Conversion

 

محمد علي عبد الجليل

 

Conversio

 

عندما يتحوَّلُ كلُّ شيءٍ إلى مرايا – وأنتَ       لا تغيبْ،

تحدثُ الثورةُ–الصعودْ.

بعدما اختلفْتُ مع اسمي وأمسي

التجأْتُ إلى الكلمةِ–الجسدْ.

صارَ الأرضيُّ يُغَرِّبُني عن نفسي

وصرتُ أردُّ الكلماتِ المهاجرةَ إلى أوطانِها وأهجرُ البلدْ.

كانَ عَلَيَّ، / (كي أعبِّرَ عن حبِّيَ لكَ) /،

أنْ أُغَرِّبَ الكلماتِ عن معانيها.

كيفَ أتابعُ الكلامَ عن الخفايا

بعدَ أنْ تحوَّلَ كلُّ شيءٍ إلى مرايا؟              كيفْ؟

آهِ – يا حبيبي – لو أنهم يوصِلونني بالبحرِ المتوسِّطِ ويُعطونني إجازةَ بكاءٍ على أياميَ الماضيةْ.

أطردُ فكرةَ أنْ "تكونَ عنِّي بعيدًا" / لا أريدُ أنْ تهاجرَ الألوانُ ويهربَ منِّي المكانْ...

كانَ بيني وبينَكَ مسافةٌ قطعتُها بالمحبةْ.

المحبةُ نورٌ أُضيءُ بها للضَّوءِ الطريقْ

... كي يصلَ إليكْ.

بِحبِّكَ أصلُ إلى اللاَّمحدودِ – الْـ"لايُعقَلْ"

ولنْ أسألْ.

لن أسألَ بعدَ اليومِ أيُّهما أفضلْ:

أنْ أعشقَ من يُحييْ     أو      أنْ أعشقَ من يَقتُلْ.

اليقينُ يزدادُ يقينًا بي.

ولأني أحبُّكَ

صرتُ بقدميكَ أمشي،           بعينيكَ أرى،            بقلبِكَ أُحِبْ...

أوسِّعُ اللغةَ فتتَّسعُ للفضاءِ ولا تتسعُ لكْ.

ممتلئٌ بكَ حبًّا وعبادةْ

◄◄◄ حتى   يضيقُ الوجودُ بحبِّيَ... وتضمحلَّ اللغةْ.

أتوهَّجُ بكَ نورًا وسعادةْ.

 بعدَ أنْ غَمَرَتْني محبَّتُكَ، لا يهمُّني إنْ تخلَّى عنِّيَ أبناءُ الظَّلامِ ولم يَقْبَلْني – أو تخَوَّفَ منِّي – مَنِ اتَّبعوا نورَكَ بالولادةْ.

("الإنسانُ مِن حيثُ يوجَدُ لا مِنْ حيثُ يُولَدْ.")

ولأنِّي أحبُّكَ

أُقَدِّمُ أنايَ لأناكَ حذاءْ

وأصعدُ         السماءْ.

الخميس 9/1/2003

***

 

مستحيل

 

{1. سَقَوني وقالوا: لا تُغَنِّ! ولو سَقَوا * جبـالَ حُنَيـْنٍ ما سقَوني لغَنَّتِ.

2. تَمَنَّتْ سُـلَيمى أنْ أمـوتَ بِحُبِّها * وأسـهلُ شيءٍ عندَنا ما تَمَنَّـتِ.

(أحد المغنِّين)}

***     ***     ***

ليتَ أنِّي كنتُ حُلْمًا في مَنامِكْ.

ليتَ أنِّي كنتُ حَرْفًا من كلامِكْ.

ليتَ أنِّي...

... ... ...

اعذريني إن تجرَّأتُ وأنزلْتُ قليلاً من مقامِكْ،

لأقولْ:

أنتِ نورٌ في سَماءْ؛

وأناْ     مثلُ غبارٍ وهَباءْ.

والشَّمسُ تَستدرجُني لأبوحَ باسمِكْ.

... ... ...

(يا شمسُ!      لا تدرينَ أنِّي، رحمةً بكِ،       عنكِ أُخفيْ اسْمَها.

أخشى عليكِ من الفناءْ.)

... ... ...

أُمضيْ حياتي في التَّذكُّرِ كي أظلَّ على البقاءْ.

عُمْري غريبٌ لا يُسِرُّ:

مرٌّ ويحلو بعدما         يمرُّ.

أريدُ أن ألقاكِ، أبكي     وأُصِرُّ.

المدى قَشٌّ وبعضُ الشَّوقِ نَهْرُ.

جَسدي جَمْرٌ وذكراكِ هبوبٌ مستمرُّ.

وأناْ أحتاجُ أنْ أبكيْ،

 وأقصدُ أنْ أُصَلِّيْ:

"نلتقيْ عندَ الإلهِ ونستقِرُّ."

ليسَ لي منكِ مفَرُّ:

أنتِ جوٌّ، أنتِ بحرٌ، أنتِ بَرُّ...

أنتِ الجهاتُ – ولا مفَرُّ.

لا مفرَّ اليومَ منِّي:

أتغلغلُ في وجودِكِ قادمًا من صَوْبِ أَمْسِكْ.

لو خلَعْتِ النفْسَ عنْكِ   وجدْتِ نفْسي تحتَ نفْسِكْ.

أناْ صِفاتُكِ،     خطواتُكْ.

أناْ منامُكِ،      يقظاتُكْ.

أناْ زمانُكِ،      فاقطعيهْ.

أناْ لباسُكِ،      فالبسيهْ.

أنا الهواءُ،      تنفَّسيهْ.

أملأُ الدنيا بِاسْمِكِ مُعجزاتْ،

أجعلُ الموتَ حياةْ،

باسمِكِ الغالي أكونْ،

أقولُ للأشياءِ: " كوني" فتكونْ.

أنامُ باسمكِ      وأفيقْ.

اسمُكِ السَّاميْ طريقْ.

أتحدَّى باسمِكِ الموتَ،   فأطلبُ أنْ أموتَ على ذراعيكِ

لأولدَ من جديدْ.

ليتَ أنِّي بينَ نَهْدَيكِ أموتْ،

أزرعُ الحبَّ بعينيكِ ونغرقُ في السُّكوتْ.

مُسْتعِدٌّ أنْ أذوبَ لتكْبُري.

مُستَعِدٌّ أنْ أموتَ لتُزْهِري.

أينَ الطَّريقُ إليكِ بلْ    كيفَ الوصولْ؟

مستحيلٌ نلتقيْ!!!

ما الَّذي يمنعُنا أنْ نلتقيْ؟!

مستحيلٌ أن أبلغَ البدرَ الجميلْ:

ليسَ يمنعُ أنْ أحبَّ البدرَ                حتى المستحيلْ.

أنتِ بدرٌ،       أنتِ ذاكَ المستحيلْ.

ماذا أقولْ؟

ليسَ لي إلا التذكُّرُ...

والنحولْ.

الخميس 26/12/2002

***

 

أعبُدُه

 

بحثْتُ عن واحدٍ أعبدُه،         اكتشفْتُكْ:

بكَ يقومُ كلُّ شيءٍ ولسْتَ بشيءْ.

إليكَ يعودُ كلُّ شيءٍ – منكَ يجيءُ كلُّ شيءٍ ولسْتَ في شيءْ؛

ولكَ في كلِّ شيءٍ شيءٌ Ü لهذا اكتشفْتُكْ.

مَن رآكَ رأى كلَّ شيءٍ وإنْ غابَ عنه كلُّ شيءْ.

أرى الضوءَ أظنُّ أنَّه أنتَ... أكتشفُ أنكَ وراءَهُ وأنه حجابٌ يُفْضي بي إلى حجابٍ إلى حجابٍ إلى حجابٍ... إلى لانهايةْ.

وأنتَ خلفَ كلِّ حجابٍ أمامَ كلِّ حجابٍ عندَ كلِّ حجابٍ في كلِّ حجابٍ فوقَ كلِّ حجابٍ تحتَ كلِّ حجابْ...

أنتَ الحضورُ–الغيابْ.

أينَ أنتَ بعدما اكتشفْتُكْ؟

أنتَ في مكانٍ لا يُؤَيَّنُ           : (المكانُ والزمانُ سرابْ

اسمُه: أنا.)

بكَ تتحوَّلُ الكلمةُ إلى شيءٍ الشيءُ إلى كلمةْ...

بكَ يقومُ كلُّ شيءٍ وعلى اعتبارِ أنَّني شيءٌ فإنَّني دونكَ أضيعْ

لو وضعوني في النارِ بعيدًا عنكَ أُحسُّ بالصقيعْ.

Su 26.01.03

***

 

أُمِّي

 

أمٌّ، ... أبْ، ...

صديقٌ، ... حُبْ...

سمعتُ مثلَ هذه الكلماتْ؛

صادفتُها، عمْدًا، في القواميسْ

معزولةً تصارعُ البردَ والجوعْ.

أين أصادفُ ما ترمي إليه هذه العائلةُ المنكوبة؟

... ... ...

هذه الكلماتُ الميْتةُ

هي التي أحيتْني.

... ... ...

أبحثُ عن أمِّيَ الحقيقيةْ

أجدُ الحرِّيةْ

على هيئة التزامْ:       [– الحريةُ أن أمدَّ أغصانيَ في السَّماءِ بلا عائقْ.

الالتزامُ أن أغرسَ جذوريَ في الأرضْ.]

... ... ...

أحتاجُ إليكِ يا صديقتي

كحاجةِ الشجرةِ إلى الجذورْ،

كحاجةِ الجذورِ إلى التربةْ،

كحاجةِ التربةِ إلى الشَّمسِ والماءِ والهَواءْ،

كحاجةِ الشَّمسِ والماءِ والهَواءِ إلى المكانْ.

... ... ...

يجمعنا شيءٌ أكبرُ من أجسادِنا

... شيءٌ أكبرُ من العالَمْ

... ... شيءٌ أكبرُ من اللانهايةْ

... ... ... أكبرُ من الحُبْ

... ... ... ... ... هو الحُبْ.

لا أقدِّمُ قلبي فحسبْ؛

أقدِّمُ لكِ على الأقلْ:     "جسدي".

لا أطلب منكِ شيئًا،

سوى – على الأكثر – أن تدعيني أُحِبْ.

... ... ...

كنتُ أُصَلِّي:

"يا أيُّها اللهُ الذي أحببْتَ أن تظهرَ فخلقْتَني! بحقِّ ظهورِكَ فيَّ لا تنحجبْ عنِّي.

... أيُّها اللهُ الذي يعرفُني ولا أعرفُه! ... كيف أعرفُ نفسي؟"

... ... ...

صرتُ أصَلِّي:

"إلهي الذي أحبُّه

اغفرْ لهم – لا يعرفونْ –."

... ... ...

اكتشفْتُ أمِّي.

... ... ...

21/3/2003

***

 

السبت، الثامن من آذار 2003

 

بالتأكيد

أنتِ صديقيَ الوحيد،

أنا صديقتُكِ الوحيدة.

هذا هو التوحيد.

هذي هي العقيدة.

الموتُ عزائيَ الوحيد؛

على يقينٍ بَعده سنلتقي

ونتَّحد.

سوف تصيرُ حياتُنا التي مضَتْ...

سعيدةْ.

من أنتِ يا قدِّيسةً فريدةْ؟ :

أريجُ وردةٍ أم نسمةٌ؟ ... فراشةٌ أم ماذا؟ ...

"من أنتِ؟"      أنادي بأعلى صمتي؛

يجيبُني الصدى: "أنتَ"!

أستيقظُ من يقظتي،

أتلمَّسُ أعضائيَ

لأتأكدَ أنَّني...

أنَّني    لستُ أنتِ.

مطمئنٌّ أنَّني مازلتُ إلى الآنَ    أنتِ،

محافظًا على هويَّتي.

مازلتُ أذكرُ حينما تمشَّينا،

كانت تمطرُ السماءُ

احتفاءً بذكرى وطنيَّة...

من يقول غيرَ ذلك؟

أعرفُ.

لكنْ قولي لي ماذا ينفعُ الكلامْ؟

... ... ...

باسمِ المحبةِ قتلوا المحبة.

باسم المحبةِ طالبوني أن أصوِّتَ لهم

كي – باسمها أيضًا – يقتلوني.

مازلنا نمشي            في الذاكرة.

مازالتِ السَّماءُ تمطرْ.

كنتُ أغمرُها بالفرحِ (ضميرُ الهاءِ هنا يعودُ على السَّماء أو على صديقتي – ولا فرق.)

وكانت السَّماءُ تبكي

حزنًا على حبيبينِ (– نحنُ –) لم يلتقيا،

إلا تخاطرًا!!!

مازلتُ أذكرُكِ

وأحبُّ الـ"فاناتيسْم".

والفاناتيسْمُ يا صديقتي هو:

"أن أتمسَّكَ بالنورِ أضيءُ به لغيري – النورُ هنا أنتِ –

ولا أتنازلُ عنه لأحدٍ

كي لا يطفئَكِ."

مازلتُ أذكركِ           كي أبقى مضيئًا.

كان عندي وقتٌ للتذكُّر.

كنتُ وقتَها أريدُ أن أموتَ من أجلكِ؛

وكانوا يُلهونني بالشِّعارات،

كي أموتَ من أجلهم.

أرجوكِ لا تحبِّيهم،

كي لا يتمتَّعوا بنوركِ الذي لا يستحقونْ.

أرجوكِ لا تكرهيهم،

كي لا تتحمَّلي ظلامَهم الذي لا تُحبِّينْ.

أراقبُ من بعيدٍ ذلكَ العاشقَ الذي هو أنا،

أظنُّه أنتِ       أعودُ أتلمَّسُ أعضائي لأتأكدَ أنَّها        أنتِ.

ما زلتُ أذكركِ          أطيرُ من الفرح

كَمَنْ وجدَ لؤلؤةً لا يبالي إن قالوا إنها حَجَرْ.

*** *** ***

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود