العرب بين الأسطورة والتاريخ

من أين؟ إلى أين؟ ولِمَ؟

 عمّار عبد الحميد

  

كيف ننفكّ من قيد هذا التشرّد، من أسر هذي الإقامة، في غياهب تلك الخلافة، أو هذه الإمامة؟

عجباً، - نتكسّر، نبني جسوراً لا لنعبر، لكن لنرثي أنقاضنا. 

أدونيس، الكتاب، ج 1، ص 103.

 لعله من نافلة القول أن نصرح بأن كل معرفة إنسانية إنما جاءت وحُصِّلت نتيجة رغبتنا الجامحة كبشر لإضفاء معنى ما على حياتنا. لكن بمقدور المرء أن يقدم حجة قوية يدعمها الكثير من الأدلة على كون الأسطورة والتاريخ أول فرعين للمعرفة النظرية يتعاملان بشكل صريح مع هذا الأمر. من هذا المنطلق، فإنه من المشروع التساؤل عن مدى نجاح هذين الفرعين المعرفيين في مهمتهما المفترضة. أي أن بوسعنا التساؤل اليوم بمشروعية تامة: إلى مدى تنجح الأساطير والتواريخ المعاصرة في إضفاء معنى على حياتنا؟

إن عصرنا يشهد تقدماً هائلاً في رصد وتوثيق الأحداث على نحو لم يكن متاحاً في أي وقت مضى. فبينما لايزال بوسع بعض المؤرخين التشكيك في وجود بعض الشخصيات "التاريخية"، من أمثال لاوتسه وجلجامش وموسى، بل وحتى يسوع المسيح، وفي صحة بعض الحوادث المدّعاة، كالطوفان وعبور سيناء والهجرات السامية، لا يمكن للمرء أبداً أن يشكك في وجود شخصيات، مثل أينشتاين وهتلر والأميرة ديانا، أو في وقوع أحداث هزت العالم، مثل الحربين العالميتين وانفجار أول قنبلة ذرية والهبوط على سطح القمر. فكل هذه الشخصيات وكل هذه الحوادث موثقة توثيقاً لا يحتمل الشك (إلا من جانب بعض الشخصيات العُصابية!). لكن، هل يكفي التوثيق لمعرفة المعنى أو"الحقيقة"؟

لنأخذ حالة الأميرة ديانا على سبيل المثال. إنها المرأة التي لوحِقت، وصُوِّرت، وتابع الناس في كل أنحاء العالم أخبارها بشغف أكثر من أي امرأة أو رجل في التاريخ. ومع ذلك، كم نعرف عنها في الحقيقة؟ إن الإشاعات عنها أكثر من الحقائق الموثَّقة بكثير، والآراء والتفسيرات المتعلقة بحياتها ونشاطاتها وشخصيتها تحتوي على قدر كبير من التناقض والتضارب. فأين الحقيقة في هذه الحالة؟ من كانت هذه المرأة فعلاً؟ أقديسة كانت أم عاهرة؟ أحائرة تائهة أم متمرّدة على القيود والتقاليد؟ أظالمة أم مظلومة؟ الأسئلة كثيرة. وإذا كان الجواب عليها خليطاً من كل هذه الأمور، وهو كذلك إلى حدّ كبير، فما هي النسب المكوِّنة لهذا الخليط؟

إن كثرة المعلومات الموثَّقة، إذن، لا تُسمِن ولا تغني عن جوع على ما يبدو فيما يتعلق بالبحث عن الحقيقة والمعنى، على الأقل فيما يتعلق بمجال المعارف الإنسانية.

فإذا كانت الحال هكذا مع مَن هم أحياء الآن، أو من تُوفُّوا بالأمس القريب، فكيف هي الحال مع أولئك الذين عاشوا قبل ألف سنة وأكثر؟ هل يمكن للحقيقة عنهم أن تُعرَف دون أن تشوبها شائبة؟ أو بالأحرى، هل بمقدورنا أن نستخلص ذرة حقيقة واحدة عنهم من أطنان الشوائب المحيطة بأخبارهم؟ الأمر نفسه بالطبع يسري على الأحداث التاريخية: هل بمقدورنا فعلاً أن نعرف الحقيقة عنها، عن أسباب وقوعها وعن بعض من مجرياتها الأكثر غموضاً؟ إن الدراسات التاريخية غالباً ما تخبرنا عن القائمين بها وأفكارهم وعقائدهم وطبائعهم أكثر مما تخبرنا عن الأحداث والشخصيات التي تدعي عرضها وتحليلها. وبالتالي فإن هناك عنصراً هاماً وأساسياً وحيوياً من الأسْطَرَة mythologization في كتابة التاريخ ومراجعته. ولا يمكن الفصل في الواقع ما بين الأسْطَرَة والتأريخ إلا في حالات محددة، وعلى نحو تقريبي.

إن هذا التأكيد لا يؤدي إلى نفي التاريخ بالضرورة، لكنه يحدّ من دوره، أو بالأحرى يدعو إلى الحدّ من دوره فيما يتعلق بتكوين الهوية الإنسانية. إن الاحتكام إلى التاريخ فيما يتعلق بحلّ الخلافات، سياسية كانت أم اجتماعية أم دينية، بدلاً من الرجوع إلى المبادئ الإنسانية العامة، يعني بالضرورة تعليق حلّ هذه الخلافات إلى أجل غير مسمّى، لأن لكل طرف في أي صراع أو خلاف، أياً كان، وجهة نظره المستندة إلى تفسيره الخاص والنفعوي للتاريخ، وذلك مهما بدا هذا التفسير اعتباطياً أو واهياً للمراقب "الحيادي".

لقد اخترع الإنسان الأسطورة والتاريخ لوضع قاعدة معرفية يفسر من خلالها وجوده. فالكون جاء من بيضة كونية أو من جوف تعامة بعد أن قتلها مردوخ، والإنسان ولد من دموع الآلهة أو جبله الله من طين من حمأ مسنون، والمجتمعات البشرية تكونت من جراء طرد آدم وحواء من الجنة، والأمراض وُجِدت نتيجة تلاعب الأرواح الشريرة بالبشر أو لعقاب البشر على أعمالهم السيئة، وهلمجرا. لقد كان الإنسان بحاجة إلى معرفة من هذا النوع في مرحلة ما من تاريخه كيما يوازن نفسه من الداخل وينتقل إلى محاولة لموازنة نفسه من الخارج أيضاً عن طريق تأسيسه للمجتمع. لكن، ومع مرور الزمن، اكتسبت الأسطورة والتاريخ دوراً آخر في حياة المجتمعات الإنسانية، دوراً في الحقيقة هداماً. إذ باتا يحدان من النمو النفسي، إن لم نقل الروحي، والمعرفي-العلمي للإنسان وباتا يولّدان المزيد من الجدران الفاصلة بين الإنسان وأخيه الإنسان. ونتيجة لذلك أضحى الوجود الإنساني ذاته مهدداً.

ولعلّ أكثر المناطق في العالم معاناة من الاضطرابات الناتجة عن كثرة الجدران وعن رفض الإنسان لأخيه الإنسان استناداً إلى تنوع هائل في المعارف التاريخية والأسطورية-الدينية، هي المنطقة المعروفة اليوم باسم الشرق الأوسط أو الهلال الخصيب.

إن الروح الكلبية الناتجة عن هذا الأمر واستمراريَّته على مرّ القرون تفرز اليوم مجموعة غريبة من الظواهر في المجتمعات الشرق-أوسطية، ولاسيما العربية منها. وقد تساعد دعاية commercial ظهرت مؤخراً عبر القنوات الفضائية العربية في الكشف عن مكنونات هذه الروح.

الدعاية جاءت على شكل مقارنة يقوم بها رجل عربي بين معالم معروفة في الولايات المتحدة وأخرى مختارة من بلده ليدلِّل، من ناحية، على أن بلده لا يقل تقدماً عن الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ناحية أخرى على كونه شخصياً أكثر ثراء من نظيره الأمريكي بامتلاكه لسيارتين من طراز لنكولن، لا واحدة كما هي الحال مع نظيره (والدعاية للسيارة بالطبع). وهكذا تتمّ المقارنة ما بين جسر سان فرانسيسكو الشهير وجسر تم بنائه مؤخراً في بلد الرجل، وبين منحوتات جبل رشمور وبقايا مدينة أثرية، وبين البيت الأبيض وبيت العائلة. هكذا، بكل بساطة وصراحة ووضوح، تُعرَض هذه الدعاية، دون أي قصد بالطبع، على مرأى من الجميع عمق المأساة العربية المعاصرة. فالمقارنة حدثت بين حضارة حية ومبدعة هي التي أفرزت الجسر (بل الجسرين) والمنحوتات والسيارة، وأخرى ميتة بائدة لم يعد بمقدورها أن تبدع أي شيء، وباتت تتطفل على إبداعات الآخرين. والمقارنة كانت بين رمز لأمة ديموقراطية وآخر لمجتمع مايزال يفخر بتكوينه العشائري. والمقارنة أبدت مقدار تعمّق الروح الاستهلاكية عند العرب (الرجل العربي عنده سيارتان) واستمرار نزعة التفاخر بالمظاهر على الطريقة العشائرية القديمة قدم الدهر. يفتخر العربي في هذه الدعاية إذن بواقع العقم والموت والعشائرية ويبدي جهله أمام الجميع: إنه لا يدرك بعد جوهر الحياة المعاصرة وهو بعيد كل البعد عن أي شيء يمت إلى الإبداع والحرية والتقدم بصلة.

إن عربي اليوم يؤَسطِر ماضيه ليجعل منه عصراً ذهبياً، ويؤسْطِر mythologize حاضره ليجعل منه واقعاً أقل إيلاماً. وهكذا يغرق في حال، سلفية في بعض تجلياتها، عدمية في أخرى، وحالمة (إن لم نقل خدرية psychedelic) في بعضها الأخير. لقد خسر العربي من الناحية العسكرية على الأقل حرب الـ73 مع إسرائيل ولكنه يصرّ على الاحتفال بـ"نصره" كل عام - هذا النصر الذي لا يوجد إلا في رأسه هو لأنه بحاجة له، ولأن تخيُّل النصر وادعائه خير من مواجهة الهزيمة ونتائجها. ذلك لأن الهزيمة مُرَّة ذلك لأنها تجعل المرء يعترف، إن أراد أن يعترف بها، بواقع هو أمرّ وأكثر إيلاماً بكثير، ألا وهو واقع موته الحضاري.

عندما يكون الواقع مراً إلى هذا الحد يلجأ الناس، إذن، إلى الأسْطَرَة: القيادات لتنقذ نفسها وتصرّ على شرعيَّتها المهزوزة دائماً، والشعب ليحجِّم من شعوره بالمرارة والإحباط. ومن هنا تأتي تفسيرات مثل: حرب تشرين كانت حرب تحريك لا حرب تحرير، وعلى هذا الأساس يمكن اعتبارها حرباً ناجحة؛ إذ إنها مهدت الطريق لاستعادة سيناء. ومن هنا أيضاً الاتهامات المتبادلة بين قيادات الحرب المختلفة بالخروج عن "النص"، ذلك النص الذي لا يوجد إلاّ في أذهان تلك القيادات ذات الذواكر النفعية.

لقد ماتت حضارة العرب إذن، وربما منذ قرون؛ والأدلة على ذلك كثيرة. ولعل أهمها هو عدم إفراز هذه الحضارة لأي مفكِّر أو عالم إبداعي لأكثر من ستة قرون. والنتيجة هي أننا كلنا اليوم أبناء الحضارة الغربية: ترعرعنا على ثقافتها بكل أشكالها، بل إننا مدينون بوجودنا ذاته ككيانات مستقلة بعضها عن بعض لسياساتها. أينما تلفَّتنا اليوم في بلادنا نجد آثار هذه الحضارة: الحدود هي رسمتها، والدساتير في الكثير من الأحيان هي وضعتها، أو ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في وضعها؛ وهناك خدمات كاملة مثل الخدمات الهاتفية والطرقات المعبدة، إلى آخره، هي التي أوجدتها إبان "وصايتها" علينا. ولباسنا وطعامنا وسكننا وفكرنا، كلّها صارت غربية، إن لم يكن بالشكل فبالجوهر. فاللباس قد يبدو تقليدياً، لكن القماش مستورد أو مصنَّع محلّياً بآلات وتقنيات اخترعتها عقول غربية. والطعام بتنا نأكله بزيت المازولا، والمسكن بُني بتقنيات غربية، وأحياناً عمالة أجنبية. أما فكرنا، فحتى أكثره أصولية تراه مشبعاً بمفردات الحضارة الغربية وآلياتها التحليلية والتركيبية. وهو إما أن يكون فكراً متبنياً لهذه الحضارة أو رافضاً لها، مع كون رفضه سطحياً في جوهره، لأن معطيات الحضارة الغربية تبقى متغلغلة فيه إلى الجذور، حتى تراه عاجزاً عن تقديم أي بديل مهما كثرت وعوده وادّعاءاته بهذا الصدد. أي نعم، لقد ماتت حضارة العرب!

وموت حضارة العرب يعني بالضرورة موت حضارة الإسلام ذاتها؛ إذ ارتبطت مسيرة الحضارتين بشكل مصيري مع ظهور الإسلام على الساحة منذ نيف وخمسة عشر قرناً. ولا يُعَدُّ هذا التطور أمراً فريداً في الحقيقة. فالحضارات الدينية لاقت المصير ذاته في كل أنحاء العالم، ومنذ قرون. وإن كانت الحضارة الإسلامية قد تأخّرت في مواجهتها لهذا الواقع، فذلك لأنها أكثر الحضارات الدينية الكبرى شباباً.

ولعلّ ظاهرة التطرّف اليوم هي واحدة من أهم مظاهر الأسْطَرَة التي تسعى إلى نكران واقع الموت هذا. فهذه الظاهرة لم تعبِّر عن نفسها حتى الآن إلاّ بالرفض، ولم تقدم أي جديد، بالمعنى الإبداعي والخلاّق للجِدّة، في أي من طروحها الفكرية أو السياسية أو الاقتصادية. بل إن مناهجها الفكرية ترفض قابلية التجديد أصلاً وتعوِّل، أو تدَّعي التعويل، على مصادر ومرجعيات الماضي المقدس والمنزَّه حكماً وتعريفاً. وكلما اصطدم هذا التيار الأصولي السلفي المتطرف بمعطيات الواقع المعيش المناقضة كلياً لمعطياته هو، لجأ إلى واحد من عدة أساليب طوَّرها مع الزمن من خلال مواجهته هذه، أساليب مثل الرفض ("لا للعلمانية!"، "لا لحقوق المرأة!"، "لا للمجتمع المدني!") والاستملاك (القرآن تنبّأ بغزو الإنسان للفضاء، الشريعة الإسلامية تعطي للمرأة حقوقاً أكثر من القوانين المدنية)، إلى آخره. هذا، وبينما تتكاثر الفرق والتنظيمات الإسلامية ذات الطابع الأصولي الإرهابي، لم تفرز المجتمعات الإسلامية حتى الآن منظّمات من نوع أطباء بلا حدود و Care ومنظمة العفو الدولية. فحتى الآن لم تقم المجتمعات الإسلامية، حتى على الصعيد الداخلي، بأي نشاط إنساني حقيقي إلا إذا أرادت توظيفه لأغراض سياسية، وليس من منطلق قناعات إنسانية راسخة، تماماً كما تفعل حركة الإخوان المسلمين في مصر مثلاً.

إن موت الحضارة الإسلامية، إذن، ليس بذلك الحدث الفريد، لكنه لا يستتبع بالضرورة موت الدين الإسلامي ذاته. فشتان في الحقيقة ما بين الأمرين. فبينما يُعَدُّ موت الحضارة الدينية شرطاً أساسياً من شروط نشوء الحضارة المدنية، تلك الحضارة التي يتحرر فيها المجتمع من سلطة الدين، والدين من سلطة المجتمع، يمثل قيام المجتمع المدني فرصة للدين لتحرير نفسه من قيود الماضي وممارسة دوره العابر للزمن، أي ذلك الدور الذي تمنعه الأصولية من القيام به، ويصبح بذلك أكثر قدرة على التعامل والتأقلم مع وقائع الزمن الجديد. أي أنه يصبح حراً لبناء مجموعة جديدة وضرورية من الأساطير، ومن إعادة قراءة التاريخ، وخاصة تاريخه المؤسَّس على نحو يساعده في الاستجابة للحاجات الروحية لمعتنقيه وتلبيتها، عوضاً عن شحذ طاقاتهم وتسييرها (= تسييسها) لخدمة مصالح مجموعة من المهووسين بالسلطة والقمع.

هاهم عرب اليوم إذن في مطلع القرن الحادي والعشرين، وهم أبعد ما يكونون عن التأثير في السيرورة التاريخية للحياة، يتخبطون في متاهات الانتماءات الطائفية والإقليمية والعشائرية والفردية (أي انتماء المرء إلى نفسه فقط، ووضعه مصلحته الشخصية فوق كل اعتبار)، يبكون على الأطلال حين يبكون، ويضحكون على أنفسهم حين يضحكون.

هل انتهى كل شيء إذن؟ أما ثمة بصيص من أمل؟

في الحقيقة، هناك ما هو أكثر من مجرد بصيص من أمل: إنه الأمل كله بين أيدي العرب اليوم. ذلك لأن الحضارات قد تموت لكن الإنسان يحيا ويستمر. بل إن الحضارات قد تموت كيما يحيا الإنسان ويستمر. إذ عندما يتهدم كل شيء من حول المرء، يصير بوسعه أن يباشر البناء من جديد، وعلى أسس أمتن - هذا إن سمح لنفسه باستيعاب دروس الماضي وتوقف عن تمجيده. إن البناء من جديد خير من الترقيع، والإنسان الذي يتقبل واقعه، ويتقبل أن عليه أن يبدأ من جديد، هو إنسان أقوى وأقدر على الاستفادة من تجارب الماضي وتجارب "الآخرين" في مسعاه نحو تحقيق ذاته من جديد، وذلك عن طريق نسجه لأسطورة جديدة وانكفائه على التأليف العملي لتاريخ جديد.

إن فرصة كهذه لا تتاح كل يوم، فهل سيستغلها العرب أم

 

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود