اللاعنف والمقاومة

Nonviolence and resistance

>>>>>>>>>

<<<<<<<<<
أهلاَ وسهلاَ بكم في مكتبة معابر الإلكترونية

 المكتبة - The Library

تموز وآب 2009

July & August  2009

في هذا الإصدار

Welcome to the Maaber Bookshop

 

تموز 2009

اللاعنف: أربعُ نَعَم

وليد صلَيْبي

للاعنف لاءان: لا لعنف الذات، ولا لعنف الآخرين.

الـ"لا" الأولى - لا لعنف الذات - قد تبدو طوباوية إذا ما نظرنا إليها وكأنها تسعى في لَجْم عنفٍ مفترَض مغروس في صُلْب الطبيعة البشرية - عنفٍ حتميٍّ بالتالي؛ ومن هذا المنظار بعينه، تبدو هذه الـ"لا" مناقضةً لطبيعة الإنسان. لكن الأمر غير ذلك قطعًا: فهي "لا" واقعية، بل متجانسة حتى مع ما يُسمى بـ"الغرائز"، وفقًا لما توصل إليه عددٌ كبير من كبار المحلِّلين النفسيين psychanalystes وعلماء سلوك الحيوان éthologues وعلماء التطور évolutionnistes وعلماء الوراثة généticiens وعلماء الأعصاب neurologues إلخ.

ويرى عددٌ من أبرز المحلِّلين النفسيين ممَّن انتقدوا نظرية فرويد في غريزة الموت (نخص منهم بالذكر إريش فروم) أنه ما من غريزة ثابتة تُدعى "غريزة الموت" تدفع بالإنسان نحو الموت أو الانتحار أو تدمير الذات، مضيفين أن غريزة الموت التي تكلم عليها فرويد ليست موجودة في حدِّ ذاتها، وأن نزوع الإنسان إلى العنف ما هو سوى انعكاس لإخفاق غريزة الحياة عنده في التعبير عن نفسها وتحقيق ذاتها، وذلك من جراء العقبات والخيبات الاجتماعية في سيرة كلِّ فرد.

 

تموز 2009

ليس الانتقام أبدًا حقًّا من حقوق الإنسان

جان-ماري مولِّر

لن أعرِّف بالانتقام بوصفه إرادتي الحصولَ من المسيء إليَّ على تعويض عن الإساءة التي كبدني إياها، بل بوصفه رغبتي في تكبيده إساءةً بغرض أن أؤلمه وحسب [= نقمة]. فأنا، حين أنتقم، ما من نية عندي سوى أن أردَّ rétorquer الإساءة التي تكبدتُها على صاحبها. الانتقام، إذن، محض ردِّ الفَعْلَة بفَعْلَة من جنسها ré-torsion. لكن الانتقام لا يعوِّض عن شيء أبدًا؛ إذ هو لا ينتوي التعويض، بل التقويض. ومنه فإن الانتقام ليس فعل دفاع شرعي عن النفس. فما يختص به هو أنني، حين أمارسه، لا يبدي عدوي أية خطورة فعلية علي ولا يمارس ضدي أي تهديد مباشر؛ إنه حينذاك لا يعود يجابهني. لذا فإن الانتقام يتم دومًا من الخلف - عن جبن. ومنه لا يجوز للانتقام أن يستفيد من تأييد العدالة. فهو لا يريد أن يردَّ لي حقوقي، ولا يقدر على ذلك أصلاً، بل يبتغي فقط إيلام مَن آلمني. لذا فإن عنف الانتقام ليس حقًّا أبدًا؛ إذ ليس ثمة أي "حق" في الانتقام. إنه دومًا غير مبرَّر، دومًا جائر، دومًا جريمة ضد الإنسانية. وبما أن الانتقام وليد الحقد والضغينة والصدود والكراهية فهو ليس نبيلاً أبدًا، بل خسيس دومًا.

 

تموز 2009

اللاعنف والمدينة

أكرم أنطاكي

لستُ معلمًا، فأنا لا أتمتع بهذه الموهبة، وهذه ليست محاضرة ولا حتى مقالة مملة أريد من خلالها استعراض ما أعرف؛ إنما، في حقيقة الأمر، هي مجرد مراجعة للذات وتفكر في مسار اخترته لنفسي متأخرًا، ألا وهو طريق اللاعنف. وقد عنونت هذه التأملات باللاعنف والمدينة، لأني من خلالها، وأنا أحاول مراجعة نفسي، كنت أفكر بنفسي وبمدينتي بمقدار ما كنت أفكر بشكل عام بكل أخ لي في هذا البلد وفي الإنسانية.

2

في نهاية العام المنصرم، وكنت حينذاك منهمكًا في ترجمة كتاب بعنوان كتابات وأقوال للمهاتما م. ك. غاندي استوقفتني في الفصل الأول من هذا الكتاب، وهو فصل بعنوان لست قديسًا ولا غارقًا في الخطيئة، عبارة في منتهى الفطرية والجمال يقول فيها:

لم أدّعي يومًا بأني زاهد؛ فالزهد مرده صرامة الأشياء. أنظر إلى نفسي كصاحب بيت يعيش حياة خدمة متواضعة كغيري من العاملين الذين يعيشون على صدقات الأصدقاء... والحياة التي أعيشها سهلة ومريحة في مجملها، هذا إن فهمنا الراحة بأنها مجرد حالة ذهنية. ومن هذا المنظور، لديّ كل ما أحتاج إليه ولا أتعب نفسي باكتناز أي شيء خاص.

 

حزيران 2009

محاولة في البحث عن علاج للعنف

محمد علي عبد الجليل

"الكون نغمٌ ورقم" بحسب فيثاغورس. وأيُّ تغيير في الرقم يؤدي إلى تغيُّر في النغم. الحياة كيمياء. ما تُدْخِلْه في القِدْر تُخرِجْه بالمِغْرَفة. وما تزرعْه في القَدَر تحصدْه عواقبَ. كذلك فإنَّ ما يضعُه الكائنُ في قِدْرِ مَعِدَتِه ينعكسُ على سلوكه. لذلك، يُعرَف الكائنُ الحي مما يأكل. قلْ لي ماذا تأكل أقلْ لكَ من أنتَ. لتغيير المُخْرَجاتِ لا بدَّ من تغيير المُدْخَلات. وهنا بيتُ القصيد. إنَّ سلوكَ الإنسان مرتبطٌ بعدة عواملَ، أولُها وأهمُّها طعامُه. لتغيير السلوك إذَنْ، لا بدَّ من تغيير الطعام. ولا يكفي ذلك، بل لا بدَّ أيضًا من تغيير طريقة الأكل. إنَّ هذا يساعدنا في التفكير في علاجٍ للعنف. العنف سلوك غير سوي يفرِّغ من خلاله العنيفُ طاقتَه الداخليةَ المكبوتةَ بطريقةٍ تُدَمِّـرُ من حوله، بل تُدَمِّره هو نفسه.

 

حزيران 2009

أسئلة صعبة وأجوبة صعبة

Hard Questions, Hard Answers

مايكل ناغلر

Michael Nagler

أبرزت الصفحة الأولى من نيويورك تايمز، إصدار يوم الأحد 17 آب 1997، صورة امرأة حزينة، اسمها ليندا ريد، وهي تضع باقة زهور على شاهدة قبر ابنها الذي شنق نفسه وهو في عمر السابعة عشر. وكان المراهق السادس من تلك الجالية الذي يشنق نفسه، أو تشنق نفسها، في تلك السنة. لماذا؟ تحدثت المقالة المُصاغة بشكل جيد، واصفةً حالات الانتحار في هذه المنطقة من جنوب بوسطن، عن مشاعر الكبرياء لدى الجالية، والتي تضغط بثقلها الشديد على الشباب، وعن التوترات العرقية، وعن قلّة الفرص الاقتصادية، وعن كل الأمور التي ندركها جيدًا لكنها بالكاد تفسّر سبب إقدام شاب في بلاد مثل بلادنا على وضع حدّ لحياته. لابد أن التفسير الصائب يمتدّ إلى ما هو أعمق من كبرياء الجالية ومن الفرص الاقتصادية. ففي عام 1998 ذكر كبير الأطباء في وزارة الصحة أن الأطفال في سن 10 - 14 أكثر عرضة لوضع حدّ لحياتهم بنسبة الضعفين مما لو كانوا في الخامسة عشرة. ما السبب؟ حيث الإحساس بأن كل هذا الحديث عن كبرياء الجالية وما شابه مجرد ستار من الدخان، ويقتبس الكاتب في النهاية عن كاهن محلي أنه: "ما من أجوبة حقًا".

أيار 2009

من هو المقاوم؟
 

زهير الدبعي

عندما تسمع بعض أهلنا يتحدثون عن المقاومة تعبر في خيالك أسماء كالإمام (أبو حامد) الغزالي، والإمام عبد القادر الكيلاني، وغيرهما من كبار العلماء الذين أدركوا أهمية إصلاح قراءة المسلمين لدينهم، وضرورة الانتقال من هوامش الانتماءات المذهبية إلى آفاق الانتماء للأمة بكل أطيافها ومذاهبها واجتهاداتها؛ وتعبر في خيالك، أيضًا، أسماء أبطال فاتحين كعماد الدين زنكي، الذين قادوا الأمة لتحرير الرها عام 1144، وصلاح الدين الأيوبي لتحرير القدس عام 1187، والظاهر بيبرس لتحرير أنطاكية عام 1265، والأشرف قلاوون لتحرير عكا عام 1291.

حينما تسمع بعض أهلنا يتحدثون عن المقاومة، وكأنها اكتشاف أو اختراع خاص بهم، ومن حقهم حيازة (براءة الاختراع)، تصاب بالدهشة والألم. ومبعث الدهشة ليس هذا الادعاء فحسب، إنما إغفالهم مقاومة أجيال من المقاومين، قبل وبعد هزيمة 1948، وقبل وبعد هزيمة 1967؛ ومبعث الألم حقيقة أن المقاومة لم تحقق غايتها، وهي الخلاص النهائي من الاحتلال، أو، على الأقل، حماية وجودنا المادي والمعنوي، الذي يتعرض، في كل مرحلة من المراحل، وتحت كل القيادات، على تنوع أطيافها ومواقفها، إلى ضمور وتآكل مستمرين، لدرجة أصبحت تهدد وجودنا بدرجة غير مسبوقة، بل تجعله عرضة للإبادة والفناء، اللهم إلا إذا أوهمنا أنفسنا بأن التغيير في الأسماء والملامح وأصحاب النفوذ والامتيازات يعتبر خدمة للشعب ونصرًا للوطن.

 

أيار 2009

نساء بالسواد: 6. أوج الوقفات الاحتجاجية

Women in Black: 6. The Heyday of the Vigils
 

غيلا سڤيرسكي

Gila Svirsky

لنمو...

في جهة من جهات ساحة باريس، موقع الوقفة الاحتجاجية، ينتصب بناء تعود ملكيته إلى الرهبنة الفرنسيسكانية يُدعى "كلية تيرا سانتا". وفي أعلى السقف، تستكين مريم العذراء والطفل ينظران باستصغار إلى حركة المرور الدائرة بلا نهاية والشجارات السياسية الجارية في الأسفل، محتفظين إلى الأبد بالنظرة الجليلة ذاتها... يا للسلوى التي أجدها هناك.

وفي الداخل، بالإضافة إلى كلية الكنيسة، تضم "تيرا سانتا" مكتبة المجلس البريطاني ومؤسسة Magnes الصحفية وقسم من الجامعة العبرية: مؤسسات تهدف إلى نشر المبادئ المقدّسة و/أو الثقافة. وقد يقول البعض حتى - ذلك أن ألفيتان من العنف المُستَوحى من الكنيسة قد أصبحتا وراء ظهرنا - أنها مؤسسات عاملة من أجل الحضارة الإنسانية.

على الحائط الخارجي لـ "تيرا سانتا"، في أحد المواضع الضيقة لموقع الوقفة الاحتجاجية، علّق أحدهم لافتة ضخمة طوال عدة سنوات من الانتفاضة، تعرض جرد حساب للعنف السياسي الجاري. وفي الوقت الذي دوّنتُ فيه ملاحظة بشأن هذه اللافتة في صحيفتي في الأول من نيسان 1993، كانت اللافتة تقول: "168 قتيلاً منذ بدء الانتفاضة". وتجاور اللافتة لوحة ضخمة تتضمن أسماء كل الذين قُتلوا.

 

أيار 2009

جدار الفصل عن اللاعنف

رشيد أوراز

لماذا يلف الظلام فكرة اللاعنف؟ رغم أن اللاعنف واضح وضوح الشمس، والعمل اللاعنفي واضح أيضا، فالناس لا تصل إلى تصور واضح حول الفكرة. والذي يجعل الأمر ملتبسًا، شيئًا ما، هو أمور جانبية لا نستطيع ترتيبها واحدة بجانب الأخرى حتى تتضح عناصر المشهد كاملة، فنحن ضحايا عقلية التكديس التي تحدث عنها مالك بن نبي منذ 60 سنة.

والحقيقة أني إذا كنت سألزم بيتي طوال أيام السنة فلا حاجة لي لفهم مبدأ اللاعنف، ولن يضيف لي شيئًا، ولن أربح شيئًا من تجارة لا أزاولها أبدًا. أما إذا عزمت على الخروج للتدافع مع السلطات، مطالبًا بالحرية والديمقراطية والعدالة، فأنا أحتاج لمبدأ اللاعنف ولإستراتيجية العمل اللاعنفي.

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 إضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود