حديث في جامعة كاليفورنيا، سانتاكروز

 

جدّو كريشنامورتي
ترجمة: وفيق فائق كريشات

 

هذا المساء أود أن أتحدث في بضعة أمور هي جميعًا مرتبطة بعضها ببعض، مثلما المشاكل الإنسانية كلها مرتبطة أيضًا. لا يمكن للمرء أن يأخذ مسألة واحدة على نحو منفصل وأن يحاول حلها بمفردها؛ تحتوي كل مشكلة على المشاكل الأخرى كلها، إذا عرف المرء كيف يبحث فيها بعمق وشمول.

أود، أولاً، أن أتساءل ماذا سيحل بنا جميعًا، الصغار والكبار، وماذا نصنع بحيواتنا؟ هل سوف نسمح لأنفسنا بأن تُمتص في هذا الاضطراب العظيم، اضطراب المحترمية المقبولة مع كل أخلاقيتها الاجتماعية والاقتصادية، وبأن تصبح جزءًا مما يدعى المجتمع الثقافي مع كل مشاكله، حيرته وتناقضه، أم إننا سوف نصنع بحياتنا شيئًا مختلفًا كليًا؟ تلك هي المشكلة التي تواجه أكثر الناس. يُعلَّم المرء، ليس ليفهم الحياة ككل، بل ليلعب دورًا خاصًا في كلية الوجود هذا. إننا مشروطون على نحو عميق جدًا منذ الطفولة لتحصيل شيء في هذا المجتمع، لنكون ناجحين ولنصبح بورجوازيين على التمام؛ وعلى وجه العموم، فإن الذي هو من أهل الفكر، الأكثر حساسية منهم، يثور على نمط لوجود كهذا. في ثورته، يفعل أمورًا شتى: إما أنه يصبح معادٍ للمجتمع، معادٍ للحكومة، أو يتناول مخدرات ويسعى وراء اعتقاد ضيق، طائفي، ديني ما، متبعًا مرشدًا ما، أستاذًا أو فيلسوفًا ما، أو يصبح ناشطًا، شيوعيًا، أو يفرغ نفسه كليًا لدين ما غريب كالبوذية أو الهندوسية. وإذ يصبح المرء عالم اجتماع، عالمًا، فنانًا، كاتبًا، أو فيلسوفًا، إذا كان ذا إمكانية لذلك، فيلسوفًا يطوق نفسه بدائرة، فإننا نظن أننا قد حللنا المشكلة. حينئذ نتخيل أننا قد فهمنا الحياة بأكملها فنملي على الآخرين كيف ينبغي أن تكون الحياة بحسب ميلنا الخاص، مزاجيتنا الخاصة، ومن معرفتنا التخصصية.

عندما يلاحظ المرء ما هي الحياة مع عظيم تعقيدها وأمورها المعقدة، ليس فقط في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، بل أيضًا في المجال النفسي، فإنه يجب عليه أن يسأل نفسه، إذا كان جادًّا البتة، ما الدور الذي عساه يلعبه في هذا كله. ماذا سأفعل بصفتي كائنًا إنسانيًا يعيش في هذا العالم ولا يهرب إلى وجود خيالي ما أو دير؟

إذ يرى المرء هذا النمط بأكمله رؤية واضحة جدًا، فما عساه يفعل، ما عساه يصنع بحياته؟ هذه المسألة قائمة دائمًا، سواء علينا هل كنا أصحاب منزلة راسخة عند أهل السلطة أم إننا على وشك دخولها. من المحتوم على المرء، إذًا، على ما يبدو لي، أن يسأل هذا السؤال: ما الغرض من الحياة، وما الدور الذي سوف ألعبه في هذا كله بصفتي كائنًا إنسانيًا معافى جدًا نفسيًا، ليس عصابيًا كليًا، كائنًا إنسانيًا نشيط وفعال؟ إلى أي دور أو أي جزء أُجذب؟ فإن أُجذب إلى جزء خاصة أو قطاع خاص، فإنه ينبغي عليَّ أن أعيَ الخطر في جذب كهذا، لأننا قد عدنا من جديد في نفس التفرقة القديمة التي تولد الجهد والتناقض والحرب. هل يمكنني، إذًا، أن أشارك في الحياة بأكملها وليس في جزء معين منها؟ من الواضح أن الالتحاق بركب الحياة بأكملها لا يعني امتلاك معرفة تامة بالعلم، علم الاجتماع، الفلسفة، الرياضيات، وهلمجرا؛ سوف يكون ذلك مستحيلاً ما لم يكن المرء عبقريًا.

هل يمكن للمرء، إذًا، أن يحدث طريقة في العيش مختلفة كليًا، نفسيًا، داخليًا؟ من الواضح أن هذا يعني أن يهتم المرء في كل الأشياء الخارجية، لكن الثورة الجوهرية، الجذرية هي في العالم النفسي. ماذا يمكن للمرء فعله لإحداث تغيير كهذا في أعماق داخل نفسه؟ فالمرء هو المجتمع، هو العالم، هو كل محتوى الماضي. المشكلة، إذًا، هي: كيف يمكننا، أنتم وأنا، أن نلتحق بكلية الحياة وليس في مجرد جزء منها؟ تلك هي مشكلة واحدة؛ هاهنا أيضًا مشاكل التصرف، والسلوك والفضيلة ومشكلة الحب - ما الحب، وما الموت. يجب علينا، سواءً أكنا صغارًا أم كبارًا، أن نسأل أنفسنا هذه الأسئلة، لأنها جزء من الحياة، جزء من وجودنا؛ ويجب علينا أن نتحدث في هذه المشاكل هذا المساء، معًا، إذا وافقتم. سوف نبحث في هذه المشاكل معًا؛ أنتم لستم خارج هذا كله، مجرد متفرجين، مستمعين تلاحظون بفضول وتهتمون اهتمامًا عرضيًا. سواءً علينا أحببنا ذلك أم لم نحبه، نحن جميعًا ضالعون في هذا الاستعلام - ماذا نصنع بحياتنا، ما السلوك القويم، ما الحب (إذا كان شيء كهذا)، ما معنى ذلك الأمر الاستثنائي الذي يدعى موتًا، الذي لن يرضى أكثر الناس حتى المناقشة فيه. يجب على المرء، إذًا، وهو يرى هذا بأكمله، أن يتساءل عن القصد من الوجود كله.

فعليًا، للحياة التي نحياها في الوقت الحاضر معنى ضئيل جدًا، نجتاز عددًا قليلاً من الامتحانات، ننال درجة علمية، نجد وظيفة جيدة ونكافح طوال البقية الباقية من عمرنا حتى نموت. واختراع معنى لهذا الاضطراب الكلي هو أمر مفجع بنفس القدر. الآن ما هو الممكن لنا، ونحن نرى هذا كله ونعرف أنه يجب أن تكون ثورة نفسية عميقة لإحداث نظام مختلف، مجتمع مختلف، وفي نفس الوقت نحن لا نتكل على أي أحد ليعطينا التنوّر أو الوضوح - ما هو الممكن، إذًا؟ ليكتشف المرء ما هو الممكن، يجب عليه، أولاً، أن يكتشف ما هو المستحيل؟ من المستحيل على ما يظهر أن يقع تغيير تام، ثورة نفسية تامة فورًا، أعني أن تستيقظ غدًا فتكون مختلفًا اختلافًا تامًا، تكون طريقتك في النظر، التفكير، الشعور جديدة جدًا، نشيطة جدًا، حماسية جدًا، حقة جدًا، لم يعد فيها ظِلّ للصراع أو النفاق. تقولون إنه مستحيل لأنكم قبلتم أو تعودتم على فكرة التطور النفسي، التغيير التدريجي الذي قد يأخذ خمسين سنة؛ الزمان، إذًا، ضروري، ليس الزمان التاريخي فقط بل الزمان النفسي. تلك هي طريقة التفكير المقبولة، التقليدية؛ الزمان ضروري للتغيير، لإحداث ثورة نفسية جذرية. لو أن أحدًا اقترح كما يفعل مكلمكم، أنه من الممكن التغير تغيرًا تامًا بحلول الغد، لقلتم إنه غير ممكن، ألن تقولوا؟ ذلك هو، عندكم، إذًا، هو المستحيل؛ الآن من معرفتكم ما هو المستحيل يمكنكم اكتشاف ما هو الممكن. الإمكان، إذًا، ليس هو كما كان قبلاً: إنه مختلف كليًا. هل نحن متابعون بعضنا لبعض؟

عندما نقول إن هذا ممكن، ذلك مستحيل، فالإمكان قابل للقياس، لكن عندما ندرك شيئًا هو مستحيل، فإننا نرى بالنسبة إلى المستحيل ما هو الممكن؛ ويكون ذلك الإمكان مختلفًا كليًا عما كان ممكنًا قبلاً. رجاءً، استمعوا بعناية، لا تقارنوا هذا مع ما قاله أحد آخر، فقط راقبوه في أنفسكم وسترون الأمر الاستثنائي الذي يحصل. الإمكان الآن، على ما نحن عليه، هو ضئيل جدًا؛ من الممكن الذهاب إلى القمر، أن يصبح المرء رجلاً غنيًا أو استاذًا جامعيًا، أو كائنًا ما يكون، لكن ذلك الإمكان تافه جدًا. الآن متى تواجه بقضية كهذه، قضية أنه يجب أن تتغير تغيرًا تامًا بحلول الغد وأن تصبح بالتالي كائنًا إنسانيًا مختلفًا تمامًا، فإنك تواجه بالمستحيل. متى تدرك استحالة ذلك، فإنك، بالنسبة إلى المستحيل، سوف تكتشف ما هو الممكن، وهو شيء مختلف كليًا؛ وعليه فإن احتمالاً مختلفًا جدًا سيقع في عقلك. وهذا الإمكان هو الذي نتحدث عنه، ليس الإمكان التافه. إذًا، وأنا أضع هذا كله في ذهني، المستحيل والممكن بالنسبة إلى المستحيل، وأرى نمط الوجود هذا بأكمله، فماذا يمكنني فعله؟ المستحيل هو أن أحب من غير ظِلِّ الغيرة والكراهية.

إنني أخشى أن أكثرنا هو غيور وحسود ومحب للتملك على نحو فظيع. عندما تحب أحدًا ما، فتاتك، زوجتك أو زوجك، فإنك تكون مصممًا على التشبث بهم بقية عمرك؛ على الأقل أنت تحاول ذلك. وأنت تدعو ذلك "حبًا" - هو أو هي "لي". ومتى يشيح "الذي هو لي" بنظره عني أو ينظر إلى آخر، يصبح مستقلاً على نحو ما، يكن اهتياج وغيرة وهمٌّ، وتبدأ كل تعاسة ما يدعى حبًا.

الآن، أي شيء هو أن يحب المرء من غير ظِلّ ذلك كله؟ مما لا شك فيه أنكم سوف تعتبرون الأمر مستحيلاً، سوف تعتبرونه غير إنساني، في الحقيقة مما يفوق طاقة الإنسان - هو، إذًا، مستحيل عندكم. إن تروا استحالة ذلك تكتشفوا ما هو الممكن بالنسبة. أملي هو أنني واضح فيما أقول. تلك هي أول نقطة.

الثانية، حياتنا، كما هي الآن، هي كفاح، ألم، لذة، خوف، همٌّ، ارتياب، يأس، حرب، كراهية - تعلمون ما هي عيشتنا اليومية فعليًا، التنافس، الدمار، الاضطراب. هذا فعليًا هو ما يحصل، ليس ما "ينبغي أن يكون" أو ما "يجب أن يكون"؛ إننا معنيون فقط بما هو كائن! إذ نرى هذا كله، إذًا، فإننا نقول لأنفسنا: "إنه مهول جدًا، يجب أن أهرب منه! أريد رؤية أوسع نطاقًا، أكثر عمقًا، أكثر شمولاً. أريد أن أصبح أكثر حساسية." لذلك نأخذ مخدرات.

مسألة المخدرات هذه قديمة جدًا؛ لقد أخذوا المخدرات في الهند طوال آلاف من السنين. في وقت من الأوقات كان يدعى سوما، الآن هو الحشيش والتنبول؛ لم يبلغوا المستوى المعقد لمادة "إل إس دي" المخدرة، لكن من الراجح أنهم سيبلغونه قريبًا جدًا. يأخذ الناس الحشيش والتنبول ليصبحوا أقل حساسية؛ إنهم يضيعون في رائحته، في الرؤى المختلفة التي ينتجها ويبرزها. يأخذ هذه المخدرات على وجه العموم الفَعَلةُ والعمال اليدويّون (ليس لديكم هنا "المحرم مسَّهم"، كما يدعون في الهند). إنهم يأخذون المخدرات لأن عيشاتهم بليدة على نحو مخيف؛ ليس عندهم الكثير من الطعام، ولذلك فليس فيهم الكثير من الطاقة. الشيئان الوحيدان اللذان عندهم هما الجنس والمخدرات.

المتدين تدينًا حقيقيًا، الراغب حقًا في اكتشاف ما هي الحقيقة، وما هي الحياة - ليس مِن الكتب، ليس مِن المفكرين الدينيين، ليس مِن الفلاسفة الذين هم فقط يحفزون فكريًا - الذي هو هكذا لا شأن له بالمخدرات البتة، لأنه يعلم علم اليقين أنها تشوه العقل، تجعله غير قادر على اكتشاف ما هي الحقيقة.

هنا في العالم الغربي يلجأ كثير من الناس إلى المخدرات. مِن الناس الجادِّين مَن قد أخذها تجريبيًا ربما لمدة سنتين، بعضهم جاء لرؤيتي. لقد قالوا: "لقد عملنا تجارب هي على ما يظهر - بحسب ما قرأناه في الكتب - شبيهة بالواقع الأقصى، هي ظِلّ للواقعي." ولأنهم أناس جادُّون، على نحو ما هو مكلمكم، فإنهم ناقشوا هذه المشكلة بعمق؛ في خاتمة المطاف اضطروا إلى الاعتراف بأن التجربة زائفة جدًا، أنها لا علاقة لها البتة بالواقع الأقصى، بكل جمال تلك العظمة. ما لم يكن العقل صافيًا وصحيًا ومعافى عافية تامة، فلربما لن يمكنه أن يكون في حال التأمل الديني الذي هو ضروري ضرورة مطلقة لاكتشاف الشيء القائم وراء متناول كل فكر، وراء متناول كل رغبة. إن أي شكل من أشكال الاتكال النفسي، أي نوع من أنواع الهروب، بالشراب، بالمخدرات، في محاولة لجعل العقل أكثر حساسية، إن ذلك إنما يبلِّده ويشوهه.

متى تنبذ ذلك كله - على نحو ما يجب على المرء إذا كان جادًّا البتة - فإنك تواجَه بالعيش داخليًا وحدك. حينئذ لا تكون مفتقرًا إلى أي شيء أو أي أحد، إلى أي مخدر، إلى أي كتاب، أو إلى أي اعتقاد. فقط حينئذ يكون العقل غير خائف، فقط حينئذ يمكنك أن تسأل ما القصد من الحياة. فلو بلغت إلى تلك الدرجة، فهل كنت تسأل سؤالاً كهذا؟ القصد من الحياة هو العيش - ليس في الفوضى والحيرة المطلقتين اللتين ندعوهما العيش - بل أن يعيش المرء بطريقة مختلفة كليًا، أن يعيش حياة كاملة، أن يعيش حياة هي تامة، أن يعيش بتلك الطريقة اليوم. ذلك هو المعنى الحقيقي للحياة - أن يعيش المرء، ليس عيشة بطولية، بل أن يعيش عيشة تامة داخليًا، من غير خوف، من غير كفاح، ومن غير كل بقية التعاسة.

إنه ممكن فقط عندما تعرف ما هو المستحيل؛ لذلك، يجب أن ترى هل يمكنك أن تتغير فورًا، لِنَقُلْ، فيما يتعلق بالغضب والكراهية والغيرة، بحيث أنك لا تعود غيورًا، أي حسودًا، بالطبع؛ إذ الحسد هو مقارنة بين نفسك والآخرين. الآن، هل من الممكن التغير تغيرًا تامًا جدًا بحيث أن الحسد لا يمسُّك البتة؟ إن هذا ممكن فقط عندما تكون واعيًا للحسد من غير هذه التفرقة بين الملاحِظ والملاحَظ، بحيث أنك تكون أنت الحسد، أنت ذلك: ليس أنت والحسد بصفته شيئًا منفصلاً عنك. لذلك، متى ترَ هذا الأمر بأكمله رؤية تامة فإنه لا يكون إمكان لفعل شيء معه؛ ومتى تكن حال الحسد التامة هذه، التي ليس فيها تفرقة ولا صراع، فإنه لا يكون بَعْدُ حسد؛ إنه شيء مختلف كليًا.

حينئذ يمكن للمرء أن يسأل: ما الحب؟ هل الحب لذة؟ هل الحب رغبة؟ هل الحب نتاج للفكر، مثلما هي اللذة ومثلما هو الخوف؟ هل يمكن للحب أن يُتعهَّد وهل يحدث الحب مع الزمان؟ وإذا كنتُ غير عارف بما هو الحب، فهل يمكن أن أعثر عليه صدفة؟

من الواضح أن الحب ليس هو الوجدانية أو العاطفية، بحيث أنه يمكن كنسهما جانبًا فورًا، لأن الوجدانية والعاطفية رومانسيتان، والحب ليس هو الرومانسية. الآن اللذة والخوف هما حركة الفكر وعند أكثرنا اللذة هي الأمر الأعظم في الحياة؛ اللذة الجنسية وذكراها، التفكير في نيل تلك اللذة، التفكير فيها مرة إثر مرة وتمنِّيها في الغد - أخلاقية المجتمع قائمة على اللذة. إذًا، ما دامت اللذة ليس هي الحب، فما هو الحب؟ رجاءً، تابعوا هذا، لأنه أنتم الذين يجب عليهم الإجابة على هذه الأسئلة؛ لا يمكنكم مجرد الانتظار من مكلمكم أو أحد ما سواه أن يخبركم. هذه هي المسألة الجوهرية، الإنسانية التي يجب أن يجاب عليها من كل واحد منا، ليس مِن مرشد ما أو فيلسوف ما يقول هذا هو الحب وهذا ليس هو الحب.

الحب ليس غيرة أو حسدًا، هل هو أي منهما؟ إنكم جميعًا صامتون جدًا! هل يمكنكم أن تحبوا وفي نفس الوقت تكونوا جشعين، طموحين، تنافسيين؟ هل يمكنكم أن تحبوا وأنتم تقتلون ليس الحيوانات فقط بل الكائنات الإنسانية الأخرى؟ بنفي ما ليس هو الحب - إنه ليس الغيرة، الحسد، الكراهية، فعالية الـ"أنا" والـ"أنت" المتمركزة حول الذات، التنافس القبيح، الوحشية وعنف الحياة اليومية - بذلك تعرفون ما الحب. متى تنحوا جانبًا كل هذه الأشياء، ليس فكريًا بل فعليًا، بقلبكم، بعقلكم، بما لكم من... كنت سأقول أحشاء، لأنه من الواضح أن هذا كله ليس هو الحب، متى تفعلوا ذلك تعثروا على الحب. متى تعرفوا الحب، متى يكن فيكم حب، تكونوا أحرارًا لتفعلوا الصواب؛ ومهما تفعلوا يكن صوابًا.

لكن للوصول إلى تلك الحال، لنيل حس الجمال والرحمة ذاك، الذي يأتي به الحب، يجب أن يكون أيضًا موت للأمس. موت الأمس يعني اللامبالاة بكل شيء داخليًا، بكل طموح وكل شيء قد ركمه المرء نفسيًا. وعلى كل حال فإن ذلك هو ما سوف يحصل عندما يأتي الموت؛ سوف تفارقون أسرتكم، منزلكم، متاعكم، أشياءكم الثمينة، كل الأشياء التي تملكون. سوف تفارقون كل الكتب التي أخذتم عنها الكثير من المعرفة، ومعها الكتب التي أردتم تأليفها ولم تؤلفوها، والرسوم التي أردتم رسمها. عندما تصبحون لا مبالين بذلك كله، فإن العقل يكون جديدًا جدة تامة، منتعشًا وبريئًا. أفترض أنكم سوف تقولون إنه مستحيل.

متى تقولوا إنه مستحيل، فإنكم تأخذون في اختراع النظريات؛ لا بد أن بعد الموت حياة؛ بعثٌ، بحسب المسيحيين، لكن آسيا بأكملها تؤمن بالتجسد من جديد. يتمسك الهندوس بالقول إنه من المستحيل اللامبالاة بكل شيء ما دام للمرء حياة وعافية وجمال؛ ولخوفهم الشديد من الموت فأنهم يعطون أملاً باختراع هذا الأمر الرائع الذي يدعى بالتجسد من جديد، ومعناه أن الحياة التالية سوف تكون أحسن حالاً. لكن الأحسن مربوط بخيط؛ لأكون أحسن حالاً في الحياة التالية، فإنه يجب عليَّ أن أكون صالحًا في هذه الحياة، ولذلك يجب علي أن أكون لطيفًا. يجب أن أعيش عيشة قويمة؛ لا يجوز أن أؤذي الغير؛ لا يجوز أن يكون همٌّ، عنف. لكن لسوء الحظ فإن هؤلاء المؤمنين بالتجسد من جديد لا يعيشون على ذلك النحو؛ بالعكس، إنهم عدوانيون، طافحون بالعنف مثلهم في ذلك مثل غيرهم، ولذلك فإن اعتقادهم لا قيمة له مثله في ذلك مثل أيام الأمس الهالكة.

الأمر المهم هو ما أنت عليه الآن، وليس هل أنت تؤمن أم لا تؤمن، هل تجاربك هي مخدرة أم عادية على نحو بسيط. الذي له الشأن هو العيش في ذروة الفضيلة (أعلم أنكم لا تحبون تلك الكلمة). إن هاتين الكلمتين "فضيلة" و"استقامة" قد أسيء استعمالهما على نحو مخيف، كل كاهن يستعملهما، كل معلم أخلاقي أو منادٍ بالمثل الأعلى يستخدمهما. لكن الفضيلة مختلفة كليًا عما يُتدرَّب عليه بصفته فضيلة وفي ذلك يكمن جمالها؛ إن تحاول أن تتدرَّب عليها فإنها لا تعود فضيلة. الفضيلة ليس منسوبة إلى الزمان، فلا يمكن إذًا أن يُتدرَّب عليها والسلوك ليس متوقفًا على البيئة؛ السلوك البيئي يكون صحيحًا في نطاقه بيد أنه ليس فيه فضيلة. الفضيلة معناها أن تحب، ألا تخاف، أن تعيش في أعلى مستوى للوجود، وهو ألا تبالي بأي شيء، داخليًا، ألا تبالي بالماضي، بحيث أن العقل يكون صافيًا وبريئًا. وإن عقلاً كهذا فقط يمكنه أن يعثر على هذا الاتساع الاستثنائي الذي ليس هو مِن اختراعك، ولا من اختراع فيلسوف ما أو مرشد ما.

سائل: هلا تفضلت بشرح الفرق بين الفكر ونافذ النظر؟

كريشْنامورْتي: هل تعني بقولك "نافذ النظر" الفهم؟ رؤية شيء ما بوضوح شديد، ألا نكون في حيرة، ألا يكون لك اختيار؟ أريد أن أفهم على أي نحو تستعمل تلك الكلمة "نافذ النظر". هل ذلك صحيح، يا سيدي؟

سائل: نعم.

كريشْنامورْتي: ما التفكير؟ رجاءً، دعنا نبحث في هذا! عندما أسألك ذلك السؤال "ما التفكير" فماذا يحصل في عقلك؟

سائل: فكر.

كريشْنامورْتي: مهلاً، يا سيدي، خطوة خطوة، لا تستعجلها! ماذا يحصل؟ أسألك سؤالاً. أسألك أين تسكن أو ما اسمك. يكون جوابك فوريًا، أليس كذلك؟ لماذا؟

سائل: لأنك تتعامل مع شيء في الماضي.

كريشْنامورْتي: رجاء، لا تعقِّد الأمر، فقط انظر إليه! سوف نعقِّده حالاً لكن، أولاً، فقط انظر إليه. (ضحك). أسألك عن اسمك، عنوانك، مكان سكنك وهلمجرا. الجواب فوري لأنك حسن الاطلاع عليه، لست محتاجًا إلى التفكير فيه. من الراجح أنك قد فكرت فيه أول مرة، لكنك ربيت منذ الطفولة على معرفة اسمك. ليس في ذلك عملية فكر. الآن، أسألك في المرة التالية عن شيء أصعب من ذلك بقليل ويكون بين السؤال وجوابك فتور زماني. ماذا يحصل في ذلك الفاصل؟ مهلاً، لا ترد عليَّ بل اكتشف الأمر بنفسك. حسن، سأسألك سؤالاً: كم المسافة بين هنا والقمر، أو المريخ، أو نيويورك؟ ماذا يحصل في ذلك الفاصل؟

سائل: بحثٌ.

كريشْنامورْتي: أنت تبحث، أليس كذلك؟ تبحث أين؟

سائل: ذاكرتي.

كريشْنامورْتي: تبحث في ذاكرتك، أعني أن أحدًا ما قد أمرك أم أنك قرأت عنه فأنت تفتش في "خزانتك". (ضحك). ومن ثم تخرج بالجواب. كان على السؤال الأول جواب فوري، لكنك كنت غير أكيد من السؤال الثاني ولذلك أخذت المزيد من الوقت. في ذلك الفاصل أنت تفكر، تسبر، تحقق وفي خاتمة المطاف تعثر على الجواب الصحيح. الآن، لو أنك سئلت سؤالاً معقدًا من مثل "ما هو الله"؟ ...

سائل رقم 1: الله محبة.

سائل رقم 2: الله هو كل شيء.

سائل رقم 3: الجواب ليس في ذاكرتي.

كريشنا مورتي: استمعوا فقط! "الله محبة، الله كل شيء..."

سائل: الله هو آلة كبيرة لترحيل الأثاث. (ضحك)

كريشْنامورتي: وهلمجرا. الآن راقبوه، فقط انظروا ماذا يحصل. لم تقولوا قط إننا لا ندري ما هو الجواب الصحيح. رجاءً، تابعو هذا! إنه مهم جدًا. إنكم تؤمنون، من غير أن تعرفوا! انظروا ما قد حصل، لقد خانكم الفكر. أولاً، سؤال مألوف، بعده سؤال أكثر صعوبة، وأخيرًا سؤال عنده يقول عقلكم إنني مشروط حتى أؤمن بالله، ولذلك عندي جواب. وإذا كنت شيوعيًا فإنك تقول: "عماذا تتحدث؟ لا تكن سخيفًا، ما من شيء هو الله. إنه اعتقاد بورجوازي اخترع من قبل الكهنة!" (ضحك). الآن، نحن نتحدث عن الفكر. أولاً، لنكشف إذا كان الله موجودًا أو لا (ومن الواجب علينا أن نكتشف ذلك وإلا لم نكن كائنات إنسانية تامة)، لنكتشف ذلك، فإنه من الواجب أن ينتهي كل اعتقاد ناشئ عن الخوف، أعني كل أحوال المشروطية التي أحدثها الفكر الإنساني. حينئذ نرى ما هو التفكير: التفكير هو استجابة الذاكرة، وهي معرفتك وخبرتك وخلفيتك المركومة، وعندما تُسأل سؤالاً، فإنه تُبعث اهتزازات معينة، ومن تلك الذاكرة أنت تجيب. ذلك هو الفكر. رجاء، راقب في نفسك! والفكر دائمًا قديم، هذا واضح، لأنه يجيب من الماضي، ولذلك لا يمكن للفكر أن يكون حرًا. (وقفة) لستم موافقين على ذلك، أليس كذلك؟ (ضحك). "الحرية من الفكر". رجاءً، انظروا إليه بعناية شديدة، لا تضحكوا منه وحسب! إننا نعبد الفكر، ألسنا كذلك؟ الفكر هو أعظم شيء في الحياة، أهل الفكر يعبدونه، لكنكم متى تنظروا عن كثب إلى عملية الفكر بأكملها - مهما تكن عقلانية، مهما تكن منطقية - تجدوا أنها تظل استجابةً للذاكرة التي هي دائمًا قديمة، وعليه فإن الفكر نفسه قديم ولا يمكنه إحداث الحرية البتة. رجاءً، لا تقبلوا ما يقوله مكلمكم عن أي شيء!

وعليه، الفكر، إذًا، يجلب الحيرة. كانت المسألة هي: ما الفرق بين الفكر ونافذ النظر الذي كان، بحسب ما اتفقنا، هو مثل الفهم، رؤية الأمور بوضوح شديد، من غير أية حيرة. متى تروا شيئًا ما بوضوح شديد - إننا نتحدث من الناحية النفسية - فإنه لا يكون اختيار؛ يكون الاختيار فقط عندما تكون الحيرة. نقول إن هاهنا حرية في الاختيار وهذا معناه في الحقيقة أن هاهنا حرية في التحير، لأنكم لو لم تكونوا حيارى، لو كنتم ترون شيئًا ما حالاً وبوضوح شديد، فأين الحاجة إلى الاختيار؟ ومتى لا يكون اختيار يكن وضوح.

الوضوح أو نافذ النظر أو الفهم ممكن فقط عندما يكون الفكر معطَّلاً مؤقتًا، عندما يكون العقل ساكنًا. حينئذ فقط يمكنكم أن تروا بوضوح شديد، حينئذ يمكنكم أن تقولوا إنكم فهمتم حقًا ما نحن متحدثون فيه، حينئذ يكون لكم إدراك مباشر، لأن عقلكم لم يعد حائرًا. تنطوي الحيرة على الاختيار والاختيار هو نتاج للفكر. هل أفعل هذا أم ذاك – الـ"أنا" والـ"لا أنا"، الـ"أنت" والـ"لا أنت"، "نحن" و"هم"، وهلمجرا، ذلك كله متضمن في الفكر. وعن هذا تنشأ الحيرة ومن تلك الحيرة نختار؛ نختار قادتنا السياسيين، مرشدينا، وأشياء أخرى كثيرة جدًا، لكن متى يكن وضوح يكن إدراك مباشر. ليكون العقل صافيًا، يجب أن يكون هادئًا هدوءًا تامًا، ساكنًا سكونًا تامًا، حينئذ يكون فهم حقيقي ولذلك فإن ذلك الفهم يكون هو الفعل. الأمر ليس هو على النحو المعاكس لهذا.

سائل: كيف يصبح الناس عصابيين؟

كريشْنامورْتي: كيف لي أن أعلم أنهم عصابيون؟ رجاءً، هذه مسألة جادة جدًا، فأصغِ! كيف لي أن أعلم أنهم عصابيون؟ هل أنا أيضًا عصابي لأنني أميز أنهم عصابيون؟

سائل: نعم.

كريشنامورْتي: لا تتعجل القول "نعم"! فقط انظر إليه، استمع إليه! عصابيون، ما معنى ذلك؟ غريبون قليلاً، غير واضحين، حائرون، مختل توازنهم اختلالاً طفيفًا؟ ولسوء الحظ فإن أكثرنا مختل توازنهم اختلالاً طفيفًا. لا؟ لستم متأكدين جدًا! (ضحك) ألا تكون مختلاً توازنك إذًا كنت مسيحيًا أو هندوسيًا أو بوذيًا أو شيوعيًا؟ ألا تكون عصابيًا عندما تطوِّق نفسك بمشاكلك، تشيد سورًا حول نفسك لأنك تعتقد أنك أفضل من أحد آخر بكثير؟ ألا تكون مختلاً توازنك عندما تكون حياتك طافحة بالمقاومة – الـ"أنا" والـ"أنت"، "نحن" وهم" والتفرقات الأخرى كلها؟ ألا تكون عصابيًا في المكتب عندما تكون أفضل من زميل آخر؟ إذًا، كيف يصبح المرء عصابيًا؟ هل المجتمع يجعلك عصابيًا؟ ذلك هو أبسط تعليل - أبي، أمي، جاري، الحكومة، الجيش، كل واحد يجعلني عصابيًا. إنهم جميعًا مسؤولون عن اختلال توازني. وعندما أذهب إلى المحلل طلبًا للعون، فإن الفتى المسكين هو أيضًا عصابي مثلي. (ضحك). رجاءً، لا تضحكوا! هذا بالضبط ما هو حاصل في العالم. الآن لماذا أصبحُ عصابيًا؟ كل شيء في العالم كما هو موجود الآن، المجتمع، الأسرة، الوالدان، الأولاد - ليس فيهم حب. هل تظن أنه كانت ستنشب حروب لو كان فيهم حب؟ هل تظن أنه كانت ستكون حكومات تعتبر أنه من الصواب تمامًا أن تُقتل؟ إن مجتمعًا كهذا لن يوجد البتة لو أن أمك وأباك قد أحباك حقًا، اهتمّا بك، اعتنيا بك وعلماك كيف تكون لطيفًا مع الناس، كيف تعيش وكيف تحب. هذه هي الضغوط والمطالب الخارجية التي تُحدث هذا المجتمع العصابي؛ هاهنا أيضًا الإكراهات والإلحاحات الداخلية في داخل أنفسنا، عنفنا الفطري الموروث من الماضي، الذي هو عون على صنع هذا العصاب، هذا الاختلال في التوازن. هذه هي الحقيقة إذًا - أكثرنا مختل توازنه اختلالاً طفيفًا، أو أكثر، ولا جدوى من لوم أي أحد. الحقيقة هي أن المرء ليس متوازنًا نفسيًا أو عقليًا أو جنسيًا؛ نحن مختل توازننا من كل الأنحاء. الآن، الشيء المهم هو أن يصبح المرء واعيًا له، أن يعلم أنه ليس متوازنًا، لا كيف يصبح متوازنًا. لا يمكن للعقل العصابي أن يصبح متوازنًا، لكنه إذا لم يبلغ حدًا متطرفًا من العصاب، إذا كان ما يزال يحتفظ ببعض التوازن، فإنه يمكنه أن يراقب نفسه. حينئذ يمكن للمرء أن يصبح واعيًا لما يفعله، لما يقوله، لما يفكر فيه، كيف يتحرك، كيف يجلس، كيف يأكل، مراقبًا كل الوقت لكن ليس مصوّبًا. وإذا راقبت بطريقة كهذه، من غير اختيار، فإنه من تلك المراقبة العميقة سوف يأتي كائن إنساني متوازن، سليم العقل؛ حينئذ لا تعود عصابيًا. العقل المتوازن هو عقل حكيم، ليس مكونًا من أحكام وآراء.

سائل: أين ينتهي الفكر ويبدأ الصمت؟

كريشْنامورْتي: هل لحظت ذات يوم فجوة بين فكرتين؟ أم إنك تفكر طوال الوقت من غير الفاصل؟ هل تفهم السؤال؟

سائل: لا.

كريشْنامورْتي: هل بين فكرتين فاصل؟ هل السؤال واضح؟

سائل: نعم.

كريشْنامورْتي: أم إن هذه أول مرة تُسأل فيها سؤالاً كهذا! أريد، يا سيدي، أن أكتشف ما هو الصمت. هل الصمت هو انقطاع الضجة؟ هل هو مثل السلام الذين يكون بين حربين؟ أم إنه الفاصل بين فكرتين؟ أم لا شأن له البتة بأي من هذا؟ إن يكن الصمت هو انقطاع الفكر، انقطاع الضجة، يكن من السهل كبت الضجة، أعني ضجة الثرثرة - تتوقف عن الثرثرة. هل ذلك هو صمت؟ أم إن الصمت حال للعقل الذي لم يعد حائرًا، لم يعد خائفًا؟ أين، إذًا، يبدأ الصمت؟ هل يبدأ عندما ينتهي الفكر؟ هل حاولت مرة إنهاء الفكر؟

سائل: متى يغير العقل السرعة تغيرًا جذريًا، يكن عقلاً هادئًا.

كريشْنامورْتي: أجل، يا سيدي، لكن هل حاولت مرة إيقاف الفكر؟

سائل: كيف تفعله؟

كريشْنامورْتي: لا أدري، لكن هل حاولت ذلك ذات يوم؟ أولاً، من هو الكيان الذي يحاول إيقافه؟

سائل: المفكر.

كريشْنامورْتي: إنه فكرة أخرى، أليس كذلك؟ الفكر محاولاً أن يوقف نفسه، وعليه فإن بين المفكر والفكر معركة. رجاءً، راقب هذا الصراع بعناية شديدة. يقول الفكر: "يجب أن أتوقف عن التفكير لأنني حينئذ سوف أمر بحال رائعة"، أو إنك، مهما يكن الباعث، تحاول أن تكبت الفكر. الآن، الكيان الذي يحاول كبت الفكر ما يزال جزءًا من الفكر، أليس كذلك؟ فكر يحاول أن يكبت فكرًا آخر، ولذلك يكون الصراع، وتستمر المعركة. متى أرَ هذا كحقيقة - أرَه كليًا، أفهمه فهمًا تامًا، ينفذه نظري، بالمعنى الذي استعمله ذلك الفاضل - فإن العقل يكون هادئًا. يحدث هذا حدوثًا طبيعيًا وسهلاً متى يكن العقل هادئًا حتى يراقب، ينظر، يرى.

سائل: عندما تنقطع الفعالية المتمركزة حول الذات، ما الذي يبعث على الفعل؟

كريشناموْرتي: اكتشف أولاً ماذا يحصل عندما تنتهي الفعالية المتمركزة حول النفس، حينئذ لن تسأل السؤال، حينئذ سوف ترى جمال الفعل في نفسه، حينئذ لن تحتاج إلى باعث، لأن الباعث هو جزء من الفعالية المتمركزة حول الذات؛ عندما لا تكون تلك الفعالية المتمركزة حول النفس، لا يكون للفعل باعث وبالتالي يكون صادقًا وقويمًا وحرًا.

*** *** ***

 

 

 

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 إضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود