مخطوط مجهول لجرجي زيدان في المطبعة
يوميات رحلة بحرية

جان دايه

 

كان لانتفاضة طلاب الطب والصيدلة في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1883 نتائج إيجابية كثيرة ومهمة. فعلاوة على فتحها الباب أمام طلبة العالم العربي للمطالبة بحرية التفكير والتعبير، حين ثار فرسان الانتفاضة ضد إدارة الجامعة التي فصلت أستاذهم أدوين لويس لأنه تجرأ ودعا إلى الانفتاح على جميع الفلاسفة ولم يستثن فيلسوف "النشوء والارتقاء" داروين، فإنها حالت دون إتمام رئيس الحركة جرجي زيدان تخصصه في حقل الطب وتفرغه لمهنة أو رسالة ليست له. وفي حين أكمل المنتفضون تخصصهم وتخرجوا كأطباء وصيادلة، سافر جرجي زيدان إلى القاهرة، أسوة بمئات الشوام المثقفين، ليعمل في حقلي الصحافة والكتابة التاريخية الأقرب إلى اهتماماته ومواهبه من الحقل الطبي.

دشن زيدان حياته الصحافية في جريدة "الزمان" القاهرية لصاحبها علكسان صرّفيان، وقد استهلها بمقالات عدة حول حركة طلاب الجامعة الأميركية التي كان له شرف قيادتها.

وقبيل قيامه بباكورة رحلاته مع جبر ضومط، أصدر كتابه الأول الفلسفة اللغوية والألفاظ العربية في عام 1886. الطريف أن ضومط ناقش الكتاب ولم تخل مناقشته من الانتقادات. في المقابل، أبدى صاحب مجلة "المقتطف" يعقوب صروف إعجابه بالكتاب حيث رأى فيه منهجًا ومضمونًا جديدين. ولعل ذلك ساهم في إلحاحه على زيدان للعمل في رائدة المجلات العلمية في العالم العربي، إثر عودته من رحلته.

لكن موهبة زيدان وخبرته في الصحافة غير السياسية، دفعتاه إلى الانتقال من العمل لدى أصحاب الدوريات إلى مالك دورية وترؤس تحريرها. ففي غرة أيلول 1892 أصدر مجلة "الهلال" في العاصمة المصرية، وتولى تحرير بعض أبوابها، خصوصًا في سنواتها الأولى. ومن أبرز مساهماته أجوبته عن أسئلة القراء، وقد اتسمت بسعة الاطلاع والدقة، وبخاصة في علم التاريخ.

لم تحل ورشة إدارة "الهلال" وتحريرها دون تدفق سيل كتبه التي بلغت الرقم 52. تمحور بعضها على الرواية التاريخية مثل المملوك الشارد 1891، جهاد المحبين 1893، عذراء قريش 1898، فتاة غسان 1899، شارل وعبد الرحمن 1904، الأمين والمأمون 1907، وصلاح الدين ومكايد الحشَّاشين 1913. بسبب كثافة الإنتاج، وسلاسة الأسلوب وعدم تناقض الخيال مع الواقع التاريخي، احتل زيدان رأس لائحة كتَّاب الروايات التاريخية في العالم العربي.

في خط موازٍ ومكمِّل أيضًا، أصدر صاحب "الهلال" سلسلة كتب تاريخية من مثل تاريخ الماسونية 1889، خلاصة تاريخ اليونان والرومان 1895، تاريخ التمدن الإسلامي 1902، العرب قبل الإسلام 1908، وتاريخ آداب اللغة العربية1911.

ولما كان الإسلام محور بعض كتبه ورواياته التاريخية، فقد صدر مرسوم بتعيين جرجي زيدان مدرِّسًا لتاريخ الإسلام في جامعة القاهرة. لكن بعض علماء الدين النافذين حالوا دون قيامه بالمهمة الحساسة. ومن خلال اطلاعي على بعض رسائل زيدان إلى نجله إميل، والمحفوظة في مكتبة الجامعة الأميركية في بيروت، تبيَّن أن المعارضين انطلقوا من أن مدرِّس مادة الإسلام يجب أن يكون مسلمًا، في حين أن زيدان مسيحي أرثوذكسي. وتفيد القراءة بين سطور الرسائل أن الحادثة تلك قد تركت جرحًا عميقًا في نفس هذا الباحث المناقبي المتواضع.

مثل سائر المبدعين، فإن بعض إنتاجه لا يزال مخطوطًا، على رغم حرصه على نشر كتبه ومقالاته، وحرص نجليه شكري وإميل على نشر ما لم يتمكن والدهما من نشره بسبب رحيله المبكر والمفاجئ في عام 1914 وهو لم يتجاوز الثالثة والخمسين. من المرجح أن لا تكون هذه المخطوطة، التي تنشر الآن هنا وللمرة الأولى، الأثر الوحيد المجهول وغير المنشور للمؤرخ والصحافي اللبناني المتمصِّر، جرجي زيدان، الذي ولد في عين عنوب شرق بيروت بُعيد فتنة 1860، التي انطلقت شرارتها في جبل لبنان وامتدت إلى دمشق، ورحل قبيل الحرب العالمية الأولى التي أكلت نيرانها أخضر أوروبا ويابسها.

لنفتح هلالين على طفولة زيدان نظرًا إلى علاقتها بعصاميته التي تؤهله لزعامة لائحة الكتَّاب العصاميين في العالم العربي من دون استثناء جبران خليل جبران. كان أبوه فقير المال، لذلك استخدم ابنه داخل مطعمه المتواضع بدلاً من إرساله إلى المدرسة. لكن أمه نجحت في نقله إلى مصنع أحذية ليتعلم صناعة الأحذية، نظرًا إلى عدم وجود مدرسة مهنية في بيروت آنذاك. وعلى رغم إتقانه تلك الصناعة، فقد انتقل من جديد إلى قطاع المطاعم لأنه لم يرَ في تلك "إلا دق مسامير هذا الحذاء وخياطة ذاك وإصلاح أطراف نعل هذا". في المطعم الجديد، حقق الغرسون الصغير نجاحًا كبيرًا، ولكن ليس في مهنة تنظيف الطاولات ونقل الصحون، بل في شق طريقه نحو الجامعة. فقد لاحظ أحد الزبائن الذي يدرِّس في الكلية السورية الإنجيلية التي أصبحت تُعرَف باسم الجامعة الأميركية في بيروت، بدءًا من تنفيذ معاهدة سايكس بيكو عام 1920، موهبته ورغبته في الانتقال من إطعام الأجساد إلى تغذية العقول. فتعلم بمساعدته الإنكليزية بسرعة قياسية، ولكن ليس خلال شهرين كما يؤكد كاتبو سيرته. ولما كان زيدان تعلَّم العربية والحساب، وغيرهما من المواد، خلال عمله في المطعم ومصنع الأحذية، فقد تمكَّن من اجتياز امتحان قبوله في الجامعة. وفي حين يواصل مترجموه المبالغة بقولهم إنه انتقل مباشرة من المطعم إلى كلية الطب، فإن المنطق يدعو إلى ترجيح حقيقة أنه تنقل داخل الجامعة في صفوف عدة حتى بات مؤهلاً لدراسة الطب. بالطبع، هذا لا ينفي إمكان اختصار هذا الطالب المتفوق للمرحلة الزمنية التي يمضيها بكاملها الطلاب الآخرون بشكل عام. كذلك، يمكن الاستنتاج أن الطالب زيدان قام بعملٍ ما في المكتبة أو غيرها داخل حرم الجامعة لتأمين مصروفه. كما يفترض أن هذا الفتى، المنتمي بالولادة إلى الطائفة الأرثوذكسية، قد اعتنق البروتستانتية أسوة بالعديد من الطلاب الفقراء الذين درسوا في الجامعة الأميركية البيروتية، ومنهم رفيق رحلته جبر ضومط.

نغلق الهلالين، ونعود إلى وطن زيدان الثاني مصر وعاصمته القاهرة.

على رغم فقره المادي، فإن جرجي زيدان، الباحث الاجتماعي العمراني والمؤرخ، لم يكتف بالكتب والدوريات مرجعًا وحيدًا لمقالاته ودراساته ومؤلفاته، لذلك دشَّن سلسلة رحلاته إلى أوروبا في مطلع 1886 ليدرس مباشرة، وعلى الأرض، الشعوب الأوروبية ونهضتها التي كانت وقتذاك محور الحرية والتقدم الاجتماعي والاقتصادي في الكرة الأرضية. ثم قام بالرحلة الثانية إلى الآستانة في عام 1909 إثر الانقلاب على السلطان عبد الحميد وإعادة الاعتبار إلى دستور شهيد السلطنة الأكبر مدحت باشا. ثم تتابعت رحلاته حيث زار بلدانًا أوروبية عدة.

لم يكن زيدان وحيدًا في باكورة رحلاته. فقد رافقه صديقه جبر ضومط. فهل تمت المرافقة بالمصادفة، حيث أن ضومط وزيدان قاما بوظيفة ترجمان في حملة غوردون البريطانية على السودان، ورغبا في القيام بالرحلة معًا بعد عودتهما إلى مصر؟

كانت الرحلة بحرية وطويلة ومحفوفة بالأخطار. فما هي الظروف والعوامل التي دفعت باللبناني زيدان والسوري ضومط ليترافقا ويدشِّنا حياتهما بتلك المغامرة؟ ضومط من مواليد 1859، أي هو أكبر من زيدان بسنة واحدة. وهو، كزيدان، يتقن الإنكليزية، وقد درسا معًا في الكلية السورية الإنجيلية. إضافة إلى قيامهما بوظيفة الترجمة في حملة غوردون، فقد انتقلا إلى مصر من بلاد الشام أسوة بالعديد من الشوام، ليعمل زيدان في جريدة "الزمان" القاهرية، ويعمل ضومط في "المحروسة" التي كانت تصدر في الاسكندرية. ثمة أمور أخرى مشتركة، منها التضلع باللغة العربية وبعض اللغات السامية كالسريانية، وتاريخ الإسلام. منها أيضًا رفع راية العلم والحرية وتقدم الإنسان، ولكن من موقع التدريس والكتابة الصحافية والجمعيات الثقافية. ناهيك باتسام كلا الرجلين بالتواضع والهدوء ودماثة الأخلاق. لذلك، لعبت المواصفات الرئيسية المشتركة دورًا في ترافق زيدان وضومط في تلك الرحلة البحرية الطويلة والشاقة، والتي استهدفا بواسطتها المزيد من معرفة المجتمع البريطاني وفلسفة حياته ونظامه السياسي، ولكن ليس عبر الكتب التي قرأا الكثير منها، بل بالمشاهدة المباشرة.

حفلت المخطوطة بالأخطاء الصرفية والنحوية، وبالعبارات والكلمات العامية اللبنانية. ولولا إصداره كتاب الفلسفة اللغوية والألفاظ العربية قبيل قيامه بالرحلة في مطلع حياته الكتابية، لظننت أن جرجي زيدان لم يكن متمكنًا من قواعد العربية عندما كتب وقائعها. ربما تعود الأخطاء والعبارات العامية إلى أن ما دوَّنه في دفتر هذه الرحلة كان أقرب إلى اليوميات منه إلى الصياغة النهائية.

انطلاقًا من مبدأ الامانة للنص المخطوط، التي تشمل الشكل والمضمون، فقد صححت الأخطاء الإملائية والنحوية، واكتفيت بإيضاح معاني العبارات والكلمات العامية. وكان لكل من الشاعر ونقيب المعلمين السابق في لبنان أنطوان رعد والأديب فهد الباشا دور في ورشة الإيضاح والتصحيح. عدا ذلك، فإن النص الأصلي بصياغته الركيكة أحيانًا، بقي من دون تغيير أو تعديل.

وإذا كان مضمون نص هذه الرحلة يتوافق، بخطوطه العريضة، مع مضمون رحلاته اللاحقة، فإن النهج في الصياغة مختلف تمامًا، حيث اتبع الكاتب هنا الأسلوب الشخصي. صحيح أن هذا الأسلوب هو المتَّبع في أدب الرحلات لدى جميع الرحَّالة، لكن صاحب "الهلال" شذَّ عن القاعدة وغيَّب ذاته عن وقائع رحلاته، بدليل أنها تحولت دراسات. لحسن حظ قرَّاء زيدان، فإن وقائع هذه الرحلة لم تنقَّح لتنشر لاحقًا، لأن أدب الرحلات ذو بعدين أحدهما شخصي. وهذا البعد مفيد ومحبب لأنه يكشف جوانب مجهولة من شخصية الكاتب التي يرغب قرَّاؤه في معرفتها.

على صعيد المضمون، فزيدان يتميز أيضًا عن معظم رحَّالة العالم العربي الذين زاروا أوروبا في القرن التاسع عشر ونشروا وقائع رحلاتهم. ففي حين أبدى هؤلاء انبهارهم بالتقدم الذي شاهدوه بأم العين وقارنوه بالتخلف الذي كانت ولا تزال تتخبط في مستنقعه أممهم، اتبع زيدان نهجًا نقديًا جعله يضيء على الجانب السلبي في المجتمع اللندني، إلى جانب الإضاءة على الجوانب الإيجابية. من إيجابيات النظام البريطاني، بالمقارنة مع سلبيات النظام المصري، انتفاء الرشوة والبيروقراطية هناك، وازدهارهما هنا؛ وقد بدا ذلك جليًا من خلال سرد معاملات السفر في موانئ البلدين، والمعاناة التي عاشها زيدان وجبر في ميناء بور سعيد نتيجة التأخير والرشوة، حيث السرعة ودفع الرسوم القانونية فقط في الموانئ الإنكليزية. في المقابل انتقد الطبقية في المملكة المتحدة حيث يعامل الأريستوقراطيون والأغنياء عامةً الناس كأنهم عبيد، في حين أشاد بالمعاملة الإنسانية التي تسود العلاقة بين الطبقتين في العالم العربي. فهل يعود عدم نشر زيدان لهذه المخطوطة، الجامعة بين الإفادة والطرافة، لنقده الصريح، والساخر أحيانًا، الذي وجهه نحو المصريين والإنكليز، الشعب والموظفين، ناهيك بنقده لبعض التقاليد الدينية في العاصمة البريطانية؟ إن مزاج زيدان المسالم البعيد عن النهج النقدي، إضافة إلى عدم استعداده لمناهضة الأنظمة السياسية في مصر وبلاد الشام، ورفضه الهجرة إلى أميركا، فضلاً عن تصميمه على استيطان مصر وإصداره من عاصمتها كتبه ومجلته "الهلال"، قد تكون أحد الاسباب التي حالت دون نقله وقائع باكورة رحلته من دفتر يوميات إلى صفحات دورية أو كتاب.

ثمة نواح مهمة في الرحلة لا بد من الإشارة إليها في سياق هذه المقدمة.

1.    بدأ زيدان وجبر الرحلة من بيروت إلى لندن مرورًا بمصر ومالطا. لكنه افترق عن رفيقه حين عادت الباخرة إلى مصر. فزيدان بقي في أرض الكنانة، في حين أكمل جبر سفره البحري إلى بيروت.

2.    يجمع كاتبو سيرة زيدان على انسجامه مع أمه وخلافه مع أبيه. وقد استنتجوا ذلك من خلال إصرار الأب على إبقاء ابنه كغرسون في مطعمه الصغير، في حين أصرَّت الأم على تعليمه. لكن بعض وقائع الرحلة تعزز رأيًا مناقضًا للرأي السائد. وما الدليل على ذلك سوى كثرة الرسائل التي بعث بها جرجي زيدان إلى أبيه، من كل محطة توقف فيها خلال رحلته البحرية الطويلة والشاقة. فلو كانت علاقته به سلبية، لبعث بالرسائل إلى أمه مباشرة أو عبر خاله أو مختار المحلة.

3.    تعلم زيدان في الكلية السورية الإنجيلية - الجامعة الأميركية منذ الاستعدادية I.C. حتى السنة الرابعة في كلية الطب. لذلك ساد الاعتقاد أنه أتقن فقط الإنكليزية إلى جانب العربية. لكن مضمون الرحلة يفيد أنه أتقن أيضًا الفرنسية. وهذا يضيء على معلومتين: أولى، أن انتشار اللغة الفرنسية، خصوصًا في أوساط المسيحيين في بلاد الشام، قد بدأ قبل بداية الانتداب الفرنسي في عام 1920، وثانية، أن زيدان قد تعلَّم مبادئ اللغة الفرنسية قبل دخوله الاستعدادية أولاً، والجامعة تاليًا.

4.    إن من يقرأ كتب زيدان وكتاباته في "الهلال" يخرج بانطباع أنه كاتب مغرق في الجدية ولا يضحك للرغيف "السخن" على حد تعبير العامة في لبنان العزيز على كتاباته العفوية. لكن وقائع الرحلة، من ألفها إلى يائها، تؤكد أن صاحبنا المتعدد المواهب، يمتلك أيضًا موهبة الكتابة الساخرة الفكهة. وإذا كان قد غيَّب سخريته عن جل نتاجه، فمن المؤكد أن محاوراته في السهرات، وحتى جلسات العمل، لم تخل من النكات والقفشات الساخرة. من هذه الزاوية، يندرج اسمه في لائحة الكتَّاب الجديين بـ"الكتابي" والساخرين بـ"الشفهي" من أمثال المعلم بطرس البستاني والدكتور شبلي شميل وجبران خليل جبران.

يبقى أن رحلة انتقال هذه المخطوطة من دفتي الدفتر إلى صفحات هذا الكتاب، لا تقل طرافة وإثارة عن رحلة كاتبها من مصر إلى بريطانيا وبالعكس، فالدفتر - المسودة كان ولا يزال بعهدة جورج شكري زيدان حفيد جرجي زيدان، وزوجته هدى نجيب ضومط حفيدة جبر ضومط.

وفي إحدى زياراته إلى ابنته وصهره في واشنطن، نسخ نجيب جبر ضومط محتويات الدفتر، وعاد بالنسخة إلى منزله في اللويزة – لبنان. ثم بعث بالنسخة وبرسالة مرفقة إلى صديقه الدكتور يوسف قوزما خوري الباحث المعروف، تاركًا له حرية نشرها. الطريف أن نسخ محتويات الدفتر وكتابة الرسالة قد تما بعد مئة عام من تاريخ حدوث الرحلة. وخلال إحدى زياراتي لمنزل الرئيس السابق لمكتبة يافث التذكارية (مكتبة الجامعة الأميركية في بيروت) أهدى إليَّ الدكتور خوري نسخة المخطوطة، وجيَّر لي حرية نشرها.

*** *** ***

النهار

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود