ميدالية حقوق الإنسان الفرنسية إلى

وليد صليبي

المبادر الأول إلى إلغاء عقوبة الإعدام في لبنان

 

م.إ.ر.

 

تقديرًا لنضاله من أجل إلغاء عقوبة الإعدام في لبنان، أقيم احتفالٌ رمزي أمس في السفارة الفرنسية بالكاتب، وأستاذ الاقتصاد السياسي في الجامعة اللبنانية، والناشط في مجال التعريف بحقوق الإنسان منذ 20 عامًا – وتحديدًا اللاعنف – وليد صليبي، بصفته رئيسًا للجمعية اللبنانية للحقوق المدنية. وقد منحه السفير الفرنسي برنار إيمييه، باسم الجمهورية الفرنسية، ميدالية حقوق الإنسان للعام 2005 أمام مجموعة من أصدقاء وممثلين عن جمعيات ناشطة في مجال حقوق الإنسان ومحامين.

الاحتفاء بصليبي الذي عُرِفَ إعلاميًّا معرفةً أوسع من خلال عمله في "حركة حقوق الناس"، إلى جانب [الدكتورة] أوغاريت يونان، جاء على خلفية مشروعه الهادف إلى إطلاق حملة توعية عامة جديدة لإلغاء عقوبة الإعدام في لبنان، بالتعاون مع محطة New TV، علمًا بأنها المرة الأولى التي تُعطى فيها هذه الجائزةُ الفرنسية للبناني.

على هذا الحدث علَّق حبيب بيلوني، أحد أصدقائه الذين حضروا الاحتفال: "استحق [وليد] هذه الميدالية لصدقه تجاه عمله في الشأن العام، هذا عدا عن كونه أول مَن أطلق هذا النقاش في لبنان." أما نائبة رئيس الجمعية اللبنانية للحقوق المدنية أوغاريت يونان فعبَّرت عن سرورها لحيازة صليبي (رفيقها في النضال) الميدالية، وعلَّقت بأنه "ليس من المستغرَب أن تقدم فرنسا هذا التقدير؛ فهي البلد الذي ألغى عقوبة الإعدام منذ العام 1981 [بقرار من الرئيس الراحل فرنسوا ميتران]". وأضافت: "كانت السفارة تود أن تقيم احتفالاً كبيرًا في قصر الصنوبر، إلا أننا فضَّلنا أن يكون الاحتفال بسيطًا."

بدايةً، تحدث [السفير] إيمييه متوجهًا إلى صليبي، المبادر الأول والمنسق العام للحملة الوطنية من أجل إلغاء عقوبة الإعدام في لبنان (منذ العام 1997)، معتبرًا إياه أفضل الممثلين المحرِّكين للمجتمع المدني باتجاه إلغاء هذه العقوبة، ومشيدًا بالتحركات اليومية التي قادها وأعضاءَ جمعيته، أحيانًا في ظروف صعبة، لمساندة مَن هُضِمَتْ حقوقُهم، معتبرًا أن صليبي "يبث رسالة أمل للجميع"، ومعترفًا بأن "الدفاع عن حقوق الإنسان هو نضال صعب، يتطلب جهدًا، وخصوصًا الشجاعة". وذكر إيمييه أنه "بفضل جهودكم المشتركة، تم إلغاء فقرة في القانون 302/94 تحت عنوان "القاتل يُقتَل" في العام 2001، فكان ذلك بمثابة الخطوة الأولى المهمة"، وشدَّد على ضرورة استمرار هذه الحركة النضالية المشتركة في عملها، التي "لا بدَّ أن تؤدي إلى إلغاء عقوبة الإعدام".

الدكتور وليد صليبي والسفير إيمييه ممسكًا بـ"ميدالية حقوق الإنسان"

وبعد تقليده الميدالية التي طُبِعَتْ عليها "صورة امرأة ورجل يدًا بيد، يؤكدان تعاونهما لنشر حقوق الإنسان"، حرص صليبي على أن يشكر فرنسا على هذه الالتفاتة وعلى التذكير بالأسباب التي تفرض علينا رفض عقوبة الإعدام، مفندًا إياها في 13 سببًا، كان أبرزها:

-       "إن عقوبة الإعدام تقتل؛ وهي قرار بالقتل".

-       "صحيح أن مرتكب الجريمة مسؤول عن الجريمة، ولكن المجتمع مسؤول عن الأسباب التي دفعتْه إلى ارتكابها"؛ وبالتالي، "عوضًا عن ارتكاب جريمة ثانية، من الأفضل أن نعالج الأسباب".

-       "عقوبة الإعدام تتحول إلى هروب من المسؤولية".

لم يُخْفِ صليبي سعادتَه لحيازة الميدالية. وحين سألناه، على هامش الحفل، ماذا يقول لأهل ضحايا الاغتصاب والقتل، مثلاً، عندما يفقدون ابنةً عزيزة، وكيف يمكن إقناعهم برفض عقوبة الإعدام؟، أجاب: "إن ذلك يستلزم مرور حيِّز من الوقت... نتحدث معهم في ذلك... هناك كثير من الأهالي الذي اقتنعوا بعقلهم بعد مدة عندما تحدثنا معهم... من الطبيعي أن يكونوا انفعاليين في البداية... لكن سياسة الدولة لا تُبنى على انفعالات، بل على أساس خطة تستهدف إلغاء الجريمة وليس المجرم"؛ إذ إن "جريمتين، في رأيه، لا تصنعان العدالة".

تكمن أهمية الجائزة في أنها أتت من تراث بلد "حرية، مساواة، إخاء"؛ وهي تُمنَح سنويًّا لتكريم شجاعة وتفانٍ في سبيل الدفاع عن حقوق الإنسان في أنحاء العالم قاطبة. وقد تقاسمت الجائزة خمس جمعيات، وحصدت ست جمعيات أخرى تنويهًا خاصًّا، من بينها، للمرة الأولى، جمعية صليبي اللبنانية.

فإن كنتَ من مؤيدي إلغاء عقوبة الإعدام في لبنان، أو من المعارضين لإلغائها، أو من المترددين في اتخاذ رأي حازم حيالها، لا بدَّ من أن تعترف في نهاية هذا الاحتفاء بالمجهود الاستثنائي والريادي الذي بَذَلَه صليبي في وطنه لفتح نقاش علميٍّ وجديٍّ حول هذه المسألة الجدلية بامتياز في مختلف أنحاء العالم.

ويبقى السؤال: حتَّام ننتظر ميداليات من فئة "حقوق الإنسان" من الحكومة اللبنانية؟!

*** *** ***

عن النهار، الثلاثاء 21 آذار 2006

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

Editorial

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود