. تدرك تفاهتها، فتزدري نفسها وتكره الآخرين. ومن الواضح أن المؤلِّف يميل إلى التماهي مع بطل روايته – وهل هي مجرد مصادفة أن يختار له الاسم نفسه – ميشيل (؟) – فيُنطِقه بلسانه في كثير من الأحيان، ويحمِّله خطابًا تنظيريًّا عامًّا، كما في النماذج التالية التي تسوق أفكارًا، لها، من دون شك، وقع الصدمة، كونها تتمخض عن رؤيا مظلمة للإنسان الذي يخبِّئ في داخله غرائز متوحشة: "إن فكرة فرادة الكائن البشري ليست سوى تفاهة تستدعي السخرية" (ص 189)؛ "يكفي أن تقوِّض حربٌ خارجية أو أهلية القواعدَ الأخلاقية المعتادة حتى تجد الناس يستمتعون بالقيام بأعمال بربرية وبارتكاب المجازر" (ص 197)؛ "يعي الإنسانُ وجودَه من خلال علاقته بالآخر، وهذا ما يجعل العلاقة مع الآخر لا تُطاق." (ص 94) تكشف الجملة الأخيرة عن وعي سقيم للوجود الإنساني، وعن ذات لا تعرف الطمأنينة طريقًا إليها، وقلب مظلم غليظ لا يخترقه نور. وفيها سرقة غير موفَّقة (وهل من سرقة موفقة؟!) للفيلسوف الوجودي جان بول سارتر عندما يقول: "الآخرون هم الجحيم" – ذلك أن العبارة وَرَدَتْ لدى سارتر في سياق معين، والفلسفة الوجودية إنسانوية بامتياز، على عكس ما يبشِّر به ويلبيك، وينمُّ عن عداء للإنسانية، يتجلَّى، أولاً، في مفهومه لطبيعة العلاقات بين الأفراد والجماعات التي لا تقوم، وفق زعمه، إلا على التصادُم أو التجاهُل: "إن كلَّ مجموعة بشرية تتألف من ثلاثة أشخاص وما فوق تميل في صورة عفوية إلى الانقسام إلى مجموعتين متناحرتين" (ص 74)؛ "يعيش البشر بعضهم إلى جانب بعض، لكنهم يكادون لا يستطيعون بين الحين والآخر أن يتقاسموا زجاجة كحول." (ص 29)

كما يتجلَّى عداؤه للإنسانية في الدفاع عن العنصرية وفي الشرح الذي كرَّسه لها على مدى صفحات. فهو يعلن في وقاحة على لسان إحدى الشخصيات: "أنا عنصري... لقد أصبحت عنصريًّا. إن من أهم نتائج السفر على المرء أنه يساهم في تكوين الأحكام المسبقة للفكر العنصري وتثبيتها. إذ كيف نتخيل الآخرين قبل أن نتعرَّف إليهم؟ نتخيلهم على مثالنا بالطبع. لكننا نعي شيئًا فشيئًا أن الحقيقة مختلفة." (ص 120) ثم يتابع، ليقدِّم شرحًا عن عنصرية المستعمر الأبيض في القرن التاسع عشر، فيجدها "عطوفة"، "إنسانوية"، ليستنتج بعد ذلك التغيير الذي طرأ على العلاقة بين البيض والسود في القرن العشرين، متأسفًا على انقلاب المعايير: "منذ أن بدأ البيض ينظرون إلى السود كأنداد لهم صار من المؤكد أنه سيأتي يوم يعتبرونهم أفضل منهم. ذلك أن فكرة المساواة لا أساس لها في عقول البشر. عندئذٍ تولد عنصرية من نوع جديد تقوم على المازوخية. من زاوية تاريخية، يشكِّل ذلك ظرفًا مؤاتيًا للحروب العرقية وللعنف والمجازر." (ص 120)

ويبلغ به الشطط حدَّ التبشير بعنصرية غريبة، تضيف إلى التمييز العرقي تمييزًا بين النساء والرجال ضمن العرق الواحد الذي يناصبه العداء عرقٌ آخر متفوِّق. من هنا يذهب إلى تحديد العنصرية بأنها "عداء الذكور المنتمين لعرق معين نحو الذكور المنتمين لعرق آخر؛ وفي المقابل، اشتهاء الإناث اللواتي ينتمين إلى هذا العرق." (ص 121) وتشكِّل هذه النظرية المتوحشة الخلفية التي تتأسَّس عليها الحبكةُ الروائية كلُّها. إذ إن الحدث الأساسي الذي يسعى فيه أبطال الرواية هو إنشاء وكالة "للسياحة الجنسية" تؤمن للسائح الغربي متعة إشباع نزواته بأثمان بخسة في أحد البلدان الفقيرة المنتشرة في العالم الثالث! – هذه البلدان التي يقدِّمها المؤلف كسوق لنخاسة جديدة.

ولا يكتفي ويلبيك بالتنظير للعنصرية، بل يُسقِطها على سلوك شخصياته، التي لا تتورع إحداها عن تحقير الشعب الصيني ووضعه موضع سخرية: "من بعيد رأيت مجموعة من الصينيين في هونغ كونغ، عرفتُهم من وساختهم التي يصعب على الغربيين احتمالها... يأكل الصينيون في شراهة ويضحكون في صوت عالٍ، فاتحين أفواههم، فتتطاير منها فتات الطعام على من حولهم، يبصقون على الأرض ويتمخَّطون في أصابعهم، ويتصرفون في كلِّ شيء كالخنازير." (ص 111)

لكن جام حقده ينصبُّ على العرب والمسلمين، حتى إنك لا تستطيع عند قراءته أن تحمي نفسك من الشعور بالغضب والاشمئزاز والقرف مما يمكن الإنسان أن يصبح عليه من الوحشية والقبح والإجرام. وهذه الكلمة الأخيرة في محلِّها تمامًا، لأن القاتل ليس فقط من يقوم بفعل القتل، بل هو أيضًا من يستسيغ مشهده ويطرب له. والكاتب بلغتْ به الجهالة وغلاظة القلب وعمى البصيرة أن يجاهر بفرحه عندما يُقتَل طفل فلسطيني أو امرأة حامل في غزة، لأن ذلك يعني بالنسبة إليه "نقص مسلم آخر في عدد المسلمين في العالم"! (ص 357)

إن في هذا الكلام الإرهاب نفسه الذي اختار في يوم 11 أيلول الولايات المتحدة الأمريكية ساحةً له. صاحبُه إرهابي حقيقي، يتأسَّس عداؤه للمسلمين والعرب على حقد على العقيدة الإسلامية، التي لا يتورَّع عن التعرُّض لجوهرها، ضاربًا عرض الحائط بكلِّ الأعراف والقوانين التي تصون الإيمان والمعتقد، متنكِّرًا للمدنية الغربية ذاتها التي قدَّمتْ إلى العالم شرعة حقوق الإنسان، مزايدًا على الخطاب الغربي المُواكِب للحروب الصليبية في القرون الوسطى، معيدًا المسيرة الإنسانية في سعيها إلى التفاهم والسلام قرونًا عديدة إلى الوراء. فهو لا يكتفي بتبنِّي الأفكار المعلَّبة للعقل الصليبي الغربي عن الإسلام في القرون الوسطى، بل يضيف إليها سموم نزعة صهيونية لضرب العروبة والإسلام، تسعى جاهدة في تشويه التاريخ ماضيًا وحاضرًا. فهو، مثلاً، ينكر على الإسلام كلَّ ما رَفَدَ به الحضارة الإنسانية من فكر وعلم وفلسفة، مزوِّرًا في صفاقة لافتة الحقائق، مدَّعيًا أن أهل الفكر والإبداع في الإسلام ما كانوا سوى مرتدين عن دينهم، وإلا لما قدروا على ابتكار أيِّ شيء مفيد (ص 262).

ثم يحاول أن يثير النعرات، مفاضِلاً بين انتماء الإنسان المصري إلى الحضارة الفرعونية العريقة، وانتمائه إلى العروبة التي لم تجلب له، كما يدَّعي، سوى البؤس والفقر. ويخترع لهذه الغاية شخصية لا مبرِّر لوجودها في الرواية – فهي لا تلعب أيَّ دور ولا تؤثر في مجرى الأحداث – سوى أنها وسيلة لنقل رسالته؛ لذلك أرادها مصرية الانتماء كي يكون التشكيك أفْعَل (ص 260).

وإذا كان المؤلِّف يعبِّر في وقاحة عن عدائه للإسلام، فإن عداءه للمسيحية يندس بين السطور. يحاول في خبث أن ينحرف بالعقيدة المسيحية عن جوهرها، وهو عبادة الإله الذي يبقى واحدًا في أقانيم ثلاثة، فيقول على لسان شخصية ثانوية: "إن الكاثوليكية، وهي ديانة أحترمها، قد عرفتْ أن تتلاءم مع الطبيعة البشرية، فابتعدتْ في سرعة عن الإيمان بالله الواحد الذي فرضتْه عقيدتُها الأصلية." (ص 262)

ولا بدَّ من أن نتوقف قليلاً عند موقف مُعادٍ لأوروبا، يتقنَّع بقناع الوعي لمأزق الحضارة الغربية التي أنتجت "عالَمًا لا يطيب العيش فيه" (ص 200)، كما ترى فاليري عشيقة البطل؛ عالَمًا تحكمه المادية والأنانية وشريعة الأقوى. ولا يتردَّد المؤلِّف في إعلان نبوءته (أهي نبوءة أم رغبة خفية؟!) في تفجُّر المجتمع الأوروبي: "أتوقع في السنوات القادمة ازديادًا في أعمال العنف العرقية في أوروبا. كلُّ شيء سينتهي بسلاح الكلاشنيكوف." (ص 122) ولا يتردد في استعمال عبارات بذيئة لوصف رئيس جمهورية فرنسا الذي يسمِّيه باسمه، أو وزير ثقافتها السابق جاك عتالي – وهو مثقف كبير ومفكر إنسانوي – لمجرد اعتمادهما سياسة إيجابية حيال الأجانب الفرنسيين من أصل جزائري (ص 277).

ولا يوفر كذلك العداء للإيديولوجيا الماركسية (حتى بعد سقوطها)، فيهجوها على لسان مواطن كوبي كان في عداد الثوار وساهم في إقامة النظام الشيوعي في الجزيرة، فيجعله يقول: "لقد فشلتْ الثورة في صنع الإنسان الجديد، الذي تحدوه دوافع غيرية... إن كوبا ستعود من جديد إلى أحضان الرأسمالية، ولن يبقى من الآمال الثورية التي سكنتها إلا الخيبة واللاجدوى والعار. لن تكون الماركسية بالنسبة إلى الأجيال اللاحقة مثالاً يُحترَم ويُحتذى، بل مدعاة للاشمئزاز." (ص 249)

حتى الطبيعة لم تسلم من أذى الكلمة التي يسخرِّها المؤلِّف في بعض المقاطع للسخرية من المدافعين عن البيئة. ولا غرابة في ذلك؛ فقد أعلن الحرب على الطبيعة قبل ذلك في قصيدة (وهل تصح التسمية؟) يقول فيها: "أنا لا أغبط هؤلاء البلهاء/ الذين يطربون إعجابًا بمنظر جحر أرنب/ لأن الطبيعة قبيحة ومضجرة وكريهة/ ولأنها لا تملك أية رسالة إلى البشر" (من ديوان البحث عن السعادة).

من هذه القراءة نستنتج أن الكتاب يعبِّر عن عداء للبشرية جمعاء، وعن حقد على الإنسان الذي يُمعِن المؤلِّف في تقزيمه وتشييئه وتجريده من إنسانيته. وهو يتضمن فكرًا يتناقض مع شرعة حقوق الإنسان، فضلاً عن أنه ينتمي إلى الكتب الساقطة في المعنى الأخلاقي التقليدي، لاعتماده المبالَغ فيه على استغلال الجنس والإباحية والشذوذ بكلِّ أشكاله، بحيث يمكن اعتباره رواية "بورنوغرافية" بامتياز. وهو ساقط فنيًّا لأنه لا يضيف شيئًا جديدًا على الكتابة الروائية الإبداعية (ولم يتسع المجال في هذه العجالة لتبيان ذلك).

هو إرهاب فكري ينبغي ألا يُتغاضى عن مخاطره، كونه يستغل مناخ الحرية والديموقراطية ليشكِّل خطرًا على الديموقراطية نفسها. فهو يُلغي الجوهر الذي تقوم عليه، أي احترام الحق في الاختلاف، والحفاظ على كرامة الإنسان، لأيِّ جنس أو عرق أو عقيدة انتمى.

يبقى أن نشير إلى أن عَرْضَ المؤلِّف رخيص، وإنه توسَّل الوقاحة والحقد كي يؤمِّن رواجًا لكتابه، فيكسب المال والشهرة. لذلك فإن خير وسيلة لمحاربته هي العزوف عن دفع ثمنه لمجرد إشباع الفضول، والعمل على تثبيت الإيمان بقيم الديموقراطية وبمبدأ الحوار. وما أكثر حاجة البشرية إليه في هذه الظروف الحرجة. إن المجتمع الإنساني مدعو اليوم، أكثر من أيِّ وقت مضى، إلى التمسُّك بسلَّم من القيم التي تضمن الحقَّ والعدالة والسلام والتي وحدها – وليس القوة المتفوقة – تضمن أمْنَ الشعوب.

*** *** ***

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود