نقاش المحاضرة الثانية: لا تقتل: محاولة فلسفية

 

كاجو كاجو: لدي بعض الأسئلة: هذا الكائن العلائقي الذي تتحدث عنه لا بد أنه أنجز استقلاله عن العلاقة المحرمة التي بدأت في حضن الأم والتي تمتد إلى العشيرة...

أكرم أنطاكي: علاقة محرمة؟! لم أذكر شيئًا عن العلاقة المحرمة.

كاجو كاجو: أنت لم تذكر ذلك. إريك فروم يعتبرها علاقة محرمة. هذا الشخص المفترض، أو هذه العلاقة المفترضة، تحتوي كائنًا أنجز استقلاله عن الانتماءات أو عن العلاقة المحرمة، أي تحرر منها، ذلك أنه بعد تحرره منها يستطيع أن يقيم علاقة سليمة مع الآخرين، أليس كذلك؟ رأيي الشخصي أنه لا يمكن للعلاقة السليمة أن تتحقق إذا كان للإنسان مجموعة انتماءات، بتعبير إريك فروم يسميها محرمة، وهي العلاقات مع القبيلة أو مع العشيرة.

أكرم أنطاكي: أولاً، من المنطلق الذي تكلمتُ عنه هي ليست علاقة محرمة أو غير محرمة، هي فهمٌ لكيفية تركيبتنا الإنسانية ومستوى وعينا لعلاقاتنا مع أنفسنا ومع العالم في الواقع. التحرر؟! لا أحد متحرر. تعتقدُ أنكَ تحررت ولكنك في الواقع تسقط في الوهم. إذا أردنا أن نخوض مع بوبر في هذه النقطة أقول إنك تعتقد نفسك تحررت ولكنك في الواقع تسقط في الوهم. في بطن الأم تكون في علاقة كونية هي علاقتك الأولى، لنقل الأمومة. كطفل تكون علاقتك أقرب إلى الشكل الكوني، ثم تبدأ بالتمايز. وهذا التمايز طبيعي للغاية. ومن خلال هذا التمايز تبدأ بوعي الآخر. هذا التمايز يبدأ بأخذ بعده كتمايز فيصبح هو المسيطر، وهذه هي المصيبة – هذا من مفهوم بوبر وهو غير مفهوم فروم. تقول لي أتحرر، وأنا أقول لك من الصعب ذلك...

كاجو كاجو: أنا قصدتُ التحرر من الانتماءات التي تقود إلى العنف.

أكرم أنطاكي: بمجرد أن تعي ذاتك كإنسان، ككائن، تجد الكون متجسدًا فيك كما قال ابن عربي، في نفس الوقت تجده متجسدًا في الآخر أيضًا، في الحيوان أو في النبات. عندما تعرف نفسك يجب أن تعرف هذه الذات، وهي ليست الذات الخارجة عن العلاقة...

كاجو كاجو: ليس هذا ما أقصده. ما أقصده أن الكائن عندما يستقل عن انتماءاته لا يعود ينفرد وينعزل بل يجب عليه أن يعيش العلاقة وهو حرٌّ من الانتماءات المشروطة.

أكرم أنطاكي: عندما تريد أن تعيش العلاقة على هذا الشكل يصبح لدينا مجال للالتقاء. من المهم جدًا أن لا ننعزل عن الكون ولا أن نغوص فيه بدون وعي. يجبُ أن أفهم نفسي، ليس شخصيتي، بل ذاتي؛ ما هو حقيقي فيَّ، وأفهم هذا الشيء في الآخر أيضًا، وأعيشه من خلال العلاقة، من خلال الانتماء إلى الناس والعلاقة معهم. هذا ما حاولت شرحه، وهذا هو القاسم المشترك الذي تحدثت عنه في المحاضرة. أرجو أن أكون قد أجبت على سؤالك.

كاجو كاجو: كلا، لم تفعل. لم أقصد الاستقلالية بمعنى الانعزال. كل الناس لديهم علاقة ولكن لديهم انتماءات عنفية قتالية صراعية. عندما يريد الإنسان أن يحصل على نفسه، أن يجد نفسه، فعليه التخلص من العلاقة الانتمائية التي تسمى محرمة، وبعدها يستطيع أن يقيم العلاقة الصحيحة. وحده من يمكنه إقامة علاقة طبيعية لاعنفية إنسانية راقية هو الإنسان الذي تحرر من مفاهيم الانتماءات.

أكرم أنطاكي: بعد أن يفهم وليس أن يتحرر من مفاهيم؛ بعد أن يعي ذاته.

هڤال يوسف: شكرًا أستاذ أكرم. بصراحة البحث واف وواسع جدًا، وهو عمومًا أجاب عن كل الأسئلة التي قد تُسأل أيضًا. ولكن، حدث التباس ربما بسبب لغة المحاضرة الأكاديمية والفلسفية. ولذلك أريد أن أقول نفس الأشياء التي قيلت في المحاضرة إنما بلغة عادية:

مفهوم "لا تقتل" في الحديث عن العلاقة مع الطبيعة؛ إنسان اليوم ليس الإنسان الصياد، أي الإنسان القديم الذي عاش في الغابة. إنسان اليوم يشتري لحومه من السوبر ماركت. إذا أردنا أن نفصِّل موضوعة "لا تقتل" في العلاقة مع الطبيعة يجب أن ندرس موضوع الاستهلاك، الاسراف في الاستهلاك، التبذير في الاستهلاك. هذا الموضوع هو الذي يجب أن يدخل في مجال "لا تقتل" في العلاقة مع الطبيعة. حسب الاحصاءات، طبعة نيويورك تايمز يوم الأحد تكلِّف قطع غابة. فلنتخيل كيف نقتل الطبيعة بهذا الطريقة. إذا نظرنا إلى طريقة لباسنا؛ نحن نشارك في قتل الطبيعة.

موضوع "لا تقتل" بالنسبة للعلاقة بين البشر: عمومًا إنسان اليوم يرفض القتل، وهذا الإنسان الذي يرفض القتل الفردي يمجِّد حركات المقاومة، حركات التحرر، مثلاً الأمن القومي الأميركي في أميركا، في إسرائيل هناك الدفاع عن النفس... إلخ. نلاحظ أن المشكلة متوضعة في "السيستم"، في نظام الحياة الدولتي الذي نعيش فيه. الدولة تريد سلطة، السلطة تحتاج الجيش والنظام والأيديولوجيا. وإذًا، إذا أردنا أن نستبدل كلمة "لا تقتل" بالنسبة لعلاقة الإنسان بالإنسان فيمكننا أن نقول "لا تكن وطنيًا" "لا تكن قوميًا" "لا تكن طائفيًا". يجب أن ترفض السلطة، شكل الدولة. تسأل مثلاً لماذا الحدود؟ المقصود إذا فصَّلنا أكثر سنجد أننا نتفق مع ما قاله الأستاذ أكرم إجمالاً، ولكن عندما ندخل في التفاصيل نجد أننا نسأل "كيف لا أكون وطنيًا؟" "كيف لا أجاهد في سبيل الله... أو في سبيل الوطن؟". هنا نحن، صراحةً، نواجه النفاق، نفاقنا الذاتي طبعًا والنفاق العام أيضًا. مثلاً عندما تكلمت إيمان عن المهاجرين العراقيين: نحن كنا نبكي على أطفال العراق ونؤجر منازلنا إلى العراقيين بسعر مضاعف. هذا كله هو ما يفعل القتل. صبية جميلة من الجيش الأميركي تجلس في سفينة في البحر الأحمر وتقصف الفلوجة عبر كبسة زر؛ هي ليست قاتلة، هي إنسانة ودودة وتحب... ولكن عمليًا هي تقتل.

في اختصار، موضوع "لا تقتل" ليس موضوعًا فرديًا، الإنسان لا يقتل هكذا.

أكرم أنطاكي: توضيح نسبي.

سحر أبو حرب: أريد أن أروي تجربة شخصية صغيرة. مرةً تعرضت لأذى من شخص ما، تألمت وتأثرت وانزعجت من الداخل وكأنه ضربني. كنت حزينة ودخلت غرفتي وبكيت وسألت: "يا ربي، هل تشعر بما أشعر به؟" وفكرت أنه إذا كان رب العالمين قد شعر بشعوري فهذا يعني أنه متألم مثلي. ما أعنيه أن المؤذي عندما يؤذي أحدًا فهو بشكل أو بآخر يؤذي الألوهة كاملة. أقول هذا بكلام بسيط ولكن أظنكم ستفهموه بالمعنى العميق. كل أذى نسببه للآخر، هذا الآخر فيه جزء من الإله، وبالتالي فنحن نؤذي الإله. هناك الكثير من الناس الذي يعترضون على حضور الله في كائناته وأنا أقول إنه موجود بشكل ما. وأنا أقول هذا في حالة الأذى النفسي فما بالك بالأذى الجسدي الذي يصل حدَّ القتل؟!

نرساي أوشانا: أشكر الأستاذ أكرم أولاً. جزء من فكرتي نسجه الأخ هڤال، وهو عن مسألة التبسيط فيما لو طرحنا هكذا رؤى. تبسيط المنهج ضروريٌ إذا طرحنا أي فكرة كمنهجية وليس كأسلوب أكاديمي. لدي فكرة صغيرة قد تكون شيئًا من التلخيص وهي أننا يجب أن نعتبر كل إنسان ضمن هذه المحاضرة، حسب ما يبتغيه من المحاضرة حول شخصية الإنسان، على كل إنسان أن يكون مشروع إله مما يترتب عليه إيجاد كل الوسائل والآليات لتفعيل هذا المشروع، هذا برأيي الشخصي ما هو مطلوب.

نور العمري: هل يمكن أن نقول خليفة للإله...؟!

نرساي أوشانا: أنا قصدت مشروع إلهي.

أكرم أنطاكي: قد يكون لديك الحق في جانب مما طرحته عن موضوع التبسيط. لكن، وبحكم تجربة خاصة، أنا أخاف منه، فقد يؤدي، وكما ذكر الصديق كاجو، إلى التسطيح. سأذكر لك تجربة عشتها في الحزب الشيوعي: عندما بدأنا ندرس الاقتصاد السياسي أذكر أننا كنا ندرس كتابًا جيدًا لنيكيتين، وعندما كنا ندرس فلسفة كنا نعود إلى مصادر الفلسفة. ثم بدأ التبسيط لأنه يجب الوصول إلى مستوى الجماهير فأصبحنا ندرس الفلسفة عبر نشرة نفوفوستي من أربعين صفحة. وهذا لم يكن تسطحيًا فقط بل إلغاءً للفلسفة بالكامل. التبسيط مخيف. لنتعب على أنفسنا قليلاً. قد يكون أسلوبي صعبًا، الموضوع بحدِّ ذاته صعب. إذا عدنا إلى إدغار مروان مثلاً نجده يدعو إلى الغوص في المزيد من التعقيد، وهذا ليس بالأمر السهل. الجميل في جلستنا هذه هو أنني قد وضعت وجهة نظر لتشارك أنتَ فيها أيضًا؛ الإغناء الكلي. كلٌّ منا يعطي فهمه؛ ما قدمه هڤال مثلاً جميل للغاية، ما قدمه كاجو جميل أيضًا. ليس من الإلزام أن أجيب. ربما لن أستطيع. بالنسبة لنرساي: أنت فهمت وجود مشروع إلهي في كل إنسان، فليكن، هذا كلام جيد.

دعنا نعمق القصة: كيف نفهم؟ المهم أن لا نكون منعزلين، المهم العلاقة، العلاقة مع الكون مع الذات. هذه هي البداية وهذه هي الاستمرارية حتى النهاية. هذا لا يعني أنني لا أستطيع أن أجلس وأفكر وحدي، بل يعني أنني يجب أن أعيش العلاقة مع الناس، مع ذاتي، وأعيش ذاتي من خلال علاقتي مع الناس.

إيمان ونوس: ما تقدم حتى الآن ألقى ضوءًا هامًا على المحاضرة وإن كان من الضروري أن نقرأها قراءة متأنية فيما بعد. من الصعب الإلمام بكل جوانبها بشكل سريع. ملاحظاتي هي عن أن الديانات السماوية الثلاث آمنت بمقولة "لا تقتل": كيف يمكن فهم مفهوم الجهاد في الدين الإسلامي، والفتوحات التي قامت لنشر الديانة مترافقةً مع مقولة "لا تقتل"؟

أكرم أنطاكي: كيف يمكن فهم أن إبراهيم جاء عن كل قناعة لقتل ابنه، لتقديمه إلى إله يتلمسه دون أن يعرفه، كيف يمكنك تفسير هذا؟ عندما وعى ذلك كانت بداية "لا تقتل". إنسانيتا تتطور، كما هو مفترض، هناك تطور وعي. سؤالك يصح على كل الديانات. المسيحية بمجرد أن أصبحت دين دولة قتلت الكثير، وكذلك الإسلام. لا أستطيع تفسير ذلك من منظور "لا تقتل"، ولكن أفسره من منظور مستوى وعي لإنسانية تسير إلى الأمام. من هذا المنطلق يمكنني فهمها، ويجب أن أحاول تجاوزها.

اليوم، إذا أردنا أن نفهم فيجب أن نحاول تحويل الجهاد إلى جهاد مع النفس أولاً وثانيًا إلى جهاد بالمثل والكلام والعلاقة الجيدة. لا يوجد في الدين الإسلامي أو اليهودي ما يتناقض مع هذا الكلام كما أظن. أرجو ألا نحدِّد دينًا معينًا، فأحيانًا نقع في هذا الخطأ. ما هو جميل في بوبر هو قوله إننا يجب أن نتوقف قليلاً قبل أن ندين إبراهيم على فعلته. دعونا نفهم القصة من منظور ذلك الوقت، ومن منظور ذلك الإنسان، ونفس الشيء بالنسبة لأية علاقة.

من فتح باب دمشق لجيوش المسلمين كان يوحنا الدمشقي! في ذلك الوقت وجد ذلك مناسبًا، هل هو مخطئ أم مصيب؟! هذا ما حدث. في ذلك الوقت وجد المسيحيون الإسلام أكثر قربًا إلى جانب معين من المسيحية ففتحوا الأبواب. بالطبع أنا لا أؤيد الحرب في سبيل الله – أنا لا أؤيد الحرب في سبيل أي أحد أو إله. الله لم يطلب مني ذلك. المهم أن نحاول الفهم.

نور العمري: الأميركيون، ألا يعتبرون أنفسهم يقومون بفتوحات حرية وديمقراطية في العراق؟ نفس الشيء. القصة تتكرر دائمًا.

أكرم أنطاكي: نفس الشيء. أنا لا أبرر هذا ولا ذلك. لا أبرر قمع صدام حسين لشعبه ولا أبرر ما حدث لاحقًا.

كاجو كاجو: إبراهيم الخليل لم يشأ قتل ولده، ولكن طُلب منه ذلك...

أكرم أنطاكي: من طلب منه؟!

كاجو كاجو: ربه طلب منه ذلك!

[حديث متداخل]

نور العمري: محاضرة جميلة جدًا، ولكني خفت أن لا أفهمها تمامًا أثناء قراءتكَ لها، ولذلك طلبت أن أحصل عليها مطبوعة لأقراها مرة ثانية وبالتالي أتحدث معك على بينة. ما فهمته في اختصار هو أننا لكي نميِّز أنفسنا، أو حتى لكي نكتشف ذواتنا، نقوم بفصل أنفسنا عن الأشياء الخارجية، سواء كانت أشخاص أو كائنات أو طبيعة ... إلخ، وبهذه الطريقة نحن نفقد صلتنا معهم ونحولهم إلى أشياء خاضعة لنا، والحل، حتى نعود إلى حالة توازن، هو أن نكتشف أنفسنا من خلال التفاعل معهم وليس من خلال تشييئهم؛ هل ما فهمته حتى الآن صحيح؟

أكرم أنطاكي: إلى حدٍّ كبير، نعم.

نور العمري: الفكرة التي أود قولها هو أن المحاضرة قد طرحت العديد من الأمثلة عن الطبيعة والحيوانات، ولكن أنا أريد الحديث عن الإنسان، عن حياتنا، عن شيءٍ عملي. المشكلة التي أشعرها في التفاعل الإنساني مع الآخرين هي مشكلة العدالة، وقد حاولت كثيرًا مراقبة موضوع العدالة حتى اكتشفت أنها غريزة، أي أنها تتجاوز حتى كونها فكرة أو رغبة. أنا مقتنعة الآن تمامًا بهذه الفكرة بسبب مراقبتي لسلوك الحيوانات الموجودة عندي في المنزل، القطط. فمثلاً عندما تقوم إحدى القطط بضرب قطة أخرى خارج إطار اللعب، أي فجأةً، تقوم القطة الضحية بسلوك مماثل. فكرة العدالة موجودة. وكنت قد تابعت أيضًا "عالم الحيوانات" ووجدت أن هذه الفكرة موجودة أيضًا عند حيوانات أكثر ذكاءً.

العدالة غريزة. وإذا راقبنا الأطفال لوجدناها هناك أيضًا. الفكرة هي كيف أستطيع تجاوز رغبتي أو غريزتي في تحقيق العدالة لنفسي، وهي رغبة قد تقودني إلى مواجهة الآخر بنفس الطريقة الشريرة أو العنيفة التي واجهني بها؟ كيف يمكنني ضبط هذه الغريزة في داخلي وقتل شعوري بأني قد غُبنت، أو أنه كان يجب أن أدافع عن نفسي، أو أنني أهملت حق نفسي عليَّ؟ كيف يمكنني الوصول إلى هذا المستوى الأعلى؟

أكرم أنطاكي: ليس لأنني مسيحي، ولكني سأعود إلى المسيح للرد عليك: "إذا أراد ثوبك فأعطه إياه، وإذا أرادك أن تمشي معه خطوة فأمشي خطوتين". بما معناه، إيصالك إلى مفهوم التسامح، إلى سيطرتك على ذاتك، وأيضًا فكري في ذاتك، في نفس الوقت، لو كنت تقومين بالأمر ذاته. الأمر ليس بهذه البساطة. أنا لست ضد مفهوم العدالة، بالعكس أنت يجب أن تسعي إلى العدالة كلما ارتقيت في العلاقة مع الناس، كلما دخلت في مجتمعك أكثر مع الناس الأقرب إليك أو مع الناس الأبعد. العدالة مفهوم أساسي. لكن، هنا بالذات يجب أن نبدأ بفهم بعضنا، يجب أن أفهم ما الذي جعل الآخر على ما هو عليه.

هناك جملة جميلة جدًا لليف تولستوي تقول "أن تفهم كل شيء يعني أن تسامح كل شيء". عندما أصل إلى مرحلة الفهم يمكنني أن أسامح، ونفس الشيء بالنسبة للآخر. كيف للفهم أن يتحقق؟ أليس من خلال التواصل؟ وبالتالي لا يتناقض مفهوم العدالة مع الشيء الأساسي الذي هو أن تكوني على علاقة، سواء مع نفسك أو مع ما يسمى الآخر، تمامًا مثل علاقتك مع نفسك لأن الآخر موجود فيك أيضًا.

إذا أخذنا مثلاً قضية فلسطين: أنا أؤيد السلام، تقولين لي "ولكن حدث غبن" أقول لك "هذا صحيح، حدث غبن"، ولكن في النهاية يجب أن نجد تسوية. هل سنبقى هكذا أم يجب أن نجد تسوية؟ التسوية تعني حلاً وسطًا، والحل الوسط يعني أني يجب أن أحاول أن أفهم ما الذي يفكر فيه الآخر وأسعى إلى إفهامه ما الذي أفكر فيه. أفهم كيف يمكنني العيش معه وإفهامه كيف يمكنه العيش معي. وإلا فالبقاء على هذه الحال مصيبة. في النهاية لا يستطيع أي أحد أن يقيم منعزلاً. إذا عشتِ في منزل كل من فيه ضدكِ فلن تستطيعين العيش، حتى لو كانت معك كل مخابرات العالم. ونفس الشيء فيما يتعلق بإسرائيل؛ إذا أرادت إسرائيل أن تعيش في المنطقة فيجب أن تسعى لإيجاد تسوية. وأنا أيضًا يجب أن أفهم أن ليس كل ما أطلبه يجب أن يتحقق. لا يمكن لأميركا الآن أن تعود إلى الهنود الحمر...

نور العمري: أريد أن نتجاوز هذا الشيء إلى نقطة نبسط فيها الموضوع. ما يهمني بشكل أساسي هو موضوع طغيان الإنسان. للإنسان شهوات ورغبات، أليس هذا صحيحًا؟ من ضمن رغباته الطغيان. أحيانًا تتسامح مع أناس فيأتيك الرد على أحسن ما يكون، أي أنهم يقدِّرون تسامحك. وأحيانًا يقود التسامح إلى طغيان أكبر. الكثير من الشعوب تسامحت والطغيان يستمر ويزيد، التعسف يزيد والسرقات تزيد. كيف نصل إلى حالة من العدالة – لست ضد أن نُغبن قليلاً، ولكن على الأقل أن نصل إلى بعض حقوقنا، كيف يمكن أن يحدث هذا؟

أكرم أنطاكي: لنفكر معًا كيف يمكننا الوصول إلى حلٍّ.

نور العمري: ولكن الطغيان مشكلة كبيرة!

أكرم أنطاكي: أعرف ذلك!

أديب خوري: بدايةً، نقطة جميلة جدًا ومهمة جدًا أود لو يتسنى لي الوقت للعودة إليهما وهي ما ذكره الأستاذ أكرم والأستاذ هڤال بطريقتين مختلفتين ولكن مرتبطتين ببعضهما البعض: عندما أرى الآخر كشيء، أي عندما لا يعود بالنسبة لي "أنا–أنت"؛ وفي الواقع هذا سببٌ للكثير من العنف. المثال الذي ذكره هڤال عن الفتاة التي تجلس في سفينة وتكبس زرًا لتدمر بلدًا مثالٌ مهم؛ هي تتعامل مع البشر كأشياء وليس كبشر أحياء. وهناك دراسات نفسية أجريت على الموضوع يقول المشاركون فيها "نحن ننفذ الأوامر". هذا موضوع بحاجة إلى توعية وعمل كثير.

من بين مواضيع كثيرة أود الحديث عنها سأتوقف عند قصة إبراهيم وإسحاق بحسب العهد القديم، وإبراهيم وإسماعيل بحسب القرآن: أعتقد أن الطريقة التي طُرح فيها الموضوع طريقة مجتزأة، أي أنه قد طُلب منه، أو لم يطلب منه، قتل ابنه وقرر أن يفعل ذلك. القصة هي قصة شخص سافر من بلد بعيد ومشى طريقًا طويلاً لسبب ما، ووُعد وعدًا ما، أراد كثيرًا أن يكون لديه ولد، وعندما حصل على الولد طُلب منه أن يقتله. وكما أنه لا يمكننا أن نقبل، بحسب العلم الحديث، قصة آدم وحواء كقصة تاريخية – أنا شخصيًا وليعذرني المتمسك بالحرفية، لا أستطيع قبول قصة إبراهيم كحدث تاريخي بقدر ما أقول إنه حدث رمزي. وكحدث رمزي هو شيء يحدث مع كل إنسان يهجر ذاته طلبًا لله، أو طلبًا للحقيقة. ولذلك فأنا من قراءة ربما، ومن تجربة ربما، أقول إن كل إنسان يعيش هذا المسير الروحي يصل إلى وقت يحقق فيه شيئًا كبيرًا ويُطلب منه أن يقتله. الحق هو من يطلب ذلك. وهنا المحك: ساعدتني الحقيقة في الوصول إليها، ووصلتني بشكلٍ ما مجسد، هل هذا الشكل هو الحقيقة؟ كلا، هناك حقيقة أبعد. هذا ما أفهمه من القصة، ولذلك أعتقد، مع الاعتذار من بوبر ومع الاعتذار من الأستاذ أكرم، أن طرح المسألة وحلها بهذه الطريقة، أي على أساس مستوى وعي عند إبراهيم أو عند إنسان ذلك الوقت، هي مسألة قد لا تكون على صلة كبيرة بقضية "لا تقتل".

أكرم أنطاكي: المسألة التي طُرحت لم تُطرح فقط على مستوى وعي. هي تفهُّم معنى هذه الأسطورة. تفهُّم وضع ذاك الإنسان البدائي فعلاً، لأنه قبل ستة آلاف سنة لم يكن الإنسان على مستوى وعي الإنسان الحالي. هذا الإنسان الذي في علاقته مع الألوهة وجد أنه يجب أن يقدم أعز ما عنده، ولكن في المقابل أيضًا هنا يوحى إليه من خلال العلاقة مع الألوهة أن "لا تفعل ذلك". وبالتالي مقاربة "لا تقتل" – وهذه مقاربة مني وليست من بوبر – هي وكأن الإنسانية بدأت تتلمس عدم القتل من هذه النقطة. وبالتالي ليس فقط مستوى وعي. في ذلك الوقت كان الجميع، وليس فقط إبراهيم، يقدم أضاحٍ؛ الكثير من الشعوب الأخرى: أمريكا اللاتينية، أفريقيا، هنا،... إلخ. بعدها بدأ الإنسان يفهم أن عليه أن يخفف من هذه الأضاحي، ومن ثم يصار إلى إلغاءها.

محمد العمار: أثناء قراءة المحاضرة كان لدى الأستاذ أكرم مشكلة، وهي مشكلة ولدت باعتقادي بسبب اعتماده على المقاربات الفلسفية المنقطعة عن الموجودات التاريخية. فكرة الآخر كفكرة مثلها مثل أية فكرة أخرى، مثل فكرة حرية الإنسان، مثل فكرة عدم جواز استرقاق الإنسان، مثل فكرة المرأة كإنسان مساو للإنسان الآخر. هذه الأفكار لم تولد كاملة، كاملة التجسدات التاريخية. كل الأفكار في تاريخ البشر لا تولد كاملة وبشكل نهائي، ولذلك عندما تبدأ من "لا تقتل"، أو من قول المسيح "أحبو أعدائكم"... جلال الدين الرومي، الفليسوف الصوفي الشهير، يقول: إذا أردنا أن نعرف الفرق بين محمد والمسيح نقرأ في محمد وموسى قول الله تعالى عندما قال على لسان موسى: "ربي اشرح لي صدري" وقال لمحمد "ألم نشرح لك صدرك"، فكانت هناك نقلة. وعيسى عليه الصلاة لما يقول "أحبو أعدائكم" والقرآن يقول عن أصحاب محمد في لحظة من اللحظات: "أأنتم هؤلاء تحبونهم ولا يحبونكم"؛ يعني ما كان طلبًا ورغبة في الارتقاء إلى مستوى معين تجسَّد في لحظة من اللحظات في هذا المستوى.

في القرآن الكريم موضوع اللاعنف أو حتى سيرورة الأفكار في التاريخ والقيم هناك لحظتان: لحظة يتحدث فيها عن تطور الإنسان القيمي، وهي اللحظة التي قال فيها الرب لملائكته "إني جاعل في الأرض خلفية قالوا أتجعل فيها من يفسد ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك"، جواب الله كان "إني أعلم ما لا تعلمون".

الإنسان من ناحية الآفاق والأنفس: تطور الطبيعة أو استثمار الإنسان للطبيعة أو تسخير الإنسان للطبيعة متقدم على تسخير الإنسان للإنسان. تسخير الإنسان للإنسان مرتبط بوعي الآخر. وحتى مشكلة تكبيس الأزرار لها علاقة بوعي الإنسان للآخر. في الواقع قبل القتل، أظن جان ماري مولِّر قال هذا، هناك مرحلة نزع الأنسنة أو الشيطنة. لا يمكن للإنسان قتل الإنسان، مجرد هذا يحدِث إشكالاً. تاريخيًا، نحن وأنتم تعرفون أن تاريخ البشر مفتوح ويتقدم باطراد، ومثلما تنمو الأشياء بين يدي الإنسان تنمو أشياء في داخله وفي عقله، ولذلك حضور الآخر أو "أنا–أنت" لو أردنا متابعة تاريخ الإنسان من القرية الزراعية قبل حوالي عشرة آلاف سنة إلى دولة المدينة قبل حوالي ستة آلاف سنة نشعر بأن هناك تطور في مسألة وجود الآخر. لو كانت لدينا فكرة أكثر عن التاريخ لاستطعنا أن نسجل أول لحظة ولد فيها أول منشق ضمير، أو أول إنسان صاحب قضية ضمير. مثلاً إلى أي درجة العسكري الصهيوني شيطانٌ في نظر الفلسطينيين؟ ولكننا نعرف أن هناك 29 طيار إسرائيلي رفضوا قصف الفلسطينيين في غزة، وهناك حوالي 500 شخص في حركة المنشقين العساكر. الموضوع هو أن وعي الآخر يزداد وكلما ازداد وعينا للآخر كلما ازدادت لدينا القدرة على أن نرى روح الله فيه.

أكرم أنطاكي: لا أختلف معك.

حميدة تعمري: أثناء الحديث عن التعقيد والبساطة تذكرت جملة قرأتها في معابر للصديق ديمتري تقول: "الضيق عميق ولكنه غير مفهوم، الواسع مفهوم ولكنه ضحل؛ ألا من يدلني على طريق ضيق واسع."

ديمتري أڤييرينوس: أعتقد أن المشكلة الأساسية في خلل العلاقة مع الآخر – ذُكرت الفكرة بأشكال مختلفة – هي تحويل انتماءنا إلى الجوهر الإنساني، إلى جوهر الإنسان، أو انتماءنا إلى الطبيعة الإنسانية الأصيلة، إلى انتماءات فكرة وليس إلى اختبار حي. غدًا في مداخلتي ربما سأتوسع في هذا الموضوع قليلاً.

بمجرد أن أقول "أنا كذا"، أي "أنا بوذي"، أو "أنا مسلم"، أو "أنا مسيحي"؛ ما معنى هذا الكلام في العمق؟ هل معناه أني أؤدي شعائر كيت أو كيت. لنسأل أنفسنا هذا السؤال. بمجرد أن أقول "أنا كذا"، إذا لم أعي التماهي الذي أقوم به مع الفكرة فأنا أدخلت نفسي في علاقة "أنا–هو" مباشرة، قتلت علاقة "أنا–أنت" لأني أوجدت فصلاً: أنا "كذا" إذًا غيري مختلفٌ عني. إذًا، بمجرد حدوث هذا التماهي مع فكرة وليس مع اختبار حي للموضوع أدخل مباشرة علاقة "أنا–هو"، مع وجودها بالطبع، فالآخر موجود من دون شك، وهو مختلف عني، ولكن عندما لا يكون هناك هذا التماهي مع فكرة أو مع صورة، عندما أعي فعلاً أن الآخر مرآة لي وأنا مرآة للآخر، كما يقول أبو حيان التوحيدي: "الصديق آخر هو أنت"، بمعنى أن الآخر ليس شيئًا منفصلاً بل هو مكوِّن من مكوناتي، هو حيٌّ فيَّ ومن خلال وعي له، وأنا حيٌّ فيه ومن خلال وعيه لي. هذا هو المقصود بعلاقة "أنا–أنت". القطيعة أو الفصل هي الخطيئة الأصلية التي صاغتها الأديان بهذا الشكل الرمزي. هذا كل شيء.

هڤال يوسف: لدي تعليق حول مفهوم العدالة كما طرحته الآنسة نور: أن نأخذ سلوك الحيوان ونسقطه على الإنسان، سواء من أجل الدفاع عن فكرة صراع البقاء أو من أجل فكرة التعاون من أجل البقاء! ما أطلقتِ عليه اسم العدالة إذا أطلقت عليه أنا اسم "الانتقام"، ما الفرق؟ ما أقصده هو أنني من الممكن أن أعطيه اسمًا آخر. يتميَّز الإنسان عن الحيوان بأن لديه إمكانية عدم الاستجابة الغريزية، لديه إمكانية الخيار وليس فقط رد الفعل...

نور العمري: عندما قال موسى لفرعون "أرسل معي بني اسرائيل...

هڤال يوسف: لماذا لا نكمل حديثنا معًا. لنترك موسى وفرعون الآن...

نور العمري: لأن هذه هي النقطة التي أريد الوصول إليها، وليس موضوع الحيوانات وغيره. ما أعرفه هو أن الغرائز الإنسانية الكبرى موجودة عند الحيوانات، ولكني بدأت اكتشف أن هناك غرائز نفسية مشتركة أيضًا، وعندما تكون مشتركة فهذا برأيي دليل على أنها متأصلة فينا كجنس إنساني حيواني أو ككائنات حية أكثر. أن توافقني في الفكرة أو لا ليست مشكلة...

هڤال يوسف: لست أنا من لا يوافقك، لا يوافقك العلماء لدينا مثلاً...

نور العمري: هذا ليس موضوعًا قطيعًا، هناك علماء يؤمنون بالعكس...

هڤال يوسف: أوكي!

نور العمري: مشكلتي الأساسية هي أني تعاملت مع الكثير ممن يؤمن باللاعنف أو اللاإكراه، وأنا أعتبر اللاإكراه أوسع من اللاعنف، لأن العنف يرتبط في خيالنا بالضرب أو القتل أو رد الفعل أو الانتقام بينما الإكراه يمكن أن يكون إكراهًا بفكرة أو حتى بعاطفة تضطرك عن طريق الحب لأن تفعل شيئًا أنت لا تريده لأنك فقط خجلٌ من الآخر... المهم، كان لمالك بن نبي مفهوم مهم يقول "في حياتنا كبشر هناك ما يسمى "الطاهر المقدس" وهناك "الدنس الحقير"". أنا أشعر بأننا نقع في مسألة اللاعنف في نفس الإشكال؛ إما أن الإنسان هو الآخر وذاتي وصورتي والرائع ويجب أن أحبه لكي أحصل على ما أريد منه، أو هو عدو. أنا أرى أن هناك منطقة وسطى: هناك آخر يعاملني بشكل حسن عندما أكون حسنًا معه، مثل تجربة الرسول عندما ذهب للإطمئنان على جاره الذي اعتاد أن يضع القمامة أمام بيته قائلاً: "أينك، لم أرى قمامتك؟" فبكى الجار وأسلم. وهناك أناس عاملهم الرسول بشكل جيد وظلوا أعداء. نحن أيضًا سامحنا الكثير من الناس، كشعوب وكأفراد، وكان رد الفعل أنهم ازدادوا طغيانًا وتعنتًا وفجورًا. مثلاً اسرائيل: الفلسطينيون مغبونون كثيرًا، وهناك الكثير من الأشياء التي وافقت عليها السلطة الفلسطينية حتى أن شعبها خوَّنها ومع ذلك اسرائيل تتعنت وتريد المزيد.

هناك منطقة وسيطة. يجب أن نعترف بالإرادة البشرية التي من الممكن أن ترد الجميل بالجميل أو لا. "أرسل معي بني اسرائيل"! لا، لن أرسلهم، سأركض خلفك إلى نصف البحر، وسأقتلك وإياهم! هذا موجود وهذا موجود! أتمنى أن أكون قد أوضحت وجهة نظري: برأيي أن الإنسان حرٌّ وبالتالي لا يمكن أن ينقسم إلى قسمين: إما إنسان لاعنفي ويرى الآخر كبشر أو إنسان عنيف يرى الآخرين أشياء. هو في الوسط. ومن أجل ذلك هناك التشريعات التي هي تصاعدية في الإسلام؛ هناك ناس قيل لك "قاتلهم"، وناس قيل لك "سامحهم"، وناس قيل لك "إن تعفو فهو أقرب للتقوى". إذا أردتم أن تعرفوا فهذا جيد جدًا وإذا أدرتم فدية فخذوا فدية. هذا يعود إلى إرادة كل إنسان.

أديب الخوري: إذا كان الإنسان حرًّا كما تقولين فحريتي كإنسان تعني أن لا يكون اختياري للمسامحة أو اللامسامحة، أن لا يكون طلبي للعدالة أو ما فوق العدالة، نابعًا من استمرار الطاغي في طغيانه أو من رجوعه عنه. حريتي هي مبدأ أنا اختاره بغض النظر عن أحوال وموقف الطاغي.

نور العمري: هذه حريتك، وأنا معك.

أديب الخوري: النقطة الثانية هي موضوع الفلسفة: برأيي الفلسفة مثل أي منهج آخر مهمة ولها دورها ولها مكانتها، ولكن أنا شخصٌ لا أرتاح إلى الفلسفة. أعتقد أنها مثل كل شيء: مثلاً كلنا نستخدم الكمبيوتر، كلنا نستخدم الوورد الذي هو من أبسط البرامج. إذا أردت أن أعرف ماذا في داخله من رياضيات وخوارزميات وإمكانيات مادية وغير مادية، وكم من الناس عملوا عليه حتى صار على ما هو عليه، فإن رأسي لن يحتمل، ومع ذلك فأنا استخدمه بكل بساطة. أتعامل مع الفلسفة بنفس الطريقة. الفلسفة تراكمات وتراكمات، وما هو مهم جدًا فيها أن كل فكرة لها ما يناقضها، وهكذا تتطور الفلسفة وتنمو. أنا كشخص آخذ خلاصةً ما وأطرحها واعتبر هذا تبسيطًا أحيانًا. إذا رأى غيري فيه تسطيحًا فهو حر.

هلا شامية: وفَّر علي الأستاذ أديب الكثير مما كنت أود قوله. فكرتي هي: إذا كنتُ جيدًا مع الإنسان الجيد الذي سيكون جيدًا بالمقابل معي فأنا لم أفعل شيئًا. أفعل عندما أواجه السلب بالإيجاب، عندما يعاملني شخص ما بشكل سلبي وأرد عليه بشكل إيجابي. ليس من المعقول أن أكون سيئًا مع إنسان جيد معي.

بالنسبة للفلسفة: أنا أهتم بالسلوك العملي الذي أعتبره الأهم، ولذلك أنظر إلى الإنسان الذي يتكلم: هل يفعل ما يقوله؟ عندما يفعل ما يقوله يمكنني حينها التأثر به.

أخيرًا، هناك من تحدث عن سلوك الحيوانات: منذ فترة حضرتُ محاضرة للدكتور مطاع بركات في 24 أيار كانت بعنوان الكوابح الطبيعية للعنف الإنساني، وقال فيها إن الحيونات تتمايز عنا بأنها أفضل منا. كان هذا مفاجأة لكل الحضور.

*** *** ***

مرميتا، 2 تموز 2010

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 إضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود