الميلاد والمولود في القرآن والأحاديث والتفاسير

المسيح ولد فمجِّدوه!

المسيح أتى من السماوات فاستقبلوه!

 

اختيار: السيد هاني فحص

 

ماذا وَرَدَ عن المسيح عيسى بن مريم في القرآن؟ وماذا قالت الأحاديث عن الميلاد والمولود؟ وكيف قام العلماء والفقهاء بتفسيرها؟

1

إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشِّرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيهًا في الدنيا والآخرة ومن المقرَّبين. ويكلِّم الناس في المهد وكهلاً ومن الصالحين. قالت ربِّ أنَّى يكون لي ولدٌ ولم يمسَسْني بشرٌ قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون. (آل عمران: الآيات 45-47)

يقول الطبري:

والتبشير إخبار المرء بما يسرُّه من خبر. وقوله "بكلمة منه" يعني: برسالة من الله وخبر من عنده. وقد قال قوم إن الكلمة التي قالها الله – عزَّ وجلَّ – "بكلمة منه" هو قوله "كن".

قال ابن عباس:

عيسى هو الكلمة من الله. وأقرب الوجوه إلى الصواب عندي هو أن الملائكة بشَّرت مريم بعيسى عن الله – عزَّ وجلَّ – برسالته وكلمته التي أمَرَها أن تلقيها إليها، أن الله خالقٌ منها ولدًا من غير بعل ولا فحل. ولذلك قال – عزَّ وجلَّ – "اسمه المسيح". والكلمة عنده هي عيسى لأنه في المعنى كذلك. وأما قوله "اسمه المسيح عيسى بن مريم" فإنه – جلَّ ثناؤه – أنبأ عبادَه عن نسبة عيسى وأنه ابن أمِّه مريم، ونفى عنه بذلك ما أضاف إليه الملحدون في الله وما قذفتْ به أمَّه المفتريةُ عليها من اليهود. وأما "المسيح" فإنه فعيل صرف من مفعول إلى فعيل؛ وإنما هو ممسوح يعني: مَسَحَه الله فطهَّره من الذنوب. ولذلك قال إبراهيم: المسيح الصدِّيق، وقال آخرون: مُسِحَ بالبركة. قوله "وجيهًا في الدنيا والآخرة ومن المقرَّبين": "وجيهًا": ذا وجه ومنزلة عالية عند الله وشرف وكرامة، و"من المقرَّبين": ممَّن يقرِّبه الله يوم القيامة فيُسكِنه في جواره ويدنيه. و"يكلِّم الناس في المهد وكهلاً": "المهد"، قال: مضجع الصبي في رضاعه. وأما قوله: و"كهلاً" فإنه ومحتنكًا فوق الغُلومة ودون الشيخوخة. وإنما عني – جلَّ ثناؤه – بقوله: "ويكلِّم الناس في المهد وكهلاً" دلالة على براءة أمِّه مما قَذَفَها به المفترون عليها، وحجة على نبوَّته، وبالغًا كبيرًا بعد احتناكه بوحي الله. وإنه كان منذ أنشأه مولودًا طفلاً ثم كهلاً ينقلب في الأحداث ويتغير بمرور الأزمنة عليه والأيام من صِغَر إلى كِبَر ومن حال إلى حال. "ربي أنَّى يكون لي ولد": من أيِّ وجه يكون لي ولد، أمن قِبَل زوج أتزوجه وبعل أنكحه، أو تبتدئ فيَّ خلقَه من غير بعل ولا فحل، من غير أن يمسَّني بشر؟ فقال لها الله: "كذلك يخلق الله ما يشاء"، يعني هكذا يخلق الله منك ولدًا لكِ من غير أن يمسَّك بشر، فيجعله آيةً للناس وعبرة. فإنه يخلق ما يشاء ويصنع ما يريد، فيعطي الولد من يشاء من غير فحل ومن فحل، ويحرم ذلك مَن يشاء من النساء، وإنْ كانت ذات بعل، لأنه لا يتعذر عليه خلق شيء أراد خلقه، إنما هو يأمر إذا أراد شيئًا ما أراد فيقول له: "كن فيكون" ما شاء مما يشاء وكيف شاء.

يقول سيد قطب في الظلال:

لقد شاء الله أن يبدأ الحياة البشرية بخلق آدم من تراب – وسواء كان قد جَبَلَه مباشرة من التراب أو جَبَلَ السلالة الأولى التي انتهت إليه من تراب، فإن هذا لا يقدِّم ولا يؤخر في طبيعة السرِّ الذي لا يعلمه إلا الله، سرِّ الحياة التي لابست أول مخلوق حي، أو لابست آدم إن كان خلقه مباشرة من التراب الميت! وهذه كتلك من صنع الله. وليست واحدة منها بأَولى من الأخرى في الوجود والكينونة. من أين جاءت هذه الحياة؟ وكيف جاءت؟ إنها قطعًا شيء آخر غير التراب وغير سائر المواد الميتة في هذه الأرض. شيء زائد، وشيء مغاير، وشيء ينشئ آثارًا وظواهر لا توجد أبدًا في التراب ولا في مادة ميتة على الإطلاق. هذا السر من أين جاء؟ لا يكفي أننا لا نعلم لكي ننكر أو نهذر. نحن لا نعلم، وقد ذهبت سدى جميع المحاولات التي بذلناها، نحن البشر، بوسائلنا المادية لمعرفة مصدرها، أو لإنشائها بأيدينا من الموت! نحن لا نعلم. ولكن الله الذي وَهَبَ الحياة يعلم. وهو يقول لنا: إنها نفخة من روحه. وان الأمر قد تمَّ بكلمة منه: "كن فيكون". فأما مريم، الفتاة الطاهرة العذراء المقيدة بمألوف البشر في الحياة، فقد تلقَّت البشارة كما يمكن أن تتلقاها فتاة، واتجهت إلى ربِّها تناجيه وتتطلع إلى كشف هذا اللغز الذي يحيِّر عقل الإنسان، قالت: "ربي أنى يكون لي ولد"؟ وجاءها الجواب، يردها إلى الحقيقة البسيطة التي يغفل عنها البشرُ لطول ألفتهم للأسباب الظاهرة لعلمهم القليل ومألوفهم المحدود.

 

2

واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانًا شرقيًّا. فاتخذت من دونهم حجابًا فأرسلنا إليها روحنا فتمثَّل لها بشرًا سويًّا. قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيًّا. قال إنما أنا رسول ربِّك لأهبَ لكِ غلامًا زكيًّا. قالت أنَّى يكون لي غلام ولم يمسسْني بشر ولم أكُ بغيًّا. قال كذلِكِ قال ربك هو عليَّ هيِّن ولنجعله آيةً للناس ورحمةً منَّا وكان أمرًا مقضيًّا. فحملتْه فانتبذتْ به مكانًا قصيًّا. فأجاءها المخاضُ إلى جذع النخلة قالت يا ليتني متُّ قبل هذا وكنت نسيًا منسيًّا. فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربُّكِ تحتك سريًّا. وهزِّي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبًا جنيًّا. فكلي واشربي وقَرِّي عينًا فإما تَرَيِنَّ من البشر أحدًا فقولي إني نذرت للرحمن صومًا فلن أكلِّم اليوم إنسيًّا. فأتت به قومَها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئًا فريًّا. يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سَوءٍ وما كانت أمُّكِ بغيًّا. فأشارت إليه قالوا كيف نكلِّم مَن كان في المهد صبيًّا. قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيًّا. وجعلني مباركًا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حيًّا. وبرًّا بوالدتي ولم يجعلني جبارًا شقيًّا. والسلام عليَّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أُبعَثُ حيًّا. (سورة مريم: الآيات 16-33)

يقول الطبري:

... عن قتادة، "إذ انتبذت من أهلها مكانًا شرقيًّا"، قال: شاسعًا متنحيًا. وقيل إنها صارت بمكان يلي مشرق الشمس، لأن ما يلي المشرق عندهم كان خيرًا مما يلي المغرب، وكذلك عند العرب في ما ذُكِر. وقوله: "فاتخذت من دونهم حجابًا"، يقول: فاتخذت من دون أهلها سترًا يسترها عنهم وعن الناس، لأن الله أظلَّها بالشمس وجعل لها منها حجابًا. "فأرسلنا إليها روحنا"، قال: عن وهب بن منبه: وجدت عندها جبريل قد مثَّله الله "بشرًا سويًّا"، فتشبَّه لها في صورة آدميٍّ سوي الخلق منهم، يعني في صورة رجل من بني آدم معتدل الخلق. "قالت إني أعوذ بالرحمن منك": فخافت مريم رسولنا، وظنَّتْه رجلاً يريدها على نفسها، فقالت: إني أعوذ أيها الرجل بالرحمن منك، تقول: أستجير بالرحمن منك أن تنال مني ما حرَّمه عليك إن كنتَ ذا تقوى. قد علمت أن التقي ذو نهية. "لأهب لك غلامًا زكيًّا": الطاهر من الذنوب. "قالت أنَّى يكون لي غلام"؟ "قال ربُّك هو عليَّ هيِّن": أي خَلْق الغلام، وكي نجعل الغلام الذي نَهَبُه لك علامةً وحجةً على خلقي. "وكان أمرًا مقضيًّا": أي أن الله قد عزم على ذلك، فليس منه بدٌّ. "فحملته فانتبذت به"، قال: طرحتْ عليها جلبابَها لما قال لها جبريل ذلك، فأخذ جبريل بكمَّيها، فنفخ في جيب درعها – وكان مشقوقًا من قدَّامها – فدخلت النفخةُ صدرَها، فحملت. فأتتْها أختها امرأة زكريا ليلةً تزورها، فلما فتحت لها الباب التزمتها، فقالت امرأة زكريا: أشعرتِ أني حبلى؟ قالت مريم: أشعرتِ أني حبلى أيضًا؟ قالت امرأة زكريا: إني وجدت ما في بطني يسجد لما في بطنك. فذلك قوله مصدِّقًا بكلمة من الله. "مكانًا قصيًّا"، عن السدي، قال: لما بلغ أن تضع مريم خرجت إلى جانب المحراب الشرقي منه، فأتت أقصاه، فأجاءها المخاض.

قال ابن عباس:

"فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة"، فقال بعضهم: كان ذلك في أدنى أرض مصر وآخر أرض الشام، وذلك أنها هربت من قومه لما حملت فتوجهت نحو مصر. عن وهب بن منبه يقول: لما اشتملت مريم على الحمل، كان معها قرابة لها يقال له يوسف النجار، وكانا منطلقين إلى المسجد الذي عند جبل صهيون، وكان المسجد يومئذٍ من أعظم مساجدهم. فكانت مريم ويوسف يخدمان في ذلك المسجد في ذلك الزمان. وكان لخدمته فضل عظيم، فرغبا في ذلك يليان معالجته بأنفسهما تحبيره وكناسته وطهوره وكل عمل يُعمَل فيه، وكان لا يعمل من أهل زمانهما أحدٌ أشد اجتهادًا وعبادة منهما. فكان أول مَن أنكر حمل مريم صاحبها يوسف. فلما رأى الذي بها استفظعه وعظم عليه وفظع به، فلم يدرِ على ما يضع أمرها. فإذا أراد يوسف أن يتهمها ذَكَرَ صلاحَها وبراءتها وأنها لم تغبْ عنه ساعة قط، وإذا أراد أن يبرِّئها رأى الذي ظهر عليها. فلما اشتد عليه ذلك كلَّمها، فكان أول كلامه إياها أن قال لها: إنه قد حدث في نفسي من أمرك قد خشيتُه، وقد حرصت على أن أُمِيتَه وأكتمه في نفسي، فغلبني ذلك، فرأيت الكلام فيه أشفى لصدري. قالت: فقل قولاً جميلاً. قال: ما كنت لأقول لك إلا ذلك، فحدثيني: هل ينبت زرعٌ بغير بذر؟ قالت: نعم. قال: فهل تنبت شجرةٌ من غير غيث يصيبها؟ قالت: نعم، ألم تعلم أن الله أنبت الزرع يوم خَلَقَه من غير بذر، والبذر يومئذٍ إنما صار من الزرع الذي أنبته الله من غير بذر؟ أولم تعلم أن الله بقدرته أنبت الشجر بغير غيث، وأنه جعل بتلك القدرة الغيث حياةً للشجرة بعدما خلق كل واحد منهما واحدة؟ أم تقول: ألن يقدر الله على أن ينبت الشجر حتى استعان عليه بالماء، ولولا ذلك لم يقدر على إنباته؟ قال يوسف لها: لا أقول هذا، ولكني أعلم أن الله – تبارك وتعالى – بقدرته على ما يشاء يقول لذلك كن فيكون. قالت مريم: أولم تعلم أن الله خلق آدم وامرأته من غير أنثى ولا ذكر؟ قال: بلى. فلما قالت له ذلك، وقع في نفسه أن الذي بها شيء من الله وأنه لا يسعه أن يسألها عنه، وذلك لما رأى من كتمانها لذلك. ثم تولَّى يوسف خدمة المسجد وكفاها كلَّ عمل كانت تعمل فيه، وذلك لما رأى من رقة جسمها واصفرار لونها وكلف وجهها ونتوء بطنها وضعف قوتها ودأب نظرها، ولم تكن مريم قبل ذلك كذلك. فلما دنا نفاسها، أوحى الله إليها أن اخرجي من أرض قومك، فإنهم إن ظفروا بك عيَّروكِ وقتلوا ولدك. فأفضت ذلك إلى أختها، وأختُها حينئذٍ حبلى وقد بُشِّرَتْ بيحيى. فلما التقيا وجدت أم يحيى ما في بطنها خرَّ لوجهه ساجدًا معترفًا لعيسى. فاحتملها يوسف إلى أرض مصر على حمار له، ليس بينها حين ركبت وبين الأكاف شيء. فانطلق يوسف بها، حتى إذا كان متاخمًا لأرض مصر في مُنقطع بلاد قومها، أدرك مريم النفاس، ألجأها إلى آريِّ حمار، أي مذود الحمار، وأصل نخلة، وذلك في زمان أحسبه بردًا أو حرًّا. فاشتد على مريم المخاض. فلما وجدت منه شدةً التجأت إلى النخلة، فاحتضنتها واحتوشتها الملائكة، قاموا صفوفًا محدقين بها. وعن وهب بن منبه، قال: لما حضر ولادها – يعني مريم، وجدت ما تجد المرأة من الطلق – خرجت من المدينة مغربةً من إيلياء حتى تدركها الولادة إلى قرية من إيلياء على ستة أميال يقال لها بيت لحم. فأجاءها المخاض إلى نخلة إليها مذود بقرة، تحتها ربيع من الماء، فوضعتْه عندها.

ابن عربي

يقول ابن عربي في تفسيره (ج 2، ص 11-16):

"المكان الشرقي" هو مكان العالم القدسي لاتصالها بروح القدس عند تجرُّدها وانتباذها عن مكمن الطبيعة ومقر النفس. و"الحجاب" هو حظيرة القدس الممنوع من أهل عالم النفس بحجاب الصدر، الذي هو غاية مبلغ علم القوى المادية. "فأرسلنا إليها روحنا" وإنما تمثَّل لها بشرًا سويَّ الخلق، حَسَنَ الصورة، لتتأثر نفسُها به وتستأنس، فتتحرك على مقتضى الجبلَّة ويسري الأثرُ من الخيال إلى الطبيعة. "ألا تحزني قد جعل ربك تحتكِ سريًّا": أي جدولاً من غرائب العلم الطبيعي، وعلم توحيد الأفعال الذي خصَّكِ الله بها واصطفاكِ، كما رأيت من تولد الجنين من نطفتك وحدها. "وهزِّي إليك بجذع النخلة": نخلة نفسك التي بسقت في سماء الروح، باتصالكِ بروح القدس، واخضرَّت بالحياة الحقيقية، بعد يبسها بالرياضة وجفافها بالحرمان عن ماء الهوى وحياته، وأثمرت المعارف والمعاني؛ أي حرِّكيها بالفكر، "تساقط عليك رطبًا جنيًّا" من ثمرات المعارف والحقائق، أي من فوقك رطب الحقائق والمعارف الإلهية وعلم تجلِّيات الصفات والمواهب والأحوال. "واشربي" من تحتك ماء العلم الطبيعي وبدائع الصنع وغرائب الأفعال الإلهية، وعلم التوكل وتجلِّيات الأفعال والأخلاق والمكاسب. "فإما تَرَيِنَّ من البشر أحدًا": أي من أهل الظاهر المحجوبين عن الحقائق بظواهر الأسباب، وبالصنع والحكمة عن الإبداع والقدرة. "والسلام عليَّ" في المواطن الثلاثة، كما على يحيى، لكون ذاتي مجردة مقدسة، لا تحتجب بالمواد، حتى في الطفولة؛ إذ معنى "السلام" التنزُّه عن العيوب اللاحقة بواسطة تعلق المادة.

ومن نهج البلاغة يقول علي بن أبي طالب في ابن مريم:

أ‌.        وإن شئت قلتُ في عيسى بن مريم – عليه السلام – فلقد كان يتوسد الحجر، ويلبس الخشن، ويأكل الجشِب، وكان إدامه الجوع، وسراجه بالليل القمر، وظلاله في الشتاء مشارق الأرض ومغاربها، وفاكهته وريحانه ما تنبت الأرض للبهائم، ولم تكن له زوجة تفتنه، ولا ولد يحزنه، ولا مال يلفته، ولا طمع يذله، دابته رجلاه، وخادمه يداه.

ب‌.     يا نَوفُ طوبى للزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، أولئك قوم اتخذوا الأرض بساطًا، وترابها فراشًا، وماءها طيبًا، والقرآن شعارًا، والدعاء دثارًا، فرضوا الدنيا فرضًا على منهاج المسيح.

*** *** ***

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود