ابحث عن الرجل!

 

رند مروان صبَّاغ

 

دوائر كثيرة نعيش فيها، يتداخل بعضُها مع بعض، وندور معها باحثين عن الحقيقة، باحثين عن أنفسنا، عن حقيقة ذاتنا. دوائر، تضيق تارة، وتتسع طورًا، دوائر لا تنتهي. هذه هي الحياة، بكلِّ ما فيها من أمل ويأس، من حبٍّ وكراهية، من قَدَرٍ وحرِّية.

وفي سعينا إلى اكتشاف هذه الذات الأسيرة وسط كثافتنا المادية، المغطاة بألف نقاب ونقاب (إنْ لم نشأ استعمال مصطلح "قناع")، ترانا نتوقف أمام ذاك الإنسان المختبئ خلف الجدران، عائشًا بانتظار الموت، مستسلمًا وخانعًا لواقعه. إنه المرأة...

وإنها امرأتنا العربية في شكل خاص. إنها الطرف الضائع من المعادلة، القسم المنسي من حياةٍ كان أبطالها ذكورًا – منذ زمن طويل، وإلى وقت لا يعرف أحد متى سينتهي.

المرأة: هذا النصف الرئيسي من ثنائية الإنسان المتكامل الواحد، التي يطلق عليها الكثيرون اسم "نصف المجتمع" مصطلحًا، أضحى – للأسف – تجاريًّا، شبيهًا بكلِّ الشعارات التي نطلقها كعربٍ يومًا بعد يوم.

المرأة – هذا اللغز الذي حيَّر القدماء، فألَّهوها واعتبروها سرًّا كونيًّا عظيمًا، فقدَّسوا حَبَلَها وألَمَها، قدَّسوا الأمَّ التي رعتْهم، والأخت التي سهرت عليهم، والزوج التي أحبَّتهم وحدبت عليهم، والابنة التي أهدتهم الفرح والأمل. المرأة التي حوَّلها الرجل في العصر البطريركي إلى مجرد أمَةٍ، مُذِلاً أمومتها، مُذِلاً روحها وحبَّها. فكيف سقطت المرأة من عرش الألوهية، لتتحول إلى مخلوق قليل الشأن، ضعيف الدراية والقدرة؟!

كنت منذ بضعة أيام أتصفح مجلتكم معابر كالمعتاد، حين توقفت عند مقال للسيد جورج فرح نُشِرَ سابقًا عن "الذكورة في تراثنا" (الإصدار الثامن، "المرصد"). وللأسف لم أكن قد قرأت هذا المقال حتى ذاك الوقت، فراسلت السيد فرح تعقيبًا على موضوعه، فإذا به يرد عليَّ ويطلب منِّي أن أنشر ردِّي عن طريق مجلَّتكم الفاضلة. ولا أخفي عنكم أني أغضيت النظر عن الموضوع في بادئ الأمر. لكن غريزة طالبة الصحافة والإعلام جعلتْني أعود عن قراري، وأنقل إليكم ما احتوتْه رسالتي إلى السيد فرح.

كان السيد جورج فرح – كغيره من أبناء الأجيال السابقة والمخضرمة – يزرع الأمل في الجيل الجديد، جيل الثمانينيات الذي أنتمي إليه؛ كان يزرع أملاً بشيءٍ من الاستغاثة. فحزنت على هذا الأمل الضائع فينا.

***

يا سيدي العزيز، أنا ابنة الثمانينيات، مازلت مغلَّفة بقشور الذل الأنثوية. أنا، ابنة جيل الأمل، فقدتُ الأمل، وانكسرتُ أمام هذا المجتمع الذكوري الصرف. فمن أين أبدأ، يا سيدي؟

ربما لا يحق لي نسبيًّا أن أشكو واقع المرأة في مجتمعنا، لأنني لا أعاني منه (نسبيًّا أيضًا)، أكان في منزلي أو في أسلوب حياتي. فأنا فتاة تتمتع بحرية واستقلالية ومسؤولية قلة هنَّ مَن يتمتعن بها في مجتمعنا، وذلك ربما بسبب الظروف التي عشتها، وربما بسبب الشخصية القوية الواثقة التي أتمتع بها، والمتمردة أيضًا. ولكن مهما جزأتُ نفسي، وانزويتُ عن فتيات مجتمعي ونسوته، أبقى جزءًا لا يتجزأ من هذه الطبقة أو الفئة الاجتماعية، ومن الطبيعي أن تستفزني حالةُ نسائنا المزرية. أجل، ربما كنت ابنة لأسرة متحررة، لكنني ابنة هذا المجتمع أيضًا، ولن تستطيع أسرتي أن تُسقِط مفاهيمها على المجتمع الذي أعيش وسطه، كما أسقِط عليها مفاهيمي وطبيعتي.

ربما كان ما يستفز الكثيرين، ومَن يسلَّط عليهن الضوء دومًا في هذا الموضوع، هنَّ النساء الأمِّيات الجاهلات الفقيرات، اللواتي يشكِّلن نسبة كبيرة جدًّا، نسبة لا يستهان بها أبدًا. ولكن ما يستفزني أكثر ما يستفزني هنَّ أولئك النسوة المثقفات، أو اللواتي يدَّعين الثقافة، المتعلِّمات، والقابلات بهذا الواقع الذليل المرير.

يا سيدي الفاضل، مازلت أُعيَّر بأنوثتي، كيفما تحرَّكتُ وأينما حللت. مازلت هذا "الضلع القاصر"، "ناقصة العقل والدين"! مازلت الخائفة، الباحثة عن "السترة"، المرأة المحجَّبة التي لا تغطي بالضرورة رأسها، بل تغطي روحها وتغلِّف أنوثتها وتصقلها على الشكل الذي يريده الرجل. مازال أهالي العديد من صديقاتي يتأففون منهن، وكأنهن "مصيبة" للأسرة، ويبقون خائفين لئلا تجلب هذه الفتاة العار لأهلها وأخوتها، وينطقون بأمثال مختلفة مثل: "هَمْ البنات للممات"، "البنت ما لها تخت ببيت أبوها"، "المرا من بيتها لبيت جوزها للقبر"، إلخ. والذي يزعج في الموضوع أكثر ما يزعج هو أن مَن ينطقن بهذه الأمثال هنَّ، في الغالب، من النسوة اللواتي شربن من الكأس قبلنا!

كيف تثور امرأة مازالت تتجرع صفاتها الأنثوية وتكتسبها من ذكورية هذا المجتمع، وتلبسها كرداء يفصِّله الرجال؟ وكيف تثور امرأة "مسبقة الصنع"؟

مازلنا نخاف في الحب من ذاك القادم لينهش فينا، ليغوينا ويخدعنا ويستغلنا. مازلت أخاف من كلام الناس ومن الإضرار بسمعتي، وبالتالي من سمعة أهلي، الذين أكتشف أحيانًا أن خوفهم هو أن يُقال "ابنة فلان" أو "شقيقة فلان"، غير آبهين للإساءة الشخصية إلينا.

لقد أقنعونا، يا سيدي، بأننا لا نستطيع العيش دون الرجل، لتثبت لنا الحياةُ في النهاية أن الرجل هو مَن لا يستطيع العيش دون المرأة. فهي أقدَر على تنظيم حياتها، وتحمل من الصبر ما لا يحمله الرجل، مع كلِّ احترامي له (إذ لا أستطيع أن أقلِّل من احترامه إنْ أردته أن يحترمني).

لو تعرف، سيدي، كم هنَّ كثيرات اللواتي يحلمن بالحرية، يحلمن بالخلاص، لكنهن لا يملكن الجرأة أو القوة ليعترفن بما ينطوين عليه، فتبقى ذاتهن مجرد وهم، وحريتهن مجرد حلم.

إن المرأة العربية ليست إلا جزءًا من معادلة الحياة الشرقية، ومن مأساة الإنسان العربي الواقف على الأطلال، منكسًا لرأسه، ذارفًا دموعه على الأيام الخوالي. ترانا دومًا نقول: "ليس هذا ما حلمنا به!" لماذا؟ ألم تُفتَح الأبواب؟ ألم تسقط الجدران؟ ومع ذلك، تداهمنا الخيبات وتوهِن عزيمتنا.

ولكن هلا سألنا أنفسنا يومًا: هل الحلم بالعيش سيحقق لنا العيش نفسه؟ هل من السهل على أيِّ إنسان أن يكون حيًّا، عائشًا حقًّا؟ ولكن كيف يعيش مَن لا يعرف لعيشه هدفًا ولا لتغذيته طريقة؟! كيف تعيش المرأة، وهي تنوء تحت وهمها بأنها خُلِقَتْ من أجل الرجل؟ – خُلِقَتْ لمتعته وسعادته وتربية أولاده – الذين سرعان ما يتجردون من أيِّ انتماء ملموس إليها، ليبقى الانتماء الذي لن تستطيع السلطة الأبوية والمجتمع الذكوري أن يتخلَّصا منه، وهو المحبة.

تصور، سيدي، أنهم، حين يدْعون لنا، يدْعون بأن نجد العريس، بينما للرجل يدعون بالنجاح، وكأن أعظم نجاح نحقِّقه كنساء هو أن نقترن برجل يحمينا و"يسندنا" ويحفظنا من الرذيلة!

كيف تثور المرأة؟ – وهي لم تدرك ذاتَها بعدُ، ولم تعِ حقوقها، فتعيش لتكون مجرد "مؤدية"، تعطي دون أن تنتظر أيَّ مقابل لعطائها. ربما من الطبيعي أن يلاقي الإنسان ردَّ فعل سلبي، أو رفضًا، أو عدم تقبُّل لفكرة تحرُّر المرأة عند الرجل. فربما كان التنازل عن كلِّ هذه المغانم، عن هذا العرش الذي يتربع عليه، أمرًا صعبًا في نظره. وهذا هو واقعنا: فمَن ذا وَصَلَ إلى سلطة – مهما صَغُرَتْ – ورضي بالتنازل عنها؟!

ولكن الصدمة هي أن ترى المرأة قانعةً بما تعيش، متقبِّلة وضعَها، ترى أن تحرُّر المرأة لا يعنيها، وأن أولئك النسوة المتحررات نسبيًّا قد فقدن أخلاقياتهن، وخرجن عن طور المألوف، وشذذن عن القاعدة! لماذا تقبل المرأة أن تكون مجرد أداة إنجاب؟ لماذا تقبل كونها "الضلع القاصر"؟! لماذا تقبل بأنها "العورة" والعار؟! لماذا تقبل حتى الآن الإهانة والتعنيف؟!

كيف تثور المرأة، يا سيدي، وهي تعيش بمجرد تقليد كلِّ ما رأتْه وسمعتْه من كلِّ من هُم حولها، فلا تكون حياتها سوى مرآة لملايين الدروس والخبرات البالية، الخالية من أيِّ إحساس أو تطور، التي نُقِلَتْ إليها عن طريق محيطها، النسائي منه خاصة. كيف تثور تلك التي لمَّا تدرك بعدُ معنى الكلمات؟ مَن لم تستمع إلى فنِّ الحياة؟ مَن لم تعرف إحساسًا صادقًا تجاهها؟ كيف تثور مَن لم تُصْغِ يومًا إلى صوت ذاتها وإلى صوت ذات البشرية جمعاء فيها؟ كيف، وامرأتنا مخدَّرة، امرأتنا نائمة؟ كيف تتحرر المرأة في مجتمع يرفض الحرية بكلِّ أشكالها أيضًا: دينيًّا وسياسيًّا وفكريًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا وما إلى هنالك...

وهنا نطرح السؤال: كيف سندرك الحرية؟ كيف سنحلِّل وجعنا وألمنا؟ – ومنذ طفولتنا كنَّا نسمع أصواتًا كثيرة – ومازلنا – تأمرنا بما نفعل: "يجب أن تفعل هذا وتتجنب فعل ذاك." وحين نسأل لا نسمع سوى الأجوبة المكرورة عينها: "لا تسأل" أو "هكذا هي الحياة" أو "لأن هذا حسن وذاك سيء" أو "لأن الأمور كذلك" أو "هل تريد تغيير العالم؟!"

لقد قُتِلَتْ مساحةُ الحوار بين الأفراد في خلايا المجتمع كلِّها، بما فيها الأسرة. فكيف للمرأة أن ترفع صوتها وتسأل، وسط هذه المعمعة، عن ذاتها وحريتها؟ فتراها تقنع بحالها، وتكرر واقعها يوميًّا. فعلى الرغم من تحرري وتحرر أسرتي نسبيًّا، مازال أخي، – الأجمل والأعف والأنجح بيننا، – مازال هو "الأمل"، على الرغم من إدراكهم لأهمية وجودي في أسرتي.

وما يدهشني هو أن أية محاولة من المرأة للصعود والنجاح يحكم عليها الجميع مسبقًا بالفشل، مهما لمسوا من بذور وبشائر تنبئ بمستقبل جيد، – وكأن الأنوثة هي سبب كافٍ للفشل! – حتى إن أحد أقاربي قال لي يومًا: "يا ليتكِ كنتِ رجلاً، إذ ذاك لصرتِ شيئًا عظيمًا!" ربما كان عليَّ أن أيأس بعدما سمعت هذا الكلام، لكنه زاد في نفسي التحدي!

وحين أتحدث مع نساء عائلتي بمبادئي وأفكاري، يبتسمن بعضهن لبعض، ثم ينطقن بأجوبة من نحو: "أنت فتاة في مقتبل العمر، مازلتِ مفعمة بالثورة، ولم تخبري الحياة الحقيقية بعد. غدًا ستغيرين رأيك بعد الزواج" أو "ابتعدي عن هذه الفكرة، فلن تكوني سوى الضحية"!

ربما تحررتْ امرأةُ الثمانينيات، يا سيدي، لكن الرجل لن يتحرر. فمهما تطورت المرأة، وعاشت في وهم حريتها، وتقبَّل الرجلُ هذه الحرية، سيصدمك أن شبابَنا، على الرغم من كلِّ ما يفعلونه، مازالوا كآبائهم وأجدادهم، بل هم أشد قسوة وظلمًا: يبحثون عن امرأة لم تعرف رجلاً، وكما يقول المثل، "ما باس تمها غير أمها"! مازال شبان جيلي يحملون عقلية الرجل الأول في مملكة الذكورة. مازالت "سمعة" الفتاة في نظرهم هي هويتها. مازالت تعيَّر بجسدها الذي يجلب لها العار، مهما علا شأنها أو صَغُر. ومازال الرجل يعيَّر بما صنعت يداه وبنسبه، وجسده ليس إلا فارسًا مكللاً بالغار والنصر! فأية كذبة نعيش فيها؟ وأي أمل ننتظر؟

في بعض الأحيان، أصادف فتياتٍ أو نساء ثائرات، رافضات لما يعشنه؛ لكنهن ما يلبثن أن يتنازلن عن كلِّ شيء، أو يصبحن مجرد رائدات لمنابر كاذبة ومدَّعية. لماذا؟ ويكبر السؤال...

لماذا، عند اصطدامنا بالأشياء التي نخالها أكبر منَّا، نتخلَّى عن كلِّ شيء ناضلنا في سبيله؟ لماذا نرى حينئذٍ أن كلَّ الأفكار السامية و"التقدمية" و"التحررية" لا معنى لها في مقابل "الاستمرار"، مجرد الاستمرار؟ لماذا نسمح لداء الإحباط بأن ينهش فينا؟ لماذا لم نعد نحمل الجرأة لنطمح؟ كيف سنصل إلى السعادة ونحن لم نسعَ إليها أصلاً؟

إن الإنسان الحق ليس غير جوع وعطش لا يرتويان، وهو يموت عندما تموت رغباته. ومن الطبيعي أن تولِّد الرغبة سعيًا نحو المزيد؛ ومن الطبيعي أن السعي يحتاج إلى جهد كبير، وبالتالي سيكون مولدًا للتعب. والتعب، بنظر الكثيرين، يهدد سعادتهم ويحد منها. فكم هم كثيرون أولئك الذين استسلموا في دروب سعيهم لأنهم تعبوا، فقنعوا بما هم عليه، واقتنعوا أنهم يعيشون الراحة والسعادة في حياتهم! لكن لماذا لا نفكر بأنه من الضروري بمكان أن نجتاز ظلام الليل لنصل إلى وضح النهار؟

لكم أحلم أن يدرك الرجل أنه يعيش متربعًا على عرش من هواء، في مملكة من تراب، وبغنائم من ألم وحزن. لكم تمنيت على هذا الرجل أن يكون أنانيًّا حقًّا، مدركًا لأهمية نهوض المرأة، لتحرِّره من نفسه ومن ألمه وتعبه. فحين سنصل إلى التوازن بين المرأة والرجل، بين الأنوثة والذكورة، سيدرك الرجل أنه ما كان ملكًا يومًا، بل مجرد سجَّان، يشبه السجين في كلِّ شيء، إلا أنه يملك سلطة عليه، ويحمل مفاتيح قفصه، محبوسًا دون قضبان، سجينًا دون تهمة! لو كان الرجل أنانيًّا حقًّا، لفكَّر بأن تحرُّر المرأة سيخفف عن عاتقه الكثير من المسؤوليات – وخاصة المادية منها – وسيزيد الإنتاج الفكري والاقتصادي والعاطفي والثقافي إلخ، للأسرة وللمجتمع ككل.

علينا ألا نصرخ بين منابر النساء لنتحدث عن حقوقهن وواجباتهن، بل علينا أن نصل إلى الرجل. وهذه المرة لن نبحث عن المرأة، بل سنبحث عن الرجل، فنجد الحل. فكما يقول أحد الفلاسفة: "إن الولادة هي الانبثاق من سرِّ الليل إلى سرٍّ أعظم هو النهار."

في البداية، سيكون سعينا لنخرج من الظلام ونصل إلى النور. وبعدها سيصبح الهاجس أن نفهم أسرار النور وخفاياه وتوهجه.

27/10/04

*** *** ***

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود