خمس قصائد

 

نسرين أسامة

 

(1)

/لأنه ما من رجل لصٍّ، مدَّ يده إلى جيب الله
ليسرق لي ليلة قدر.../
وحيدة
أطعم الليل من لحمي ليمنحني ألفة الظلال
أكشط القصائد عن رئتي الباردة
وأزرعها على فمي المدجج بجثث العنب،
/شفتين لم يلعقهما شيطانك
لا تصلحان لصنع الخمر.../
وحيدة
أقرأ الحسرة في ملامح شامة ضجرة
على النهد الطازج...
وحيدة
أمتحن شهوتي وأرسم بالقصيدة
أظافرك على خصري،
أعلِّم جسدي أن الحب
هو عطش يُروى بعطش
احتراق يطفئه احتراق
شكٌّ يقينه شك...
/المجاز عواء الجسد/
وحيدة
أروِّض الرعشة البربرية

وأسكنها سرَّتي
أحتضن خدري...
/السرَّة عرس الحواس/

وحيدة...
وساتاني كوكب تقتله الوحشة...
يقتله التوق لذاكرة مبللة...
/الساتان حارس آثار الخطايا الوفي/
وحيدة... وجافة
لأنه ما من رجل لصٍّ
مدَّ يده إلى جيب الله
ليسرق
لي
ليلة
قدر...

***

(2)

حين تصبح القبلة،
السرير الوحيد المُتاح
لترتاح الأبجدية من ضيقها،
أشمت بكل أزرار المعنى... التي فشلت في فكِّها...

/هامش مغرور/
كل النساء ماء مقضومةٌ ملامحه،
إلّا أنا غيمة..
بأسنان كثيرة كثيرة.

***

(3)

امرأة عادية أنا
لكني تعلمت
كيف أصنع من قصائد الغرباء
آباء لجلدي اليتيم..
وكيف أقنع وحدتي،
أنني في سريري الضيق (أكثرية)
رغم ازدحام الأحلام..
وأن (العض) على الشراشف،
يذكر الذئبة بأنيابها..
وأن صندوق بريدي الفارغ
مأوى مناسب للعصافير..
امرأة عادية جدًا أنا
كل ليلة يتبخر بعضي
لأمطر على مساحات يباسي
وأغرق وحيدة في الحمى..
النشوة:
أن أشاهد جسدي
وهو يسيل من كف السماء
ويصبح غابة..
امرأة عادية.. وحيدة.. أنا
وهذا الخيال /جوكر/
لأربح لعبتي مع غيابك...

***

(4)

وأخيرًا...
للبيع
هاجس امرأة
شهي كأذى
غائم كحب
بهي كأغنية وسط المكائد
تلبسه شالاً، فيتنبأ لحاء كتفيها بغابات الجروح
تدخنه أحيانًا
فتمنعها مخالب رئتيها من لذة الاختناق
تحمله كبوصلة فتبصقها الاحتمالات..
تبتلعه في لحظة غواية
فتتكاثر في جوفها أجنة الصدأ.
للبيع هاجس امرأة
منهك كصلاة تتبع كعبة من سراب
حزين كرجل أتم للتو أكل حصته كاملة من الخراب
وحيد كيتيم أكل قلب أمه فطعنته المتاهة
وجميل... جميل كقصيدة مقشرة من الاستعارات.
للبيع هاجس امرأة
مقابل كرسي متحرك وأظافر جديدة
ورئة صلبة ﻻ يتسرب إليها الحلم
ومسامير كثيرة ﻻ تحمل في ذاكرتها صور الصلبان...

***

(5)

ﻻ أجمل من امرأة تمضي ليلها على نفقة الملح..
شيطانة تتقلب وحيدة على كامل أشواكها
غابة تتكئ على مائها، كل فصولها /شتا/
ابتلعت عيون أشجارها لتحميها من رؤية الحطابين والتماع فؤوسهم،
فأصابت معدتها تخمة الحذر..
بيضاء تخشى الأسئلة العارية، كتبت على بابها:
/فليلبس كل سؤال جوابه../
فصامية نصفها بندقية ونصفها الآخر خيمة عزاء،
كل ما سال عرق على جبين الأولى، تنهد صدر الثانية...

*** *** ***

 

 

 

الصفحة الأولى
Front Page

 افتتاحية
Editorial

منقولات روحيّة
Spiritual Traditions

أسطورة
Mythology

قيم خالدة
Perennial Ethics

 إضاءات
Spotlights

 إبستمولوجيا
Epistemology

 طبابة بديلة
Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة
Deep Ecology

علم نفس الأعماق
Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة
Nonviolence & Resistance

 أدب
Literature

 كتب وقراءات
Books & Readings

 فنّ
Art

 مرصد
On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني