أجزاء

2

 

حياة أبو فاضل

 

11

قشرة داخل قشرة داخل

قشرة،

داخل... داخل...

ثم لا شيء.

*

هذي الزنبقة الزرقاء

حاملة أريج تكرار الفصول –

من أين أشرقت؟

*

في بال كلِّ فراشات

الأرض

زنبقة زرقاء ضاحكة

نبتت من قلب اللاشيء.

 

12

تحبس البحر في زجاجة،

تحملها،

فيهرب الأزرق إلى أفق

أراه لا كما تراه أنت.

*

وحده المالح يبقى نكهة لماء كان بحرًا.

*

وأنت القطرة الحائرة، الدائرة هنا

وهناك،

لاعبًا هنا وهناك،

دامع الشوق إلى...

ولا تدري!

تحبس البحر في زجاجة،

واهمًا أنك قد وصلت!

 

13

... وما تبقَّى

سأهديه للعصافير.

*

طاقة لحياة متناغمة مع

إيقاع الكون

تحملها حبوب أرز غير مقشور

أختار منها الأنقى

ولا أقابلها، ولو بكلمة شكر.

*

والفائض، وما ضُرِبَ بنقاط

سوداء

فلعصافير صديقتي –

وهي كذلك لن تشكر.

*

نتبادل ما يجعلنا نستمر

في ظلِّ خير

توأمه شر.

 

14

للأماكن مفاتيح

وللبيوت،

أما الدروب...

*

على رنين مفتاح يخترق

سكونك،

تستفيق

ليستقرَّ في يدك اليسرى،

وتسمع نداء درب

لن تتجاهله،

لن تستطيع.

*

وتعرف أن أول خطوة لا

تختصر الطريق،

وأنك كثيرًا ستتعثَّر،

وكثيرًا ستستمر،

ومثل الأطفال ستدرك

أن لكلِّ درب مجذافها.

 

15

كُثُر نحن،

وبعض من خلايا الكون.

*

إلى حقل وعي شاسع

أتينا،

يرويه نهر واحد بأسماء

عديدة،

ينساب فوق كلِّ مساحات

ما يحمل الفضاء.

*

آلاف المرات جئنا،

وعرفنا السطحي والأساسي،

ومن قلب الصمت أدركنا

أنهما واحد.

*

كُثُر نحن –

إلا أننا واحد متوغِّل

في النماء.

 

16

في البدء ماج الصوت

مهيئًا للنغم أجنحته،

فكانت الموسيقى ابنة الكواكب،

وجاءت مسافاتُها السبع

توائم لألوان قوس قزح.

*

تشرق ترددات الـ"دو"

بلونها الأحمر،

والـ"سي" بلون صدى البنفسج الفاتح،

ومن البنفسجي عائدًا إلى الأحمر

يفاجئك أزرقُ نغمات الـ"سول"

وأصفر الـ"مي"

وبرتقالي الـ"ري".

*

أمّا الـ"فا" فلونها أخضر بلون

مقام القلب –

والكلُّ في دوران ينتهي ليبدأ

من جديد...

*

ترقص الدراويش،

ونقطة الانطلاق واحدة.

 

18

الغافل غافل عن التوازن،

يتكلَّم عن عدل بلا ظلم

عن خير بلا شر

عن محبة بلا بغض

رافضًا وجه الوجود الآخر.

*

يحاكم ويدين

ناسيًا أن لا يدين

كي لا يُدان.

*

ومَن تفتَّح قلبُه

يشاهد المسرحيةَ حدثًا،

ويلعب، فاتحًا قلبه لأنشودة

الحياة المتكاملة.

 

20

من مصر، من غرب الأقصر

من معبد أوكيرون،

جدار يحمل رسمًا لزهرة الحياة.

*

تسع عشرة دائرة في عناق راقص

رقصة الروح الجامعة الكلَّ في

قالب زهرة:

روح الأرض –

فلجسد الأرض روح

كما لأجسادنا.

*

على جدار مصري قديم

زهرة تختصر رقصة الوجود

الواحدة.

هي ذاتها، من أصغر خلية،

من أصغر ذرة،

إلى كلِّ الكون الشاسع الشاسع:

الرقصة نفسها

تبثُّها زهرة الحياة.

 

21

فجرًا، وأزرق الليل يذوب

داخل هواء بارد

سينقلب دافئًا مع نشيد الشمس،

قلتُ: لأنني ساحرة كياسمين المساء

لن أنساه.

*

مساءً، وأزرق الليل غامق

يهيِّئ لشتاء في ليلة صيف،

تسلَّل صوتُك كضيعة غريبة

لا تذكر حتى صوتي.

*

...وكم وددت لو أن صوتك

لا يحمل روحك،

لو أن روحك لا تناديني،

لا تناشدني أن أحملها إليك

لتتعارفا.

 

22

ذات زمن جئتُ غجرية،

لا وطن لي لأحبَّه وأخاف عليه.

*

في الليل وطني السماء

والكواكب والقمر –

وكانت تنبئني،

وفي النهار وطني الأرض

والأشجار والأنهار –

وكانت تحبني.

*

وأحببت أنا.

أحببت النهار وزهرة الصباح،

وأحببت الليل وزهرة المساء،

وأحببت رجلاً عيناه مفتاحان،

علَّمني أننا واحد –

أنا وهو وكلُّ ما تبقَّى

من الأرض والسماء.

***

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

Editorial

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال يوسف وديمة عبّود