من وحي قلب2

 

ثناء درويش

 

لك ما شئتَ من منطقْ
وفكرٍ يشرحُ المطلقْ
ونظرتك عن الدنيا، عن الدينِ،
عن الوطن، عن الكونِ
وحتمًا قلبي قد صدَّقْ.
ولي منك بريقُ الحبِّ في العينِ
وبسمتك كما الصبحِ إذا أشرقْ
ولهوُ الطفلِ لم يكبرْ
يجرجرني إلى اليمِّ
فأغرق في مدى الأزرقْ
وسحر الفنِّ يذهلنا
كم يبدع وكم يخلقْ
فهيَّا أيها الإنسان
نرقص رقصةَ الزنبقْ
فتفضحُ عطرنا الريحُ
بأن لا فكر فرَّقنا
بل الحبُّ بنا أورقْ.

*

أيقول النسرُ للذئب:
لم لا تطيرْ
ما دام رأى
أن الاستعدادَ والقوةَ
شرطان لازمان
لهكذا كينونة
ولا أقول مصيرْ.

*

أنا لست أدري كيف أغنيتي علتْ
حتى طغتْ
على أزيز فكرهم
لا... ولا كيف ظنُّوا قنابلاً
أقلام تلويني.
لا تلوموهم صغاري
إن بعض الظنِّ حقٌّ
ستفجِّر الدنيا
أراجيف جنوني.

*

دخلت ال التعريف على الموؤدة تعرِّفها
لكنها بقيت في أمَّة العرب نكرةْ
لماذا!؟
سألتها متعجبة، مستنكرةْ
قالت:
ذنبي بأني كنت نفسي
لا نسخًا مكرَّرةْ
في كلّ عصرٍ، في كل مرَّة
دُفنت حيَّة في التراب
وسأبقى إلى ما يشاء
الحقيقة المغيَّبة المستترةْ.

*

يا تفاحة... يا تفاحةْ
يا بوح حواء في أذن الحبيب
ما كان لنفسه راحةْ
سأبقى الباب إليه... سأبقى مفتاحهْ
سرُّ الحكايةِ... في واو الغوايةِ
والحيَّةُ
حيوةٌ
حين عري الكلمات من مفاهيمها
بوحِ الإباحةْ.

*

لم يعد الغنوص سرْ
ولا العرفان على الخواص حكرْ
فاحمل أخي الإنسان
صليب خيرك والشرْ
بلا وعدٍ ولا وعيدٍ
وارتمس في الحبِّ
لم أر كالحب طهرْ.

*

قالوا:
أما يئست
من نثرها حروفك عبثًا
في الهواءْ.
قلت:
سأظلُّ أنثر عبثي
إلى يوم بعثي
حتى تصبح كلماتي
أوكسجينًا في رئة طفلٍ
ذات شهيق
ذات لقاءْ.

*

قدر أعمى اسمه الصدفةْ
كان يتنصَّت على وجيبِ قلبي وهتاف اللهفةْ
لم يقرأ "لا تجسسوا" فاغتابَ الغيبَ
ونبس ببنت شفةْ
فكنت أيها الإنسان الكلمة المختلفةْ.

*

في بلدي يرتدي الجميع وجوه العجائز
حتى الصغارْ
قد تعلموا في مدارسِ التركيبِ والتعقيدِ
أن الطفولةَ عيبٌ وعارْ
هنيئًا... هنيئًا لأمتي
روعة الانتصارْ.

*

عبثًا أبحثُ عنك
في ثنايا الذاكرةْ
كأنني نسيتك
كأنك ما كنت إلا
شهقةً حائرةْ.

تراك حجبتني عنك حبيبي
بالدموعِ، والجموع الثائرةْ
لأشهد... وأكتب أوراقيَ السافرةْ.

*

قد أفقد الأشياءْ
الصورَ والأسماءْ
وما شئت من هوياتي أو ذكرياتي
والماء والهواءْ
لكني هيهات أفقدك
يا أنت... يا أنا
يا ياء النداءْ.

*

يا قومُ... يا قومُ
من ردَّه اللومُ
لكان ابن الأمسِ
وعافه اليومُ
من يبصر السمكَ
أستاذه العومُ؟؟!!

*

دم... دمع
دمى... دمارْ
ويطول ليل الانتظارْ.

*

سلام الندى
لحرية الاختيار في المبتدا
لأغنية تضلُّ الطريق إليه
وما همُّها من إليها اهتدى.

*

حديث الشفاه أجمل
لكن حديثَ الصمتِ أسمى
وليس من لاذ بالصمت
كمن تكلَّم به.

*

ذات شتاءْ
أودعتُ سرِّي ديمةً
قلت... أنثى هي مثلي
بسرِّي لن تبوحْ
ماذا فعلت ديمتي
ها كلُّ ورد خميلتي
يتمايلُ على إيقاعِ سرِّي المفضوحْ.

*

ما أكثر الأرباب في وطني
فأي ربٍّ أتبع
يا أيها الإنسانْ
الكلُّ يدعوني إليه
وأنت تدعوني إليّ
لأكون ذكرك واللسانْ.

*

من قال أن الخيرَ وحده مبدعُ
للشرِّ أيضًا فنٌّ وإبداعُ
انظره لوَّن بالسواد سماءنا
والعين ترقبهُ
والقلبُ ملتاعُ.

*

رأى بأمِّ عينه
ترى أليس للعين أب!؟؟

*

ورمت بوجهي بعض أوراقي:
"هذا الذي بالأمسِ قد خطَّت يمينك
هل تنكريه
وأين أنت اليوم
من حرفه الراقي!!؟؟"
لا أنكر

اليوم جلدي قد أتى
يشهدُ عليّ
في نار أشواقي.

*

وتقول أنك تحبه
وغير المحبة ما لديكْ!!
هل أنت واثق أنك لن تنكره ثلاثًا
قبل صياح الديكْ؟؟!!

*

يوم نكفُّ عن الإشارة للآخر
على أنه شيطانٌ
سيكون فاتحةَ كينونة.

*

رأيت الحياة عجوزًا
تغزل بصمتٍ
على منوال الزمن
أثوابًا... بل أجسادًا
ثم تنقض غزلها آخرَ النهار.

*

سلامٌ يهتكُ سجفَ الخفايا
ليعمرَ الكون بلون المرايا.

*

الوجوه التي عرفتها لسنين عن بعدْ
تضيع مني ملامحها
ما بين "مع" و"ضدْ"
"صدِّق ولا تثقْ"
قانونٌ لازمٌ مؤكّدْ.

*

وُلدت الكلمةُ عذراءْ
كورقةٍ بيضاءْ
فحبلت بمفاهيمِ البشر
مروا عليها جميعهم
واقعوها
وفرحوا بأحرف الهجاءْ.

*

كلما أطلَّ طفل أعماقنا
من ثنايا التراب
كنور شمسْ
ليلثغ أولى حروفه
في يوم عرسْ
رمقته عين محذِّرة:
"صه... وبسْ"
رُفعت سبابةٌ على فمٍ مستنكرة:
"إياك... هس"
وأُغلق فمه بكفٍّ قادرة:
"في الحال إخرس"
يا أفعال الصمت والتصميت ما أقساك
كأنك قلبٌ
من غير حسْ.

*

بين قبلة وقنبلة
نونُ اللحظةِ الموقوتةْ.

*

أخشى ما أخشاهْ
أن نعتادَ الموتَ
حتى يفقد معناهْ
ويصيرُ الدمعُ غريبًا
أمام مدادِ الدم
وتختنقُ في الصدر الآهْ.

*

حتى الأوكسجين يصبح خانقًا
في شهيقٍ طويل
وتفقد صبركْ
أيها الزفيرُ
آه لو يدرون قدركْ.

*

يضحكُ الماسُ في سرِّه
ضحكةً مجاهرةْ
على الإنسان
كم تخونه الذاكرةْ
بالأمس كان فحمًا
ناداه: "يا أسود الوجه"
واليوم يتباهى بطوقهِ
في سوقِ المفاخرةْ.

*

الكلُّ يتحدث عن سحبِ البساط
وبساطُ الريح يضحكُ في وحدته
وهل على فم المجنون رباطْ؟؟!!

*** *** ***

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود