أثر استعمال وسائل التواصل الاجتماعية في الترابطية الاجتماعية عند المراهقين
الإيجابيات والأشراك الممكنة
*

 

مجموعة من المؤلفين**

 

مع الارتفاع الحاصل في استعمال وسائل التواصل الاجتماعية عند المراهقين، فإن قضية هل يفضي هذا الاستعمال إلى محصِّلات إيجابية أو سلبية هي قضية تسوِّغ فهمًا أكبر قدرًا. تُراجع هذه المقالة نقديًا الأدبيات المتعلقة بهذا الموضوع المهم. نفحص على وجه الخصوص كيف يؤثر استعمال وسائل التواصل الاجتماعية في الترابطية الاجتماعية من جهة عناصر ثلاثة من عناصر تطور المراهق: حس الانتماء، والرفاهية النفسية-الاجتماعية، وتطور الهوية وسيروراتها.

نُشرت تقارير عن مكتشفات مختلطة فيما يتعلق بالدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعية في تعزيز الترابطية الاجتماعية، مما يوحي بأن الناشئة قد يختبرون محصلات نفسية-اجتماعية إيجابية وسلبية معًا. نتيجة لذلك، تحاجج هذه المقالة بأن الأدوات الشابِكية[1] تُحدث مفارقة في ما يتعلق بالترابطية الاجتماعية. إنها، من جهة تزيد من سهولة تشكيل الأفراد للزمر والجماعات الشابِكية وإحداثهم لها، لكنها قد تُحدث من الجهة الأخرى مصدرًا للاغتراب والنبْذ.

تساهم هذه المقالة في الحديث المطرد الجاري في ميدان علم النفس التربوي والتطوري، وهي ذات معانٍ ضمنية يجدها الباحثون والأطباء الممارسون العاملون مع المراهقين.

الكلمات المفتاحية: التربية الإدماجية، علم النفس التربوي، علم النفس المدرسي، التربية الخاصة.

من جهة المراهقين الذين يسكنون في الدول المتقدمة، غدت التقانة الرقمية وجهًا متممًا من وجوه ثقافتهم وتربيتهم وحياتهم إذا وسَّعنا نطاق النظر. ولما كان الأمر هو هكذا، فإنه كثيرًا ما يشار إلى هؤلاء المراهقين بصفتهم "البلديين الرقميين" (تيو، 2013). في العقد الأخير أمدت مواقع وسائل التواصل الاجتماعية العنكبوتية من مثل فيسبوك وتويتر، أمدت هؤلاء البلديين الرقميين بالمقدرة على تشكيل الجماعات الافتراضية وصونها شابِكيًا. أدلة القدرة على التفاعل بواسطة التشبيك الاجتماعي - القدرة التي تُحدث في الحياة تغييرًا - تشتمل على تعبئة الاجتماعات الجماهيرية والمقاطعات والاحتجاجات (أدمز، 2011)، وعلى عقد العلاقات الرومانسية وصونها (فوكس ووربر وماكستولر، 2013)، وعلى العمل في الزمان الحقيقي على الحيلولة دون أفعال انتحار محتملة (ميليان، 2011).

إن المراهقين هم من أكثر مستعملي التشبيك الاجتماعي ووسائل التواصل الاجتماعية حماسة. مثال ذلك أن مسحًا قريب العهد أجراه موقع Pew Internet في الولايات المتحدة اكتشف أن 81% من العشاريين[2] الذين لهم وصول إلى الشابِكة يستعملون فيسبوك بانتظام (مادِن والآخرون، 2013). لوحظت أيضًا نزعة مماثلة في أوستراليا: تنص الإحصاءات التي نشرت في سنة 2011 على أن 88% ممن بين الخامسة عشرة والسابعة عشرة قد استعملوا مواقع التشبيك الاجتماعي (مكتب الإحصاءات الأوسترالي، 2011). أضف إلى ذلك أن البيانات المستمدة من البلدان الأخرى في العالم المتقدم تؤيد أيضًا فكرة أن نسبة كبيرة من المراهقين الذين لهم وصول إلى الشابِكة يستعملون وسائل التواصل الاجتماعية الشابِكية بانتظام (socialbakers.com).

إن الاستيعاب المتزايد لتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعية أتاح للناشئة المزيد من الفرص للاتصال والتواصل والتفاعل بعضهم مع بعض. لكن هذا الاستعمال يثير مسألة مهمة عند علماء النفس التربويين والتطوريين: كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعية في الترابطية الاجتماعية عند الناشئة؟ الباحثون الذين تناولوا هذه المسألة قليلون جدًا حتى الآن. تشرع هذه المقالة في الجمع بين ما هو موجود من بحث في هذا الميدان، والهدف إلقاء ضوء على هذا الموضوع المهم. و ولذلك ستتناول المقالة المسائل الآتية:

(1) ما الآثار الممكنة الإيجابية والسلبية التي تصحب استعمال وسائل التواصل الاجتماعية عند المراهقين؟

(2) ما أوجه القصور الأساسية القائمة في الكم الراهن من البحث؟

(3) كيف يمكن في المستقبل أن يحقق الباحثون في هذه العلاقة على نحو أحسن؟

أهمية الصلات الاجتماعية في أثناء المراهقة

من الثابت جدًا في النظريات أن حس الارتباط الاجتماعي يشكل الأساس لتكوين أواصر بين-شخصية قوية تدوم طويلاً (باومايستر وليري، 1995؛ ماسلو، 1943). يصف باومايستر وليري (1995) البشر بأنهم حائزون على دافع نفسي فطري للانتماء إلى زمرة وللاشتراك في تفاعلات اجتماعية ذات معنى. ينص المؤلفان على أن "الانتماء يكاد يكون حاجة تضاهي الغذاء في قهرها وأن الثقافة الإنسانية مشروطة على نحو مهم بالضغط لأجل منح الانتماء" (ص 498). دُمجت أهمية العلاقات ذات المعنى في طائفة من النظريات، من مثل الأطر التي تتناول الرأسمال الاجتماعي (بوتنام، 2000)، والتعلُّق (باولبي، 1969، 1973؛ كوهين، 1982، 1985)، وتقديم الذات (فيسك، 2004)، ونظرية تحديد الذات (ديتشي ورايان 1991). مثال ذلك أن المؤلفين الذين يكتبون في نظرية تحديد الذات يحاجون بأن

الانتساب هو الحاجة إلى عقد أواصر وثيقة وإلى الحصول على علائق بالآخرين، وهو يعكس رغبة المرء في أن يكون من الوجهة العاطفية ذا صلات ومن الوجهة البين-شخصية ضالعًا في علاقات دافئة حنونة. (ريف وديتشي ورايان، 2004، ص 35).

بحسب ما يعلله ريف والآخران (2004)، فإن هذا الانتساب يعزز دافعية المراهقين وقدرتهم على أن ينسبوا أنفسهم إلى غيرهم نسبة أصلية وعلى أن يدمجوا في ذواتهم القيم التي أجازها الآخرون المهمون. وعليه، فإن الصلات الاجتماعية مهمة أهمية خاصة في أثناء تطور المراهقين.

الصلات الاجتماعية هي سمة مركزية من سمات المسار التطوري المعياري للمراهقة إلى الرشد. متى يدرك المراهقون حسًا من الانتماء في المدرسة أعظم قدرًا فإنهم يضعون المزيد من القيمة للمادة الأكاديمية التي يتعلمونها (غيلين - أونيل وفوليني، 2013). من الجهة الأخرى، المراهقون الذين يدركون حسًا من الانتماء بين أقرانهم أضعف قدرًا هم الذين يحتمل لهم أكثر من غيرهم أن يدخلوا في سلوكيات سيئة التكيف في ما يتعلق بدمج أشياء داخل الذات واستبعادها منها (نيومان ولومان ونيومان، 2007)، وتحصل لهم انفعالات سالبة، تلازمية وفي المستقبل معًا (شوخث وسميث وفيرلونغ وهوميل، 2011).

يمكن للصلات الاجتماعية أن تسهم أيضًا إسهامًا نسقيًا في عناصر الرفاهية النفسية-الاجتماعية للمراهقين، من مثل القلق والوحدة والاكتئاب (كابلان، 2003). مثال ذلك أن الصبيان والبنات الذين تحصل لهم بداية بلوغ باكرة يظهر أنهم يمرون بتجربة عدم توافق نفسي اجتماعي أعظم قدرًا (مِنساه والآخرون، 2013). لعل السبب في هذا هو نقص التمثيل[3] مع الأقران، ربما بسبب أن الشباب - بحسب ما قدمه لانتسا وإكولز وغريام (2013) في دراسة لمؤشر كتلة البدن - لا يريحهم أن يعلموا أن أبدانهم مختلفة عما هو معياري في الفئة التي هم منها. على نحو مماثل، أبلغ فيتسباتريك ودولين وبيكو (2010) عن أن الشباب الذين يمرون بتجربة تضحية أقرانهم بهم كثيرًا ما يُبدون أعراضًا اكتئابية - هي أمور مصاحبة تتوسط فيها الوحدة (بيكر وبوغاي، 2011). من الجانب الموجب، وجد برادلي وإنغليس (2012) أن المراهقين الذين يقضون أوقات فراغهم وهم يقومون بأنشطة مجهدة واجتماعية تحدث لهم محصِّلات نفسية-اجتماعية إيجابية.

كذلك تلعب الصلات الاجتماعية دورًا في المظاهر الإدراكية التي يطورها المراهقون في ما يتعلق بمسألة من هم وما هو موضعهم من العالم (انظر مثلاً: هارتر، 1999). يُعرَف هذا الأمر بالهوية - وهو مصطلح يستعمل أحيانًا تبادليًا مع مصطلح تصور الذات (شاختر وريتش، 2011). تقوى مسائل الهوية في أثناء المراهقة (هيل والآخرون، 2013)، ومن المحتمل أن مردَّ ذلك هو إلى مطالب النضج البدني، وإلى الحاجة لاتخاذ قرارات في العالم الحقيقي تتعلق بالجهة التي يولي الفرد وجهه شطرها في الحياة. ولعل مرد هذه هو إلى عوامل من مثل الدخول المتأخر إلى مجتمع الراشدين وشبكات الاتصال الواسعة التي تتيحها وسائل التواصل الاجتماعية. في أثناء هذا الوقت، يطلب المراهقون نصيحة الأقران في قضايا تؤثر تأثيرًا مباشرًا في حس الهوية عندهم الآخذ في التطور، قضايا من مثل اللباس والترفيه والموضة والزي (ماكينيرني، 2014).

وبحسب ما بيناه أعلاه، فإن البحث في الانتماء والرفاهية النفسية-الاجتماعية والهوية يقرر بأن الصلات الاجتماعية منغرسة في طريقة تطوُّر الشباب. لكن من الضروري، في عصر وسائل التواصل الاجتماعية، أن يُفهم إلى أي مدى تتأثر هذه الخبرات بالعالم الرقمي. إن الغرض من هذه المقالة هو استكشاف إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعية وأشراكها الممكنة بالنسبة إلى الترابطية الاجتماعية. تُتناول منافع استعمال وسائل التواصل الاجتماعية ومضارها للناشئة ببحث تحقيقي في مجالات للاستعلام ثلاثة: حس الانتماء والرفاهية النفسية-الاجتماعية وتطور الهوية. إن مراجعة كهذه هي أمر في أوانه وله أهمية ملحوظة، في ضوء الشعبية الواسعة للتطبيقات الاجتماعية الشابِكية عند الناشئة اليوم.

مراجعة لمجموع الأعمال الإمبيريقية[4] في موضوع وسائل التواصل الاجتماعية والمراهقين

لكي نعثر على بحث لهذه المقالة، التي هي مراجعة، فقد بحثنا في قواعد البيانات الأكاديمية ومن ذلك PsycINFO و"شبكة العلم" مستعملين خلطات من مصطلحات البحث الآتية: وسائل التواصل الاجتماعية، الترابطية، الانتماء، الوحدة، الرفاهية النفسية-الاجتماعية، الهوية، تصور الذات، المراهقة، تويتر، فيسبوك. وُضعت علامة على المنشورات التي توافق المعايير الآتية من أجل أخذها:

أ) المخطوطة هي مقالة في مجلة راجعها الأقران.

ب) المقالة قد نشرت في خلال العقد الأخير.

ج) البحث إمبيريقي (كمي أو كيفي) بطبيعته.

د) تتناول المقالة بالفحص المراهقين الباكرين (11 - 12) أو المراهقين (13 - 17) أو الراشدين الطالعين (18 - 19).

هـ) يجب أن تسهم نتائج الدراسة إسهامًا فريدًا، في فهم إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعية و أشراكها الممكنة أو أحد الأمرين.

ما يزال البحث في ميدان استعمال المراهقين لوسائل التواصل الاجتماعية في مهده. الآن هذا البحث هو في معظمه عرضاني بطبيعته، ونازع إلى الاشتمال على أعضاء المجتمعات البحثية السريرية، من مثل الطلاب ذوي الإعاقات التعلُّمية (مثال ذلك: شرابي ومارغاليت، 2011 أ، 2011 ب)، أو عينات الملاءمة المأخوذة من الطلاب الجامعيين (مثال ذلك: رايان وزينوس، 2011). مع أن وسائل الإعلام الشعبية (ومثالها الجرائد والمحلات) قد نشرت أعمالاً في موضوع وسائل التواصل الاجتماعية، فإن البحث الإمبيريقي في الموضوع مقصِّر عنها. هاهنا أيضًا مراجعات لاستعمال وسائل التواصل الاجتماعية في التعليم والتعلُّم (مثال ذلك: ماكينيرني، 2014). لكن قلة من المراجعات المتوفرة تناقش الارتباطات بين وسائل التواصل الاجتماعية والترابطية الاجتماعية عند الناشئة. من جهة غرض مقالة المراجعة الحاضرة هذه، فقط 11 دراسة حُكم لها بأنها مناسبة بحسب تحديدات معايير الأخذ. تقدِّم الأقسام أدناه مجموع الأعمال الموجودة بحسب ثلاث من المحصِّلات المهمة للمواصلة الاجتماعية: الانتماء والرفاهية النفسية-الاجتماعية وتشكيل الهوية. في كل قسم، سوف نقدم الدليل بحسب نسبته إلى المحصّلات السلبية والإيجابية لكل فكرة.

حس الانتماء

بينت الدراسات أن الناشئة كثيرًا ما يتفاعلون مع أصدقائهم مستعملين مواقع التشبيك الاجتماعي وإرسال الرسائل الفورية والهواتف المحمولة (أبرامز وويك وتوماس وكولب وفرانكلين، 2011؛ ديفز، 2012). بالنظر إلى أن حس الانتماء يمثل مدى شعور المرء بأنه جزء من زمرة اجتماعية واحدة أو أكثر (كوين وأولدميدو، 2013)، فمن المعقول أن ينال الانتماء رعاية من خلال الأوساط الرقمية. يعتنق هذا الرأي ديفز (2012)، الذي يشير إلى أن الأوساط الرقمية تيسر للناشئة فرصًا للتفاعل مع الذين يشتركون معهم في قيم واعتقادات واهتمامات مماثلة. من الجهة الأخرى، أبلغ أبرامز والآخرون (2011) عن أن للأوساط الرقمية أثرًا معيقًا للانتماء. للوصول إلى مغزى هذه الأوضاع المختلفة ترجع هذه المقالة إلى دراسات أساسية أربع (أبرامز والآخرون، 2011؛ ديفز، 2012؛ فيرو وغروس وريتشاردسون وهين، 2011؛ كوين وأولدميدو، 2013) تُحقِّق في الآثار الإيجابية السلبية الإيجابية والسلبية لاستعمال وسائل التواصل الاجتماعية وفي تأثير ذلك في حس الانتماء عند الناشئة.

الآثار الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعية في حس الانتماء

استعمل ديفز (2012) سلسلة من المقابلات مع 32 مراهقًا لأجل التحقيق في ما يضعه الناشئة من قيمة للتبادلات الشابِكية مع أصدقائهم. بحسب ما ذُكر أعلاه، وجدت الدراسة أن التبادلات العرضية بين الناشئة بواسطة إرسال النصوص والتشبيك الاجتماعي (أعني فيسبوك) وإرسال الرسائل الفورية قد كان عونًا على رعاية حس الانتماء عند المشتركين. أبلغ الناشئة في الدراسة عن أن وسائل التواصل الاجتماعية قد كانت عونًا لهم على الاتصال بالأقران، بغض النظر عن موضعهم جسديًا أو عن الوقت من اليوم. توحي هذه النتائج بأن الفرصة المتاحة للمرور بتجربة الترابطية - البقاء على اتصال - ربما هي التي تفي بحاجة المراهقين إلى الانتماء (باومايستر وليري، 1995؛ نور الله، 2009).

في ضمن نتائج ديفز (2012)، كان من الظاهر أنه من بين عناصر التنشئة الاجتماعية للمراهقين كان لعناصر التشبيك الاجتماعي أهمية خاصة في تزويد الناشئة بفرص لتوسيع زمر الصداقة عندهم. لقد نالت هذه النتيجة تأييدًا من باحثين آخرين وجدوا أن التواصل الشابِكي يؤثر تأثيرًا مهمًا وموجبًا في إدراكات الاندماج والارتباط الاجتماعيين (كو وكوو، 2009). كذلك اقترح ديفز أن وسائل التواصل الاجتماعية قد تعزز حس الانتماء إذ تتيح للناشئة أن يطلبوا من أقرانهم إعطاءهم المصداقية في ما يتعلق بأفكارهم وخبراتهم.

أبلغت الدراسات الأخرى التي حققت في الرابطة بين مواقع التشبيك الاجتماعي وبين حس الانتماء أبلغت عن نتائج مختلطة، في ما يتعلق بالتذكير والتأنيث تحديدًا (أعني كوين وأولدميدو،2013). طبق كوين وأولدميدو قياسًا للانتماء مكيفًا (أندرسون - بوتشر وكونروي، 2002) طبقاه على 443 ناشئًا، فوجدا أن حس الانتماء قد اقترن بمواقع التشبيك الاجتماعي عند الصبيان دون البنات. أبلغ الصبيان الذين هم في المراهقة الباكرة (في الثانية عشرة والثالثة عشرة) الذين يستعملون مواقع التشبيك الاجتماعي أبلغوا عن حس بالانتماء إلى زمرة الصداقة التي لهم، حس هو أرفع مما هو عند الذين هم في نفس السن ولم يستعملوا مواقع التشبيك الاجتماعي. يفترض المؤلفان أن البيئات الشابِكية قد يسخِّرها الصبيان بصفتها مكانًا تجريبيًا للعلاقات الحنونة، التي تقوم في أساس حس الانتماء. مع ذلك فإن المزيد من البحث هو مطلوب لإيضاح هذه الاختلافات من جهة التذكير والتأنيث وأسبابها المحتملة.

إذا كان قد وُجد أن التقانات التي تيسر الاتصال الاجتماعي تؤيد حس الانتماء والتفاعل الاجتماعي، فإنه قد وُجد أيضًا أن نفس التقانات تقوض هاتين الخاصتين. أعني أن ظهور تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعية والاستعمال الزائد لهذه المواقع، من قبل الناشئة خصوصًا، قد تجعل المراهقين أكثر تعرضًا لخبرات من مثل النبذ، مما يؤثر في حس الانتماء عندهم تأثيرًا سالبًا (فيرو والآخرون، 2011).

الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعية في حس الانتماء

تصف التحقيقات التي عُملت على غياب الانتماء تصف هذه الظاهرة بسبل شتى، من مثل العزلة الاجتماعية والنبذ والانفصال الاجتماعي (ويليامز، 2007). لقد وُجد أن النبذ، ويعَّرف بأنه تجاهُل المرء أو استبعاده، أنه يهدد الحاجة النفسية للانتماء تهديدًا مباشرًا (ويليامز ونيدا، 2011). نُحتت من المصطلح لفظة مشتقة، النبذ الحاسوبي[5]، لوصف حس الاستعباد الذي قد يحدث أحيانًا في البيئات الاجتماعية الشابِكية (داماتو والآخرون، 2012). يقوم هذا المفهوم على الاعتقاد بأنه، في هذه البيئات، قد يكون استبعاد المرء أو رفضه أو تجاهله مؤذيًا أذية فِعل ذلك في اللقاءات غير الشابِكية (غونسالكوراله وويليامز، 2007؛ زادرو وويليامز وريتشاردسون، 2004). كذلك وُجد أن النبذ الحاسوبي يهدد، على مثال النبذ، حس الانتماء (أبرامز والآخرون، 2011).

استعمل أبرامز والآخرون (2011) عينة عرضانية بالنسبة إلى العمر تضم 166 مشتركًا من أجل مقارنة آثار النبذ الحاسوبي في عرض ثلاث فئات عمرية: الذين هم في الثامنة والتاسعة، والذين هم في الثالثة عشرة والرابعة عشرة، والراشدون. اشتركت كل فئة عمرية في لعبة تدعى "الكرة الحاسوبية"، وهي لعبة شابِكية في قذف الكرات متعددة اللاعبين تفاعلية اجتماعيًا تقدَّم الإرشادات فيها لفظًا وبصريًا لضمان أن يفهمها المشاركون. مر المشاركون في أثناء اللعبة بتجارب ترعى إما الإدماج الاجتماعي أو الاستعباد الاجتماعي. بمتابعة الباحثين للتجارب عملوا تقويمًا للمشاركين من جهة أربع حاجات نفسية أساسية: الإكبار والانتماء والمعنى والضبط. مما يثير الاهتمام أن الحاجة إلى الانتماء هي أكثر ما تعرض للتهديد عند المشاركين الذين كان أول ما خبروه من اللعبة هو الاستبعاد (النبذ). وجدت الدراسة أيضًا أن الانتماء قد تأثر كثيرًا بالنبذ الحاسوبي في النطاق العمري للذين هم في الثالثة عشرة والرابعة عشرة عندما قورن بالفئتين الصغرى والكبرى. يوحي هذا بأن المراهقين قد يتأثرون بالنبذ الحاسوبي تأثرًا أكثر شدة، وقد يضعون أولوية للإدماج مع أقرانهم أكثر مما يفعله الأطفال أو الراشدون - وهذا أمر ضمني ممكن يؤيد عَمَل فيرو والآخرين (2011). ليست "الكرة الحاسوبية" إلا مثالاً محسوسًا على كيف تحدث مشاعر النبذ الحاسوبي. كذلك الأمر مع حرمان المرء من الوصول إلى زمر استبعادية على فيسبوك، أو عدم مصادقته أو حجبه عن رؤية بروفيلات[6] الآخرين، أو حرمانه من الوصول إلى متابعة الآخرين على تويتر، إن ذلك قد تنجم عنه أيضًا مشاعر مماثلة. بيد أنه ينبغي فحص تخمينات كهذه فحصًا إمبيريقيًا في الأعمال المستقبلية.

الرفاهية النفسية-الاجتماعية

يقال إن الوحدة تحدث متى يشعر الفرد بأن توقعاته من العلاقات البينشخصية غير مؤتلفة مع خبراته المعاشة (أولينيك - شيميش وهايمان وإدن، 2012). يشرح مارغاليت (2012) قائلاً إنه كثيرًا ما يمكن للمراهقين أن يشعروا بأنهم عالقون بين الحاجة إلى الشعور بحسٍّ من الترابطية الاجتماعية مع أقرانهم وبين التوق إلى تكوين حس من الهوية والفردانية حس لهم هم. من الممكن كثيرًا جدًا أن يختل هذا الميزان الدقيق فيحدث خبرة الوحدة. في الطفولة والمراهقة، من الممكن للوحدة أن تهدد التطور الذي هو صحي وتفضي إلى تخفيضات في الرفاهية النفسية-الاجتماعية (مارغاليت، 2010).

بحسب ما نصصنا عليه أنفًا، أفضت شعبية وسائل التواصل الاجتماعية الشابِكية عند المراهقين أفضت ببعض العلماء إلى التساؤل هل تُعلي هذه التقانات من شأن الترابطية أم تقلل منه (لاغي والآخرون، 2013). مثال ذلك أن مارغاليت (2010) يتساءل: "هل تعزز [وسائل التواصل الاجتماعية] الترابطية الاجتماعية، أم تقدم تمرينًا على الانتساب الاجتماعي، أم تسهم في متنامي الاغتراب والاستبعاد الاجتماعي؟" (ص 171). من المفارقة أن مجموع الأعمال الحديثة توحي بأن وجهي الحجاج قد يكونان صادقين، لكنها توحي بأن هذه النتائج قد تختلف بحسب الاختلافات الفردية.

أثمرت أعمال البحث في مجموع الأعمال ذات الصلة بالرفاهية النفسية-الاجتماعية وباستعمال وسائل التواصل الاجتماعية عند المراهقين أثمرت عدداً إجماليًا من الدراسات في هذا الميدان هو اثنان (بونيتي وكامبل وغيلمور، 2010؛ شرابي ومارغاليت، 2011 أ). على غرار مجموع الأعمال المتعلقة بحس الانتماء، تُبرز هذه الدراسات أيضًا التلازم بين استعمال وسائل التواصل الاجتماعية وبين المحصِّلات الإيجابية والسلبية عند المراهقين. لكن، وسيُعلَّل ذلك أدناه، قد تختلف هذه المحصِّلات بحسب خصائص العينة الواقعة تحت التحقيق.

الآثار الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعية في الرفاهية النفسية-الاجتماعية

تشير دراسة حديثة العهد عملها بونيتي وكامبل وغيلمور (2010) إلى أن التواصل الشابِكي قد يشجع المراهقين المصابين بالوحدة والقلقين اجتماعيًا على الانخراط مع أقرانهم في إفشاء مكنونات الذات، مما يعزز مشاعر الاتصال الاجتماعي عندهم. استعمل الباحثون عينة ملاءمة مكونة من 626 طالبًا أوستراليًا أعمارهم بين العاشرة والسادسة عشرة، فجمعوا بيانات عن الوحدة والتعلق الاجتماعي والتواصل الشابِكي. كشفت النتائج عن أن الطلاب المصابين بالوحدة قد بزَّوا كثيرًا الطلاب غير المصابين في احتمال استعمالهم للدردشة الشابِكية من أجل مناقشة مواضيع التواصل الشخصية، من مثل الأسرار أو العواطف أو المشاكل التي قد يمرون بها. كذلك أُبلغ أخيرًا عن نتيجة مماثلة في دراسة عُملت على المراهقين الخجولين الذين استعملوا التواصل الشابِكي (لاغي والآخرون، 2013).

كذلك وجد بونيتي والآخرون (2010) أن الطلاب المصابين بالوحدة قد بزَّوا الطلاب غير المصابين في احتمال الاعتراف بأنهم تواصلوا شابِكيًا ليلتقوا بأناس جدد وليشعروا بانتسابهم إلى زمرة. أضف إلى ذلك أن الطلاب المصابين بالوحدة قد أقروا أيضًا بأنهم شعروا بقدر من الخجل أقل ومن الراحة أكبر لما دردشوا شابِكيًا، عند مقارنة ذلك بالنتائج لما تواصلوا وجهًا لوجه.

تُبرز النتائج المذكورة أعلاه ما يمكن للتواصل الشابِكي أن يحدثه من محصِّلات إيجابية ممكنة عند المراهقين المصابين بالوحدة. من الظاهر، خصوصًا، أن الآثار الإيجابية قد تكون أكثر ظهورًا في المراهقين غير الناجحين أو غير المرتاحين في الأوضاع الاجتماعية وجهًا لوجه. يؤيد هذا الاكتشاف فرضية التعويض الاجتماعي (لاغي والآخرون، 2013) التي تنص على أن التقليل من التلميحات الاجتماعية التي تحدثها الشابِكة يفسح للقلقين اجتماعيًا أن يشعروا بأنهم أكثر ارتياحًا عندما يفشون ما في ذواتهم مع الآخرين (فالكنبورغ وبيتر، 2009). قد تعلل هذا الميل حقيقة أن التواصل الشابِكي يقلل من المنبهات المثيرة للقلق، من مثل الحاجة إلى الاتصال بصريًا أو الاستجابة فوريًا. بالنظر إلى هذا الأثر فإن وسائل التواصل الاجتماعية الشابِكية قد تفسح للمراهقين القلقين اجتماعيًا أن يشكلوا علاقات مع أقرانهم أشد قوة، وهذه بدورها قد تُنقص خبرات الوحدة عندهم وتُعزز رفاهيتهم.

كذلك يوحي البحث بأن المراهقين ذوي الإعاقات التعلُّمية يهددهم خطر الإصابة بالوحدة أكثر مما يهدد المراهقين الذين ليس عندهم إعاقات كهذه (كوستر وناكن وبيل وفان هاوتن، 2009؛ شرابي ومارغاليت، 2011 ب). اعترافًا من شرابي ومارغاليت (2011 أ) بهذا، فقد عملا دراسة لفحص هل يلعب التواصل الشابِكي والصداقات الافتراضية دورًا وسيطًا في خبرة الوحدة في الطلاب ذوي الإعاقات التعلُّمية. اشتملت العينة المأخوذة للدراسة على 716 طالبًا إسرائيليًا (375 صبيًا و341 بنتًا) بين السادسة عشرة والثامنة عشرة. كان 334 من هؤلاء الطلاب ذوي إعاقات تعلُّمية. أشارت النتائج إلى أن استعمال الشابِكة للتواصل مع الأصدقاء الموجودين قد تنبأ بوحدة أقل شدة. يوحي هذا الاكتشاف بأن محادثة الأصدقاء الموجودين في وسط شابِكي قد تخفض احتمال الوحدة عند المراهقين ذوي الإعاقات التعلُّمية. وهذا مفهوم بالنظر إلى أن وسائل التواصل الاجتماعية الشابِكية تأتي بوسيلة نافعة لمد نطاق العلاقات غير الشابِكية إلى وسط شابِكي.

الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعية في الرفاهية النفسية-الاجتماعية

كذلك اكتشفت الدراسة التي عملها شرابي ومارغاليت (2011 أ) أثرًا سالبًا ممكنًا للتواصل الشابِكي عند المراهقين ذوي الإعاقات التعلمية. كان هذا الأثر - وهو الوحدة الزائدة - أكثر وضوحًا عندما كان أكثر استعمال الطلاب للشابكة هو لمحادثة الذين التقوهم شابِكيًا. من المثير للاهتمام أن هذه النتيجة تخالف المكتشفات التي أُبلغ عنها أعلاه والتي تتعلق بالتواصل بالشابِكة عند المراهقين ذوي القلق الاجتماعي (بونيتي والآخرون، 2010؛ لاغي والآخرون، 2013). قد يعكس هذا الانحراف فرقًا بين الطلاب ذوي القلق الاجتماعي والطلاب ذوي الإعاقات التعلمية في ما يتعلق بتفضيلهم للتواصل الشابِكي. مثال ذلك أن المراهقين القلقين اجتماعيًا قد يعون وعيًا حادًا أن وحدتهم هي نتيجة مباشرة لقلة مهاراتهم الاجتماعية في الأوضاع غير الشابِكية. أما المراهقون القلقون اجتماعيًا، بحسب ما عللته فرضية المقارنة الاجتماعية (لاغي والآخرون، 2013)، فيمكنهم استعمال الشابِكة للشعور بالتمكين اجتماعيًا ولتقليل القلق الذي من المعتاد أن يمنعهم من عقد صلات جديدة.

من جهة أخرى، ما من دليل في الدراسات التي راجعناها يوحي بأن المراهقين ذوي الإعاقات التعلمية يحصلون على حس مماثل من التمكين الاجتماعي بواسطة التواصل الشابِكي. بدلاً من ذلك، يوحي العمل السابق بأن احتمال أن يكون تفاعل المراهقين ذوي الإعاقات التعلُّمية مع الأصدقاء الشابِكيين أن يكون في أساسه وظيفة لإنشاء صلات اجتماعية ذات معنى أقل عددًا في الأوضاع الاجتماعية وجهًا لوجه (شرابي ومارغاليت، 2011 أ). في ضوء هذه النتائج، من الممكن أن تتدخل في تأثير استعمال وسائل التواصل الاجتماعية في الرفاهية النفسية-الاجتماعية خصائص المراهقين أو دوافعهم لاستعمال وسائل التواصل الاجتماعية. لكن الأمر يحتاج إلى المزيد من البحث العميق لإثبات هذا الافتراض. بعد هذا سننظر كيف تكون عاقبة تأثير وسائل التواصل الاجتماعية في تطور الهوية.

تطور الهوية

وضع العلماء فرضية تقول إن الأفراد ميالون إلى السعي وراء المعلومات والخبرات التي تثبت هوياتهم الاجتماعية الموجودة مسبقًا - وهي ظاهرة تُعرف بإرضاء الهوية (باركر، 2012؛ هاروود، 1999). عند الشباب، يقترن استعمال وسائل التواصل الاجتماعية لهذا الغرض بفرص وتكاليف، ولا سيما من جهة مقدرتهم على إنشاء صور للذات إيجابية وعلى صونها، وعلى التعبير عن جنسيتهم. تلعب السهولة في الاشتراك بالمعلومات تلعب دورًا وقائيًا في تقديم العون للمراهق على فهم ما يعنيه كونه "أنا". في نفس الوقت، إن التوجه العلني لمواقع التشبيك الاجتماعي وانكشاف المعلومات الخاصة داخلها - فرط التنبُّه للبروفيلات الشخصية ومتزايد خطر الانكشاف للإشاعات والثرثرة (مثال ذلك أن توضع صورة خليعة موضع التشارك من غير إذن) - إن ذلك كله يسهم في سجل من الأفعال والاتجاهات شبه دائم، وقد تكون له آثار متتابعة سالبة لم تُفهم بعدُ فهمًا تامًا.

يناقش البحث في هذا القسم خمس دراسات - ارتباطية في طبعها على نحو أساسي - دراسات تبرز الفرص والتحديات التي تضعها وسائل التواصل الاجتماعية في وجه تطور هوية المراهق؛ أعني الأهمية التي يوليها المراهقون لخلال[7] أو خصائص معينة تحدد مَن هُم. تستمد هذه الدراسات من عينات متنوعة وتستعمل أساليب متنوعة؛ لكنها تقدِّم باجتماعها جميعًا فائدة بصفتها نافذة أولية تنفتح على كيف تقدم وسائل التواصل الاجتماعية:

(1) فرصًا لوسم الذات (غاياريا ويونغ وغودال وشاراش، 2011) ولصون الإدراكات العقلية للذات، الإدراكات الحاضرة أو المرغوبة (باركر، 2012)

(2) تحديات للتعبير الشخصي والهويات الجنسية (ماناغو وغريام وغرينفيلد وسليم خان، 2008؛ تورتاخادا وأراونا ومارتينيز، 2013)

(3) مكتشفات مختلطة في ما يتعلق بقدرة المراهقين على تكوين حس للذات أكثر استقرارًا (ديفز، 2013).

الآثار الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعية في تطور الهوية

سأل باركر (2012) 734 طالبًا من طلاب السنة الأولى الجامعيين لم يتجاوزوا التاسعة عشرة أن يُبلغوا عن مدى رؤيتهم لمكانتهم كمراهقين وراشدين طالعين بصفة ذلك وجهًا مركزيًا من تعريفهم لذواتهم. قُرن إرضاء الهوية الاجتماعية على نحو مهم بتواتر استعمال مواقع التشبيك الاجتماعي. وعلى وجه الخصوص، أبلغ الذين أدركوا أن غرضهم من استعمال مواقع التشبيك الاجتماعي هو تعريض أنفسهم لرسائل إيجابية عن الأفراد في فئتهم من جهة العمر/الجيل (أعني التواصل المعين بحسب العمر الذي فيه إرضاء للهوية الاجتماعية)، أبلغوا عن تواتر في استعمال مواقع التشبيك الاجتماعي أعلى مما هو عند غيرهم على نحو مهم. أحد المعاني الضمنية لهذا الاكتشاف هو أنه لما كان الشباب يرون في وسائل التواصل الاجتماعية وسيلة لإرضاء حاجات هويتهم الاجتماعية، فإن متزايد استعمالهم للمنافذ من مثل فيسبوك وتويتر قد يغذي جهودهم لتطوير صور للذات صحية وموجبة.

كذلك قد تنفع وسائل التواصل الاجتماعية بصفتها منصة لتشييد الهويات وصونها وإبرازها. ميَّز غارياريا والآخرون (2011) 25 زمرة تأييد على فيسبوك من زمر اضطراب نقص الانتباه/فرط الحركة فيها ما لا يقل عن 100 فرد، يقود كل زمرة طالب هو في ذلك الوقت إما في مدرسة عليا أو في الجامعة. كشف تحليل عُمل على محتوى صور الملصقات التي ينشرها أفراد الزمر كشف أن الطلاب قد استعملوا زمر فيسبوك هذه لتحديد ماذا يعني أن يكون عند المرء اضطراب نقص الانتباه/فرط الحركة. لقد نزع أعضاء الزمر إلى تصوير الأفراد الذين عندهم اضطراب نقص الانتباه/فرط الحركة في ضوء من الإطراء. جاء في إحدى الصور الملصقة التي أقامت الدليل على هذه النتيجة: "اضطراب نقص الانتباه/فرط الحركة هو معزز للشخصية عظيم! أعتقد أننا جميعًا ممن أُنعم عليهم بتلك الناحية!" (ص17). كذلك اتخذت الرسائل التي تتعلق بتشييد هوية الزمرة اتخذت صورة الرفض للذين يصفون من غير إطراء، صورة من مثل صاحب مشاكل أو ساهٍ. بحسب ما يوحي هذا المثال، قد تُستعمل وسائل التواصل الاجتماعية كآلية لوسم الذات عند الأفراد الذين يجب عليهم دفع الوصمة التي تُفرض عليهم من الذين لا يشاركونهم نفس خبراتهم الحياتية.

إذا كان بالإمكان اعتبار أن أوجهًا معلومة من الهوية هي أوجه جمعية أو قائمة على الزمرة (مثال ذلك هو التماهي مع أعضاء آخرين من زمرة مصلحية خاصة على فيسبوك)، فإن أوجهًا أخرى من أوجه الهوية يُنظر إليها بصفتها أكثر شخصانية بالنسبة للفرد ومستقرة نسبيًا مع الأوضاع (مثال ذلك هي المشاكسة والانبساط والعصابية). عمل ديفز (2013) مسحًا شمل 2017 طالبًا بين الحادية عشرة والتاسعة عشرة في سبع مدارس عليا في برمودا. كان من بين التوقعات التي افترضها المؤلف أن الطلاب الذين تواصلوا شابِكيًا مع أصدقائهم سيعبِّرون عن وضوح بشأن مفهوم الذات أعظم قدرًا - أعني إدراك أن للمرء حسًا بالذات واضحًا جيد التحديد متماسكًا في بضعة أوضاع. أيدت النتائج هذا التوقع. أضف إلى ذلك أن أثر التواصل الشابِكي مع الأصدقاء في وضوح مفهوم الذات قد كان اتخذ وسيطًا له صفة الصداقة (مدركة عقليًا بصفتها أملاً وتكافلاً). لقد أدرك الذين تواصلوا شابِكيًا مع أصدقائهم أدركوا أن لصداقتهم نوعية أرفع. رُبطت نوعية الصداقة الأرفع قدرًا، بدورها، مع وضوح في مفهوم الذات أعظم قدرًا. توحي هذه المكتشفات بأن التواصل الشابِكي مع الذين قد صار لهم مكان في حلقة أصدقاء المرء بأنه قد يسهم في تطوير حس للذات أحسن تحديدًا، حس يبقى مستقرًا نسبيًا في مجالات اجتماعية مختلفة.

الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعية في تطور الهوية

لوسائل التواصل الاجتماعية فائدة أيضًا، كمنصات لإبراز التذكير والتأنيث والهوية الجنسية. قد يكون هذا الأمر مشكلاً عند الناشئة، بالنظر إلى أن المراهقين قد يرون في ضرب المواعيد محاولة ترفيهية تشتمل على "الرفاقية وأولى خبرات الحب الرومانسي والتجريب الجنسي" (آرنيت، 2000، ص473). أضف إلى ذلك أن الجزء الأمامي الجبهي من قشرة الدماغ عند الذين في المرحلة العشارية هذا الجزء الآخذ في التطور يكون ما يزال يعمل على التمكُّن من مهام مثالها ضبط النزوات والتنظيم العاطفي وتقويم العواقب والمجازفات (انظر شتاينبرغ، 2008). ليس من العجيب إذًا أن يتشارك الناشئة عادة في رغباتهم الجنسية والصور الخليعة والمقاطع المثيرة في المجتمعات الشابِكية من مثل تويتر وإنستاغرام ويوتيوب.

استعمل تورتاخادا والآخرون (2013) تقنية كرة الثلج في أخذ العينات من أجل عمل تحقيق مختلط الأساليب للتذكير والتأنيث ولعروض الذات الجنسية الشابِكية عند 400 مراهق، فوجدوا أن أكثر من 40% من الذكور والإناث قد نشروا صورًا لهم وهم نصف عراة أو لابسين ثيابًا تشف عما تحتها أو مرتدين لباسًا ضيقًا جدًا. لقد أبرز ماناغو والآخرون (2008) في عملهم لعينات بحثية من جنس واحد مع الطلاب بشأن استعمالهم لموقع "ماي سبيس"، أبرزوا التوتر القائم بين تعبير المرء عن هويته الجنسية وبين تحايله على تُهَم الاتصال الجنسي غير الشرعي. على نحو متصل، وجد ديفز (2013) أنه متى أبلغ الطلاب عن أنهم أكثر احتمالاً للإبلاغ عن استعمال التواصل الشابِكي لأغراض استكشاف الأوجه المختلفة لهويتهم، كانوا أيضًا أقل احتمالاً لأن يكون عندهم وضوح في حس مفهوم الذات، بسبب منخفض نوعية الصداقة. إذا كان التعبير عن الجنسية - وهو أحد أشكال استكشاف الهوية شابِكيًا - إذا كان ممكنًا الترحيب والاحتفاء به في مواقع التشبيك الشابِكي، فإن الصيغة المفتوحة لهذه المواقع تترك المراهقين عرضة لتعليقات ضارة. يضاف إلى ذلك احتمال أن تلفت هذه الصور انتباه جمهور ليس هو المقصود (مثاله الوالدون والراشدون الآخرون)، جمهور يرغب الفرد أن يكشف له عن ذات مختلفة.

إن التنوع في الدراسات المقدمة في هذا القسم يمثل شتى الطرق التي ترتبط بها وسائل التواصل الاجتماعية بتطور الهوية. إننا نرى بضع نواحٍ يمكن فيها للباحثين في أمر الهوية أن يعملوا دراسات تكرار وتوسعة لأجل مقاصد التمكُّن من التعميم. مثال ذلك أنه إذا كان من المغري، وربما من المدرك بالبديهة، الاستنتاج بأن وسائل التواصل الاجتماعية قد تزود أعضاء الكثير من الزمر الموصومة بفوائد الهوية نفسها على غرار الشباب الذين عندهم اضطراب نقص الانتباه/فرط الحركة (غاياريا والآخرون، 2011)، فمن الواجب فحص هذا الاحتمال إمبيريقيًا قبل عمل استنتاجات كهذه. هاهنا أيضًا أوجه مهمة من الهوية لم تناقش بصراحة، ومن ذلك الهوية العرقية/الإثنية والهوية الأكاديمية. ينبغي أن تستكشف أيضًا طرق إسهام وسائل التواصل الاجتماعية في تطوير هوية صحية في هذه النواحي.

أوجه القصور والبحث المستقبلي

قدمت هذه المقالة نظرة عامة إلى الارتباطات القائمة بين وسائل التواصل الاجتماعية وبين الترابطية الاجتماعية عند المراهقين، لكن تبقى قضايا ومسائل إضافية. مثال ذلك أن الدراسات العرضانية لا تتيح لنا أن نفهم تمامًا الآثار الطويلة الأجل لاستعمال وسائل التواصل الاجتماعية في تطور المراهق. هل مِن نقطة إشباع تفقد عندها وسائل التواصل الاجتماعية التأثير في المراهقين وهم ينتقلون إلى الرشد، في مرحلةٍ قد يستبدلون عندها بالتواصل الاجتماعي الشابِكي تواصلاً اجتماعيًا غير شابِكي أكثر اتساعًا، جماعة وأفرادًا؟ أم أن آثار وسائل التواصل الاجتماعية هي أسيَّة بالنسبة لبعض الأفراد، حيث يلعب الاعتماد المتزايد على التفاعلات الاجتماعية الشابِكية دورًا أكبر أهمية من دور نظيرتها غير الشابِكية حال انتقال المراهقين إلى الرشد؟ هذه المسائل إنما يجاب عليها فقط بدراسات طولانية معَدَّة جيدًا.

كذلك أشارت مراجعتنا لمجموع الأعمال إلى أن دور كثرة الاستعمال لم يُفحص إلى حينه فحصًا شاملاً. لعل للانخراط في وسائل التواصل الاجتماعية حدًا تولِّد عنده عائدات متناقصة. يمكن لدراسات كهذه أن تقدم المزيد من التأييد لفهم تأثير هذه القضايا، وهي مهمة لفهم تأثير التقانة في أوجه التطور الإنساني. لكن من ناحية أكثر عملية، قد يفضي تناول نواحٍ كهذه إلى توصيات مجتمعية نافعة بشأن الشروط الحدودية اللازمة لضمان أن تكون وسائل التواصل الاجتماعية مفيدة في إنشاء حس من الترابطية.

مع أننا لم نُحط إحاطة شاملة بالآثار المتبادلة للمواصلة الاجتماعية ووسائل التواصل الاجتماعية، فإن البحث المستقبلي الذي يستكشف احتمال أن تُغيِّر الترابطية الاجتماعية من طرق تماس الأفراد مع وسائل التواصل الاجتماعية هذا البحث قد يملأ فجوة ظاهرة في مجموع الأعمال. يُربط عدم الترابطية الاجتماعية بردود الأفعال العاطفية السلبية (مارتن وداوسون، 2009)، وتؤثر عواطف كهذه في طرق تحليل الأفراد للمعلومات عنهم (تروب وفيرغسون وراغوناتان، 2001). وعليه، من المحتمل أن ما يأخذه الأفراد من خبراتهم في منافذ وسائل التواصل الاجتماعية يقوم جزئيًا على مستوى مواصلتهم الاجتماعية. مع أن فرضية كهذه هي ذات طبيعة نظرية، فمن المهم النظر في احتمال هذه العلاقة عند تأويل المكتشفات المستقبلية في ما يتعلق بطبيعة الترابطية الاجتماعية ووسائل التواصل الاجتماعية.

كذلك قد تكون الدراسات المقارنة المستقبلية مهمة في العون على تحديد مدى ما تُكسبه أوجه الاتفاق والاختلاف عند الزمر الثقافية من صلاحية للأقوال التي يمكننا أن نطلقها على دور وسائل التواصل الاجتماعية في الترابطية الاجتماعية. مثال ذلك أنه من المعقول أن الزمر الثقافية التي تتسم بقدر من الجمعية والاعتماد المتبادل أكبر من غيرها (من مثل الأوستراليين الأصليين والمراهقين الأستراليين الآسيويين)، أن هذه الزمر تستعمل وسائل التواصل الاجتماعية بطريقة مختلفة عما يفعله المراهقون القوقازيون في اتجاههم السائد، وهم الذين يوضعون موضع التحقيق أكثر من غيرهم (انظر مثلاً: ماكينيرني، 2014، ص407). قد تشكل المعايير الثقافية (ومثالها النزعة الجمعية) تفسير المرء للإلحاحات التي يشعر بها (ومثالها التمثيل لزمرة المرء الداخلية)، والأنشطة التي يدخلون فيها شابِكيًا، والحس الذي يتكوَّن عندهم من هذه الخبرة الاجتماعية الشابِكية، قد تشكِّل ذلك كله. من غير فحص دور العمليات الثقافية فإنه من المستحيل أن يُفهم فهمًا تامًا لمن وتحت أي ظرف يكون لأوجه معينة من وسائل التواصل الاجتماعية تأثير في الترابطية الاجتماعية.

الاستنتاجات

لما كانت أغلبية واسعة من المراهقين يستعملون وسائل التواصل الاجتماعية للدخول في أنشطة اجتماعية، فلقد سعت المراجعة الحاضرة إلى تحديد آثار استعمال وسائل التواصل الاجتماعية في هذه النواحي الأساسية الثلاث. توحي المكتشفات المقدمة في هذه المقالة باحتمال وجود مفارقة: يمكن لوسائل التواصل الاجتماعية أن تعزز الانتماء والرفاهية النفسية-الاجتماعية وتطور الهوية، مع تعريضها الناشئة – في نفس الوقت - لمحصِّلات سلبية ممكنة.

بالنظر إلى تفشِّي وسائل التواصل الاجتماعية في الحياة اليومية للمراهقين، فإن المزيد من الفهم لتأثيرها في التفاعلات الاجتماعية هو أمر ضروري. سيكون لمكتشفات كهذه معانٍ ضمنية عملية من جهة تطوير الاستراتيجيات وتدخلات المعلمين والأهل وعلماء النفس التربويين الذين يحدوهم الأمل في تحسين إدارة التنمُّر الحاسوبي والنبذ الحاسوبي والتعبير عن الهوية الجنسية. يضاف إلى ذلك أنه بالإمكان تعليم المراهقين كيف يعززون خبراتهم الشخصية في استعمال وسائل التواصل الاجتماعية، بزيادة الانتماء والرفاهية النفسية-الاجتماعية وكذلك توكيد هوياتهم الاجتماعية.

ترجمة: وفيق فائق كريشات

*** *** ***

المراجع:

-        Abrams, D., Weick, M., Thomas, D., Colbe, H., & Franklin, K.M. (2011). On-line ostracism affects children differently from adolescents and adults. British Journal of Developmental Psychology, 29, 110–123. doi:10.1348/026151010´494089

-        Adams, W.L. (2011, August 8). Were Twitter or Blackberrys used to fan flames of London’s riots? Time. Retrieved December 22, 2013, from http://content.time.com/time/world/article/0,8599,2087337,00. html

-        Anderson-Butcher, D., & Conroy, D.E. (2002). Factorial and criterion validity of scores of a measure of belonging in youth development programs. Educational and PsychologicalMeasurement, 62, 857–876. doi:10.1177/001316402236882

-        Arnett, J.J. (2000). Emerging adulthood: A theory of development fromthe late teens through the twenties. American Psychologist, 55(5), 469–480. doi:10.1037/0003-066X.55.5.469

-        Australian Bureau of Statistics. (2011). Nearly three-quarters of Australian households now have broadband. Retrieved from http://www.abs.gov.au/ausstats/abs@.nsf/lookup/8146.0Media%20Release12010-11

-        Baker, E., & Bugay, A. (2011). Peer victimization and depressive symptoms: The mediation role of loneliness. Procedia — Social and Behavioral Sciences, 30, 1303–1307. doi:10.1016/j.sbspro.2011.10. 253

-        Barker, V. (2012). A generational comparison of social networking site use: The influence of age and social identity. International Journal of Aging&HumanDevelopment, 74(2), 163–187. doi:10.2190/AG.74.2.d

-        Baumeister,R.F.,&Leary, M.R. (1995).The need to belong:Desire for interpersonal attachments as a fundamental human motivation. Psychological Bulletin, 117(3), 497–529. doi:10.1037/0033-2909.117.3.497

-        Bonetti, L., Campbell, M.A., & Gilmore, L. (2010). The relationship of loneliness and social anxiety with children’s and adolescents’ online communication. Cyberpsychology, Behavior, and Social Networking, 13(3), 279–285. doi:10.1089/cyber.2009.0215

-        Bowlby, J. (1969). Attachment and loss: Attachment. London: Hogarth Publishers. Bowlby, J. (1973). Attachment and loss, Vol. 2: Separation. New York: Basic Books. Bradley, G.L., & Inglis, B.C. (2012). Adolescent leisure dimensions, psychosocial adjustment, and gender effects. Journal of Adolescence, 35, 1167–1176. doi:10.1016/j.adolescence.2012.03.006

-        Caplan, S.E. (2003). Preference for online social interaction: A theory of problematic Internet use and psychosocial well-being. Communication Research, 30, 625–648. doi:10.1177/0093650203257842

-        Cohen, A.P. (1982). Belonging: Identity and social organization in British rural cultures. Manchester, UK: Manchester University Press.

-        Cohen, A.P. (1985). The symbolic construction of community. London: Tavistock.

-        D’Amato, G., Cecchi, L., Liccardi, G., Pellegrino, F., D’Amato, M., & Sofia, M. (2012). Social networks: A new source of psychological stress or a way to enhance self-esteem? Negative and positive implications in bronchial asthma. Journal of Investigational Allergology and Clinical Immunology, 22(6), 402–405. Retrieved from http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/23101183

-        Davis, K. (2012). Friendship 2.0: Adolescents’ experiences of belonging and self-disclosure online. Journal of Adolescence, 35, 1527–1536. doi:10.1016/j.adolescence.2012.02.013

-        Davis, K. (2013). Young people’s digital lives: The impact of interpersonal relationships and digital media use on adolescents’ sense of identity. Computers and Human Behavior, 29, 2281–2293. doi:10.1016/j.chb.2013.05.022

-        Deci, E.L., & Ryan, R.M. (1991). A motivational approach to self: Integration in personality. In R. Dienstbier (Ed.), Nebraska Symposium on Motivation: Perspectives on motivation (vol. 38, pp. 237–288). Lincoln, NE: University of Nebraska Press.

-        Douglas, K. (2013, July). Understanding cyberhate: The psychology of prejudice and discrimination in online communication. Paper session presented at the Social Networking in Cyberspace Conference, Wolverhampton, UK.

-        Fiske, S.T. (2004). Social beings: A core motives approach to social psychology. Hoboken, NJ:Wiley.

-        Fitzpatrick, K.M., Dulin, A., & Piko, B. (2010). Bullying and depressive symptomatology among lowincome, African-American youth. Journal ofYouth andAdolescence, 39(6), 634–45. doi:10.1007/s10964- 009-9426-8

-        Fox, J.,Warber, K.M.,&Makstaller,D. (2013). The role of Facebook in romantic relationship development: An exploration of Knapp’s relational stage model. Journal of Social & Personal Relationships, 30, 771– 794. doi:10.1177/0265407512468370

-        Gajaria, A., Yeung, E., Goodale, T., & Charach, A. (2011). Beliefs about attention-deficit/hyperactivity disorder and response to stereotypes: Youth postings in Facebook groups. Journal of Adolescent Heath, 49, 15–20. doi:10.1016/j.jadohealth.2010.09.004

-        Gillen-O’Neel, C., & Fuligni, A. (2013). Longitudinal study of school belonging and academic motivation across high school. Child Development, 84(2), 678–692. doi:10.1111/j.1467-8624.2012.01862.x

-        Gonsalkorale, K., & Williams, K.D. (2007). The KKK won’t let me play: Ostracism even by a despised outgroup hurts. European Journal of Social Psychology, 37, 1176–1186. doi:10.1002/ ejsp.392

-        Harter, S. (1999). The construction of the self: A developmental perspective. New York: Guilford Press.

-        Harwood, J. (1999). Age identification, social identity gratifications, and television viewing. Journal of Broadcasting & Electronic Media, 43, 123–136. doi:10.1080/08838159909364479

-        Hill, P.L.,Allemand,M.,Grob, S.Z.,Pen,A.,Morgenthaler, C.,&Kӓppler, C. (2013). Longitudinal relations between personality traits and aspects of identity formation during adolescence. Journal of Adolescence, 26, 413–421. doi:10.1016/j.adolescence.2013.01.003

-        Ko, H., & Kuo, F. (2009). Can blogging enhance subjective wellbeing through self-disclosure? CyberPsychology & Behaviour, 12(1), 75–79. doi:10.1089/cpb.2008.0163

-        Koster, M., Nakken, H., Pijl, S.J., & van Houten, E. (2009). Being part of the peer group: A literature study focusing on the social dimension of inclusion in education. International Journal of Inclusive Education, 13(2), 117–140. doi:10.1080/13603110701284680

-        Laghi, F., Schneider, B.H., Vitoroulis, I., Coplan, R.J., Baiocco, R., Amichai-Hamburger, Y., Hudek, N., Koszycki, D., Miller, S., & Flament, M. (2013). Knowing when not to use the Internet: Shyness and adolescents’ on-line and off-line interactions with friends. Computers in Human Behavior, 29, 51–57. doi:10.1016/j.chb.2012.07.015

-        Lanza,H.I., Echols, L.,&Graham, S. (2013).Deviating from the norm: Body mass index (BMI) differences and psychosocial adjustment among early adolescent girls. Journal of Pediatric Psychology, 38(4), 376– 386. doi:10.1093/jpepsy/jss130

-        McInerney, D.M. (2014). Educational psychology: Constructing learning (6th ed.). Sydney, Australia: Pearson.

-        Madden,M.,Lenhart, A.,Cortesi, S., Gasser,U.,Duggan, M., Smith, A.,&Beaton,M. (2013,May 21).Teens, social media, and privacy. Pew Internet&American Life Project. Retrieved January 8, 2014, from http:// www.pewinternet.org/Reports/2013/Teens-Social-Media-And-Privacy/Main-Report/Part-1.aspx

-        Manago, A.M., Graham,M.B., Greenfield, P.M., & Salimkhan, G. (2008). Self-presentation and gender on MySpace. Journal of AppliedDevelopmental Psychology, 29, 446–458. doi:10.1016/j.appdev.2008.07.001

-        Margalit,M. (2010). Lonely children and adolescents: Self-perceptions, social exclusion, and hope. NewYork: Springer.

-        Martin, A.J., & Dowson, M. (2009). Interpersonal relationships, motivation, engagement, and achievement: Yields for theory, current issues, and practice. Review of Educational Research, 79, 327– 365.

-        Maslow, A.H. (1943). A theory of human motivation. Psychological Review, 50, 370–396. doi:10.1037/h0054346

-        Mensah, F.K., Bayer, J.K., Wake, M., Carlin, J.B., Allen, N.B., & Patton, G.C. (2013). Early puberty and childhood social and behavioral adjustment. Journal of Adolescent Health, 53, 118–124. doi:10.1016/j.jadohealth.2012.12.018

-        Milian,M. (2011). CNN Tech: Facebook, Google refer suicidal people to help lines. Retrieved from http:// www.cnn.com/2011/12/13/tech/web/facebook-google-suicide/

-        Newman, B.M., Lohman, B.J., & Newman, P.R. (2007). Peer group membership and a sense of belonging: Their relationship to adolescent behavior problems. Adolescence, 42(166), 241–263. Retrieved from http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/17849935

-        Nurullah, A.S. (2009). The cell phone as an agent of social change. Rocky Mountain Communication Review, 6(1), 19–25. doi:10.1016/j.trf.2013.03.006

-        Olenik-Shemesh, D., Heiman, T., & Eden, S. (2012). Cyberbullying victimisation in adolescence: Relationships with loneliness and depressive mood. Emotional & Behavioural Difficulties, 17(3), 361–374. doi:10.1080/13632752.2012.704227

-        Pharo, H., Gross, J., Richardson, R., & Hayne, H. (2011). Age-related changes in the effect of ostracism. Social Influence, 6(1), 22–38. doi:10.1080/15534510.2010.525852

-        Putnam, R.D. (2000). Bowling alone: The collapse and revival of American community. New York: Simon & Schuster.

-        Quinn, S., & Oldmeadow, J.A. (2013). Is the igeneration a ‘we’ generation? Social networking use among 9- to 13-year-olds and belonging. British Journal of Developmental Psychology, 31, 136–142. doi:10.1111/bjdp.12007

-        Reeve, J., Deci, E.L., & Ryan, R.M. (2004). Self-determination theory. A dialectical framework for understanding sociocultural influences on student motivation. In D.M. McInerney & S. Van Etten (Eds.), Research on sociocultural influences on motivation and learning: Big theories revisited (vol. 4, pp. 31–59). Greenwich, CT: Information Age Press.

-        Ryan, T., & Xenos, S. (2011). Who uses Facebook? An investigation into the relationship between the Big Five, shyness, narcissism, loneliness, and Facebook usage. Computers in Human Behavior, 27,  1658–1664.

-        Schachter, E.P., & Rich, Y. (2011). Identity education: A conceptual framework for educational researchers and practitioners. Educational Psychologist, 46, 222–238. doi:10.1080/00461520.2011.614509

-        Sharabi, A., &Margalit,M. (2011a). Themediating role of internet connection, virtual friends, and mood in predicting loneliness among students with and without learning disabilities in different educational environments. Journal of Learning Disabillities, 44, 215–227. doi:10.1177/0022219409357080

-        Sharabi, A., & Margalit, M. (2011b). Virtual friendships and social distress among adolescents with and without learning disabilities: The subtyping approach. European Journal of Special Needs Education, 26, 379–394. doi:10.1080/08856257.2011.595173

-        Shochet, I.M., Smith, C.L., Furlong,M., & Homel, R. (2011). A prospective study investigating the impact of school belonging factors on negative affect in adolescents. Journal of Clinical Child & Adolescent Psychology, 40, 586–595. doi:10.1080/15374416.2011.581616

-        Socialbakers.com (2014). Social media marketing, statistics & monitoring tools. Retrieved January 22, 2014, from www.socialbakers.com

-        Steinberg, L. (2008). A social neuroscience perspective on adolescent risk-taking. Developmental Review, 28(1), 78–106. doi:10.1016/j.dr.2007.08.002

-        Teo, T. (2013). An initial development and validation of a Digital Natives Assessment Scale (DNAS). Computers & Education, 67, 51–57. doi:10.1016/j.compedu.2013.02.012

-        Tortajada, I., Arauena, N., & Mart´ınez, I.J. (2013). Advertising stereotypes and gender representation in social networking sites. Comunicar, 21(41), 177–186. doi:10.3916/C41-2013-17

-        Trope, Y., Ferguson, M., & Raghunathan, R. (2001). Mood as a resource in processing self-relevant information. In J.P. Forgas (Ed.), Handbook of affect and social cognition (pp. 256–274). Hillsdale, NJ: Laurence Erlbaum

-        Valkenburg, P.M., & Peter, J. (2009). The effects of instant messaging on the quality of adolescents’ existing friendships: A longitudinal study. Journal of Communication, 59, 79–97. doi:10.1111/j.1460– 2466.2008.01405.x

-        Williams, K.D. (2007). Ostracism. Annual Review of Psychology, 58, 425–452. doi:10.1146/annurev.psych.58.110405.085641

-        Williams, K.D., & Nida, S.A. (2011). Ostracism: Consequences and coping. Current Directions in Psychological Science, 20(2), 71–75. doi:10.1177/0963721411402480

-        Zadro, L., Williams, K.D., & Richardson, R. (2004). How low can you go? Ostracism by a computer is sufficient to lower self-reported levels of belonging, control, self-esteem, and meaningful existence. Journal of Experimental Social Psychology, 40, 560–567. doi:10.1016/j.jesp.2003.11.006

 


 

horizontal rule

*  المصدر:

The Australian Educational and Developmental Psychologist

Volume 31 | Issue 1 | 2014 | pp. 18–31 | C _ Australian Psychological Society Ltd 2014.

**  ألن أ كِلي: معهد الدراسات العليا للتربية في ملبورن، جامعة ملبورن، ملبورن، فيكتوريا، أوستراليا.

تراشي رايان: قسم علم النفس في جامعة ملبورن، ملبورن، فيكتوريا، أوستراليا.

ديليون ل غري: كلية التربية في جامعة كارولاينا الشمالية الحكومية، راليه، كارولاينا الشمالية، الولايات المتحدة.

دينيس م ماكينيرني: معهد التربية في هونغ كونغ، هونغ كونغ، الصين.

لي ووترز: معهد الدراسات العليا للتربية في ملبورن، جامعة ملبورن، ملبورن، فيكتوريا، أوستراليا.

[1] نسبًة إلى الشابِكة "الانترنت". [المترجم]

[2] نسبةً إلى العُشاريات أو المرحلة العُشارية هو مصطلح يستخدم للدلالة على السنوات الممتدة بين الثالثة عشرة والتاسعة عشرة من العمر ويطلق عليه بالإنكليزية the teen years. [المترجم]

[3] استيعاب الأفكار وفهمها جيدًا. [المترجم]

[4] أي القائمة على الملاحظة أو التجربة. [المترجم]

[5] نسبةً إلى الحاسوب، متصلاً بالشابِكة. [المترجم]

[6] البروفيل هو لمحة مختصرة عن حياة الشخص – المترجم.

[7] مفردها خلة. [المترجم]

 

 

 

الصفحة الأولى
Front Page

 افتتاحية
Editorial

منقولات روحيّة
Spiritual Traditions

أسطورة
Mythology

قيم خالدة
Perennial Ethics

 إضاءات
Spotlights

 إبستمولوجيا
Epistemology

 طبابة بديلة
Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة
Deep Ecology

علم نفس الأعماق
Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة
Nonviolence & Resistance

 أدب
Literature

 كتب وقراءات
Books & Readings

 فنّ
Art

 مرصد
On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني