قصيدة الهوامش

 

فراس سليمان محمد

 

ألا ليتني أجد ألفاظًا لا يعرفها الناس، وعبارات وأقوالاً بلغة جديدة لم ينقضِ عهدُها، وليست فيما تلوكه الألسنة، أقوالاً لم تصبح تافهة ومملَّة، ولم يقلها آباؤنا من قبل.

كاتب فرعوني (2150 ق م)

 

نفق إلى الهوامش

خارج الصورة، خارج الفكرة، خارج الكلمة، كوَّنتُ جملتي، عنيفةً ومتلاشيةً كالأبد، واستطعتُ، بمهارة الذي لا يعرف شيئًا، أن أنقش ملامحي المجنونة على جمجمة الهواء وعلى مقاعد شياطين يتعلَّمون القراءة والكتابة. فجأة، صعقني الماضي. قلت: أرفع حلمي من أنقاضي لأتراءى، أتذكَّر لأكون.

منذ آلاف السنين صرختْ بي أمِّي وهي تزيح عن مؤخرتي ما تَراكَم من .....: "توقفْ عن الحركة أيها الشقي!" ومن يومها وأنا مسمَّر كالخازوق في هذا الفراغ–الماخور آسفًا. هناك أتوالد، أتناسل، أعيد تكويني، أغيِّر هيئتي، ألملم ما تساقط عنِّي بصمت. بصمت.

هكذا سقطتُ من رحم أمي، وانغرستُ كالمعصية في كتف هذا الخلاء المتشِّعب؛ استدرت حول نقطة دون أن أنحني؛ استعرت عكازًا من خطوط مبهمة لأمشي مغمض العينين. فأنا البارق، المالك، الروح العاثرة، والجسد المزيف. تفور من وجهي ديدان عمياء وشموس عمياء، فأتَمَسْكَن وأصفرُّ، وأنطوي، وأغيب؛ ثم أبزغ من جثة تفوح منها رائحة القديسين، وبول الطفولة، ودمٌ قانٍ لنساء مجهولات. أبزغ واضحًا، واسعًا، لتعترف بي كائناتٌ ربما ستكون؛ لأمتحن حواسي المنكوبة، حواسي التي نضجت في الغياب، محاوِلةً اجتراح الجمال أو أيِّ شيء يُوازيه قوة أو ضعفًا.

ولأن بزوغي بداية سافرة، وأسرار وعارٌ وشعوذات، قطفتُ دمعة مضيئة من نهد اللغة العريانة، وبعثرتُ روحي في سراديب هذا الوقت المحطم

وابتسمت هكذا، كأن الأبد تحت إبطي

رقصت هكذا، كأن قدميَّ صوت أمي.

*

أيتها الكلمة، وقد انزاحتْ عنك البحار والجبال والأشجار وعواءات الريح والذئاب، انكشفتِ منسحقة على تخوم العدم. على جثتكِ بقايا الزمن الأبيض، وقبالة أنفاسكِ المتآكلة ذاكرةٌ مرهقة وجريحة.

عليَّ الآن أن أحرق كلَّ الكتب، وأهدم المخيِّلة على رؤوس حرَّاسها، ثم أبني برجًا في هاويتي، لأرى ضعفي من علوٍّ، جليًّا وجليلاً.

أيتها الكلمة! كما أني لا أحب أسيادي الطغاة، لا يحبني الله أن أراه. ولكني ماضٍ في رقصي وأباطيلي، حتى تنبت لي أجنحة. فأنا سليل الطيور الباكية؛ وأنا صوت الجوع وهو ينهدم على إسمنت الذاكرة؛ وأنا نبيٌّ أعلى من الأجوبة وأنبل من الرؤى.

ألوم أصدقائي الأنبياء لومَ الجاهل الهائل. فقد وزَّعوا أرواحهم، وكشفوا عن عوراتهم، قبل أن يكتمل الفجر على جباههم، قبل أن يكتمل الله على أكفِّهم.

أيتها الكلمة – يا من دثَّرتِني بسمائكِ – أليست النبوة أن أكتب كلمة "موت"، وأتنفس بعمق، كمخلوق لتوِّه وقع في الحياة؟ فكيف لي أن أطوِّع الذي أراه والذي لا أراه، وأنا لا أملك إلا جبروتك، إلا وهم جبروتك، إلا حلمي في القبض على جبروتك. أنا الأعمى. أنا الذي أرى ما أريد. ها مثل عرَّاف ابيضَّتْ روحي، ورميتُ أطرافي على سفح جبل فضيٍّ، وتركتُ ما تبقَّى من جسدي مهزلة متوهِّجة، جنازة هائمة بلا سبيل.

لأنك تعرفين أنه قبل انحيازي لوعورة الألوان المتآخية كانت لي يدان قويتان كالخرافة، قاسيتان كالغريزة؛ وكانت ريبتي تتقافز بين هشيم الأبيض والأسود، سعيدة كطفلة في غابة، على كتفها ألف قوس قزح، وقدماها الناعمتان تنتعلان ضوء القمر.

بيد أن ما حدث قد حدث.

جالسًا خلف جسدي

أعضُّ مساءً صغيرًا معبأً بأصابع عذراء

أعمِّر جهاتٍ على الجهات الممكنة

ثم أقف كالعدم قبالة أمِّي الغائبة

آآآخ... أنا بئر فوق سُرَّة اللحظة الخالدة

أمسى الموتى يشربون روحي

أنا أعظم من قصائدي. الحروف التي تعكس فيوضاتِ وجهي تؤكِّد ذلك.

أيها المعنى الواقف حيال ظلِّك، المقيَّد بنقيق الأحياء في هذا النفق الجهنمي، دعني – ولمرة واحدة – أقتلك ببساطة ودون ألم. ولكن قبل أن تفعل، دعني أُرضي رغبتَك في قتلي. لكنْ، أيضًا، أليس وجودك منوطًا بوجودي؟ إذن لنتصالح. فكلانا متَّهم، وكلانا كسيح، مُساط باللفظ وبروق النفي وخطى الزينة.

والآن، أيها المعنى، وبعد خروجي من فصل الأقاويل المغبرَّة، سأعيد رأسي إلى مكانه وأحشوه بالنساء؛ أنتمي بغبطة لعويل البراري ورعشة الوهم؛ ثم أطعن صدري بقرنفلة أجمل من الانتحار وأجمل منك.

***

 

قصيدة الهوامش

 

هامش الخروج المبكر

أعضُّ رصيفًا وكومةً من حناجر الغبار؛ أربط الشجر بقدميَّ وأركض

أغرس أظافري في الهواء كي تسيل الملائكة وتنفجر رائحة اللغة المبهمة.

مسخ أنا. أتجوَّل في الكلام؛ أضع البحر في معادلة خاسرة لأبكي؛ أُدخِل نساءَ قلبي في برهة الرقص كي أتمرَّغ عاريًا في الوداع؛ أجتمع وكلَّ أجسادي لنقوم بمظاهرة في الجنَّة المؤقتة

ليصير صراخي وردةً لأنام.

لاشيء عندي لأقوله، لاشيء يدفعكم لتسمعوا

هذه بقاياي: هواء في بالونة، شظايا زرقاء في دفتر، نقطة دم في كوب ماء

وأنتم كلُّ ما انكسر من طفولتي؛ أنتم ظلال يديَّ في آخر الروح، ولون الكوابيس فيما امتدَّ أمامي من سراب

فلا تحشروني في جيوبكم ولا تعلِّقوني على صدوركم

آه، لو حبل يتهاوى من القصيدة لأهديه عنقي

آه، غامضة هذه الكواكب التي تسقط من جسدي، غامض هذا الجسد

ولا شيء يدفعني لألقي السلام على أحد

فاحترسوا إذًا

الرغبة وادٍ عميق في الغيم. فكيف ستصعدون؟ كيف ستنزلون؟

الأسئلة تنصب فزَّاعاتها؛ الحزن لا يستقيم؛ الأرض يتطاير ريشُها

القصيدة سلَّم من جماجم؛ الدرب تابوت طويل. فكيف ستصعدون؟ كيف ستنزلون؟

لقد سحق الماضي أضلاع صوتي. لقد ابتلعت الأسرار وجهي

فاحترسوا إذًا

***

 

هامش البوح

لا شيء يهمني البتة. فقط أرفع همَّة سقوطي دقيقًا بين شفرتي المنام والدم

أمضغ علامات الاستفهام؛ أبصق على رؤوسها الملساء

أسند قامتي إلى حيطان ثيابي؛ أفتل أصابعي في الهواء سيرةً للأخطاء

أخرمش السماء بأنفاسي؛ أطيِّر روحي قليلاً، ثم أصطادها

تشبهني القصيدة أحيانًا، ولا يشبهني أحد. متفرِّد هكذا – كالجميع – بين حدود الحكمة الميتة

ولا شيء يهمني البتة

أمامي امرأة خرافية تشرب سمًّا لتحيا، تستلُّ نجمًا من دَمٍ لتدخل شهيقي

تلوي نوافير شهوتها، وتفرُّ نائية في الدخان

خلفي عتمة عالية، بحر يحتضر، نَعْشٌ يغذُّ السير

فاحترسوا إذًا

لم يعد ثمة فواصل بين الأحلام؛ الأطفال يكبرون خفية عن آبائهم

المرأة تلاعب زغبها كي تطير؛ الجرائم تسهر في الحدائق

العالم عود يتلوَّى في الريح

ولا شيء يهمني البتة. فلتكن، أيها الشعر، متَّّسعي، جنوحي للزرقة الهادئة

وجهي من دونك قافلة متآكلة، تسقط ملامحه في الساعة الواقفة

لأعترف: الصمت رخام يتفتَّت في شراييني، والمجاهل تدعوني لأمشي غامقًا بينكم

الأولاد يقذفونني بالحصى، الصبايا يبصقن عليَّ

لأعترف: أمامي البحر، ومقعد تحت قفاي، والسماء فوقي

كلُّ شيء مرتَّب – سوى أن الأحصنة تترجَّل من عينيَّ لتذبح الموج.

***

 

هامش القصيدة

أيتها القصيدة، ها أنا جاثٍ قرب جثتي، أتسلَّى بعدِّ الأيام الجريحة

مقرَّحًا بفجائعي، أخبِّئ الحرف داخل الحرف، الكلمة داخل الكلمة

وأغمِّس شفتيَّ في غَبَشَ المعاني

وحولي مقابر تفرد أجنحتها الزيتية على كلِّ شيء؛ شجر مسمَّر على ريح جرباء

أبراج من العجائز تتهدَّم رويدًا رويدًا؛ جبال من التنك مغطاة بحشيش الشمس

وردة صغيرة تبكي خلف حذاء جندي ميت

بشر ببغاوات، طيور مضاءة، تزرع مناقيرها في لحم الليل

زمن تعضُّه الكلاب؛ ذاكرة محطَّمة على عتبة الآتي

ساحة معبأة بالجماجم والجهات

رجال اعتباطيون يجلسون على نسائهم؛ نعوش وأرصفة مشلوحة في الهواء

وأنت، أيتها القصيدة، تمرِّين قربي

وكما تُرمى قطعة النقود لمتسوِّل ترمين لي جسدك وتذهبين

وأنا ما عندي سوى رغبة مريضة سوَّرَها الله بشياطين كسالى

أنا العاري – خلاصة الطين والحقد – روحي معروقة، وجسدي غيمة في الوحل

لن أستطيع أن أخلع وجه آدم عن وجهي. الخليقة أنا؛ وأنا ظلُّ الأشياء الناقص

أمزج حطامي في حطام ما يتحرك؛ أبكــــــــــي وأقبِّل غياب أمي

وأمِّي العالم محشوًّا بالكلمة: غزارة المجهول

بحر يهرول في فضائي الراعف

أمِّي الملطَّخة بالكون

فجر دائم، تنبح حوله الحضارات، وتتسلق أصابعَ قدميه الحشرات

أمِّي، آآآخ... إن ثدييك أعلى من حزني.

***

 

هامش الأنثى الأم

جسد مَن هذا الذي يزجُّ ظلَّه بين شقوق الضوء؟

ومَن هذا الهواء الذي يقلِّم فصاحته؟ وما به هذا الهواء الأعرج لا يستند إلى رئتي؟!

ولماذا بئر الروح عميقة، عميقة؟ وكيف لي أن أفرِّق المدفأة عن أمي؟!

إن الخطيئة جلاَّبة هوًى. إن الذباب يعرج على شفتي ..... انتهى

مَن الواقف هنا: شعبي أم حطام جدران؟ مرآة يسيح عنها الدم، أم تتهاطل عنها أعضاء هابيل؟

بِمَن أستجير؟ بِمَن أستجير؟! فجأة، أدير قلبي باتجاه الهدير. أفتح دفترًا وأرسم أرواحًا ثابتة

فجأة، يخلِّع الرعد أكتاف السماء، فألمح جسدي صندوقًا فارغًا؛ ألمح امرأة في الطريق فأقتلها

وأقول: كيف – أنا الكلب الأجرب – سأقفل الزمن؟ كيف – أنا الخاطئ الساقط – أقارِع كونًا؟

صيَّرتُ ذاكرتي أريكة ليجلس الموتى

تحوَّلتُ إلى نافذة ليطلَّ مني القدِّيسون على سماء أخرى وعلى جوع آخر

لم أعد شجرة؛ لم أمت؛ ضعتُ

لتفرح الخليقة وهي تطقطق في اليد الغامضة؛ ولتفرح هذه القصيدة المجنونة

فلم يعد ثمة ماء ليكسر الزوايا، ولا امرأة لتحرق مراعي البصيرة ليفرح السادة

أيتها اللغة الملأى بالدم، يا أبخرة السِّر

كيف تشظَّيتِ كاللبن، كالأمومة، على الأشياء

أيتها الفيوضات، يا سجَّادة الشرق

أحبُّ أن أطرطش الوجوه بالقهوة والغيوم

أيها المكان، يا برغوثًا في الروح، أحب أن أنام، فلا توقظني عصا ولا حبيبة

أيها المعنى، يا ديكتاتورًا يذوب على كرسيه الهزَّاز

أحب أن أطلق ثيران خجلي لتهدم الأعالي

أيها الموت، يا منزلي الآمِن، أحب ..... لا .....

أيتها اللغة، أنا ظلِّكِ، أنت ظلي، وكلانا دونما جسد

أمُّك أمِّي: لحمٌ معلَّقٌ على عقرب الساعة

رجُلٌ من قشٍّ، وحلم، ثم جسد محيط، ثم جوقة مريضة، ثم جنس بائس يختم هذا التراب المطمئن

ثم ذاكرة على شكل عجيزة تفرُّ منها الطيور والأيام، ثم ملامح ضئيلة تنزف

ثم أحتاج قليلاً من الألوهة كي أكسر هذه المعسكرات، كي أبقى داخل الأشياء جرذًا لعينًا

فجأةً، طفلٌ طار من النافذة ليحرق السماء

فجأةً، ضيَّعتُها تلك التي تشبه خطابات الماء؛ لعقتُ غمامَها الآسن؛ تَجَوْهَرْتُ في عتمة الحنين

أوَّاااه... ها ألف عجوز خرفاء ساحرة تتقمَّصني

ها رأسي مضخة نشاز

ها شرود أبيض يسيل على فخذي

أوَّاااه... أرغب أن أموت، أن أتدحرج مع الملائكة على منحدر حزين

أن أرى الأطفال ينبتون من لعابي ويعانقون البنفسج على قمة مرآة مقوَّسة

أرغب أن ينفرط حضوري كحبَّات السبحة في فضاء أرجواني

أن تلمع ظهوراتي دمًا يابسًا يتفسَّخ في الهواء

هذا المساء فاصلة من خمر. قضمت القصيدة هذا المساء صبية. مدفأة صعقتْني بخصرها

فتبدَّيتُ حكمةً باردة، حواسًا مثقلة بالجثث

أعلم أن هذه الأنثى ملح يصرخ. يد عارية لن تهيِّئ السرير. هباء يحمحم على ساعدي

ولا شيء سوى عالم أبيض يتأكَّله الدود، سوى كتلة أقمطة تكشُّ ذباب المعنى

إذًا، لتكن أنثاي أمِّي، ولأقلْ: ضيَّعتْني الهوامشُ، يا أمِّي؛ وحنيني إليكِ طوَّحني في زنازين المطلق

ولأقلْ: حبستْني أمي في الفضاء؛ وحبستموني بين موجتين في القاموس المتعب

ولأقلْ: أمِّي، وأبدأ .....؛ ولأقلْ: لا أحد يفهم أحدًا؛ ولأقلْ: ابتعدت

***

 

هامش هذيان الجثة الطائشة

هنا لا فرق بين الطحالب والمحاكم، بين الضباب والنساء

هنا الخوف حيوان يخرج من بين أسنانه عالمٌ أعمى

هنا المكان لحظةٌ طفلةٌ يخبُّ بين فخذيها ضَجَرٌ أفَّاق

وحدي هنا أتجوَّل في عالم جدرانه مرايا

أقفز من جثتي لأقع في جثتي

يهطل عليَّ مطر حنون، فتنبت على شفتي امرأة

وتنهدم يداي الحالمتان

إذًا، أيتها البهائم، مَن سينجو من سحري وأنا ماضٍ إلى موت بِكْر؟

مَن سينجو من سحري وأنا أمرِّغ الأربابَ والسلالاتِ وعروشَ الأشياء بمواجعي الغامضة؟!

آه، يا وقتًا لم يعد سجين خطواتي؛ يا وجهي المعبَّأ بالطواحين

يا جثتي الطائشة المكشوفة دون ظل؛ يا ألله – يا أبعد إقليم في رأسي

آه، كم أنا مخمور وضائع وكذَّاب؛ كم أنا حاقد وبردان في جحر اللغة؛ كم... أنا

***

 

هامش إليك – إليَّ –

لك أن تتقعَّى على قمة الكلمة؛ لك أن تمدَّ سجاجيد روحك أمام المرأة المختارة

لك أن ترقِّع وقتك بضجر آخر؛ لك أن تحرق ما تفكِّر به وتبلِّل أصابعك بالهندسة الفارغة

لك أن تطعن صدرك بغيمة وتموت كما تشاء؛ لك أن تُنهِض عضوَك من الرماد الوهَّاج

لتقذف الذي تقذفه باتجاه العالم

لك أن تنام تحت شتاء مفتوح، أن تقيس سريرك بمذبحة، أن تشمَّ الأحلام النيئة

لك أن تبارك نواقيسَ الجوع وهي تسطع من أحشاء الروح

الرملَ، وهو يرتق أطراف البحار؛ الأنثى، وهي تنجب موتًا يتحرك؛ أصابعَك الجوَّابة، وقد ابتعدتْ عنك

لك أن تبارك كلَّ شيء خرج أو سيخرج عن طاعة هذا الكوكب المهتاج

لك أن تبكي، تبكي كإله أصيب بالشلل

والآن، آن لك أن تخرج منِّي لتدخل التمثال؛ والآن، انتبه أن لا شيء يهمًّك البتة.

***

 

هامش الأعداء

لا تستعجلوا! كلُّ شيء يأتي في موعده: الفصول، الطغاة، القصائد

ماعدا الحرية – لا تأتي أبدًا

أيها المثقلون بالأرض، استعيروا أجنحة من لغتي الشائنة

وانحدروا من صفاتكم، ادخلوا غيبوبتي، ابحثوا عن رؤوسكم في الغيم أو في الغبار

وكونوا غَجَرًا

أيها الأعداء، عذرًا! الحب مدخنة لأجسادنا الباردة، والكراهية آلهتنا الناقصة

أيها الأعداء! هذا دويُّ المذابح؛ هذا لهاث الشعراء؛ وهذي هذياناتي

بواشقي الخائفة تخرج من أناشيدي لتنقر الجدران

أيها الأعداء! مسرف، فارغ، هذا الصراخ

فالحرية عجوز ثرية، بعيدة، بلا وريث

أيها الـ.....! قصيدتي الطويلة عبثًا تمدُّ جسدها وتقف على أصابع قدميها

كي تطال حكمة الأطفال وزهوَ المجانين؛ عبثًا تحاول تقليد الله

***

 

هامش...؟

أقف أمام المرآة، أمام الـ..... لا يلزمني شيء الآن

لا يلزمني شيء

لا يلزمني

لا

1989

*** *** ***

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود