طـهـارةُ العَـمَـل  

 

ديمتري أڤييرينوس

 

جاء في الآية الأولى من كتاب جوهرة تاج الحكمة، المنسوب إلى الحكيم الهندي أدي شنكراتشاريا، أن "غاية كَرْما هي تطهير الذهن"[1]. ولكلمة كرما karma معانٍ عدة، بحسب السياق الذي تَرِدُ فيه. فهي كثيرًا ما توردها النصوصُ النقلية الهندوسية بمعنى تأدية الشعائر الدينية. غير أن مواقف المدارس الهندية من هذه الشعائر شديدة التفاوت: فأتباع مدرسة مِمامسا Mimāmsā، مثلاً، يصرفون الكثير من الطاقة في تأدية هذه الشعائر وفي تفسير دلالاتها؛ أما طريقة الڤيدانتا اللاثنوي Advaita Vēdānta، فقد قللت من شأن الشعائر، قائلةً بأن الشعيرة لا قيمة لها في حدِّ ذاتها: إذ إن مجرد القيام بأفعال وحركات وترديد كلمات جوفاء (كالببغاء) لا يحققان شيئًا، لا في العالم المرئي ولا في العالم غير المرئي. لا تصح الشعائر، يقال، إلا إذا نجمتْ عنها طهارةُ الذهن.

كلمة كرما تعني أيضًا "العمل". من هنا فإن عبارة شنكرا تشير إلى أن غاية العمل الحقيقية هي تحقيق حال من الطهارة الداخلية. والمقصود بـ"العمل" هنا ليس مجرد النشاط المادي. ففي كتاب البهگڤدگيتا يقول كرشنا:

يتعذر قطعًا على كلِّ أحد البقاءُ حتى لحظة واحدة [في عالم التجلِّي هذا] قاعدًا عن العمل؛ فالكل تشده إلى العمل صفاتٌ تَفطُرُه عليها الطبيعة.[2]

خواطرنا وأفكارنا ومشاعرنا ودوافعنا، الواعي منها وغير الواعي، كما ونشاطاتنا المادية بالطبع، هي كلها عمل في عمل. لذا فإن الغاية الحقيقية من عملنا، مفهومًا بهذا المعنى، هي تعلُّم الطهارة، بما يعني تعلم الحياة في الدنيا من غير أن ننجذب إليها ولا أن نتعلق بها. وهذا هو مؤدى قول المعلِّم الناصري إن تلاميذه "ليسوا من العالم"[3].

كلمة كرما تشير عمومًا إلى دورة القوى التي ينتظمُها قانونُ العلَّة والمعلول أو السبب والنتيجة. وهذا القانون يتيح للفرد فرصة تعلُّم الطهارة. ما من شيء ينجم عن عمل هذا القانون – ما من شرط، ولا حدث، ولا علاقة، سواء مع شخص أو مع كائن حي أو مع جماد – إلا وهو مناسبة لمساعدتنا على أن نصبح أطهارًا. وإن استعمالنا القوى التي تنتظم أحداثَ حياتنا أو عدم استعمالنا لها يتوقف علينا: فكما أن الكهرباء سارية في كلِّ مكان، وللمرء الخيار في أن يستعملها أو لا، كذلك فإن الحركة الدينامية التطورية التي تعمل بحسب القانون المعصوم من الغلط تفعل فعلها في كلِّ مكان؛ وبالتالي، فإن الطاقة الفاعلة لتطهير القلب سارية في كلِّ مكان أيضًا. كرما يوجد، إذن، من أجل تحقيق طهارة الذهن؛ والغاية من وجود كلِّ عمل هي تحقيق حالة حكمة، هي عبارة عن يقظة الذهن وانفتاحه. فالذهن ليس في وسعه أن يستيقظ وينفتح على حالة من الفهم الرفيع ما لم يكن طاهرًا، لأن الحكمة والطهارة وجهان لعملة واحدة. الذهن غير الطاهر لا يمكن له أن يستيقظ روحيًّا أبدًا لأن "مركزية الأنا" egocentricity المتحكمة به تولِّد الوهم.

* * *

اللامبالاة من صفات الذهن الشائعة جدًّا بين الناس. فإذا كان أكثرهم لا يرتكب أعمالاً "شريرة" عن قصد، لكنهم لا ينوون أيضًا القيام بأفعال خير مقصودة. لقد علَّم البوذا أننا لا يكفي أن "نكف عن ارتكاب الشر"، بل ينبغي أن "نتعلم فعل الخير" أيضًا. قد يُختزَل الكف عن فعل الشر إلى مجرد "لاعنف" مُرْضٍ للغرور، ليس، ولا بأية حال من الأحوال، غيابًا للأنانية، لكنه قد يكون نوعًا من الاكتفاء الذاتي الرضِيِّ المنافق الذي يتجاهل كلَّ ما عداه من مظاهر الحياة. حينما يصير هاجسُ الأنا حمايةَ نفسها والإحساسَ بالأمان، فإن اللامبالاة تترسخ، والعطالة – الطبيعة التَمَسية[4] في بنية الإنسان – تفعل فعلها كحجاب ينسدل على وعي الحقيقة. بذا، سواء عبَّرتْ مركزيةُ الأنا عن نفسها صراحةً أو انسحبتْ إلى قوقعتها الواقية، فإنها تبقى قابعةً في ظلمة الوهم. وبالتالي، مادام أقل ظل من ظلال الذات الضيقة – الأنية ego الفاصلة والمنفصلة – باقيًا، فلا سبيل إلى التحقق بالحكمة. كذا فمن شأن كلِّ عمل، كلِّ خاطرة، كلِّ شعور، كلِّ فعل إرادة، أن يقودنا إما إلى العَمَه في غياهب الوهم، وإما إلى تحقيق حال من الطهارة والفهم.

يتساءل القوم أية "مجاهدة" (سادهنا sādhana) أو رياضة روحية تقود إلى الارتقاء الروحي. لكن مثل هذا السؤال ينطوي على وجود "مقصورات" في حياة السائل، في بنيته النفسية بالذات، معزول بعضها عن بعض. إنه، على ما يبدو، يفكر في وسائل التحقق الروحي وكأنها نوع من العمل "الخاص" المستقل عن نشاطات حياته اليومية. غير أن هذا لا يعني أننا يجب ألا نخصص أوقاتٍ معينةً من يومنا للتأمل الصامت، بل يعني أننا يجب أن ندرك أن جميع أعمالنا جزء من أسلوب حياة لا حواجز فيها. غير أن مقام الحكمة (و"الانعتاق" moksha بالتالي) ليس نتيجةً للعمل أو ثمرة من ثماره. يمكن للعمل أن يثمر عن حال من الطهارة، لكنْ ما من عمل بعينه، أيًّا كان، هو علَّة الانعتاق، بما أن الحرية الحقيقية لا تقع في نطاق السبب والنتيجة. إذا سمع أحدنا أن موكب الملك سيمر من أحد شوارع المدينة فالأجدر به، والأجدى له، أن ينتظره مستعدًّا في شارع رئيسيٍّ مضاء، وليس في زقاق ضيق معتم! – وطُرُق التأمل الأصيلة لا تزعم أنها تطمح إلى أكثر من ذلك.

السائح الروحي يسير على طول درب صاعد لكي يبلغ قمة الجبل المقدس، لكن وجود الجبل ليس نتيجة لوجود الدرب؛ الجبل في بساطة موجود وحسبه. على العينين أن تنفتحا لرؤية الضوء، لكن الضوء ليس نتيجة انفتاح العينين! بالمثل، فإن مقام پرجنا prajñā ("الحكمة" بالسنسكريتية) أو الاستنارة الروحية ليس "نتيجة" أيِّ شيء أو معلولَه لأنه لا يقع في نطاق النتائج أو المعلولات. وحده يبلغ النرڤانا Nirvāna ("انطفاء" الأنية) امرؤٌ يرتقي فوق مرتبة العلَّة والمعلول التي يفعل فيها قانونُ السببية الكوني: كرما.

لئن صح، على مراتب الوجود الشخصي، أن الأعمال الصالحة تولِّد نتائج طيبة وأننا لا نجانب الصواب كثيرًا حين نتحدث على هذا المستوى عن علاقة "صالحة" أو "طالحة"، "متناغمة" أو غير ذلك، ليس ثمة، على المرتبة التي تتحقق فيها الوحدة، علاقاتٌ صالحة أو طالحة لأنه لا توجد على هذه المرتبة أصلاً "علاقة" بالمعنى المفهوم عمومًا من هذا المصطلح. توجد العلاقة فقط حيثما يوجد تمييز: "أنت مختلف عني"؛ وإذن ففي وسعي أن أحول هذه العلاقة معك – التي قد يشوبها سوءُ النية – إلى علاقة مودة. أما وقد فعلت، فقد باتت لدي بدلاً من العلاقة السيئة علاقةٌ طيبة، غير أنه مازالت لدي علاقة ما معك لأنك مختلف عني. أما إذا زال الاختلاف بيننا، إذا لم يعد ثمة "أنت" و"أنا" منفصلتان، – إذا لم يعد ثمة غير الواحد –، أين توجد العلاقة عند ذاك؟! في حال من الوحدة المطلقة، في حال تنعدم فيها تقسيماتُ الذهن وتصنيفاته الاعتباطية، تنعدم الأضداد، فتزول "العلاقة".

مادام الإنسانُ موجودًا في عالم النسبية هذا، فإن العلاقات الطيبة مفضَّلة جزمًا على العلاقات السيئة. لكن ما يصح على مرتبة الدنيا هذه لا يصح على المرتبة الروحية السامية المسماة نرڤانا. لا شيء يتم على هذه المرتبة يمكن له أن يكون "علة" لشيء آخر لأن هذه المرتبة، كما سبق وأشرنا، لا تقع في نطاق العلَّة والمعلول؛ وبالتالي، لا يجوز لنا أن نقول إن تحقيق النرڤانا هو نتيجة تطهير الذهن أو أية "مجاهدة" تقود إلى فهم واع. لكنْ حينما يتطهر الذهن، لا يعود "يرى" المصائب والشقاء بوصفها محتمةً على الشرط البشري، بل يعي حال الغبطة وحسب. وهذه لا حاجة لنا إلى "اصطناعها"، إذا جاز القول، لأنها قوام وعينا الطبيعي نفسه[5].

* * *

بعض البوذيين يقول إن طبيعة الفكر نفسها هي دُكها dukkha ("الشقاء"). وقد طُرِحَ في بعض الكتب البوذية السؤالُ التالي:

نرڤانا هو حالة غبطة. لكن في النرڤانا ما ثمة إحساس. وحده امرؤ يتعالى عن لذة الإحساس يستطيع أن يبلغ النرڤانا. وإذ ذاك، إذا لم يعد ثمة إحساس، كيف يمكن الشعور بالغبطة؟

الجواب عن هذا السؤال هو أن الإحساس في حدِّ ذاته دُكها، شقاء وألم، لأن الفكر هو الذي يوجِد الإحساس بالانفصال الذي هو كدر أو وهم، والإحساس بالانفصال هو أصل كلِّ شقاء.

وقد يخطر ببالنا أحيانًا السؤالُ التالي: "ماذا يحصل للفرد المستنير بعد موت الجسم؟" يتعذر علينا أن نجزم بما يحصل له لأنه لم يعد خاضعًا لتأثير نطاق الثنوية، نطاق الخير والشر، السبب والنتيجة. إن تصورنا عن حياة صوفيٍّ كبير أو امرئ مستنير مغلوط لا محالة إذا نظرنا إليها بوصفها شبيهةً بحياتنا "العادية"، لأنه يحيا على مرتبة لا نعلم عنها شيئًا. من الحمق أن نتخيل أن أفكارنا المحدودة تنطبق على حقيقة الحكماء والصوفية الكبار. قد يكون من المفيد لنا أن نتأمل في طبيعة هؤلاء أو في حكمتهم ورحمتهم، لكننا يجب أن نجتنب الوقوع في غلط التفكير بأن تصوراتنا الذهنية هذه، المحدودة بالضرورة، تنطبق على حقيقتهم الروحية لأن هذه الحقيقة تنتمي إلى مرتبة مختلفة.

سبق أن قيل إن فردية امرئ مستنير حقًّا لا يمكن لها أن تُتَصوَّر بوصفها "صفة". أقرب إلى الصواب قولُنا إنها أشبه ما تكون بنوع من الفضاء المنداح في الوجود الكوني الكلِّي. وهذا يشي بأن "المنعتق حيًّا" (جيڤن موكتا jīvan-mukta) ينتمي إلى مرتبة الفائق للوصف، العصيِّ على مقولات العقل. "الصوفي غير مخلوق"، كما يقول الصوفية المسلمون؛ أي أن ماهيته الروحية تقع خارج نطاق "عالم الشهادة" (بالمصطلح الإسلامي). وبهذا لا يصح أن نسأل عن "ما يحصل" بعد الانعتاق لأنه يتعالى عن الثنوية التي نألفها، ثنوية الخير والشر. في المقابل، يمكن لنا أن نسأل: "إذا لم تكن هناك ذات منفصلة، إذا كانت فكرة الذات وهمًا في حدِّ ذاتها، إذ ذاك من يختبر النرڤانا؟"

هذا السؤال يجب في الواقع طرحُه طرحًا مختلفًا: "ماذا يوجِد الذات؟" الذات تتولد من الشعور بالانفصال، وهو من إيجاد "المفكر"، حيث إن الفكر لا يتمايز عمَّن يولِّده. وبالتالي، إذا كان المفكرُ يوجِد الإحساسَ بالذات المنفصلة، فإن الانعتاق لا يمكن له أن يكون وليد الفكر. أما عندما نتحرر من الأوهام التي يوجِدها الفكر، فلا حاجة لنا لأن نسأل أية "ذات" تختبر حقيقة الواقع؛ وبهذه المثابة، لا يمكن لنا البتة أن نفكر من منطلق "ذاتي" بحت.

إذا وعينا أن بلوغ مقام الحكمة ليس نتيجة أعمالنا لأنه لا يوجد أصلاً في نطاق النتائج، لا يصح أبدًا أن نطلبه بوصفه نتيجة. أما إذا أدركنا أنه يمكن للطهارة الداخلية أن تتحقق عبر كلِّ عمل من أعمالنا، – أيًّا كان هذا العمل –، في كلِّ لحظة من لحظات حياتنا، فإننا ندرك، في الآن نفسه، أنه عمل لا يطلب نتيجة أو ثمرة. يقول كرشنا أيضًا:

من حقِّك العمل وحسب، لكنْ ليس ثماره أبدًا. فلا تكوننَّ ثمارُ العمل غايتَك، ولا تتعلقْ بالقعود عن العمل.[6]

إذا تم العمل من دون طلب نتيجة، أي إذا زهد المرءُ في ثمار عمله، فهذه الحال، في حدِّ ذاتها، حال طهارة. إذا فهمنا هذا الأمر حقَّ فهمه فهو يقودنا إلى عمل ذي طبيعة صحيحة. وإذا صحت طبيعةُ عملنا فإنه يقود إلى الشرط الداخلي الذي يتيح إمكان إدراك الحقيقة. وبالتالي، فإن المنظور العملي لرؤية هذا العمل لا يختلف عن المنظور "الميتافيزيائي" المفترَض، لأن المنظور الميتافيزيائي الحق إلى الحياة هو دومًا منظور "عملي" بالمعنى الحقيقي للكلمة. فقط حين نتعاطى الميتافيزياء كنشاط منفصل عن الحياة تصير "ميتافيزياء" فكرية محضة، فتتحول تلقائيًّا إلى مذهب أو عقيدة.

الإنسان المفتقر إلى الرؤيا النافذة، المستغرق بكلِّيته في الأمور "العملية" المزعومة، يعوزه الفهمُ الحقيقي للأمور العُلوية، فيبقى إنسانًا ماديًّا من حيث موقفُه الفكري والأخلاقي من الحياة. كذلك فإن الإنسان الذي يجد لذَّته في النظر الذهني وحده ليس أفضل حالاً من صاحبه السابق بكثير. مبادئ الحكمة مبادئ عملية في جوهرها؛ وعلى عاتقنا تقع مسؤوليةُ أن نكتشف ذلك بأنفسنا، وأن نتعلم من هذه المبادئ كيفية توجيه حياتنا والسلوك بمقتضاها سلوكًا صحيحًا. قد يقتصر الاهتمامُ لدراسة الحكمة عند بعضهم على مجرد فضول "أكاديمي" أو على هواية محض فكرية (وفي هذه الحالة تكون بلا قيمة تُذكَر)؛ أو يمكن لهذا الاهتمام أن يلهمنا لكي نعجل في توطيد حالة الطهارة في نفوسنا.

لكي تخدم حكمةُ التصوف العالم، يجب أن يصبح سلوكنا في دربه عمليًّا وروحيًّا على حدٍّ سواء؛ يجب أن يكون فلسفةً (= "محبة حكمة"، بالمعنى السقراطي) حيةً تُرَوحِنُ كلَّ نشاط من نشاطات حياتنا، في مجالاتها كافة. إذ ذاك فقط يمكن لهذه الفلسفة أن تمكِّننا من التأثير إيجابيًّا في العالم المختل التوازن الذي نحيا فيه.

وبوصفنا في معابر معنيين بصلاح حال العالم، يجب أن نولي هذا الأمرَ عنايةً جديةً وعميقة، بحيث لا تكون دراساتنا ومسلكنا على طرفَي نقيض، مكرَّسةً لمجرد تحصيل رضا ذاتي وهمي، بل من أجل أن نتمكن، عبرها، من أن نقدم لرفاقنا البشر شيئًا صالحًا حقًّا: خبزًا للحياة، وليس مجرد تسلية فكرية عقيمة.

*** *** ***


 

horizontal rule

[1] The Pinnacle of Indian Thought, being a new, independent translation of the Viveka Chūdāmani with commentaries by Ernest Wood, A Quest Book (TPH), 1970, p. 4.

[2] The Bhagavadgītā, with Sanskrit text and an English translation, Gita Press, 1975, III, 5, p. 86.

[3] إنجيل يوحنا 17: 14-16. يشبِّه الحكيمُ الهندي الكبير شري راماكرشنا الحياةَ في العالم بركوب زورق في الماء: الماء خارج الزورق يجعله يطفو؛ أما إذا تسرب إلى داخل الزورق فإنه يُغرِقه.

[4] تتصف الهيولى الأولى غير المتمايزة prakriti، بحسب فلسفة سامكهيا Sāmkhya الهندية، بثلاث "خواص" guna: تَمَس tamas التي تشير إلى الكمون والعطالة والظلمة؛ رَجَس rajas التي تشير إلى التحرض والفاعلية والحركة؛ وستڤا sattva التي تشير إلى الإيقاع والتناغم والسكينة. على هذا الأساس، تُصنَّف المادةُ المتمايزةُ بحسب رجحان نسبة إحدى هذه الخواص الثلاث الفاعلة فيها، فتكون "تَمَسية" أو "رَجَسية" أو "سَتْڤية".

[5] من الأغلاط الشائعة في الحياة الروحية ظنُّ المرء أن "الاستنارة" حال يستطاع بلوغها بالمجاهدة، لسبب أصيل هو أننا مستنيرون في الأصل. لقد سمعنا من الفيلسوف الروحي الكبير المرحوم روبير لنسن ما مُفاده أن أكبر العقبات في سبيل الاستنارة هو اعتقادنا المغلوط بأننا لسنا مستنيرين! الاستنارة هي حالتنا الطبيعية، الآن وهنا. لذا فإن غاية المجاهدات الروحية ليست بلوغ الاستنارة، بل شحذ ملكاتنا الذهنية والنفسية بحيث نكون مستعدين في كلِّ لحظة لوعي استنارتنا الأصلية.

[6] The Bhagavadgītā, II, 47, p. 73.

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود