بسم الله الرحمن الرحيم

من ثقافة إلى أخرى، أية قيم نتشارك[1]؟

 

زهير الدبعي[2]

 

ليس الاختلاف بين ألوان البشر، وملامحهم، هو الاختلاف العميق؛ إنما الاختلاف بين ثقافاتهم. وهذا الاختلاف إنما هو بمثابة نغم واحد من أنغام الكون والحياة المتعددة. الكون الذي أراده الله سبحانه وتعالى متنوعًا ومتناغمًا، في أحجام المجرات والكواكب والنجوم والأقمار، وفي الأزهار والطيور والأشجار، وفي الكون كله من مخلوقات وبحار ومناخ وأرض وتضاريس.

ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم[3]

خلق الله البشر مختلفين كي يتعارفوا، وبالتالي ليتواصلوا ويتعاونوا لتحقيق مصلحتهم كبشر.

يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير[4]

وبدعوى اختلاف الدين والعرق والطائفة والمذهب، وغيرها من الدعاوى، أُشعلت معارك وحروب، وسُفكت دماء، ودمرت منازل، وأحرقت مكتبات، ونهبت آثار، وقطعت أشجار، واغتصبت نساء، وروع أطفال، وقصفت مستشفيات، ودنست معابد، ونهبت ثروات ومقدرات. كل هذه الجرائم بحق الإنسانية نُفذت، في العصور كلها، تحت شعارات مقدسة لتحقيق أغراض مدنسة، وبهذا اُستخدم دين الملايين لدنيا العشرات أو المئات.

كل الحروب لها ظاهر وباطن، ما هو معروف ومكشوف، وما هو سري ومكتوم. ويتم تسويقها من خلال عمليات دعاية وتضليل وغش وخداع للأمهات والشباب والجنود. فشجرة العنف الخبيثة، قبل أن ترتوي من الدماء، تُسقى من الأساطير والأضاليل وغسيل الدماغ وإقصاء الآخر. لأن العنف، قبل أن يُعبّر عنه من خلال الرصاص، يبدأ كوسواس؛ وقبل أن يُسمع صليل السيوف وهدير المدافع، تبدأ كلمات تنشر سموم الحقد والكراهية والروح العدائية. إذ لا بد من تجفيف ما في البشر من قدرة على التفكير، وسلبهم نزعة الخير والرغبة في الرحمة والرفق، ليصبح البشر كأنهم حطب يحرق ويحترق، ووقود يشعل ويشتعل. ومن رماد الحرائق ودخانها الأسود يبني أصحاب مصانع الأسلحة ودعاة العنف مجدهم المزيف.

كم هي أساسية حاجة البشر إلى تجفيف روافد العنف من خلال إدراكهم حقيقة أنهم ليسوا مضطرين إلى الاختيار بين خيارين سيئين هما: الاستسلام والإذعان، أو العنف وسفك الدماء. العنف الذي هو استعراض قدرة الإنسان على ايذاء أخيه الإنسان.

إذ أنه أمام المظلومين، وأمام من ألزموا أنفسهم الدفاع عن قيم الحرية والعدل؛ طريق ثالث هو اللاعنف الذي يرفض الاستسلام والتواطؤ مع الظالمين والتعايش مع الظلم والفساد، بقدر رفضه للعنف والعسكرة المنتجين لانحرافات ومظالم جديدة وعذابات ومفاسد لا حدود لها.

وكانت أيام من أيام الله الذي علم الإنسان ما لم يعلم، وأمره بطلب العلم، وجعل مداد العلماء أسمى من دماء الشهداء. تلك الأيام التي اكتشفت واستخدمت فيها الأمصال لحماية الناس من الأوبئة والأمراض كالسل والكوليرا والجدري والطاعون، لأن هذه الأمصال حمت حياة مئات ملايين الأطفال، وغيرهم، من الموت؛ وحمت أمهاتهم من الحزن والأسى. لماذا لا نتعلم من هذا الإنجاز العظيم دروسًا لايجاد بيئة غير ملوثة بالعنف والكراهية والعنصرية.

وبنظرة فاحصة، لم يعد العالم منقسمًا إلى شرق وغرب، وإنما إلى شطرين: منتجون للسلاح والذخائر وأدوات القهر والقمع والتعذيب ومروجون لها، ومستهلكون يطحنهم العنف وتطحنهم الحروب. ولكي يصبح أداء الخضر، وكل أصدقاء البيئة، أكثر عمقًا وشمولاً، فإنه يستحسن بهم التصدي لتجارة السلاح، وللعنف بكل أشكاله ودرجاته وأماكن اشتعاله. لأن الخطر، على هذا الكوكب، لا يقتصر فقط على الاحتباس الحراري الناجم عن التعسف في استخدام الموارد، والمفضي إلى جفاف وتصحر يعاني منهما عشرات ملايين البشر -وكم هو ضروري إدراك العلاقة الجدلية بين التلوث والعنف لأنهما يصدران عن انحراف في القيم وصل إلى حد عبادة المال والكراسي-. على الإنسان أن يختار بين عبادة الله واحترام القيم، وبين عبادة المال والكراسي. فعبادة المال تستعبد الإنسان، وتحوله إلى مجرد شيء يخدم شهواتٍ يستبد فيها الطمع. وربما يكون "تشييء" الإنسان أخطر انحراف عن جوهر الدين ورسالة السماء، لأن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان حرًا ومكرمًا وسخر له الكون كله:

ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً[5]

وهذه الأزمات المالية وانهيار أسعار العملات التي عانى منها، وسيعاني، البشر كلهم؛ ناجمة عن طمع بضع آلاف من الذين إذا سمعتهم يذكرون الله فإنهم يعنون الدولار لا غير.

وإذا لم تلجم القيم الدينية أي إنسان، فإنه من حق الشعوب أن تضع القوانين الفعالة التي تكبح وتنظم وتحمي حق الناس في الخير والحرية والكرامة والماء النظيف والأمان والدواء والكتاب والقلم والأمل.

وستبقى هذه الحقوق مجرد أحلام وأمنيات ما لم يدرك كل الأتقياء في الأديان السماوية، وغير السماوية، والرافضون للظلم والقسوة والظلام؛ قوتهم ومقدرتهم على احترام القيم المشتركة للبشر التي هي جوهر الأديان وغاياتها، مهما تباعدت الأسماء واختلفت التفاصيل.

كيف يمكننا تحقيق ذلك ما لم نحم أنفسنا من تلوث الكثير من وسائل الإعلام، والمناهج المدرسية، والمدارس الدينية؛ التي تحقن الأطفال والشباب، وكل الفئات العمرية، بالعنف والعنصرية وإقصاء الآخر، وتبرر الاحتلال والاستعمار، وتسوغ النهب والسلب والقتل بدعوى صراع الحضارات بدلاً من حوارها وتكاملها، وبدعوى أن الإسلام أصبح عدوًا للغرب والحضارة، ما يوجب إعلان الحرب ضد المسلمين، كما إعلان الحرب ضد النازيين والشيوعيين، في تجاهل واضح لحقيقة قيام دوائر رسمية نافذة بدور المخرج والمنظر لإشعال حرب تحت شعار قتال الشيوعية. وحالما حققت تلك الدوائر أهدافها أرادت إخماد النار التي أشعلتها فلم تستطع، وأصابها شررها. هذه النار ما زالت تكوي ملايين البشر من المسلمين، وغيرهم، طيلة أكثر من ربع قرن.

وكي تتمكن البشرية من استعادة حقها في حياة آمنة وحرة وعادلة ونامية لا مناص من حماية الأطفال والشباب، وكل الفئات العمرية، مما تحقنه وسائل الإعلام من عنف وتسويغ للقتل وتمجيد لإشعال الحرائق وتدمير المنازل والممتلكات، من خلال شخصيات عنيفة متوحشة أصبحت قدوة بالنسبة لملايين الأطفال؛ وكذلك حمايتهم من برامج العنف التي تجذبهم، وهي برامج صممت أصلاً لتدريب العسكريين على القتل. وكي نكون عمليين في مسعانا لتربية جيل يعتز بالقيم الإنسانية، وبالمعرفة والإنتاج الغذائي، لا مناص من حماية هذا الجيل من الغزو الوحشي لعقولهم وقلوبهم بتلويثها بالعنصرية والكراهية وأساطير العظمة والتفوق وإقصاء الآخر، والإباحية والمجون، وشهوة الاستهلاك، وسيطرة الإعلان، واستعباد المستهلك.

إن إخضاع وسائل الإعلام لقانون السوق ومعايير الربح والخسارة، هو بمثابة أسوار تمنع انتشار ثقافة المحبة والتسامح والحرية والعدل واللاعنف والسلام.

وهذه الغايات الكبرى لا تتحقق بالوعظ والإرشاد فحسب، بل بعملية إصلاح عميقة وشاملة تطال معايير التقوى، وأنماط التدين، لتخدم في مخرجاتها النهائية المعيار الأساسي لتقوى الله الذي جاء في حديث نبوي شريف:

الخلق عيال الله فأحبكم إليه أنفعكم لعياله.

وكم هي عظيمة حقوق الجار حتى لو اختلف في اللون والعرق والطائفة والرأي والمكانة الاجتماعية، وجاء في حديث نبوي شريف:

ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه.

ألم تجعل وسائل الاتصالات والمواصلات كل سكان الكوكب جيرانًا، فضلاً عن الشراكة المفروضة على الناس كونهم ضحايا احتكار المواد الغذائية والتلاعب بأسعارها؟

وللناس جميعًا، رغم كل الاختلافات، وأية تفصيلات؛ مصالح واحدة، ومن هذه المصالح:

أولاً: حماية البيئة ومقاومة التلوث وأسباب الاحتباس الحراري الناجم عن استخدام تعسفي، يسببه الاستخدام التعسفي للموارد، ويدفع ثمنه ملايين البشر الذين يعانون من الجفاف والتصحر والجوع والأمراض والتشرد.

أودع الله سبحانه وتعالى في هذا الكوكب من الخيرات ما يطعم الخلق كلهم ويسقيهم ماءًا فراتًا، إلا أن عبادة المال وشهوة تشديد قبضة التسلط على البشر، أفقدت التوازن في هذا الكوكب، ودفعتنا جميعًا نحو كوارث وتطورات لا نستطيع احتمالها:

هو الله الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلو من رزقه وإليه النشور[6]

ثانيًا: زيادة إنتاج الغذاء الخالي من سموم الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية والهرمونات، وزيادة إنتاج الدواء، وتحسين نوعيته، وكل ضرورات الحياة الأخرى مما يجعلها أكثر يسرًا وجمالاً. ولجم عجلة الاستهلاك والتبذير والترف، والتي تختلف عن البحبوحة والرفاه، وذلك لتناقض شهوة الاستهلاك والتبذير مع القناعة والتواضع، وهما قيمتان أساسيتان في كل الأديان،

ولا تجعل يدك مغلولةً إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملومًا محسورًا[7]

ثالثًا: تحسين مستوى السلامة في الطائرات والسفن والسيارات والقطارات، ونشر ثقافة الانضباط، واحترام الحياة وحمايتها من التهور والتبديد.

رابعًا: تفعيل مقاومة الأوبئة والأمراض والآلام، ومضاعفة الاستثمارات في الأبحاث المقاومة للايدز والسرطان والفشل الكلوي والسكري وغيرها من الأمراض. وبالتالي توظيف نعم الخالق التي أنعمها على البشر، من عمر وشباب وعلم ومال ومواهب ومهارات، لبناء مجتمعات قادرة على بناء الحياة ومقاومة الكراهية والعنصرية والعنف. وإغلاق مصانع الأسلحة والذخائر وأدوات القهر والقمع والتعذيب، والقضاء على الاستبداد والفساد، والتخلص من جريمة الاعتقال السياسي ومعتقلي الرأي، والاختفاء القسري، والمشردين واللاجئين، والاحتلال والاستعمار بكل أشكاله القديمة والجديدة.

وبالتالي وضع حد لاستخدام الإنسان كأداة لخدمة شهوات وأطماع حفنة من أسرى المال والكراسي الذين حولوا نعمة الله إلى نقمة.

وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول ليتني لم أوت كتابية، ولم أدر ما حسابية يا ليتها كانت القاضية ما أغنى عني مالي هلك عني سلطانية[8]

خامسًا: رفع مستوى المدارس، وتأهيل المعلمين لتنشئة جيل قادر على التفكير وراغب فيه، فالله سبحانه وتعالى خلق العقل، وأنعم به على الإنسان، وجعله طريقًا إلى معرفته، وأمره باستخدامه؛ جيلٍ قادر على احترام القيم التي يتشارك فيها البشر جميعًا، وتذوق الأدب والفن، وإدمان القراءة كي لا يكون البشر ضحية سهلة لأفكار عنصرية وعنفية.

* * *

شهد العقد الثالث الأخير من القرن العشرين مضاعفة عدد المعابد، على تنوعها، لكن الفترة ذاتها شهدت مزيدًا من العنف والحروب، وتأجيج الروح العدائية. ويمكنني التأكيد بأن تضاعف عدد المتدينين سار جنبًا إلى جنب مع تراجع احترام القيم الدينية التي تعني في كل الأديان السماوية، وكذلك غير السماوية، الرحمة والتواضع والتسامح والصدقات وبر الوالدين والرغبة في خدمة الإنسان.

نعم يمكنني القول إن عدد المتدينين قد تضاعف، وتراجع الدين روحًا وقيمًا ورسالةً وثمارًا لدى معظم المتدينين.

يمنح الدين المتدينين البصيرة والحكمة والتواضع. وهذا لم يتحقق، مع الأسف الشديد، بل أن كثيرًا من المتدينين، على تنوع دياناتهم، في هذا الكوكب، قد أصبحوا طافحين بالكراهية والروح العدائية والرغبة في ايذاء غيرهم، وإذلالهم، واحتلال وطنهم، وطمس هويتهم، والتآمر على خصوصيتهم.

وبداهة فإن مشكلتنا ليست في المعابد، وإنما في سوء استخدام كثير من المعابد لينقلب دورها، ولتحرض على الكذب والتزييف والتلاعب بالحقائق والحقد والحسد والرغبة في ايذاء الآخر لمجرد أنه يخالفنا في اللون أو الدين أو الطائفة أو القبيلة أو المذهب.

وبهذا انقلب دور معظم رجال الدين، في الأديان كلها. فهم الآن كالإطفائي الذي أصبح مشعلاً للحرائق، وكالطبيب الذي أصبح قاتلاً، والمربي الذي أصبح مشعوذًا، والصيدلي الذي أصبح مروجًا للمخدرات.

مشكلتنا هي مع من يوجهون الرأي العام في عشرات الأقطار لتنقلب هدية الخالق، للخلق كلهم، من نعمة إلى نقمة، ومن فرصة للحياة العميقة إلى دعوة للموت والقتل، ومن فكر تحرري إلى أساطير تسوغ الاستعباد وتبرر الغزو والاستعمار.

ستواجه جهودنا، في نشر قيم الحرية والعدل واللاعنف والتسامح والتنمية والسلام، مصاعب عديدة، طالما أن معظم الخطابات الدينية، على تنوعها، ملوثة بالكراهية والعنف. وبالتالي ليس من السهل تنشئة جيل من البشر على القيم المشتركة، مع الحفاظ على خصوصية الثقافات والهويات، بدون التركيز على المناهج المدرسية، ومناهج المدارس الدينية. وليس من السهل أيضًا نشر القيم المشتركة للبشر جميعًا طالما أن التاريخ يُدرّس، في كثير من المدارس والجامعات، لاستيلاد مزيد من الحواجز الوهمية، وتأجيج الأحقاد، وليس كما ينبغي فعلاً كمصدر لاستخلاص العظات والعبر، وتعليم الأبناء والأحفاد، وبخاصة قادة الرأي العام، الدروس المستفادة من أخطاء وإنجازات الآباء والأجداد.

وختامًا، فرغم اعترافنا بقوة معسكر الاحتكار والطمع والعنصرية والعنف والحرب والتلاعب بالمال وأسعار العملات، فإننا، نحن جنود الحرية والعدل والتنمية والتسامح واللاعنف والسلاح، ندرك قوتنا، وبأننا الأقوى بالإيمان والجهد المؤسسي والإدارة الرشيدة واستمرار اللقاء والتواصل والحوار والدرس، كي نبني، لنا ولأولادنا وأحفادنا والأجيال القادمة، (الأمم المتحدة) التي أعضاؤها مئات الملايين من الأمهات والشباب والأدباء والفنانين والمفكرين والعمال والزراعين، ومحبي الحياة الحرة الكريمة العادلة.

وبذلك ينتهي عداء الشرق للغرب، واستعباد الغرب للشرق، لنعتمد تقسيمًا جديدًا هو التقسيم الصحيح والحقيقي للكوكب: معسكر العنف، ومعسكر اللاعنف. ولنبني من التعددية الثقافية قوة، ومن التنوع غنى، ومن حوار الحضارات وتكاملها نهجًا ورسالة.

*** *** ***


 

horizontal rule

[1]  إسهام في ندوة نظمتها كلية القانون في جامعة النجاح الوطنية والقنصلية الفرنسية في القدس، بتاريخ 3\11\2008.

[2]  مثقف فلسطيني لاعنفي، عضو مؤسس لمجموعة اللاعنفيين العرب، ومسؤول عن الأوقاف الإسلامية في نابلس، فلسطين.

[3]  القرآن الكريم، هود 119

[4]  القرآن الكريم، الحجرات 13

[5]  القرآن الكريم، الإسراء 70

[6]  القرآن الكريم، تبارك 15

[7]  القرآن الكريم، الإسراء 29

[8]  القرآن الكريم، الحاقة 29

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود