سِفْرُ عُوبديا
 
عمر حكمت الخولي
 
لأنّهُ كما شربتُم على جبل قُدسي، يشربُ جميعُ الأُمم دائمًا، يشربُون ويجرعُون 
ويكُونُون كأنّهُم لم يكُونُوا.
وأمّا جبلُ صهيون فتكُونُ عليه نجاةٌ، ويكُونُ مُقدّسًا..
(عوبديا 1: 16-17)
 
- 1 -
(صهيُونُ) 
يبكي
ريثما تمضي السُّنُون
وعليه تجتمعُ المعابدُ والكنائسُ والمساجدُ والعُيُون!
(صهيُونُ) يبكي ريثما يفنى الجُنُون
فيه اختفى القمرُ العتيقُ
وحُوصر الإنسانُ
واختنقت نواميسُ 
المُجُون
(هُوجُو) 
يُصلّي للحياة هُناك
(مُولييرُ) 
ارتمى فوق الثّرى الممزُوج رغمًا بالسُّكُون
بنبيذه الصّافي يُجاري الزّيزفُون
ويُراقصُ البُخلاء والشُّهداء، يضحكُ
لو تلاقى الدّامعُون!
(صهيُونُ) يبكي
كُلُّ مُعتمرٍ هُناك يحجُّ للحُزن المُقدّس
يرجُمُ الشّيطان طورًا بالقصائد
ثُمّ طورًا بالظُّنون
ويطُوفُ في صحن التّورُّط دُون أسئلةٍ!
أنا المسكُونُ بالآثام
إنّي فيك يا (صهيُونُ) أرتقبُ الهدوء
وإنّني سأطُوفُ حتّى تنتهي كتب القرون
كُلُّ الّذين تعطّرُوا من عطر عينيك ارتقوا
وأنا المُعشّقُ باحتراقي أرتجي حرق الرُّكُون!
(لُوركا) 
شهيدُك أنت يا (صهيُونُ) وحدك
(يُوسُفُ) 
الدّامي بحُمّى (ميسلُون)
والشُّعرُ، كُلُّ الشّعر بعدك غائبٌ
ما بين حُزني واحتراقي وارتقابي للمنُون..
(صهيُونُ) يبكي
ريثما نسمُو، نُصلّي.. أو نكُون!
- 2 -
ستبكي عُيُونُك حتما
بظلّ الجدار
ستلعنُ نفسك حتّى الختام كأنّك أنت
أقمت حصاري
كأنّك في لون عينيّ آمنت بالرُّعب ربّا
وآمنت بالحُزن دينا يُبيحُ دماري!
ستبكي عُيُونُك حتما
وأنت الّذي ضقت دمعا بشجوي
فجاهدت كُلّ الّذين على خطّ عُمري
تلاقوا بناري
أنا كُنتُ أنت!
وأنت الّذي فيّ كُنت تُداري
مرارا يُراقصُ رغما مراري!
أنا كُنتُ أنت
وكُلُّ جبال البلاد المُقدّسة الحُلم
تسري إليّ، لآمال كُلّ الصّغار
وتسمُو كأحزان تلك الحضارة:
(غُوركي) 
يزُورُك وابنهُ في كُلّ أحرُف عاري
وأُمٌّ تُصلّي
وأُمٌّ تُمنّي العُيُون بدفءٍ لدار!
ستبكي عُيُونُك حتما
فباسمك (صُهيُونُ) دانت
دياناتُ مليون أرضٍ
وباسمك صلّى انتحاري!
ستبكي عُيُونُك يوما قُبيل الرّحيل
ولاسمك (صُهيُونُ) أمضي
وباسمك أرحلُ للمُستحيل!
*** 
*** ***