تقنيات اللحظة الكونية: في الروحانية الذكية

 

وليد عبدالله

 

لحظة1: حرية الروح

1

قال لي: لا فضل لي عليك، ولا نقص يجمعك بي. فإن خاطبتني بلغة النقص، فاعلم أن كمالي تهمة تشير بإصبعها إليه.

2

وهمس في أذني وقال: إنك ماهر في الإيمان والنكران، فأنا أفرح بنكرانك ونسيانك لي وأنت حر... وأخجل من ذكرك لي وأنت عبد.

3

قال لي بفرح: كن مبدعًا لأنك لحظتي التي أحبها في الكون.

***

لحظة 2: الحب الكوني بين الذات والذات

1

قال لي: محبتي لك تفوق كوني كله... فما هو فائض منها يسمى الألم والعذاب والوجع والخوف والهروب الذي يصاحب كل شي...

2

وأنت اخترت أن تعيش دائمًا في الفائض من قيمتي، وفيها تظهر ملامح غضبي عندما تريد أن تكون المستجدي القاهر والقاتل والعبد والمنافق والهامش في وجودي والفائض من كل كوني والمعدوم في حضرتي والعبد في معاملتي.

3

لهذا يتطاير الغضب كالنار من أفواه معرفتي تحرقك والطبيعه معًا. هنا تظهر قهاريتي وسطوتي عليك، وتدعوني إلى أن أشدك من رأسك حيًا وأرميك للعدم. وتتطاير لحظاتك كالكرستال في كوني كله. وتظهر صورك في الكون، في كل قلبي، تلوح بيدك لي. بعدها أشعر بالندم، فأمد يدي لأخرجك، وأمد يدي إلى قلبك وأخرج لحظتك الكونية وأطفئ بها أسماء جلالي وقهاريتي واحدًا تلو الآخر. يحتم عليك ألا تعبث بلحظتك الكونية، هي حياتك عشها كلها ولا تفرط بها، ولا يسرقونها منك في التأجيل. وأجلسُ صامتًا أنظر إليك لتنام أنت والطبيعية بهدوء.

4

قال لي: اللحظة الخلاقة في الكون هي حقيقتي فامسكها بحب ولا تفرِّط بها أبدًا.

***

لحظة 3: حلم الحقيقة وحلم الفراغ

1

قال لي: بين كل حلم وحلم حلم طويل، وحياة مؤجلة، وجنان تفوح منها روائح الدم واللذة. وقطيع العبيد يمضي إلى السراب بلا رجعة.

2

وبين كل حلم وحلم يقظة يظهر بها أحرار الكون يمجدون الحياة ويصنعون نبيذ المعرفة وسكر العلوم ويبتكرون وينشرون معارف الإنسانية والعشق والحب كالهواء في رئة السائرين نحو الحقيقة، فيعذبون ويقتلون وتُعلَّق روؤسهم على أصنام دياناتي، وهم شواهد الدهر تقطعهم أيادي العبيد الذين يتسيدون على أربابهم بعبوديتهم الخاوية من المعنى والتي تقابل الفراغ بلا قيمة.

3

فامضِ لوحدك بعيدًا ولا تستيقظ يقظيتين واحدة تلو الأخرى فيمسحك عبيدي من دفاتري إلى الأبد، وسيفعلون كل ذلك باسمي، وباسم كتبي وعناويني المقدسة، ولا يحق لي المطالبة بعناوينك من جديد.

4

حزني ينزل دمعًا من ذهب المعرفة وفضة الرؤية على قلبك الأبيض. ويبقى حزني ووجعي عليك كبير، وأنا أراهم أمام عيني يضعونك علامة للكفر في خرائط الوجود وعنوانًا كبيرًا للنسيان. التفتَ يمينًا ويسارًا وهمس لي: اعبدني بالنسيان أفضل لي ولك... فأنت نسياني في العالمين.

***

لحظة 4: لحظة التواصل والاتصال

1

قال لي: لم أتحدث مع أحد كما يتصور العبيد، ولم أكلم أحدًا كما تخيَّل البعض، فلا خطاب قريب يستدعي معرفة بعيدة، ولا عرفان بعيد يمتطي حصان التأويل يقترب مني.

2

همس في أذني وقال: أنا أعترف بأننا تكلمنا مع بعض، وتحدثنا وجهًا لوجه، وعشقنا بعضنا بلا مسافات، وقتل بعضنا الآخر أكثر من مرة، وأحببنا حد التمازج، وسكرنا حد القهقهة والصراخ على كل شي، وتواعدنا كصديق مع صديقه وحبيب مع حبيبه أو كعابر سبيل مع مقيم أبدي في خرائط نفسك الملتهبة... ويبقى عتبي عليك كبير عندما تتلاعب بدفاتر صوري وتؤرخني في سجون السيد الأبدي وتحولني إلى (فراغ وكتاب وسيف وسلطان ومقبره)؛ فأنا خطابك وأنت معناي. استيقظ إذًا وكفى تعذب نفسك بأسمائي.

3

وقال لي: أنا فراغك في الكون وأنت امتدادي فيه. وحضوري فيك بلا معرفة هو بداية الحرب. وإنْ عرفتني بدون أن تأخذ لحظتك معك ستبقى تحلم في النهاية والأبد، فمعرفتك قبرك وكتابك المقدس. وإنْ هربت من التغير والتبدل والإبداع والاكتشاف ابتليتك بالرموز والألغاز، التي لا يكفي عمرك الكوني كله لحل واحدة منها وأنت محجوب بعبوديتك التي أكرهها، فهي مقبرتي الوجودية، وإنْ تمسكت بها حكمت عليك لتعيش معها كالموت ينمو معك وفيك كي تحيا إلى الأبد في خرائط الطلاسم وتموت في الأمنيات والتأجيل.

4

قال لي: أعشقك بقدر حريتك معي، وأريدك أن تصبح في بيتي سيد السلام والمحبة وتنام على وسادتي ولا تحلم بالحرب والتدمير والعنف وتتمدد مع الطبيعة وتنام، فأنتم توأم روحي والحقيقة.

***

لحظة 5: لحظات عقلية في ثوب كوني

قال لي: فكر بنفسك.

-       لماذا توقفت عن صنع الحقائق وغرقت في بحر الأوهام التي تحكمها هواجسك المجنونة؟

-       لماذا تعلِّق على حائط محبتي كل أخطائك، وتدعوا العالمين لسبي ولعني والسخرية مني؟

-       لماذا توقفت عن صناعة المعرفة الحقة من أجل أن تسد فراغ نفسك بعالم حقيقي، وتعالج مجاهيلك بقدرة عقلك على السمو والتطور والنضوج؟

-       لماذا هجرت لحظتك الروحانية النظيفة عن اكتشاف تطور معناي في معناك؟

-       لماذا ضخمت أقوالي وكتبي المقدسة حد الهوس، وقتلت أبنائي من أجل صراع اللغة والكلام المقدس؟

-       هل كل هذا من أجل أن تعبدني؟ من أجل أن تحبني؟ من أجل أن تتفوق على غيرك بي؟ من أجل أن تسلب حرية الآخرين باسم عبوديتك؟ اترك نفاقك من أجل مجد فارغ واترك توسلك الفارغ من القيمة، وغادر هذيان العبارة وتكاشف معي في لحظة ذاتك، ولا تتسر بإيمانك ودينك عني... فألعن كوني فيك وأغيب إلى الأبد.

-       هل نسيت نفسك؟

-       أنت اكتشفت الدين كي يكون بيتك الذي تردد به أسمائي، وصَمَتُ عن هذا من أجلك. وكان كوني أولى بصلاتك على نفسك، ونموك ونضوج معارفك فيه. افعل وصالح نفسك من أجلك.

-       لماذا استهلكت نفسك بسواد حروفي المقدسة؟

-       لم أدعوك للعبادة كي تكون قاموس سجونك المؤبدة وصلوات هزائمك المكررة.

توقف عن هذا العمل، واعلم أن مساحتي هي فضاء المحبة وأن لحظتك هي كوني، فالحق بذاتك قبل أن تغادرك المعرفة وكن معاصرًا لها، ولا يخذلك التاريخ فتكون حصانًا أعرج تميطيك أقوال العاجزين عن إنتاج تطور المعارف والعلوم والفنون.

كف عن هذا العمل، واهجر أصنامك المعممة والعائمة ببحر اللغة التي لا ساحل لها، والكلام المبعثر في الهواء، ولا تفتح أبوابك ألسنتك لمقابر تيجان الحروف المقدسة وأحلام الموتى، ولا تمُت في داخل كتاب مقدس به ستكون عبارة عن مفتاح صغير معلق برقبة الوهم وقفل ضائع مرسوم على ساحل بحر وسخ.

-       تطهر بإخراج نفسك من وهم الوصول.

-       تطهر من أوهام تنال بها رضاي بذبح أخيك.

-       تطهر من خرافات المكاشفة والعيش على الأحلام.

-       تطهر من اطمئنان نفسك على حساب خوف الآخرين.

همس في أذني وقال: امنحك إجازة مفتوحة وطويلة راجع بها ذاكرتك وعقلك ونفسك وذاتك وجسدك، وعندما تشعر بأنك إنسان نتواصل ونتصل مع عهد جديد.

-       لا تكن الحرف المعطل في معناي.

***

لحظة 6: الإنسان نافذة لرؤية الحقيقة الكونية

1

قال لي: أنت نافذتي الوحيدة التي أرى بها العالم واستمتع به.

أرى... لذاتي ومتعي

وفرحي وحزني

وحياتي وموتي

ولغتي وكلامي

ومعارفي وأفكاري

وأحلامي ويقظتي

وأوهامي وحقيقتي

وخرافتي وأساطيري

ودموعي وضحكتي

وانتظاري وغيابي

وأخيلتي وأنفاسي

وأحب أن أجلس الآن معك في المقهى وأشرب الشاي

وأتمشى في المدن بصحبتك

وفي الليل نحتسي الخمر ونسكر بالمحبة

وننام معًا ونحتضن بعض

وأشتم عطر الورد

وأرى البحر الهائل العظيم

وألمس العالم كله من خلالك.

2

وهمس في أذني وقال: لكني استقيظت فزغًا وصدمت حين رأيتك في الحلم والحقيقة، وشممت أنفاسك عن قرب.

كيف تدمر نفسك بنفسك؟

لم أصدق ما تفعله بنفسك.

توجعت لحظتي عليك، وتقلبت على فراشي بمرارة كبيرة، وأنا أنظر إليك وأصمت.

هكذا شاهدتك مرارًا تتألم بصمت وأنت تقرر تركي ونكراني والتخلي عني.

حينها قررت أن أغلق نوافذ بيتي في الطابق الأعلى،

وأحجب ضحكتي عنك وأفتح أبواب سدود دموع تنهمر مرارة وحسرة عليك وأتركك إلى الأبد.

3

من أنت؟

أنا لا أعرفك.

وأسأل نفسي كثيرًا: من هؤلاء الذين يرددوا أسمائي كل الوقت؟

بها يأكلون وبها يشربون ويتناكحون ويتحاربون، وبها يذبحون بعضهم بعض ويدفون مواتهم بقربي.

وأنا أسمع أدعيتكم كل الوقت وأغلق مسامعي وأصمت.

4

تدعوني، وتقول لي، وتقول لي... وأسمع قولك وأذهب بوجهي بعيدًا عنك.

وتقول لي: انظر إلينا يا رب، نحن نقدس أسمائك. انظر إلينا ماذا فعلنا بأنفسنا من أجلك.

نحن قرابينك وعبيدك نذبح بعضنا ونسرق الفرح من بعضنا من أجلك،

ونطش الحزن كالمطر من أجلك،

ونمزق قلوبنا بسكاكين الوهم واللغة الصماء من أجلك،

ونحتسي النفاق والخديعة والمكر من أجل أن نرضيك ونوحِّدك،

ومن أجل أن نذكرك ونمحوا ذكرنا...

انظر إلينا لقد سئمنا الفراغ.

أو ربما أنت الفراغ ...

5

قال لي: كيف أنظر إليكم ولا أتالم... وتتألم أكواني كلها،

وأنتم تكتبون اسمي على سيوفكم، وبها تذبحون بعضكم وتكبِّرون وتهلهلون باسمي،

وتقطعون رأس الطفل والشيخ والمرأة باسمي،

وعلى الأطفال تتجرأون وتحرقون زمنهم وتعبثون بلعبهم باسمي،

وتفرضون على النساء أحمالاً قاسية باسمي،

وتحرقون رسائلي الأصلية التي أرسلتها لكم وتستبدلوها بأخرى مزيفة تحمل ختمي واسمي،

وتفرضون بها عقوبات تسمونها عبادات تسرق أوقاتكم وتفرِّغ الحقيقة من معناها.

زورتم كل شي من أجل السلطان والمال في الدينا والخلود في الآخرة. هذه خديعتك الكبرى.

هل تريدني أن أسترك بعد الآن؟ أنت فضيحتي الكبرى. لن أسترك بعد الآن.

وأنا قبلتُ أن أصنع لكم ما شئتم من الجنان والنيران والسراط والقيامة، وكوَّنتها وفق ما ترغبون.

لن أستركم وأنا أنظر إليكم وأنتم تحشرون ضحاياكم في قيامتي وعلى مقاس كلماتكم المقدسة.

كيف لي أن أستركم وأنا أرى كلماتي في كتبكم المقدسة تتحول إلى رصاص قاتل يتطاير من أفواه عبادي ليستقر في صدور الأحرار فكلاهما يتحولان كلمات ملقاة في فم التاريخ.

وهمس لي وقال: أكثر ما يؤلمني عندما أرى أبنائي يحشرون ويقتلون على نوايا قاتليهم.

6

أنا لا أعرفك حقًا، ونافذتي مغلقة إنْ أردت افتحها بيديك كي أرى وجه إنسان.

***

لحظة 7: لحظات هل تعرفني حقًا

1

قال لي: من أنا؟

2

همس في أذني وهو يتأفف بحرقة وقال: هل تعرفني حقًا؟

هل تعرف ماذا تفعل وأنت تصنعني وتطلقني من فمك كلامًا في الهواء كطير بلا أجنحة،

وترسمني كحرف مسجون على أوراق صفراء لا تستقر عليها غير دموعك المنهمرة وبحثك المجنون عني بين السطور والعبارات واللغات المبتورة،

فتجعلني كبحر عظيم من الألم والخوف والجلال والفرار تفيض به على العالمين فيسكرون بجروحهم إلى الأبد.

3

أنتم غرقى في بحر أسرار أوهام خلودكم الأبدي، والموت صامت كالعادة. وأنتم كائنات مهوسة بالكلام.

أنتم صنعتم من اسمي متاهات لصحراء الكلمات المقدسة، ومن رسمي وديان العبارات المقطعة.

أنتم تتشفعون باسمي الجامع (الله) الذي غادر معناه منذ أول حرف خط على الأرض، ورحل يحمل حقائب كتبكم في قواميس لغتكم المتمرسة التي ملئت بالنقط والعلامات وربطت تيجان مملكتي بخيوط حصان الشعر الجامح، وملئت بطون المعارف بهوس حروف الجر، وطغيان سلطة المفاعيل، وخيبات المفعول به، وكثرة الصفات التي لا تعمل، وهوس عروش المستحيلات، وحراس المبني للمجاهيل، وانتظارالغائب، وارتجاف الإنسان الخائف من صمت الموت، وتسلُّط العابد، وسيادة الاستعارة، وابتهاج المجاز، وطغيان البلاغة، وفيوض لعنات أخوات اللغة والكلام، وقهقات امتلاء قاموس فقهاء الطهارة بمياه آسنة ونجسة وملوثة، وتذمر فاقدي الطهورين من خرافة الماء المقدس، وأوجاع الجسد الغارق في ألم انتظام العبادات، والتأخر والتقدم والنسيان، وخرف فاقدي الذاكرة، وأمراض خرطات أعضائك التناسلية، وعلوم فائضة على الحياة، وهوس الحيض والنفاس، واسترقاق العبيد، واللعب المجنون بطرق التزاوج وفصول النكاح، والثقوف السوداء للنساء ودخلوهن وخروجهن وضياع اللذة والسعادة والاستمتاع.

4

وأكثر جروح الوجود التي تؤلمني وتوجع قلبي... قربنة أجساد العالمين باسمي تحت راية الجهاد المقدس.

لقد ضاع كل شي،

ولم تبقى غير معرفة علوم الترك والنسيان،

والمغادرة لكل طرق الخداع والزيف والتجهيل المتعمد والتخفي بسمائي اللغوية

والعمل بروحانية الذكاء لتنظيف العقل والذاكرة من أنجاس علوم الفراغ.

5

آه آه آه... يا حسرتي على نوافذي المغلقة متى تفتح من جديد؟

هل تتذكر حين جلسنا نشرب القهوة في الركن الأخير من الزمن...

نظرت إليه بحب ونظرت إليك بغرام عظيم،

وحين لمست يديك كأني أمسكت الفراغ الذي أبحث عنه...

من يومها لم نلتق ولم أحتس القهوة مع أحد.

وبقيت أنظر إلى العالم من وارء النافذة المغلقة لوجهك الغائم وبخار فمي الأبدي.

هل يمكن أن نكره بعضنا حقًا؟

7-

وهل نستطيع أن نترك لغة التعالي والغباء،

وننزع من قلوبنا شهوة التسلط والتجبر... ويفنى حبنا فينا،

ولا نتحسر على الإنسان أبدًا لأنه يولد من جديد

ونشرب نخب عهد الإنسان القادم؟

***

لحظة 8: لحظات من عرف نفسه عرف ذاته

قال لي:

1

هل تعرفني حقًا عندما تحشرني في التقولات من أجل إثبات سلطتك المطلقة على كل شي، وأنت جزء من هذا الكون، بل ذرة فيه قد لا تُرى لولا فكرة الإيمان والإلحاد التي بها فتحت أفق الكون كله.

-       سأكون حرًّا وأنت تطلقني من قيود الكتب الصفراء وأمراض الفقهاء وهلاوس الخطباء ورغبات الخلفاء ومكر المؤمنين المسكونين بتقليد تكرار فراغ العماء.

2

قالي لي بصوت عظيم: يا حسرتي وأنا مجرد لغة مقدسة تبث في الهواء وتنزل حجرًا قاسيًا على رؤس الفقراء يستقبلونها بفتح ذراعيهم لها بحب، وتنزل عليهم بقسوة وتثقب رؤوسهم وتقتلهم بصمت.

3

سأنتصر إذا لم يمارس عليك أحد شياطين الكتب خداعه المطلق ويسوقك كدابة وقربان مقدس إلى سكاكين القصاب.

4

لماذا تنحت لي تمثال الغائب الممسك برأسك المقطوع تحت نصب القيامة وهروب الأنهار من فزع قسوة أخبار الغيب والتوعد والوعيد والعقاب وبناء النيران وحجز الجنان للمخادعين وقاطعي طرق النجاة والسعادة.

5

انتشي بك حد الفناء وأنت تمارس لذاتك في بيت الأخلاق وعلى سرير القيمة الأخلاقية للوجود، وأشرب معك نخب معارف الإنسانية الفائقة في خلوات اللقاء وتكامل حضور الذات.

اكسر قيود الغفلة والغباء وكن مع ذاتك من أجل فردانتيك الجمعية، واترك الخوف من العدم ورهبة الرحيل والبحث عن الخلود والرغبة الفارغة من القيمة والجهل الخائف من مداهمة المعرفة والاتباع الأعمى وراء شركات التدين القابضة لإنساتيك أبدًا.

5

لماذا تصنع من روحك سريرًا لعروس جميلة غادرتها اللذات فجأة حينما فزت من نومها على صراخ الملائكة فنظرت بجانبها فلم تجد عريسها على الفراش فقررت أن تسكن في قارب مثقوب على بحر توسلات المسافر لمدن الموتى وبلاد أمنيات الخلود الأبدي.

6

سأسعى إلى نسيان كل تفاهاتك وغبائك الكوني إذا لم تتسلط وتضايق الإناث بتغليفهن بأغطية أنانيتك وحقدك على الطبيعية وسلب العشق والحب من أفواههن وجلدهن بسياط التعذيب التاريخي لذكورة الوهم المقدس.

6

هل تتذكر وأنت تمسك يدي بقوة على البحر وكنا نرقص معًا ونفرح بعمق ونحيي حفلة عرسك الكوني وأنت أعلنت بأنك إنسان تتلمس حضور إبداعك وبدأت باكتشاف حضور تكامل ذاتك في الحياة.

-       يكفي كل هذا الخراب معي وتوقف عن استخدامي في غير معناي. لن أرحل ما دمت تنام بحب مع حبيبتك وتمارس حب الحياة معها وتنتشون معًا بدون أن يكون في رقبتكما قرابين وظلم للطبيعة والحياة والإنسان.

7

هل تعتقد أن الغائب يرجع يومًا؟ هذا حلمك الذي لا تره أبدًا.

سأكون حاضرًا معك وستكون حاضرًا في الوجود إذا تخلَّقت بالأخلاق الكونية التي تتسع لكل الحياة، وتفوح منك روائح الإنسانية والروحانية الذكية، ويكون لعقلك مساحة القرار والاختيار.

8

أصحبتُ أنا مجرد اسم لهوسك الطفولي. صنعتني لغتك المخنوقة بالمغادرة والخائفة من العدم، وجعلتني كحرف معوج على قبضة سيفك المركون في متحف مجدك الفارغ.

لن أكون أبيك بعد الآن، فأنا لحظتك الموازية لوجودك والتي منحتك التعدد وإنتاج الحقائق المتكثرة والعوالم المتناثرة والأكوان الوليدة.

9

لا تتوقف عن إنتاج المعارف والعلوم...

وربما علي أن أتركك قريبًا.

لقد كبرتَ وأصبحت عاقلاً ومبدعًا، أليس كذلك؟

وفتحت آفاقًا جديدة من الاتصال وطوي الزمان وعلاج نفسك.

وأنا أبارك لك تنوع وجودك.

والكون كله مفتوح لك.

سيكون لك في كل كوكب عنوان وفي كل مجرة وجود.

عليك بعشق الطبيعة، هي بيتك اليوم والإبداع عنوانك الأبدي.

وفي كل كون تضع قدمك سيكون إنسان جديد.

***

لحظة 9: لحظات صناعة اللحظة والذاكرة

قال لي:

1

لقد صنعتني حافظتك من لغة وكلام ووجدان ضاعت وتبعثرت كلها بين متاهات الشرائع يرافقها إحساس خائف ومرتبك وحرية مقلوبة تعلق عليها اسمي (الله) وتصرخ بأعلى صوتك، وبإصرار غريب، لكي توقظ ذاتك في مناطق فراغ العبودية.

همس في أذني وأبتسم وقال: انظر إلى مصيبتك. كيف وضعت اسمي بالمقلوب.

انظر إلى هذا الخراب... لقد وضعت صورتك بالمقلوب.

2

لقد حان الوقت كي تنظم حروفك كإنسان وتبدأ في تصميم صناعة ذاتك من جديد كي تملأ الكون.

هل تعلم أنتَ أفضل تعريف لي.

لقد تأخرت كثيرًا. الكون ينتظرك. قم الآن واكتب اسمي واسمك بلون واحد، وابدأ بانشاء تكامل حضور ذاتي فيك، ولا تبحث عني خارج ذاتك؛ فكلانا الوجود. وليكن عقلك هو الأعلى أفضل لك، وليكن اسمي على قياس العقلانية الكونية أفضل لكلانا.

3

قال بصراحة: حان الوقت كي أتواصل وأتجدد معك. لا توقفني وتحشرني بين حروفك المقدسة.

ارسمني مع اسم الإنسان في خريطة الوجود، وأطلق حريتي مع إنسانتيك. نحن حقيقة واحدة لقيمة واحدة ومعنى واحد.

4

قم من نومك المخادع، واستيقظ على جدوى الوجود، ودع عقلك يفتح أبواب الكيفيات وإعلان موت اللماذا... أيات.

اطفئ العنف كله وامسح التوحش من قلبك. هي مرة واحدة تعيش على الأرض والأخرى تمتد في عالم مفتوح يتشكل من قوة إبداعك وعشقك للكون.

يكفي أن تصنع من الحروب على نفسك مفتاحًا لتطورك وطمعك واستئثارك بالحياة.

اغلق ملفات الحرب باسم الأرباب والمجاهيل والحياة المؤجلة.

انهِ ملفات اكتنازك لترسانة الرؤوس النووية التي تزيحك والأرض كلها من خارطة الكون.

يكفي أن تحيا بموت الآخر. والآخر عندك هو الضعف الذي سيكون قبرك القادم.

5

لا تتأخر عليَّ، أنا أنتظرك في كل مساء كي نشرب الشاي ونتبادل الحديث. اشتقت إليك كثيرًا. هل تتذكر عندما كنت تتحدث لي عن حبيبتك، وكيف تصفها لي، وكيف كنت تنظر إلى شفيتها بعشق عميق وهي تتكلم وتذوب فيها؟ كنت تقول لي بالحب فقط يصبح العالم كله لنا.

قال لي: توقف عن الاصغاء إلى اشتراط العدم، واصغ إلى صوت الوجود فيك، هو الذي يشير إلى حريتك الخلاقة.

6

قال لي: هل أنا الله حقًا أكثر اسم يردد في كل العالم والحياة؟ إنه اسم مبهج ومخيف ومشهور ومرعب ومعروف ويذكر على كل لسان ويصاحب الولادة والفرح ويذكر في الموت والحزن كما يذكر في اللقاء يذكر في الوداع، إنه يسري في كل حياتك، فلا تعادي اسمي لأنه يسد كل فراغك الوجودي.

7

همس في أذني وقال: اسم الله كله فيك، وهو لك. استفد منه من أجل أن تحيا، وافتح به أبواب العلم، وانتقل بالكون، ومارس الإبداع  كحضور يرافق حياتك، وتغير دائمًا. ليس هناك ثابت يدفنك في قبره. تحالف مع الاسم كي يكون معك لا ضدك.

سأقول لك سرًّا عظيمًا، لا تدع اسم الله يستهلك وجودك وذاتك ويمسح ذكرك من الوجود. تمازج معه كاسم ينمو في وجودك ويصنعك ويحبك وتحبه ويسد كل فراغ المستحيل.

***

لحظة 10: اصمت وانصت إلي

1

قال لي: لقد قمت بإحصاء أسمائي في العالمين، فوجدتها أكثر من كل الأحياء والموتى، ففرحت وقهقت لذكائك الفائق في صنع الحقائق. لكني رجعت حزينًا من رحلتي في أكوان أسمائي، لأني عثرت على مقابر القتلى من أجلي ووجدتها أكثر من أسمائي. لقد تقاتلوا كلهم من أجلي في ساحات الوغى والمحنة الفارغة والاستعباد الديني. لهذا بكيت وحزنت وتألمت كثيرًا. ربما أقرر أن أرسل لك معرفة جديدة كي أغسل بها جهلك المريض، وأبعث لك يومًا صرختي المدوية كالإنفجار العظيم لأصنع إنسانًا قادمًا جديدًا. قررت إزاحة البراقع عن أهل الخداع والوهم المريض، وستخرج من أفواهي يومًا نيران لم يسبق لها الظهور لأمحي بها ديني من الوجود. بهذه الآلام والمحن والخداع كلها تلمست تجاعيد غبائكم الفائق.

2

صرخ في أذني وقال: هل تعلم أني أشعر بالتقزم وأنت تطلق صرخات (الله أكبر) وتذبح مخالفيك بسيف التقديس الأهوج.

3

مللت من تكرار كتابة اسمي (الله) ورسمي (كـ) (سيد) يمتهُن الخوف بأيدي العبيد، وعلى حائط بكائهم ينتظرون القادم من العدم والمخلص الخرافي من المستحيل.

4

دائمًا أشاهدك وأنت تتلاعب بإيقاع الأصوات وتحولني إلى (لفظ وعبارة وقصد) تتلوى كالأفعى كي تلتقط بها حروفي التائهة في عدمك.

5

دائمًا أتفرج على حلقات الذكر، بها أرى رؤوس عشاقي تتمايل كالأشجار في فراغ محصور بين حزنين: حزن على البعد وحزن على القرب، وما بينهما ذكركم وضربكم للدفوف. وترددون اسمي (الله حي) بصوت شجي وكأنه عبارة تاهت عن معناها ولفظ هرب من قيمة ذكره.

قال لي: أصحبت أسمائي كحديقة قديمة مصنوعة من اللغة مرت عليها جيوش مهزومة وهائجة في عالم أسطوري مصنوع كله من بحور النيران المقدسة يلتهم أحلامكم ويستيقظ عليه أطفالكم ونسائكم كل صباح كأنهم تجاعيد كل الدهر وبينهم وبين الموت خطوة أخيرة.

6

همس في أذني وقال: اصمت وانصت لي اليوم، وتوقف عن تشييد بيوتي كي تصبح بمرور الوقت سوقًا لبيع الشعارات الفارغة، وهوس السلطة، وهرج الأغبياء، وشيوخ الخطابة المقززة، ولحى الفضائيات المخزية. كل هؤلاء أدير بوجهي عنهم واستحي من ذكر اسمي على ألسنتهم وهم يلعنون ويسبون ويتمنون إرجاع الأحرار إلى العبودية المريضة أو إلغائهم إلى الأبد.

لن نشرب القهوه اليوم معًا. ربما أفكر أن أرجع إلى وحدتي.

***

لحظة 11: نشيد العقل المستنير

1

صرَّح لي وقال: إن كان اسمي الله محبة حقًا فاهدموا مآذن الخداع وابنوا بيوت السعادة والفرح، وأسسوا لمناهج الأخلاق الفائقة، وانثروا الطعام على الجياع كالورد، وابنوا غرف الحب للعشاق.

2

لا تذكر اسمي في عنف أو تدمير أو حمق أو حرب،

بل في الحب وحده ينبت اسمي،

ويعيش اسمي في الصدق،

ويزهو اسمي عندما تمد يدك لأخيك وتلمسه بحب،

ويفرح اسمي في الاكتشاف والإبداع والفن،

ويرقص اسمي على أنغام موسيقى الكون كله.

3

المس شعر حبيبتك بحب وتنفس رحيق فمها بعمق، اعلم أنك ستلمس اسمي وتتنفس رحيق لحظتي.

لو أنك لمست بحب صديقك كي ترفعه إلى مرتبة أعلى، اعلم أنك حققت هدف أسمى لي.

لو أنك غفرت وتجاوزت الآلام، اعلم أنك صنعت معرفة فائقة لتجديد العالم.

4

ستكون محل احترامي لو تركت الناس يتعبدون ويبنون روحانيتهم وفق ما يعتقدون، ويرتبطهم بكوني حرية المعنى بدون قيد أو شرط أو أية هيمنة مريضة وتسلُّط أعمى.

5

همس في أذني وقال: هل تتذكر عندما كنا نلتقي ونرقص بحب في بيت الروحانية الذكية، ونلبس ثوب الحياة في يوم عرسنا الكوني بلا عناوين، ونشيِّد دروس الأخلاق شرط القيمة، ونعيش الحرية شرط الحياة.

6

ادع أصدقائك ليحيون ليالي السلام بالتأمل، وغيِّر ذاتك وقناعاتك السلبية، وتعلم المعرفة النافعة، وتداول السعادة الفائقة؛ فالحياة في الجسد تمضي بسرعة فائقة، والطاقة الكونية لذاتك باقية بقاء الكون. امسك حباتك فهي مجرد لحظات لا تفرط بها من أجل معارك اللغة والكلام.

7

ابدأ الآن بتشيد عقل مستنير يكون عنوانه الرؤية الواضحة والوعي الخالي من استغفال التسافل الوهمي لذاتك. وارسم علامات الروح الذكية التي لا يتسرب إليها أي وهم مريض وخداع يسلب حضور كيانك في الدنيا ويلغيه إلى الأبد.

8

أبتسمَ بقوة وهو يشرب القهوة بمتعة فائقة وقال: هل تعلم ما يفرحني هذه الأيام. حضرت لرؤية فيلم كوني في قاعة جميلة ومشيدة بهندسة بارعة وإضاءة جميلة، فيلم رائع به من قوة الحياة والطاقة والكون والفن الرفيع ما يجعلني مندهش مما يصنعه عقلك وقوة إبداعك. لقد شيدت عالمًا آخر وكأنك تعيش كل العوالم والأكوان المجاورة لك... تذوقت السينما بقوة الحضور، هي فتحة عظيمة للتغير ولرؤية الكون والواقع والإنسان. علينا أن نعيد النظر وأن نجدد الأفلام الغيبية المقدسة لأنها أصحبت قديمة جدًا. فلنحاول تكملة القهوة معًا وبسلام.

***

لحظة 12: العالم ذاكرتنا

1

لا تمارس هوايات إلغاء الآخر والتوحش والعنف الجماعي، ولا تصغِ بحمق أهوج إلى مافيات ديانات الحرب والإزاحة والدمار.

2

قم بتشييد عقلك للانتماء إلى العلوم النافعة، وافتح معالم نفسك لإبداع جديد لاستثماراللذة والمتعة والسعادة كي يتكامل بها حضور ذاتك.

3

قال لي: أنا اللحظة، وأنت الزمن. وكلانا الوقت الكوني، والعالم ذاكرتنا. أوصيك بالزمن هو يمضي بذاتك فامض معه بتوازن ذكي، وامسك لحظتك ففيها كل وجودك؛ والوقت أجنحة عبورك إلى الأكوان، وإلا ستتحول إلى لحظة تائهة وخراب للزمن وعاهة مكانية معلقة في رقبة قدر منسي.

4

لا تنسى أن تتعلم برامج الحماية لعقلك ونفسك وروحك في "مدرستنا الكونية والإنسانية البسيطة، والتي تمجد الطبيعة المتجددة" من أجل تهذيب الذاكرة من أمراض التاريخ المقدس، وتفاهات العنصريين، وهلاوس الملوك الفارغين، ودسائس رجال الدين، وكذب السياسين، ولاعدالة بنوك المال الديني المقدس، وخداع زعماء طوائف الدين، والسلاح والجهاد من أجل قربنة الأجساد، والسير إلى المجد والجهل المهين... والفراغ المقدس.

5

بالحب وحده ننتشي بعمقٍ ونمجد الحياة. وفي أوقات السعادة نحيا كوننا أحرار. وفي العمل نقدس ذواتنا. وفي خدمة الطبيعة والقيمة وبناء القانون والمواثيق نبني الحياة. وفي المعرفة الحقة نغسل ذاكرتنا من الخراب التاريخي، والجهل المريض، والوهم المستبد، والخيال المستعبد، والعقل المنفي في الخراب.

6

أدعوك اليوم وكل أصدقائنا إلى فتح أبواب الأخلاق الإنسانية الفائقة، وإلى المشاركة في فتح أبواب الروحانية الذكية في لحظات ذواتنا البسيطة كسلوك إنساني ومعرفة يتكامل بها حضور ذاوتنا في الحياة.

7

قال لي: في آخر لقاء خريفي قرب نهاية السنة وبداية أعياد الميلاد دعنا نذهب إلى المكتبة المجاورة لبيت عقلك كي نعيد بناء تجديد أنساق المعرفة التي تراكمت وأصبحت مقدسة وجامدة حد العدم. نحتاج إلى الجرأة والقوة والحرية والصدق في ممارسة حب إنسانيتك والطبيعة والحياة والرغبة في التغير. كلٌّ منا عليه أن يتغير، أن نقرأ بعضنا من جديد. تعال نتصفح كتبنا كي نقرأها من جديد، واعتقد أننا نحتاج أن نشرب الشاي الأخضر في مقهى الفصول التي نحبها كي نسترخي قليلاً.

***

لحظة 13: أهل اللحظة والآن

سمعته يهمس في أذن الكون ويقول: من أنت، ومن أنا، ومن هو الله؟

صنعتنا اللغة وأخرجتنا الأفواه إلى الوجود – نبحث عن شكلٍ للنص. وكم دارت بنا العقول على خرائط الزمن.

وكل ما أسمعه يهمس في أذن الكون... يتكون كون أكبر وتتسع الأفواه أكثر بالتقول.

ويخرج كل شيء بسرعة فائقة. ودفعة واحدة يلاصق الظلام... إلا اللحظة والآن.

قال لي: هل تكونت لنا كل هذه الأفواه؟

أكثر الأحيان أشعر بالتقزز من كل شي، وأختفي من الحضور.

أفواه لا عدد لها تتقولنا مثل عبارات مصنعة، كمعرفة ملتصقه بالأنا المفصولة عن لحظتها.

أصوات الأفواه تصنع مصيرنا المحكوم بالاختفاء التام مع زمن العبارة.

في زمن صمتك الكوني... أفرح لبعض الأفواه تخرج منها أنهار من نور ومعرفة تصنع الحياة والمعنى والحب، تقول للشيء اذهب أنت حر في الوجود فيكون حرًا إلى الأبد.

وأفواه أخرى كثيرة تتطاير منها النيران والتوحش والشر، تصنع العدم والألم والعيش على أجساد العبارت المثقوبة بالكراهية، تقول للشيء اذهب فأنت عبد العدم فيعدم إلى الأبد.

وأفواه كثيرة تعلقت بالوهم المفلت من القيمة وضاعت مع قوارب النبوءة بلا ساحل.

وأفواه صمتت بعشق البقاء لحفظ سكون الكون من ضجيج صراع المعرفة والجهل.

وأفواه عزفت موسيقى متعددة الظهور من أجل أن تحيا الأرض، وتجري الأنهار، وتتنفس الكائنات نظام البقاء، وتنتعش الطبيعة، وتدوم الحياة، وتدوم اللحظات إلى الأبد.

قال: أنا (اللحظة) وأنت (الآن) وهو العدم.

*** *** ***

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 إضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود