قصائد 2

سابق

وائل شعبو

 

بِدَواتِكَ البيضاء تضرب وجه الليل

تجرح بالحبر جبينَه

مَن سيلعقه لكَ –

حنينَك المهرق؟

ليس المعنى النازف من ألمه

إلا اشتياقات الهاوية

التي تتسلقكَ.

*

أن أعود إلى العدم المريح

وبعبِّي دفتر قصائد

يابس الأوراق

أتدفَّأ بها

من خواء ذاكرتي الآتي.

*

كيف الورقة تسقط؟

كيف يسهر البرد على وحدتها؟

كيف تفحش رنَّتُها اليابسة

في أذهان الأرصفة الخاوية؟

*

بأظافره

يخدش جِلْدَ المرآة

فينزُّ زَبَدُه المحاصر فيها

يتلمَّس الدفء المكتوم

لبُحَّة البحر.

*

يمر أمام وجهه،

أمام لوحات الدعاية المفزعة،

حالمًا بغبش المرأة الأخضر،

يمر أمام وجهه،

يستنفد ملامحه

بنصل السكين.

*

بوحل العينين

دُسِ الغيم

فلا مطر سيؤلمك –

أنت الأملس كالصحراءْ –

واكتب برعاف الأمنيات

احتفالاتِ البحر

بالسمك المولود

لجَوْعى السماءْ.

*

في الليل

مَن يضع الشمس في القفير

ليستيقظ الظل

منتصبًا أملس كالماء؟

الظل الواقف

أيقظَه انكسارُ الجسد.

*

في الشتاء

لا يذهب الضوء سدى كما في الصيف.

في الشتاء

تعود الكلمات محترقة من زرقة البحر

إلى أصابع الشعراء

المرتجفة أبدًا.

في الشتاء

يثلج البيانو على الوردة،

الكمان يحزُّ قطرة عسل في حَجَر.

في الشتاء تعبرين

وحكايات شعرك على الريح

ومعطفك الذي ترتدين

يدفئ صمتي.

*

وجه الخشب العتيق أمامي

عيناه تذرفان الرمل

شفتاه متآكلتا الكلمات.

 

وجه الخشب وجهي

حفرتُه...

لما كانت بين أصابعي

تنبت أحلامُه.

*

هذه العتمة حول الرأس

بماذا مطوَّقة؟

لن ينصت أحد

لرنين الشهوة فيها –

ما أعتم الضوء تبيحُه الكلمات!

*

غابة البلور

التتحطم في رأسي –

أية أجنحة ستنقذها؟

وأي هديل

سيطوف على مراياها؟ –

يهوي

إلى انخفاض السماء تحت سقف القمر

يقطر زيت التفاح

في كروم النار الناضجة.

*

في الجهة الأخرى من قلبي

قلبٌ يتربَّى على قَضْمِ الجمر

ليطلق الرصاص

على الملائكة التي في رأسي

تئن من فرحتي بها!

*

أيها الليل –

يا فرس الشمس إلى المغيب –

هبْني أغنياتك

أغنيها لحبيبتي

ثملاً... وحبيبتي...

تحلم بيقظتي على ثلج عينيها

نشرب نبيذ الفجر معًا

تَعَبًا من حَمْلِ السماءْ.

*

كنت أخاف أن أسهر إلى عتبة الصبح، وحدي

أن أتنفس من شهقاته

وأسبل على عينيَّ أطيافَه

لتتراءى في خيالي،

لم ينجُ من عودة الملائكة إلى أعشاشها

حاملةً اتقاد الندى

في كؤوس التعميد.

*

نحت سماء وجهها

وجسمها صغار وحوش.

لساني على لسانها

نقفِّي الوقت

شهقةً عالية

تتسلق شهقةً عالية،

ننطق لغة الطمي

هاجسةً بزَبَدِ الغيب

يلقي الدمان فيه،

صافيين من حصى الطفولة.

*

عندما تحط سنونوة على خصرك المنمَّش

وأنت تصفُنين في لحمي المرتخي الرخام،

تشكِّلين انقباضاتِه كتمثال روماني،

يهدأ قليلاً

وجعُ هذا السكون

العارم في وجهي.

*

وردة الزجاج

المقطوفة من آلة اللحم الصماء

مدثرة بالحرير

تحركها سوداء وسوداء

شهوتُها

لزجة كقلب الثعبان.

الوردة

تنبت على آلات الشهوة الصدئة

يحركها بترول القمر.

*

أعطِ للوقت ثدييه

وشَعرَه الطويل

وخلخالاً على مشيته

أعطِه حزَّ ليمونة

وصحنَ سكَّر

أعطِه صورًا قديمة

وطبشورًا ملونًا

أعطِه دموع مَحارةٍ مثقوبة

وقصائدَك وأعوادَ ثقاب –

يَرْضَ أن يفعل الخطيئة معك.

*

تلك

الجالسة على كرسي من خيزران البحر

التي تضم جسدها كشمَّة أفيون

تلك

الحائكة نهدَها من وَبَرِ القمر

الآيبة من مساءات المجرة

تلك

الرخيصة

كما ياسمين الشوارع –

الحياةَ الصغيرة أبدًا

... لنُلْقِ أيتها الحياة.

*

دائمًا

في اللحظة الأخيرة من لحظات الانتحار

أتنازل للحياة...

إنه الشعور الضرير

بأنك عالق من مشنقتك

برقبة الحياة.

*

مرَّ كثير من الحبِّ الضال

وأنا أبحث عن ينابيع الضوء

الجارية في السماء

لأغطس فيها

تَعِبًا من آلامي النافقة.

*** *** ***

تنضيد: دارين أحمد

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود