والتين والزيتون...

 

معن عبد السلام

 

خرَّ ساجداً

لا يعرفُ معنًى للسجودِ

بداية الأفكارِ نزلَ رويداً يحملُ زمرُّداً بيدٍ

وعقيقاً في الأخرى

كانَ الوقتُ صحواً بين زَمَنَيْن عالِقَيْن

حتى طَلَعَ وجهُهُ مثل تينةٍ تقطرُ عسلاً

فتبدَّلتِ الأوقاتُ وأضحتْ تُحاربُ

نفسَها، يقيناً كنتُ موجوداً،

وتغيَّر كلُّ شيء

أصبحتِ الموسى أحَدَّ من ليلِ نيسانَ

والعروقُ تصلَّبتْ ومهَّدتْ طرقَها

حتى كانت نيلاً وفراتاً يمخران نواحي الجسد

يسقيانَه

يُنعشانَه

ويجذبانَه

لم يعرفْ أنَّ للسجودِ طرقاً ومذاهبَ

ولم يحسبْ أنَّ أتباعاً وطوائفَ سوفَ

تتكاثرُ وتنقسمُ بين أصابعِ قدميهِ...

... ... ...

... ...

...

خُيِّل له طرفُ ثوبِها

فبكى

وندبَ

ونامَ

وحلُمَ

وعندما استيقظَ وجدها تفاحةً فأكَلَها.

*

رفضَ لأنه يعرف

كانَ الأمر واضحاً

لم يقبلْ لأنه لم يخطئْ

لأنه ليسَ تابعاً بل منفيٌّ

ليسَ تابعاً بل مُحبٌّ

ليسَ تابعاً بل تابعٌ

وهكذا كانت السُنَّة والشريعة.

*

باسماً، يهطلُ المطرُ فوقَ وجنتيهِ

وقلبُه، محتاراً،

يهطلُ

يهطلُ

يهطلْ.

*

هل تعتقد؟

هل حقاً تعتقد؟!

بل...

هل تراني؟!

طلَعَ الصُّبحُ

أتى الفجرُ وطلَعَ الصُّبح

ولا أسمعُ سوى مواء

ولا أسمعُ سوى المآذن

خوفاً من برودةِ البلاطِ أرسمُ لكَ فِراشاً

أعيدُ بعضَ الشجيرات،

وبعضَ الأعشابِ الملتوية

أعيدُ عليكَ اسمي

هل تراني؟!

 بل...

هل تعتقد؟!

ما أجملكَ

ما أحلاكَ

ما...

ما...

صورةٌ لكَ

صورةٌ لي

وخريفٌ يمرُّ سريعاً كما المُهْر.

*

كلُّ شيء

ما عدا ألبِسَتي

شرشَفي

خِزانتي

وبابي المصدوعُ طرفُه

كلُّ شيء

أيُّ شيء

ما من شيءٍ إلا أنت

لكنْ اتركْ لي ستائري

المرسوم عليها ورود

المطبوع عليها ورود

واترك لي إحدى النافذتين

خذ واحدةً لأنها لا تُفتَح

ولكن اتركْ لِيَ الأخرى فهي لا تُغلَق

أيَّ شيءٍ

ما من شيءٍ

أنتَ وكلِّي أنتْ

ولكن دفترَ هواتفي

محبرتي،

ومروحتي الجديدة، ابتاعها لي أخي،

حَرٌّ، أموتُ من الحَرِّ،

أنتَ أنا

وأنا أنتْ

بروحي أنتَ حَرٌّ وأموتُ أموتُ

من الحَرِّ.

*

في مقهى ما

عند رصيفٍ ما

خلف إحدى الشاخصاتِ الضاحكة

رأيتُك

ولكني تجاهلتُ رؤيتي

ولقد تجاهلتُك

ولقد تجاهلتُني

وتجاهلتُ ما تجاهلتْ

وعندما عدْتُ من نفسِ الشارعِ

لم أجدْني

لم تكنْ هناكَ

ولم تعدْ هناك

ولكني لم أكنْ هناكَ ولم أعد في أيِّ مكان

أتى مارقٌ رَمَى ورقةً بلَّلها الماء

صارَ الماءُ أخضرَ، صارَ أزرقَ

أسودَ

صارت الورقةُ ورقةً بيضاءَ مبلَّلة

لا اسم عليها، لا كلامَ، لا عنوان

صارَ الذي مَرَقَ وكأنه لم يمرق.

***

 

رحيل

 

كالخضرةِ والشحوبِ نتعارك

أيُّها اليقينُ المرير

يا نصلَ المرايا

تنجرُ في الدَّم والروح!...

فهل كنا نزرعُ الخواء؟...

وهل كنا عناصرَ غبيةً في هذا الكون

الشاسع؟...

ما نعملُ إلا قليلاً من الوقود

لتكونَ

شموسُنا أكثر بريقاً

ولتكون نفوسُنا أكثر حرية

أجدى بنا أن نرحلَ بحزنٍ كامل

وبألقٍ

لتنشقَّ السماء

لاستقبالِ أسماءنا

ضاعتْ علينا المشيئة

حتى لا ندري أين الحقيقة

وأين المغزى!...

ونحن نظنُّ الحريةَ مضغةَ خبز

ونظن أنها شعلةٌ في العتمةِ تضيء

ونحن ننشدُ على المدى للسُّحب

للرياح

لمناديل العشاق

والحريةُ ليست إلا فصدَ الدم

ليست إلا فصدَ الجسد

وانبجاسَ الروح.

*

إلى العلا

أيَّتها القامةُ المستديمة

في الذهاب؟!...

*

أحببتني في السلم،

في الحرب عبدتني.

*

كنتُ أخاكَ وأباكَ وابنكْ

وأنتَ الآن كلُّ هؤلاء

وأكثر!...

*

وعرفتُ ما فعلتْ يداي في أوراقِ العنب!...

نسجتُ شكلَ قلبٍ أخضرَ لتلكَ الحمامةِ البيضاء

ورسمتُ شكل قلبٍ لداليةٍ مدَّت خيوطَها حتى وصلتْ عقاربَ ساعة!...

*

حاكتْ قطعاناً زرقاء

أفاقتْ مذعورة

بدأتْ يدُها تُقضَمْ!...

*

لونُه قرمزيٌ فاتح

شقَّ ثغرَه عن ابتسامةٍ فاحمة

ونام منتشياً حين رأى سكيناً تدخلُ

خاصرته!...

*

هل ينزلُ الملاكُ على شيطان؟...

كان الملاكُ الأزرقُ راكباً فرساً ملائكية

وكان الجوُّ مشبعاً بحفيفِ ملائكة

وأنا أيضاً كنتُ ملاكاً...

*** *** ***

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

Editorial

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود