ثورة الخطوات الصغيرة
لمحة عن الوقاية المبكِّرة واللَّبنات الأولى لـ"بيوت الأطفال"

فرانسواز دولتو[*]

 

"الراشدون يريدون فهمَ الأطفال والسيطرةَ عليهم، بينما ينبغي لهم أن ينصتوا إليهم."
"الواحد صغير، الآخر كبير، لكنهما متساويان من حيث القيمة."

 

1
الإنـصـات
قبل سنِّ الأربع سنوات

الإنصاتُ إلى الأولاد... لا رصدُهم كموضوع بحث، ولا السعيُ إلى تأديبهم، بل أن يُحترَمَ فيهم هذا الجيلُ الجديدُ الذي يحملونه ويُحَبَّ. هل لنا أن نعرف يومًا إلى أيِّ حدٍّ ننصت من دون غش، من دون أن نُقحِمَ أنفسَنا، من دون أن نشوِّش على الموجات؟

ليس لنا أن نفرض على الأولاد شيئًا. فكرتي أنه ليس ثمة إلا طريقة واحدة لمساعدتهم: بأن نكون حقيقيين وبأن نقول للأطفال إننا لا نعرف، لكن عليهم هم أن يتعلموا المعرفة؛ إننا لا نصنع مستقبلهم، لكنهم هم الذين سيصنعونه، وذلك بأن نَكِلَ إليهم دورَ الاضطلاع بمصيرهم تمامًا مثلما يريدون هم أن يضطلعوا به. لكننا، للأسف، نؤثر فيهم أيضًا، حتى من غير أن نقصد.

حيال طلبهم نتصرف وفقًا لآليات ناجمة عن تَرِكَةٍ وراثية وإشراط اجتماعي، نذعن لدوافعنا، لأمزجتنا، للضغوط الخارجية. لكن الأغلاط تجرح أقل عندما يكون مصدرَها الحبُّ الأخرق، عندما توجِدُ الثقةُ والاحترامُ المتبادلان مناخَ التفاعل.

وإنه لمن الموفَّق الاهتمام لإيجاد "أماكن تربية". لكن من الخطأ أن نَكِلَ إلى الشخص نفسه العملَ التحليليَّ النفسيَّ مع الطفل ووظيفةَ مربي الطفل. إن اختلاط الدورين قد تسلَّل؛ وهذا لمما يؤسف له أشد الأسف، لأن المقترَبين متعاكسان.

فمن جانب، يأخذ المحلِّل النفسي على عاتقه، في الإصغاء، مساعدةَ الطفل على التعبير عن غير المنطوق به إبان سنوات حياته الأولى؛ وإذن فبالعودة معه إلى ماضيه، حيث يتم الاستكشاف بالنكوص الخيالي غير الواعي إلى حياته الماضية، بل وحتى الجنينية. ومن جانب آخر، يُحَثُّ الطفلُ على الانطلاق إلى الأمام والإعداد للمستقبل. ليس للمحلِّل أيُّ مرمًى عملي، ولا يمارس أيَّ ضغط تربوي. إنه لا يحكم ولا ينصح. أما المربي، على العكس، فهو وكيل الانخراط في نمط معيَّن من المجتمع وعليه أن يرشد الطفل.

إن ما يدعونا إلى الاهتمام تفضيلاً بالكائنات البشرية التي لا تزال في حالة الطفولة هو أننا نستطيع، وهُم في هذا الشوط من تفتُّحهم، التواصلَ مع كموناتهم كافة والتمكنَ من تعبئتها. ففي عمر المحلِّل، كل شيء قد تقرَّر عنده، أو كاد أن يتقرر؛ أما في عمر "مُعاوِده" فثمة ما هو جديد، فريد، لا يقارَن، في المساعدة على الحياة، على الإيقاظ، على الدعم.

توعية الآباء ليست تذنيبهم. إن أمَّ الذهاني psychotique تعاني من فصلها عن ولدها عندما يتَّبع علاجًا تحليليًّا. وعندي أن على التحليل النفسي أن يأخذ هذا العذاب بالحسبان؛ وإني لا أستبعد الأمَّ من علاج الطفل، بما يجنِّب الطفل، أوانَ التحويل transfert على المحلِّل، أخذَ هذا الأخير على محمل الأم.

إن حالة الطفل المحرَّر من الأم التي يريدها مفترسةً – أو التي هي كذلك فعلاً – تتحسن تحسنًا مطَّردًا. إنه يغادر شوط النكوص régression. فتحتَ هيمنة الوالدة لم يكن الطفل غير جزء من الأم. وهذه، إذ تراه يفوز باستقلاليته، تحس بأن شيئًا قد بُتِرَ منها. فلا بدَّ من مساعدتها هي الأخرى في محنتها تلك.

بيد أنه يجب تأمين التعويض compensation تأمينًا أبكر: قبل الحضانة، عندما تكون الأم في المنزل؛ وقبل وضع الطفل في دار للرعاية، عندما تعمل الأم.

* * *

لقد ارتمى آباءٌ عديدون على كتب دودسون، وكأنها منتخبات من الوصفات لكي يكون ولدهم تلميذًا نجيبًا وينجح في حياته المهنية. لكنما يبدو أن كلَّ ما لاحظتم يجيز القول بأن كلَّ شيء يتقرر فعلاً قبل سنِّ السادسة.

*

إذا حاول المرءُ الاهتمامَ للأطفال اهتمامًا جديًّا، يجب عليه إيلاء انتباه شديد الخصوصية للصغار. وفي اعتقادي أنه ينبغي القيام بالعمل كلِّه قبل سنِّ الرابعة، قبل الدخول في المدرسة. إنه "العبور" passage الذي يبقى ممكنًا خلاله تجذيرُهم في هوية لا تقبل الاختزالَ إلى أيِّ حشوٍّ للمخ.

كل شيء يتقرر قبل السادسة... أو قبل الرابعة؟

ليس المهم الحكم فيما إذا كان كلُّ شيء بعد هذه السنِّ يمضي في المرء من سيء إلى أسوأ، بل معرفةُ أن البنيان قد اكتُسب.

عندما أقول إن "كل شيء يتقرر"، لا أعني بذلك الحياة المهنية المستقبلية أو النجاح الاجتماعي المستقبلي – ليس أبدًا بهذا المعنى.

إذا شئنا الكلام على ما هو جوهري، على كلِّ ما هو ممكن على صعيد الوقاية لتجنب الآفات والتثبيطات والانزلاقات، أعتقد أنه يجب أن يكون قبل الرابعة. يمكن للأذى أن يقع قبلئذٍ، قبلئذٍ بكثير. إن فصل الطفل عن أمِّه عند ولادته، ثم في الحضانة، من دون تهيئتهما لذلك، مليء بالعواقب، لأن الأطفال الأكثر إنسانية، أي الأكثر حساسية، هم الذين سوف يوسَمون بفصلهم عن أمِّهم من دون توسُّط اللغة. إنه شيء يتعذَّر التعويضُ عنه: عند الطفل حاجة ماسة إلى هذا الأمان المتواصل في كلام الحبِّ الذي تقوله لشخصه الوالدةُ والوالدُ، إنْ كان حاضرًا، وإلى دعم المحيط الاجتماعي كلِّه، لتعزيز هذه الحميمية المثلَّثة – التي هي مصدر إيمان كلِّ بشريٍّ بنفسه وبكلِّ بشريٍّ آخر – في الحياة الوجدانية والرمزية.

ليس عندي غير شيء واحد أقوله لرجال السياسة: على المشرِّع أن يصبَّ جلَّ اهتمامه على المواطنين بين سنِّ الصفر والسادسة.

* * *

 

2
الاستقبال عند الولادة
محادثات "في الرحم"

في سانت ماري دولامير قابلتْ فرانسواز دولتو غجرًا في بيت صديقة من مانيتاس دي پلاتا، سارة أستروك، فتحت لهم بيتها وكانوا يحبونها حبًّا جمًّا. إن واقعةً، هم شهود يوميون لها، تلقي بصيص ضوء أول على إمكانات التواصل مع الطفل في الرحم.

*

لقد أسرَّ ضيوفُ صديقتي إليَّ بأنه لكي يصير طفلٌ غجريٌّ موسيقيًّا كان يُقرَّر أنه، إبان الأسابيع الستة الأخيرة السابقة لولادة هذا الطفل والأسابيع الستة الأولى من حياته، يأتي أحسن موسيقي على آلة بعينها ويعزف له بالقرب من الأم الحامل، فالواضع، فالمرضع. وكانوا يؤكدون أن الطفل، عندما يكبر، يرغب في العزف على هذه الآلة بالذات ويصير مؤديًا مرموقًا عليها!

تبيِّن الملاحظات أن القرابة مع هذه الآلة بعينها تنغرس فيه بالفعل انغراس الشجرة في الأرض. وهذا النقل إلى الطفل المزمع أن يولَد يتوافق تمامًا مع ما نعرف في التحليل النفسي: إنه ليس تشرُّبًا، بل شيء آخر تمامًا: إنه ترميز، لغة الحياة التي نُسِجَتْ في أعضائه كلغة حياة تجعله يشعر بالدعوة vocation إليها هذا الشعور العميق.

في پيتيڤييه، في مستوصف للتوليد "بلا عنف"، تجري تجربةٌ رائدةٌ لتنمية نوع من التواصل مع الطفل جنينًا. يقوم آباءٌ مستقبليون متطوِّعون مع الطفل المزمع أن يولَد بنشاطات لعبية. يُعلَّم الأبُ والأمُّ أن "يجتمعا" إلى جنينهما في ساعات معينة. هناك ضغوط بالإصبع، كما عندما يُطرَق الحائطُ بين السجناء. وبذلك يترسَّخ حوار. والطفل لا يكتفي بتغيير مكانه، بل يجيب حالما يستيقظ. يُطلَبُ من الأب أن يتكلم بحيث يسمع الجنينُ صوتَ الأب.

إنه يسمع النبرات المنخفضة، وإذن صوت الأب، أكثر من صوت الأم، ويسمع النبرات الحادة أقل. ولقد قمنا، زوجي وأنا، باختبار ذلك مع أولادنا نحن: كان زوجي يكلِّم طفلنا وهو في الرحم، ولقد كان من الخارق أن نلحظ كيف كان الجنين، اعتبارًا من الشهر السابع والنصف بخاصة، يهدأ مباشرة عندما يكون مهتاجًا... عبثًا كنت أقول له: "اسمع، اهدأ، الآن سوف أنام..." كان أبوه يكلِّمه واضعًا يده على بطني، وعلى الفور كان الجنين ينام قبلي، أنا أمه!

إنه لأمر لا ريب فيه أن بوسع المرء أن يكلِّم جنينه. قالت لي مؤخرًا أمٌّ شابة، هي نفسها محلِّلة نفسية كان همُّها أن تعيش ملء أمومتها حتى النهاية، من دون أحكام مسبقة ومن دون أن تكابد السلطة الطبية، كم كان طفلها يتحرك في أحشائها. فأوعزتُ إليها أن تدخل في تماس لغوي مع الطفل: "لستِ في حاجة إلى النطق بكلمات؛ كلِّميه باطنيًّا، لكنْ خاطبي شخصه." فما عتمت بعدئذٍ أن قالت لي: "عجيب كيف يستجيب!"

أنا نفسي، أمًّا شابة، كنت اختبرت الأمر وأنا أقود دراجتي. كان ذلك إبان الحرب. كنت أنتظر بكري، جان (الذي صار كارلوس). كنت، وأنا عائدة من التسوُّق، كثيرًا ما أعاود قطع شارع سان جاك المنحدِر جدًّا صعودًا على الدراجة، وأقول لجان – ولم أكن أعلم آنذاك إنْ كان صبيًّا أم بنتًا – أقول للطفل الذي أحمله في بطني: "اسمع، يجب أن أعود إلى المنزل حتمًا، وإذا اهتجتَ على هذا النحو فلا أنت ولا أنا سوف نصل إليه." كنت بالطبع أكدح، ولعل قليلاً من الأكسجين كان ينقصه لأني، أنا أيضًا، كنت ألهث. أذكر أني قلت له، وثماني أيام باقية على الوضع، وأنا بحذاء شارع ديزيكول: "البثْ هادئًا الآن لأننا أوشكنا على الوصول... لكن إذا فعلتَ هكذا سأكون مرغمةً على الترجل، وأنا متعبة، وسيستغرق وصولُنا إلى البيت والخلود إلى الراحة وقتًا أطول." بعد هذا الحديث هدأ تمامًا. وعندما وصلت إلى باب العمارة قلت له: "الآن تستطيع أن تفعل ما يحلو لك، فنحن في البيت." وعندئذٍ بدأ يضج في بطني... لكن هذا لم يعد يتعبني، وكنت أستطيع أن أصعد إلى البيت وأرتاح، فيهدأ هو. ولقد نقلت هذا الحوار المدهش إلى زوجي. وبدءًا من ذلك اليوم، كنَّا، كلَّ مساء، نكلِّم هذا الطفل قبل ولادته. كان هذا رائعًا! ثم استمرَّ الحوارُ بعدئذٍ مع ابننا الثاني.

فرانسواز دولتو مع أولادها الثلاثة
 

كانت الحرب لا تزال مستعرة. وإبان الإنذارات لم نكن ننزل أبدًا إلى الملاجئ. فأية فائدة تُرجى من ذلك؟! لو أن البيت انهار لكنَّا احتُجزنا. كان نوم زوجي، الذي كان يعمل طوال النهار، ونومي لا يقلقهما شيء. أنا لا يصيبني الجزع في سهولة. لا أكون على أحرٍّ من الجمر إلا إذا كان أحدٌ ممَّن أحبهم معرضًا للخطر؛ أعرف عندئذٍ أن شخصًا يحتاج إلى أن أفكر فيه. أحسب أني في هذه الحالة يمكن أن يقال عني إني متخاطِرة télépathe. ولكن إذا لم يكن ثمة خطر لا تزعجني أشد الضوضاء. عندما كان ولداي صغيرين كانت أقل حركة للطفل المحتاج إليَّ توقظني، لكن القصف الجوي لم يكن يوقظني البتة! جميع الأمَّهات يعرفن هذا؛ فللأمِّ نوع من التلفون مع طفلها! قبل شهرين من ولادة ثانينا، الذي سيكون غريغوار، جرى قصفُ سوق الخمور الذي هزَّ حيَّنا، وكأن الكارثة حلَّت بنا، فيما كنت أنا نائمة. لم أستيقظ إلا على نوع من الضيق داخل جسمي. هذا الوجع أيقظني! أدركت هذه الضوضاء الصماء. كان زوجي والبكر نائمين. الطفل الذي كان قد تكوَّر على نفسه كان يتحرك فيَّ، كان في حاجة إلى أن أكلِّمه. قلت له: "اهدأ... بابا هنا وأنا هنا، كلانا هنا معك، ولا خطر عليك البتة." شعرت ببطني يسترخي. توقف الجنين عن الحركة بينما كان القصف مستمرًّا... وما إنْ وُلد، على الرغم من الصفارات والقصف، لم يكن يشعر بأيِّ قلق إذا كنت موجودة وقلت له: "ماما هنا، بابا هنا... أنا هنا: لست وحدك."

* * *

في پيتيڤييه، أعلن الفريق الطبي أن الأطفال الذين ولدوا من آباء "لعبوا" معهم على هذا النحو خلال الطور الجنيني ذوو توازن جسماني أفضل: إنهم، مثلاً، يقدرون على الجلوس أسرع من الآخرين.

*

وهم بخاصة أقل عرضة بكثير للجزع angoisse. كمونُهم الإنساني لم يؤذِه رمزيًّا قلقُ الآباء. إن العالم مصنوع على هذا النحو: فبينما يكون بعض الأجنَّة محلَّ تجارب، فإن أجنة أخرى، لا تزال قليلة العدد، هي محلُّ عناية ومبادلات لغوية في أثناء الحمل. إنهم معترَف بهم كبشر بكلِّ معنى الكلمة، لا يقلون أهمية، من حيث كونهم شخصًا إنسانيًّا، عن آبائهم.

غير أني سأدلي بملاحظة: إذا لعب الأب مع الولد في الرحم، مساءً، على نحو متكرِّر إبان الحمل، فمن الجائز جدًّا أن يكون الطفل بعد الولادة موقَّعًا على هذا الموعد اللعبي. وهذا يفسِّر لماذا لا يتمكن بعض أطفال پيتيڤييه من الخلود إلى النوم في الحادية عشرة ليلاً. إنها ساعة التواصل مع بابا! حذارِ أيضًا من "الموضات"، ولاسيما الموضة التي تتهم الوليد. إن مأسَسَة لعبة التواصل مع الجنين قد تكون خطرة إذا مارَسَها أبوا المستقبل كـ"منهج" بدلاً من عيش هذا التواصل الحقيقي غير المرئي الذي ليس من قبيل "اللعب" على الإطلاق! إن أناسًا مثل فلزمان في فرنسا وبرازلتون في الولايات المتحدة يقومون بعمل جيد بالكشف للأب عن مسؤوليته، عن أهمية الحضور الوجداني للوالد؛ لكن ليس من المفيد أن يأخذ أطباء الأطفال في لعب دور الآباء أو الأجداد اللطفاء مع الجنين ومع الوليدين. إنهم مدينون لصغير الإنسان بكلِّ الجدية الواجبة نحو ندٍّ لهم. الوليد ليس رقَّاصًا، بل شخصٌ بكلِّ معنى الكلمة بين والديه اللذين يستقبلانه عند ولادته ويضطلعان، معًا، بتعريفه بأقربائه وبالواقع.

* * *

في أفريقيا أم في أمريكا اللاتينية أم في المحيط الهادي، تشي الشعائر القديمة التي كانت تُرافق الحملَ والولادةَ بحدوس ومعارف تجاربية جوهرية تحمل على الظن بوجود احترام هائل للإنسان في وقت العبور هذا. إن الأنثروپولوجيا الناتئة عن الذهنية الاستعمارية لا تعلِّل إلا طقوس طَرْد الشياطين أو المحرَّمات. ولكن، فيما يتعدى ذلك بكثير، يشي تأويلُها الرمزي باستقبالٍ عائليٍّ واجتماعيٍّ للطفل مذهل، لا يخلو من إعداده للمحن التي تستهدف تأهيله وترقيته التي تكاد مجتمعاتنا التقنية لا تجد المكافئ لها. كان ذلك طريقة في الترحيب بدخول القادم الجديد في الجماعة وقبوله فيها؛ فكان القوم يجسِّدون، تجسيدًا إيمائيًّا ولفظيًّا في آنٍ معًا، انتظارَ الجماعة وحبَّها لهذا الطفل المليء بالوعود والضروري مذ ذاك للجميع.

*

وكانت تُتَّخذ أيضًا، في الوقت نفسه، إجراءاتُ حماية لتجنيبه عند الولادة عدوانَ الضجيج والضوء.

لقد أذهلتْ صديقي أرتورو پرات، الطبيب والمحلِّل النفسي في التشيلي، الذي أقام طويلاً في جزيرة الفصح بين الأقدمين، حدةُ البصر الخارقة، حتى ليلاً، التي يتحلَّى بها حتى الشيوخ في الثمانين. ولقد فسَّروا له لماذا. قبل أن يفرض علمُ التوليد على الطريقة الأمريكية – الغربية – نفسَه في هذه الجزيرة حتى، كان العرفُ يقضي بألا يُعرَّض الطفلُ لضوء النهار إلا بعد انقضاء شهر على ولادته؛ كان الوضع يتم في حجرة مظلمة، ويضاء للقابلة بما يكفي بالضبط لإجراء الوضع؛ ثم تُستبقى الأمُّ وطفلَها في حجرة غير مضاءة، في عمق الكوخ، مدة قمر واحد أو شهر. واسم المعمودية كان يُعطى له بحسب شعيرة تجري وعمره شهر. ثم كان الطفل بين ذراعَي أمه يُخرَج من هذه الظلمة في اللحظة التي يوشك الفجرُ على الانبلاج، والعائلة بكاملها تكون حاضرةً والقبيلةَ كلَّها مع الأم والأب... وكان شروق الشمس يُستقبَل بأغانٍ طقسية. وعندما تبزغ الشمس كان الطفل يُقدَّم للنور... فكان إذن يدرك نور النهار مع شروق شمس، بينما يُحتفَل بشعيرة التسمية. ومنذئذٍ يحيا بحسب الإيقاع النهاري للراشدين الذين يميِّزون النهار من الليل. فحتى هذا التاريخ كان قد بقي في الظلمة؛ إذ يقول الأقدمون بأن عينَي الطفل أرق من أن تريا النور قبل انقضاء شهر. وبذا كان الأطفال يعطَوْن النورَ مع إعطائهم اسمَهم. أما الصغار الذين يولدون على طريقة الأوروبيين فعيونهم هشةٌ هشاشةَ أعيننا، وحدَّةُ بصرهم أقل بكثير من الأقدمين.

وبالإضافة إلى هذا الاستقبال الرمزي إلى العالم، هناك توفير في العدوان: "صدمة الولادة" تُخفَّف. وفي الهند أيضًا يُحفَظ الوليدون من الانبهار الشديد. فماذا يجري غير ذلك في پيتيڤييه عند أودن، في أوكسير عند ليربينيه، مما يهلع له بعضُ أساتذة علم التوليد؟! تضاء الأمُّ في أثناء وضع الطفل، ثم يُطفأ النورُ عند خروجه حتى لا تصطدم عينا الطفل بالنور. وإننا لنعرف ذلك جيدًا: عندما نذهب إلى الرياضات الشتوية، إذا لم نضع نظارات سوداء سرعان ما نصاب بالرمد. ومع ذلك، ففي دُور التوليد الحديثة يُنقَّط في عينَي الطفل حتى لا يصاب بالرمد نتيجة وجود جراثيم ممْرِضة يصادفها في مهبل الأم عند الخروج، لكنه يُعرَّض للضوء الذي من شأنه أن يصيبه بالرمد من جراء خروجه من الظلمة ووصوله فجأة إلى إضاءة فظة، الأمر الذي يضرُّ به أشدَّ الضرر. نحن نحس بذلك عندما نعبُر من الظل إلى النور: يؤلم الضوء أعيننا؛ لكننا ننسى ذلك ونحن نفرض على الطفل هذا الانبهار! نحن الغربيين، عيوننا متعبة إلى حدٍّ ما عندما نبلغ الخمسين. لكن الأمر على غير ذلك تمامًا في جزيرة الفصح. ويعتقد الفصحيون أن علَّةُ هذا سماحَهم للأعين بأن تتصلَّب قبل أن تبلغ الضوءَ خلال شهر، لكي تكتشف بعدئذٍ النور في بطء على الإيقاع البطيء من الفجر حتى رابعة النهار.

في هذه الممارسات النقلية تقترن الفائدة الفسيولوجية بالاستقبال الرمزي. وفي تلك اللحظة بالذات يدرك الطفل أنه مرغوب فيه وأن له مكانته في المجتمع. وللمتشكك الذي لا يصدق أنه يمكن لهذا الاستقبال أن يكون ذا أثر بهذا العمق على الجنين وعلى الوليد نقول إن "الاحتفاء" يحضِّر الراشدين الذين سيكون عليهم أن يعتنوا به وأن يعتبروه شخصًا. وأعتقد أن فكرة عدم نضج صغير الإنسان ينسحب على الكثير من الإجراءات الشديدة السلبية، الشديدة التدمير، حيال الطفل. فبحجة أنه "غير ناضج"، أنه "لا يفهم"، إلخ، يُظَن أن في الإمكان بلا عواقب، في الأسابيع الأولى أو الشهور الأولى، عدمَ أخذ حضوره بالحسبان وحتى، في السنوات الأولى، استبعادَه من المبادلات التي تجري في حضوره، واعتمادَ لغة مستخِفَّة لمخاطبته واتخاذَ مسلك معه ينحصر، بحجة التربية، في نوع من ترويض الحيوان الأليف، إنْ لم نقل حيوان السيرك!

* * *

 

3
الوقاية من العنف

يلجأ بعض المجتمعات إلى قوة الكلمة احتفاءً لمقدم الأطفال إلى العالم. إن الأكثر لفتًا للنظر هو أن العبارة الشعائرية، التعزيمة، موجَّهة إلى الطفل نفسه، المقبول في الجماعة ككائن فريد، الذي يخاطَب ويُعرَّف به بِنَسَبِه وانتمائه الإثني. إن شعيرة الولادة هذه موجودة بخاصة في المحيط الهادي، من اليابان إلى جزيرة الفصح.

*

في المستوصفات حيث توضع الولادة بلا عنف موضع التطبيق، يتعرف الأب والأم معًا في صغير الإنسان القادم إلى العالم كائنَ لغةٍ بمكالمته. ومن المهم أن يستقبله الطاقم الطبي على النحو نفسه: "الآن، نحن نستقبلك... وليس والداك فقط... لقد أعطاك والداك فرصة الولادة، لكنك أنت الذي ترغب في الحياة، والجميع مستعد لمساعدتك على ذلك." بالطبع لا تُقرأ عليه خُطَبٌ عصماء، لكن هذا هو المقصود.

إن استقبالَ الجماعة عند الولادة أمرٌ جَلَل. والشخص الذي سيعتني به في دار الحضانة يجب أن يجسِّد هذا التكريس في الجماعة الاجتماعية لفئته العمرية: "بوساطة والديك ها أنت ذا مواطن صغير في عامك الثاني والنصف، ولكن لك الآن أن تتعامل مع كلِّ ما نعرض عليك، لكننا لن نفرض عليك شيئًا." وللوفاء بهذا القول يجب بخاصة ألا تُفرَض عليه فئةٌ عمريةٌ ليست فئته. ومن جهتي، أعتقد أن فئة العمر هامة جدًّا عند الطفل الصغير لكي يختلط بآخرين لديهم أنساق الإدراك نفسها والاهتمام للأشياء نفسها. وبعدئذٍ فإن ما يضمن درءَ العنف هو، أيضًا ودائمًا، الكلامُ الوسيطُ والتصرفاتُ التي مبعثها الاحترام للطفل ولوالديه. وهذا ما نحاول أن نفعله في "البيت الأخضر".

لقد صوَّر التلفزيون لبرنامج ضيف الخميس مشهدًا قصيرًا يشاهَد فيه صبيٌّ صغيرٌ يريد أن يذهب إلى البيت الصغير الذي وضعناه في زاوية من زوايا القاعة. إنه واقف عند النافذة، وهي ذي بنت تأتي؛ إنه يعتدي عليها في عنف حتى لا تأتي إلى حيث يقف! البنت المفزوعة تبحث عن أمِّها؛ وهذه تعيدها إلى حيث يقف الصبي الذي تكلِّمه، لكن من غير أن تؤنِّبه. لا نسمع ما تقول له، لكننا نرى البنتَ الصغيرةَ والصبيَّ الصغير يذهبان معًا إلى النافذة؛ وهو لم يعد يبدو عدوانيًّا نحوها، وهي يبدو أن كلام الأمِّ قد واساها. ماذا قالت لها؟ لقد شرحتْ لها أن الصبي لم ينبذها إلا لأنه كان شديد الاهتمام لها؛ لقد كان يظن أنها ستأخذ منه متعتَه بالنظر معه عبر النافذة. لقد فهمتْ هذه الأمُّ ما نقول للآباء: إن حركة العنف تستر دومًا خوفَ المرء من فقدان هويته إذا جاء آخر يشارك في اللعبة أو المتعة، فينبذه. والمنبوذ يظن عندئذٍ أنه لم يعد له الحق في المبادرة بما أن الآخر قد نبذَه، في حين كان يريد أن يصير مثل هذا الآخر بالتماهي. وهكذا نرى حلَّ سَورة عنف طفل ضد آخر. إن توقِّي العنف ليس إلا هذا: هو وضع كلمات، تبرِّر مسلكَي الطفلين كليهما وتعلِّلهما لهما، فيختفي الجزع. حسبنا أن نرى طفلاً ضحية اعتداء يواسى: إنه يعود فورًا نحو الذي اعتدى عليه. إنه إذن يلتمس منه شيئًا، وإلا لما عاد إليه. وإنه يسعى إلى أن يصير قويًّا وأن يصادق الذي كان عنيفًا معه حتى يكونا كلاهما متساويين من أجل فعل أحدهما الذي أراد الآخرُ الانخراطَ فيه أو معارضتَه.

هذه الوقاية من العنف لا بدَّ من إعمالها منذ سنِّ الرضاع. وهي تستلزم أن يفهم الأبوان أهمية أن يُساعَد الطفلُ ويحصَّن ضد صعوبات العلاقات مع مَن هم في مثل سنِّه. هناك حكاية قديمة جدًّا تعود إلى زمن قابيل وهابيل. فبعد أن قتل قابيل أخاه هابيل وُسِم كواحد ليس بوسع أحد أن يمسَّ شعرةً من رأسه. ومع ذلك، كان يشعر بالذنب ويحسب أن العالم بأسره سيثأر لأخيه. فقال له الله: "أبدًا، ستكون مؤسِّس المدن" – أي مؤسِّس الجماعات التي يعيش فيها الناس معًا للاحتماء من المخاطر الخارجية. "ليس أخوك هو الخطر. كلُّكم الخطر، فتعاضدوا." في الاتحاد قوة: هذه الفكرة ولدت من تجربة جريمة قتل! الكتاب حقًّا هو مولِّد كلِّ ما يجري في بواعث الأفراد، في دخائل نفوسهم، بين ما يريدون كبْتَه وما يريدون استبقاءه وتنميته. وإنه لبالتوصل إلى التفاوض مع هذه البواعث كلِّها يتمكن المرءُ من مسالمة هذه البواعث نفسها في الآخرين.

يمكن للوقاية أن تنمو بالتفكر في هذا كلِّه. وهي تصون الكمونيات كلَّها حتى يستغلها الفاعلُ كما يحلو له أن يستغلَّها. لكنها غير فعَّالة ما لم تُقَلْ للطفل من الأصل الأسبابُ التي يعلِّقها والداه أو الأوصياءُ عليه على إطلاق أصوات اسمه عليه، فضلاً عن كونهم يحبونه. إن الهوية الجنسوية للطفل من الأهمية بمكان، لا هوية الوجه وحسب.

أنجبت أمٌّ بيضاءُ طفلاً مع رجل أسود ولم تقل لولدها قط أنه "خلاسي". جاءت إلى "البيت الأخضر". الأطفال الخلاسيون جميلون عمومًا. قلنا لها:

-       "ولدك جميل... الخلاسة جميلة." ساءها المصطلح.

-       "ألم تقولي له قط إنه خلاسي وإنه لهذا السبب جميل؟"

-       لا، فأنا وحدي معه...

-       "لكنكِ في النهاية أحببتِ أباه. من أين كان هذا الأب؟ هل كان أفريقيًّا أم من جزر الأنتيل؟" اقترب الولد فقلت له:

-       "أنا أتحدث مع أمِّك لأعرف لماذا أنت خلاسي ومَن كان أبوك الذي أعطى بذرة الحياة التي جعلتْك جميلاً وجعلتْك خلاسيًّا جميلاً." قالت الأم:

-       "أوَّاه! ما كنت أنا لأستطيع أن أخبره بذلك." عاد الطفل وقال لأمِّه:

-       في المدرسة، أنا، زنجي.

-       ماذا، ماذا تقول؟

-       في المدرسة [الروضة]، أنا، زنجي.

-       "أترين؟ كان يجب أن تحدثيه عن خلاسته. يجب أن تشرحي له بأنه ابن الحبِّ بينك، أنت البيضاء، وبين أبيه الوالد الأسود الذي أحببتِ."

-       أوَّاه! لكنه لن يرى أبدًا هذا الرجل. لديه أخوال، عائلتي...

-       "نعم، لكنه لا يستطيع أن يماهي شقيقكِ بأبيه، لا يستطيع أن يكون ابن زنى بالمحارم! ثم إنكِ قد أحببتِ هذا الرجل..."

-       آه! نعم [تترقرق من عينها دمعة]، كنَّا طالبَين مدة ست سنوات، وقد عاد إلى بلاده؛ هناك يوجد تعدد الزوجات، وهذا مستحيل.

-       "نعم، لكن طفلاً وُلد من حبِّكما. أنت تحبينه... فلماذا لا تحدثينه عن ذلك وترينه صور أبيه؟"

-       لم يبقَ عندي منها.

-       "لا بدَّ أنه لا يزال عندك منها!" وعندما عادت:

-       كنتِ على حق، كانت لا تزال عندي واحدة.

-       "هل أريتِه إياها؟"

-       نعم، قلت له: "أترى، هذا أبوك."

-       "هل تلتقيان؟"

-       نعم، كلما عاد إلى فرنسا. هو يريد أن يرى الصغير، لكني لا أريد ذلك، أخاف أن يفكر في أخذه إلى بلده!

-       "بالطبع لا. لقد اعترفتِ بالابن، فلا حقَّ له عليه. هل بينكما صلات عندما يعود إلى فرنسا؟"

-       نعم.

-       "فأنتما إذن لا تزالان متحابين، وهذا هام للطفل. الإنسان يحيا بالقلب أكثر منه بالتشريع."

هذا رائع كوقاية حتى لا يشعر الطفل أنه مرحَّب به في العالم من قبل النسب الأمِّي وحسب، بل ومن قبل المجتمع الذي نمثل والذي يبرِّر ما تظن الأم أنه "خطيئة" لأنها تتعذب من جراء كونها لم تستطع أن تعطي ثنائيَّها الصفة الشرعية ولأنها لا تزال عاشقةً لأب ولدها. إنها باقية على وفائها لعشيقها في الطفل، لكنه يجهل ذلك، وهو بمثابة الزنى بالمحارم inceste في نظره: فقد يحسب أنه حبُّ أمِّه الأوحد.

-       "لحسن الحظ أن بينكما علاقات جنسية عندما يأتي! فهذا يضفي معنًى على وجود ولدكما."

ينبغي إفهام هذا الطفل أنه سابق لما سيجري في مجتمع ينحو نحو تعددية العروق. إنه سابق للتهجين الذي يتنامى أكثر فأكثر في الأوساط الطلابية.

من المهم للغاية أن يشعر الطفل أنه وُلِدَ من حبِّ رجل وامرأة، من حبٍّ بعينه لثنائيٍّ بعينه، حتى إذا اتفق لهذا الثنائي أن ينفرط عقدُه فيما بعد. وحتى في الأُسَر التقليدية، حيث الأب يؤوب كلَّ مساء، لا تعبِّر العلاقةُ بين الأب والطفل عن هذا الحب. قد يبدو الأبُ أداةً لرغبة الأم التي تطلب منه أن يوزِّع الصفعات أو القصاصات! الشرطي ممثل للنظام؛ تقول له الأم: "سترى عندما يعود أبوك!" ففي غياب الأب تُستهلَك الأم وحدها مع ابنها. الذكر والذكورة مستبعَدان من الحبِّ الذي، مع ذلك، من امرأة ومن رجل، جاء بهذا الكائن البشري إلى العالم، صبيًّا كان أم بنتًا.

على الأب، قبل أن يكون في نظر الطفل ممثل القانون، أن يكون ممثلاً للرغبة الراشدة في امرأة راشدة. لكن للأسف! في أغلب الأحيان، في لغتهما كزوجين، يقول الأزواج "ماما" عندما يذكرون زوجتَهم أمام الأولاد، والأمهات "بابا" عندما تتحدثن عن زوجهنَّ كما لو عن أبيهن. ذلكم تعبير عن العوز الأبوي إذا لم يعد الأبُ يبدو محبَّ الأم والمسئول عن الثنائي. ينبغي إعطاءُ الطفل صورةَ زوجين راغبَين حيَّين، لا شريكين يستعملان المكان نفسه فقط!

الرشاد هو امتلاك حقوق على الراشد الآخر، مما يجعل الطفل يتربَّى في هذا الثنائي من دون أن يأخذ مكانةَ الأب عندما يغيب، ومن دون أن يلعب الأبُ دورَ الأمِّ عندما تكون متغيبة. كثيرًا ما يلعب الأبُ دورَ الأمِّ مع الطفل وتلعب الأمُّ دورَ الاثنين: "لكني مضطرة إلى القيام لدورَي الأب والأم معًا." إنها ليست مضطرة إلى ذلك على الإطلاق! ذلك أنها لم تدعم زوجها، في أقوالها والموقف الذي تقيِّمه، في أن يبقى ربَّ المنزل، ولم تتمسك بالكلام عنه بهذه الصفة وهو متغيب.

في الأوساط المتطورة، إذا لم يكن الأب ينزل القصاص فهو يناقش المنهج التربوي مع الأم، فيختلفان ويصير الولد موضع خلاف. في "البيت الأخضر"، في السنة الأولى بخاصة، كان من النادر رؤية الآباء، مع أننا مفتوحون عن قصد حتى السابعة مساء يومَي السبت والاثنين، ومع أن بين أشخاص فريق الاحتضان الثلاثة يوجد دومًا رجل واحد على الأقل. ولقد تبيَّن لنا أنهم كانوا يخشون أن نستدرجهم لأن يصيروا نسخًا عن الأمَّهات. ويدهشهم أن يسمعونا نقول إن الطفل في حاجة إلى أب ليس كالأم، بل "كأب هو أنت". والآباء الذين يأتون يفضلون الكلام مع المربي أو الطبيب الرجل في الفريق المناوب.

العقبة الحالية تتمثل في اختلاط الأدوار. اختلاط وتعاوُض. إن مبدأ تربويًّا مزعومًا ينتقل من فم إلى فم: على الأب والأم أن يتصرفا تصرفًا واحدًا حيال الولد. ضلالة هو هذا "المبدأ"، وشذوذ. وأحسب أنه دَرَج مع موضة الجنس الواحد unisex للثياب وتسريحة الشعر. الجنس الواحد... والسن الواحد. الشواش التام!

*** *** ***

ترجمة: ديمتري أڤييرينوس


 

horizontal rule

[*] طبيبة عصبية نفسية ومحلِّلة نفسية فرنسية (1908-1988)، اهتمت بالأخص للتحليل النفسي للأطفال (التحليل النفسي وطب الأطفال، 1939؛ حالة دومينيك، 1971)، الذي أسهمت في تعريف الجمهور الواسع به. (المترجم)

 

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 إضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود