من دفتر الغجر

1

 

قيصر عفيف

 

خمس نقائص تفتح لك أبواب الجحيم: الغضب، الخوف، الكراهية، الكبرياء، والحقد.

*

ما من سبب يُبرِّر الحرب. كلُّ الأسباب خُدَع.

الحرب خدعة، حتى قبل أن تبدأ.

*

حتى اللحظة، لا أعرف الفرق بين جلاد يقطع رأس ضحيته أمام شاشات التلفزيون وبين جلاد يأمر بتقطيع أجسام الآمنين، من رجال ونساء وأطفال، وهو جالس في مكتب أنيق.

*

قرأت للصحافي الأمريكي تشارلي ريس: "السياسيون في بلادي موظفون يحملون على جباههم يافطة تقول: "برسم الإيجار أو البيع"."

أتراه كان يتكلَّم على بلاده فقط؟!

*

كلُّ ظاهرة تراها لها أهميتُها. لكن ما من شيء مرئيٍّ مهمٍّ في الجوهر. إنما هل تستطيع اقتناص اللامرئي؟

*

لا تقطف الكلمات من حقول اللغة، بل من حقول الحياة.

*

ليس صحيحًا ما قاله سارتر من أن "الآخرون هم الجحيم".

وليس صحيحًا ما كتب ت.س. إليوت من أنه "ليس ثمة جحيم نهرب منه ولا مكان آخر نهرب إليه".

الصحيح أنك تحمل جحيمك في صدرك، أو لا تحمله.

*

قرأت في سِفْر الزاهر: عندما تصل إلى حجرين من رخام لا تَصِحْ: "الماء... الماء...". فلو فعلت تعرِّض نفسك للخطر.

*

أنتم معلَّقون بين فكرة الله، مبدأ أرسطو الأول، ومطلق هيغل.

أما أنا فأقيم علاقة مع الكائن الحيِّ، القدوس، القوي، الذي لا يموت.

*

امنحني، أيها القوي، ألا أقول كلمةً أنت غائب عنها.

*

ثلاثة أسباب للسعي وراء الحكمة: إما لحشرية في النفس، وإما لمنفعة يُستعان بها على أمور الحياة، وإما لمحبة الله وتمجيد اسمه.

*

الحشرية سيف ذو حدين: إما أن تكون قاتلة وإما كاشفة.

*

هل يستطيع المنافق في مركز الحكم أن يمنع عنَّا الحلم؟

*

إياك إياك أن تشرب الماء وأنت تقرأ صحيفة، لأن سُمَّ الأخبار يرتدُّ إليك!

*

ما من سياسي يحمل في صدره قلبَ إنسان.

أيكون الفقراء وحدهم بشر؟

*

يا ويل الفقراء في البلاد التي يحكمها التجارُ الأثرياء!

*

أولاد الأفاعي وأولاد الزنى حوَّلوا العالم إلى مبغًى كبير.

*

أعتبُ على الذي يقول إن الهزيمة إرادة السماء.

السماء لا تقرِّر النصر والهزيمة، لكنها تبارك إرادتك.

*

لسنا في حاجة إلى قوانين جديدة، لأن في شرعة حقوق الإنسان ما يكفي. لكن العدالة تموت بين أيدي الأقوياء.

*

على الرغم من كلِّ الخراب، أرى في الصحراء نرجسة، وفي الجليل زيتونة لا يقتلعها الأشرار.

*

أنا لا أبكي على العالم وحالته المأسوية. أنا أهذِّب نفسي الأمَّارة بالنحيب.

*

كلُّنا نلبس أقنعة المهرِّج. فمتى ترانا نجرؤ على خَلْعِها؟!

*

في وحدتي أُجالِس الأنبياء والأولياء كلَّ يوم. لا أحاورُهم ولا أستمع إلى أقوالهم. أتمتع بسيَّالات روحية تأتي منهم.

*

أين السلَّم الذي يرفعني إليك، يا ألله؟

أتُراه السلَّم نفسه مقلوبًا الذي أنزلني إلى الجحيم؟

*

يحوك السياسيون عباءةَ الأرض بخيوط الدم. ولهذا أشفق عليهم وأحتقرهم من كلِّ قلبي.

هذه رسالة لهم – مع محبتي.

*

عبثًا وهباءً تمضي حياةُ الإنسان في هذا المكان، لأنه يصرفها باحثًا عن مخابئ تقيه عيون السلاطين: سلطان الدين، سلطان الأخلاق، وسلطان الدولة.

*

إما أن يكون كلُّ ما يحصل مصادفة، وإما أن يكون نتيجةَ سَبَبٍ بحسب قانون خفي. الأرجح أن لا مصادفات في الوجود.

*

-       لماذا تكره أرضَ الجدود، أيها الغجري؟

-       لأنهم عاشوا وماتوا ودُفِنوا في المنافي البعيدة وهم ينتظرون منها خيرًا.

*

المبدعون من لبنان يُعَمْلِقونه.

والسياسيون في لبنان يُقزِّمونه.

*

يقولون: علينا ألا نفقد الأمل! فبعدما رفعوا الأسوار من حولنا، وحفروا لنا هذه الهوة العميقة السوداء، صار الأملُ الوحيد أن نقفز.

*

-       السياسيون والمفكِّرون خصيان.

-       والثوَّار؟

-       سجناء الفكر أو السياسة.

*

قال بورفيريو دياث، ديكتاتور حَكَمَ المكسيك (1884-1911): "مسكين المكسيك، بعيد جدًّا عن الله، وقريب جدًّا من الولايات المتحدة."

بعد نحو مئة عام على انتهاء حُكْمِه، نقول: "مسكينة بلاد العالم كلِّها لأنها صارت قريبة جدًّا من الولايات المتحدة، ومسكينة أكثر الولاياتُ المتحدة لأنها صارت بعيدة جدًّا عن الله."

*

"إذا كانت البندقية معلَّقةً على الجدار في الفصل الأول من المسرحية، فسوف تُطلَقُ منها النارُ في الفصل الثالث."

هذا الكلام الصحيح كَتَبَه أنطون تشيخوف. فالسلام يبدأ حين لا تكون على الجدار بندقية في الأصل!

*

من نافذتي أراقب الغيوم.

آه، كم تشبه أفكاري: تسافر ولا تربطها السماء.

*

لا أعرف شيئًا يثير السخرية أكثر من دولة عظمى تحاول بالحرب والدمار والعنف تحقيق أهدافها.

*

-       مَن يخسر الحرب؟

-       الأحياء.

-       مَن يربحها؟

-       الأموات.

*

كل قنبلة تُقذَف على مدينة تدمِّر قلوبَ البشر في كلِّ مكان.

*

أقسى ما في الأزمة أن الكلماتِ تُستعمَل للتمويه، لا للتوضيح، وللتشويه، لا للحق.

*

الذي يعتمد الحرب والعنف وسيلةً لا يعبد سوى إله الحرب – حتى لو قال عكس ذلك.

*

خمس فضائل تفتح لك أبواب الجنَّة: البساطة، الخلوة، الصمت، الرضا، التسليم، والمحبة. اقرعْ يُفتَح لك، وادخل أنَّى تشاء.

***

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

Editorial

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال يوسف وديمة عبّود