ظــلٌّ أبـيـض

 

داريـن أحمـد

 

مرتابٌ أنا، لا أملك من المحبة شيئًا، لا أملك من المحبة شيئًا...
إمره كيرتس

 

1

إذا كان لا بدَّ من أملٍ فليكن صغيرًا
كتفاحة خضراء
تسرق الجنة وتلعب بالمؤكد كالكرة

إذا كان لا بدَّ من تعبٍ فليكن صغيرًا
كقطرة عرق تجف عند التنهد

إذا كان لا بدَّ من شكٍّ فليكن صغيرًا
مثل كلمة تبدِّل شكلَها
وفي الليل تنهد ثقلاً
ثم تعوم

إذا كان لا بدَّ من ألمٍ فليكن صغيرًا
كجدول يشتاقه الترابُ كلَّ صيف

 

2

هو، من شذًى يقوِّس ظهره، متعبٌ
أما أنا، فمن جمر تجلَّى في المساء
شحاذًا بلون الأرض يسأل كلمةً
إنْ مسَّت أذنيه
يطرب.

سيقول للبصر المعلق: "كن أخرق
ستذرفه – كل الوجد في شعرك – ستندم"
وسأقول للندم المعلق: "ليت أشياء كوجهك تخرج من يدي
حين أبصرها ملاكًا وأعرفها نارًا تحرق الأسماء
تلعب."

لم نفترقْ يومًا:
هو الهمس المغمغم في صباحٍ
عن صباحٍ لا بدَّ فارغ من سؤال أو جواب
وأنا دوام الشك في همسه
فلينظرْ إلى تلٍّ قريب:
ألم تكن تجعيدة أخرى تهيِّئ قبرها
والآن تحلم أنها من عينيه
تشرب؟

ولأنظرْ إلى تلٍّ قريب:
أأقبل أن أكون في حقلٍ صفرةٌ لونُه، أم
أود لو مال السرابُ نحو أزرق الله
يغرف حفنةً منه
ويهرب؟

 

3

أمشي برفق
وقسوةٌ في عيني
تنظرُ
لا تنظر
تُحيِّر
ماذا أقول، وأمام عينيَّ تضحك
لاهيةً، كمحراث ماء، هذي الطرق

ليت لي ألسنةً مدببةً
كألسنة الأفاعي
تخرج من خطوط اليدين
تُخبِرُ
لا تُخبِر
مَن يقول: لمستُ عطرًا في يديكِ ويختفي
إن عطر اليدين غمامٌ
لا يُلمَس

دفِّئني قليلاً
في وصولي ثلجٌ أسودُ
يَغمُرُ
لا يَغمُر
وجهكَ نغمةً واحدةً، وأنا الصماء
تجهرُ
لا تجهر
بالخطو الثقيل لحلم هائم في زمانٍ
يهجرُ
لا يهجر

يا لصبري
في القليل من عشقٍ يُجَنُّ
حزنًا في دمي
يقطرُ
يقطر

 

4

وإذا العشب قام، وانطفأ صقيعٌ مفتت
على جسدي
وإذا ليلٌ نهى صدري أن يثور
وقبلة مصنوعة من رخام تقلدتْ عرشًا
وصارت كالبياض تنز وتُحرق
وإذا صباح مشى، على إصبعين، بين الفجر والغسق
وقال: "نسيت كمال نفسي والآن أنساه نسياني"
وإذا غبّت شرايينُ شيطانٍ غيمًا كي ترتاح من ثقل الدم
وصارت كعتم يخلق الأنهار والصور
وإذا أسندتُ رأسي على صخرٍ وقلت: "دفِّئني، قتلتُ الأشياء فيك"
واستدرتُ
كالعين التي تعرف
حولك
وإذا نسيتُ أن أكمل الشكل، وأكمل الشكل...
فامسح ثيابكَ من غبار
وانهض على كتفي

هل نسينا ثوب الساحرات في القبر؟
هل نسينا تعاويذ اللغة؟
سنكون عشقًا يثرثر من فجرٍ ثقيل
إلى غسقٍ ثقيل
سنعم كلَّ المسافات التي يجهل صباح بطيء موطنها
ونخرج، كعشاقٍ رائعين، في أول العتم
يأخذنا الطريق، ونضحك، حيث انتهينا ألف مرة
وتلهينا الصورُ التي نصنع
والدربُ الذي فيه نمشي ونخترع
سنكون بيتًا بسقفٍ من بياض
ينز ويُحرق
سنكون عشبًا من صقيع بلون العشب، وعلى خديعتنا
سيعزف الله لحنًا ويقول: شئت.

*** *** ***

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود