أديل وقصائد أخرى

وائل شعبو

أديل

منذ متى وأنتِ في كينونتي تنتظرين وجودك
منذ متى
حتى قررت أمك استخلاصك منا
منذ متى كل هذا التعب والحنين القاسي ينتظرني فيك
أكنتِ في لوحي المحفوظ؟
أم كنت في لوحك؟
أين سأذهب بنفسي منك
إن لم أضعها فيكِ
أين كل حياتي ستمضي إن لم أئدها في تنفسك
أينما بقيت
أينما ذهبت
ومع أي امرأة أخرى ستكونين "أنتِ"
فقد أخطأتُ خطأ الحياة الجميل
وعلي أن أفرح وأبكي
من جنون هذا الخطأ الجليل...

أديل أيتها الطفلة المجنونة النبيلة
ما الذي أتى بك إلي؟
لقد عكرتي خراب حياتي
بجمالك الآتي.

*

كنت هنا

أشخَص إلى وتر الأفق
ثمة دمشق تتغرغر بالدم والنفط
كنت هنا في حلكة العطر
تجس الطريق تعبي
من المكتبة في الأمويين إلى باب توما فالعباسيين
التمس رغوات الأنوثة الهامدة
مزبِدًا فيها
لا أجاريها
كنت هنا بالوجع الآدمي السمج
أُرهف القلب لذوبان النبض
وكنت هنا
على وتر الأفق متأرجحًا
تهزني رقرقة الماء العتيق
كنت وقد كتبت الشعر بالشعر
أهز فراغات كوني
بالحياة النرجسية
لقد كنت هنا أموت هاهنا.

*

أيتها الرياح... كفى مزاحًا

وتعصف تلك القطرات اللاذعة
تلفح عيوني المغمضة بقسوة
لم يجعلني الشعر أعش حياتي
ولأنه أجمل منها
عزلني عن الحياة لأكتب عنها
"وإن كانت لتكون أمتع لولاه"
حرمني من جسدي
ومن حبه
جعله غاية حزينة
(لا حب سعيد) كما قال أرغون
فكيف إذا كان حبًا بالشعر
الذي لا يمكن حب الحياة به أي ولا عيشها
...
كان يسكعني على الماء
ويمزجني مرًا بالهباء
كان يخربط الأفكار في وجهي
ويموزشني
لأكشف القدر الأكبر من عتمتي
وأنا أرمق من بقي خارجها بحقد
كان ومازال يُعطِشني
لأعيش في الموت
يعطشني للخمر والحب والأمل
ولأية صورة حلوة لا يمكن إيجادها
...
أيها الشعر
أنت الثقب الأسود الذي ثقبني
لن أكفيك
فكفى مزاحًا
فقد استنفدت الرياح هالتي
فاتركني غريبًا.

*** *** ***