الأحلام في علم النفس اليونغي:
استعمال الأحلام كأداة لعمل بحث على الرُهاب الاجتماعي وتشخيصه ومداواته
*

 

سياماك خُدارحيمي

 

ملخص

الخلفية: شُرحت أهمية الأحلام في التحليل النفسي وعلم نفس الأعماق والعلاج بالجِشْطَلْت. وفي علم النفس التحليلي خطوط إرشادية تُتبع في تفسير الأحلام ودمجها في الممارسة السريرية. دمجت الدراسة الحالية، التي عمادها نموذج التحليل اليونغي، الأحلام كأداة لتقويم مسببات الرُهاب الاجتماعي وعملية العلاج النفسي له ونتيجة المداواة، دمجت كل ذلك داخل دراسة حالة سريرية.

المنهج: تصف دراسة الحالة هذه استعمال تحليل الأحلام في مداواة شابة مصابة بالرُهاب الاجتماعي.

النتائج: أيدت النتائج الحالية فعالية الأنموذج الثلاثي المراحل في نموذج الأحلام اليونغي الذي يعمل داخل وسط سريري، أي التفاصيل الخطية، وإعادة التجميع مع التضخيم، والتمثيل [الاستيعاب][1] assimilation. لقد أشير إلى أن أحداث الطفولة والأحداث الصدمية الطفولية والقصورات الوظيفية في التطور الجنسي النفسي وعدم كفاية مهارات التوافق الضرورية لحل أحداث الحياة الراهنة قد عُبِّر عنها في أحلام المريضة.

الخلاصة: تستطيع الأحلام أن تعكس المسببات المرضية للمريض، وحاجاته، ومآل المرض، ونتيجة العلاج النفسي. الأحلام أداة لتشخيص الاضطرابات العقلية وعمل بحث عليها ومداواتها في وسط سريري.

أهم الألفاظ: الحلم، المقاربة اليونغية، الرُهاب الاجتماعي، العلاج النفسي، العلوم الطبية.

المقدمة

قُصَّت آثار الأحلام في الحضارة الإنسانية، ولحظ إيبلي (1955) أن الأحلام هي جانب شخصي تمامًا من جوانب الخبرات الإنسانية (1). وسَّع العمل الرائد لفرويد في تفسير الأحلام معرفتنا بالأحلام كجزء من الممارسة السريرية في علم النفس (2). تاريخيًا، وضعت أهمية الأحلام في التفسير السريري موضع النظر في مقاربات التحليل النفسي وعلم النفس التحليلي والعلاج بالجِشْطَلْت. في علم النفس التحليلي كثير من الخطوط الإرشادية التي تقدم للمعالجين العون على دمج إحدى المقاربات الأساسية في تفسير الأحلام في الممارسة السريرية. تعددت الآراء في انبثاق الأحلام وأهميتها وتفسيرها في فروع الأدب والدين والطب وعلم الاجتماع وعلم النفس (3). وبحسب ما نقله يونغ، فمن الخير للمرء أن يتناول كل حلم كما لو أنه مشروع مجهول كليًا، وينظر إليه من كل الجوانب، ويأخذه بيده، ويطوف به، ويطلق العنان لخياله حتى يلعب به (4).

الأسس النظرية والبحثية

الأساس الأكبر للمقالة الحالية هو العمل الأصيل ليونغ، وقد زيد وضوحًا ونطاقًا بسنوات من البحث السريري الذي قام به هول (5) وويتمونت (6) وويتمونت وبيريرا (7) من أجل استكشاف الأحلام في مسببات الاضطرابات العقلية ومآل العلاج النفسي. من الواجب على المراجعين أن يواجهوا بصراحة وثبات، وبإرشاد من المعالج، العقد القوية اللاشعورية البدئية الطراز التي هي في تدفق دائب ومغمور. إن الطرز البدئية للظل والأنيمة-الأنيم[2] هما مجالا القوى اللاشعورية الأساسية المتعارضة والمضطربة اللذان من الواجب التوفيق بينهما. إن الكيفية العلاجية الأكثر استعمالاً لجلب هذه الطرز البدئية وسواها إلى الوعي الشعوري هو العمل على الأحلام. يحاول العلاج النفسي التحليلي أن يخلق رابطة تواصلية بين الشعوري واللاشعوري ويجعل اللاشعوري ممكنًا فهمه بواسطة الحوار والتداعي وتفسير ما قد يظهر للفرد أنه غير منطقي البتة وملغز كلياً (8). بناءً على علم النفس التحليلي، هدف برنامج المداواة هو دمج الأحلام وتوضيح دورها كأداة لتقويم المسببات وعملية العلاج النفسي ونتيجة المداواة في الرُهاب الاجتماعي.

يلزم عن الأحلام أمران كبيران في الممارسة السريرية هما استكشاف مسببات المرض العقلي وما ينشأ عن ذلك من اتجاهٍ للعلاج ونتيجةٍ له. من وجهة نظر المسببات، تتركز الأحلام على ما في النهار أو مدى العمر من قضايا عقلية وعاطفية لم تعالج؛ وعليه يستطيع الحلم أن يجلب بسرعة أهم القضايا التي يتعامل معها المرء على المستوى اللاشعوري إلى الشعور. من جهة أخرى، عمل الحلم من غير علاج ليس فعالاً بالضرورة في الحد من الاضطرابات العاطفية والعقلية التي قد تخرج إلى السطح. تعالج الأحلام المواقف الراهنة التي تطلق هذه الاضطرابات العقلية ثم تحاول أن تقلب جهة ما يقوم في أساسها من مخاوف وسوء إدراك بواسطة عملية تدعى "التعويض" (9). لاحظ يونغ أن الأحلام يقودها ميل عاطفي إلى الإتيان بحلٍّ لمشاكل النهار العاطفية والعقلية غير المنتهية وإغلاقٍ لها (6، 11، 10). عندما ننام ونحلم يُحل رباط الذاكرة العرضية؛ لذلك لا يمكننا تذكُّر الحادث بعينه، لكن المحتوى العاطفي لذلك الحادث، إذا كان قد بقي من غير حل، يخرج إلى السطح للمعالجة. توقظ تلك العواطف ردود أفعال باكرة على التهديدات، وكذلك ما يقوم في أساسها من مخاوف وسوء إدراك أصبحا جزءًا من نموذجنا الداخلي للواقع في أنساقنا الاعتقادية. تصبح الأحداث الخارجية التي تشذ عن ذلك النموذج تهديدات للنموذج (9). إن الحلم لا يلقي الضوء على القضية أو التهديد الراهن فقط، بل يعمل على تكييفه بإيجاد "موافقة" بين الخبرة الراهنة وبين نموذجنا الداخلي. عندما يفسد النموذج الداخلي بقديم المخاوف وسوء الإدراك، تلقي الأحلام الضوء على تلك العوائق و"تعوضها" بإطلاق التعديلات من أجل تحقيق "الموافقة" (3، 12، 11، 10، 9، 6، 2). بسبب انسجام الأحلام مع التعابير الطبيعية والضرورية لقوة الحياة، فإنها تؤمِّن وصولاً إلى داخل النواحي اللاشعورية من الحياة. إنها تنقل رسائل محددة ومؤقتة توقيتًا ملائمًا بإمكانها مساعدة الحالم في حل المشاكل والإلهام الفني والتطور النفسي والتعمق الروحي، وهي ذات أهمية في الشفاء (7). يمكن التعبير، بواسطة الأحلام، عن الأسباب الداخلية للاضطراب العقلي عند المريض أو المريضة، وعن ردة فعله أو فعلها على العلاج النفسي، تعبيرًا يتخذ صور الرموز والاستعارات والمشابهات والقصص الضاربة الجذور في مستويات اللاشعور الشخصية والجمعية.

من وجهة النظر العلاجية، الاستعارات والمشابهات أمران جليان بقدر ما، بيد أنه ليس كذلك أمر الأحلام جميعًا. يميط كل حلم اللثام عن معلومة بشأن ما عند الحالم من ديناميات نفسية وبدنية ومن سيرورة روحية. كذلك تلامس الأحلام قضايا العلاقات، القضايا المنبثقة من الماضي، ذات الإشكالية في المواقف الحاضرة أو الناشئة حديثًا. وبموجب هذا، تيِّسر الأحلام أمر العمل بواسطة النماذج القديمة التي تعوق العلاقات. قد يكون مدار الأحلام على المعالج، أو الآخرين، أو العمل الحياتي وإشباع الحاجات، أو اللاشعور، أو الذات. ناقش ويتمونت وبيريرا (7) مناقشة شاملة أدوار الأحلام في واقع المعالج، وردود فعل التحويل[3] والمعالج الداخلي، وديناميات التحويل المضاد، وعملية العلاج، وأحلام المعالج التي تتناول المريض. يجدر بالمرء، طلبًا منه لتحسين فهمه لأهمية أحلام المريض في العلاج النفسي، أن يلحظ لغة الحلم. إن "لغة" العقل الحالم هي لغة فريدة؛ إنها كيف يتواصل الدماغ الحالم، وتتمثل المعلومات المعالجة تمثلاً عظيمًا بالتداعي والرمز والاستعارة والصور البصرية (13، 12، 11، 10، 9، 6). تتواصل الأحلام باستعمال التوليفات الصورية على نحو مطابق لتواصلنا بالتوليفات اللفظية في حياة اليقظة. الأحلام مثل الثوم، فإن تكن رائحتها غير لذيذة فإنها فعَّالة جدًا في نفعها لصحتنا. قد تأتي الأحلام في مظهر غير مرغوب فيه، لكن فهم رسائلها الكامنة ييَّسر الشفاءَ لقضايا الصحة العقلية للأفراد وتعزيزَ شخصياتهم. يبدو لغز الأحلام من جهة تحصيل الصحة العقلية الإنسانية أكثر جلاء متى جُمع مع فكرة يونغ عن الطبيعة الإنسانية. ينظر اليونغيون إلى بني الإنسان نظرة إيجابية ويؤمنون بأنهم مجبولون ذاتيًا على أن تكون لهم بصمة فردية في العالم. لا تتحقق عملية نيل الفردية هذه بمجرد نيل السمعة والمجد بواسطة الإنتاج المادي أو الشهرة (14). في الحقيقة، استكشاف الحلم هو وسيلة لنيل الفردية وإحراز التحقق الفعلي. إن الأحلام هي بمنزلة أنقى الصور التي يُستمد منها المخزن الواسع للاشعور، وكثيرًا ما تبرز بوصفها أغنى مصدر للمادة العلاجية. إن عمل الحلم هو الجوهر الأساسي للعلاج التحليلي (16، 15). ومع ما للأحلام من أهمية في تشخيص المرض العقلي، فإن الأدلة على تطبيقها في التنبؤ بنتيجة العلاج النفسي قليلة، وكذلك الخطوط الإرشادية للتفسير السريري لأحلام المرضى.

عرض الحالة

أودُّ أن أقدم وصفًا وجيزًا من عملي معالجًا لـ ليدا (اسم مستعار). كانت مداواتها مجانية لأنها أدخلت إلى العيادة النفسية للمرضى الخارجيين المخصصة لأفراد المجتمع في جامعة الفردوسي في مشهد بإيران، وهي تقدم خدماتها لسكان المدينة والمرضى الخارجيين. تقدم المداواة للمرضى المحتملين في صورة علاجات وجيزة ملائمة للاستشارات الناشئة عن أحداث حياتهم أو أوضاعهم الحرجة. يقوَّم المريض تقويمًا أوليًا على يد محلل نفسي وعالم نفسي سريري (هو بمثابة المشرف لا المعالج) لمعرفة مدى ملائمة نمط المداواة المقدمة لحالتهم الخاصة ومن ثم يقدم لهم العلاج النفسي أو يحالون إلى منشأة علاجية مختلفة.

عرض الشكاوى

كانت المشكلات التي عرضتها ليدا هي رُهاب اجتماعي ومخاوف عامة. لم تعبِّر ليدا ولا أسرتها ولا صديقاتها عن انشغالات بأمر المزاج، أو اضطرابات الهم الأخرى، أو سوى ذلك من الأعراض. لقد أبلغت عن زيادة الهمِّ والقلق اللذين اشتملا على أعراض نفسية ومعرفية وسلوكية في أثناء كل فصل دراسي عند اقترابه. عند أول بدئي للعمل مع ليدا، وهي طالبة جامعية في الثانية والعشرين، كانت مهمومة جدًا وشُخصت إصابتها برُهاب اجتماعي على أساس الدليل التشخيصي والإحصائي من الطبعة الرابعة. إنها تتجنب الكلام علانية ولقد تراجع أداؤها الأكاديمي تراجعًا خاصًا في الفصلين الأخيرين. ترافق الرُهابَ الاجتماعي أحيانًا أعراضٌ مرضية واكتئابية لكن ليس من دليل على اضطراب الإصابة المرضية المشتركة. ابتدأت مشكلتها في سن المراهقة وازدادت بالدخول إلى الجامعة. لقد نشأت في أسرة لها تاريخ من تصرفات عدم التوافق ولم تعرف علاقات ثقة وهدوء مع أبويها. إنها أكثر اجتنابًا للرجال منها للنساء. كان أبوها متمردًا جدًا يبالغ في الطلبات والتوجيه كمثل رجال الدين، وهذا ما أصابها بالإحباط على وجه العموم. آمنت ليدا بانحطاط الأنوثة وكانت أكثر اهتمامًا بالأدوار الذكورية. لم تكن لها علاقات مُرْضية مع النساء، ومن ذلك أمها. كانت تستهين بأهمية حاجاتها الأنثوية وأظهرت القليل من الاهتمام بالأنوثة واتخذت إليها مقاربة عدوانية، باستثناء التصرفات المغوية للإيقاع بالرجال. شاركت في /30/ جلسة علاجية باستعمال المقاربة اليونغية.

التقويم

قُوِّمت لياقة ليدا للعلاج النفسي على أساس معيار التشخيص بالدليل التشخيصي والإحصائي من الطبعة الرابعة في عينة المرضى (17). كذلك سُجِّل حضور معالم اضطراب الشخصية تحت السريري أو سماته واستُبعد. وبالتكافؤ مع العينات الجامعية، كان أكبر ما عاناه المرضى الخارجيون في عيادتنا الخارجية هو الاضطرابات النفسية مع تراوح في الشدة بين الطفيف والمعتدل. هذا التراوح في الخلل ظهر الدليل عليه داخل الفئات التشخيصية للدليل التشخيصي والإحصائي من الطبعة الرابعة، وداخل مقاييس التدرج السريرية، وقياسات التقارير الموضوعة ذاتيًا. بالمثل، قدم كل مريض موافقة بعلم مكتوبة لتضم إلى برنامج البحث.

عقلنة الحالة

كان الكلام الذي كُتب في موضوع الأحلام ووظيفتها ومن خلال طائفة واسعة من شتى وجهات النظر، كان أكثر مما كُتب في موضوع آخر داخل علم نفس الأعماق. يصدق هذا الأمر على التحليل النفسي وعلم النفس التحليلي كليهما. نعرف أن الأحلام تعكس قوة الأنا الشخصية ونعرف قدرًا كبيرًا عن كيف نعرِّف الأحلام وعن آليات الأحلام وأساطيرها ورموزها في علم النفس التحليلي والتحليل النفسي؛ لكن ههنا نقص في الدليل على دورها في المسببات النفسية وإسهامها في التنبؤ بنتيجة العلاج النفسي ومآل المريض. وعلى ما لحظه يونغ، لا يعبِّر الحلم عن نفسه بطريقة مجردة منطقيًا البتة بل يعبر دائمًا بلغة الحكاية الرمزية أو التشبيه، وهي سمة مميزة للغة البدائية (18). نوافق ويتمونت وبيريرا (7)، اللذين لحظا أن الصور والرموز والمجازات والكلمات أو العبارات الملغزة rebuses هي اللغات الأساسية للأحلام في الممارسة السريرية. ولما كانت الأحلام تعمل في حالة شعورية بديلة فإنها عملية أساسية تقوم خارج مقولتي المكان والزمان اللتين للإنسان وتجمع بين المواد الفعالة من الماضي والحاضر والمستقبل. بل لعل هذه المعلومات تأتي من المستويات البدئية الطراز غير المألوفة للحالم البتة. قد يكون إدراكنا للأحلام بصريًا أو سمعيًا أو تنبيهيًا أو حركيًا. تظهر صور كهذه أيضًا في الكتابات التصويرية القديمة والمقدسة. تصف الأوجه المجازية للحلم مواقف موضوعية أو خارجية، وذاتية أو داخلية، ينبغي جلبها إلى الانتباه النفسي للحالم. يحيل المجاز إلى الحقائقِ التي تُفهم عقليًا والدينامياتِ النفسية التي كان نصيبها التجاهل أو كانت خارج منال الشعور.

تُظهر الرموز ما لا تمكن رؤيته إلا خفيًا من خلال مرآة. الرمز، في تعريف يونغ، هو خير وصف أو صيغة لحقيقة مجهولة بيد أنها منظمة أو مفترضة كشيء موجود (19). تشير الرموز إلى الأهمية الوجودية أو فوق الشخصية بوصفها الشغل الأكبر للحياة النفسية. كذلك تعبر عن الحاجة إلى معنى في الحياة قائم خارج متناول الحس والغرائز. الطرز البدئية هي العوامل المولِّدة للرموز ومن الشائع أن يُعثر على هذه الرموز في الأحلام. الأحلام هي طريق الخروج للشعور حتى يكتسب الوعي، وهي المحور الذي يدور حوله العلاج النفسي. رموز يونغ هي غير رموز فرويد. الرموز عند يونغ هي أفكار حدسية لم تتخذ صورتها بعد، خلافًا لرأي فرويد بأن الرموز هي إشارات أعراضية تنبجس في الوعي الشعوري (18). أخيرًا، "ريبوس rebus" هو تمثيل لعبارة ما بصور. قد توحي هذه الصور إيحاءً واضحًا وعلى نحو تقريبي بمقاطع صوتية أو كلمات أو أفكار. وعليه، فإن أهم جانب من عمل الحلم في علم النفس التحليلي هو تفسيره الذي ينطوي، بحسب العقلنة اليونغية، على ثلاث خطوات في الممارسة السريرية (3).

في الخطوة الأولى، يكتب الحالم تفاصيل الأحلام بأسرع ما يمكنه بعد الاستيقاظ (15). يعطي هذا الأمر فهمًا واضحًا للتفاصيل الدقيقة للأحلام قبل أن تصبح ذاكرة الأشياء المعينة مختلجة أو ممتزجة أو مشوهة. بكتابة المراجِع [المريض] لمحتوى الأحلام بتفاصيل محددة فإنه يحاول وصف سياق الأحلام وتوضيحه. إن تعيين السياق أمر مهم لأنه يحول دون إقحام المعالج لتداعيات عجولة ودون سعيه لتفسير الأحلام قبل أوانها. في هذه الخطوة الأولى، يسأل المعالجُ المراجعَ أسئلة مباشرة وقاطعة جدًا ليضمن أن المراجع والمعالج يفهمان كلاهما المحتوى الصحيح؛ وتسلسلَ أحداث الحلم؛ ومشاعرَ الحالم بشأن صور الحلم؛ وهل الحلم هو تكرار لحلم سابق أم إنه حلم في سلسلة أحلام؛ وسلطةَ الحلم أو قوته أو مكافئه. تتيح سلسة من الأحلام ثقة في التفسير أكبر مما يتيحه حلم منعزل. تأتي السلسلة من الأحلام بزاوية للنظر إلى الموضوعات الأساسية أو الناشئة أشد وضوحًا (15). كلما ازدادت قوة الحلم ازدادت أهمية الرسالة التي يحاول أن يكشف اللثام عنها أمام الأنا الشعورية للحالم ومنظومته النفسية.

في الخطوة الثانية، يعاد تجميع الحلم مع تضخيمات في العقل. إن الجمع بين التداعيات والتضخيمات بترتيب تقدمي على مستوى واحد أو أكثر من ثلاثة مستويات، ويشتمل على قِطَع شخصية وثقافية وبدئية الطراز، إنه عون على تعيين الحِكَم الجوهرية لصور الحلم (3). إن تضخيم الحلم هو مثل "تقشير" طبقات العقدة الثلاث: التداعيات الشخصية؛ والصور ذات الطبيعة الأكثر ثقافية أو ما وراء-شخصية؛ والمستوى البدئي الطراز للتضخيم (20). في كثير من الأحلام، يمسك ترتيب الأحداث بمعظم سر الحلم. الأسئلة مفتوحة الأطراف وليست متركزة على خصوص الأسئلة التي توجد في الخطوة رقم واحد. بل إن الأسئلة التضخيمية هي عون للمراجع على اكتشاف الصور الكبرى ونصب الميدان لفهم موسَّع للحلم. قد تشتمل أسئلة المعالج في خطوة إعادة التشجيع/التضخيم على: "ماذا ترى أن الحلم يريد أن يخبرك به؟" و"كيف تجد الحلم الآن؟" و"ما شعورك بالحلم؟" في سعي المعالج لمزيد من تضخيم الحلم فإنه قد يستعمل حكاية خرافية أو نادرة تضاهي شيئًا ذا صلة به أو تعلله. لا يشتمل التضخيم على التفسير بل إنه يضيف المعلومات إلى قصة المراجع أو يعيد تشكيل إطارها. الغرض من هذه الخطوة هو تقديم العون للمراجع على تمييز التشابهات بين خبرته الشخصية وبين شكلها البدئي الطراز (21).

أخيرًا، في المرحلة الثالثة (أو طور التمثيل)، يأخذ المعالج والمراجع من الحلم معنى شعوريًا (3). من الجوانب المهمة لهذه الخطوة الثالثة هو بلوغ المراجع نقطة يستطيع عندها الجواب على أسئلة المعالج فيما يتعلق بالاتجاه الشعوري للأحلام القائم بإزاء التعويض الحلمي والاتجاه الرمزي للأحلام في العالم اللاشعوري للمراجع (15). عيَّن جيمس وغيليلاند (22) في نموذج جديد هذه الخطوات بـ: التفاصيل المكتوبة، إعادة التجميع مع التضخيم، التمثيل، على الترتيب. نطرح نحن طرحًا مفاده أن تفسير الحلم وتحليله قد يكونان نافعين على نحو خاص في مداواة الرُهاب الاجتماعي، حيث الأصول الرُهابية هي لاشعورية وتخيلية، من مثل الصدمات الطفولية أو الموضوعات البدئية الطراز. في هذا السياق تصف دراسة الحالة الراهنة استعمال تحليل الأحلام لمداواة شابة مصابة بالرُهاب الاجتماعي. تبرز الحالة أيضًا ما للحلم من نفع كأداة للتشخيص ومعرفة المسببات والتدخل في العلاج النفسي السريري.

يشتمل العلاج التحليلي اشتمالاً نمطيًا على أربع مراحل للمداواة: الاعتراف والتنفيس، والإيضاح، والتثقيف، والتحول. مع أن كل مرحلة تبدو أنها نهائية وقد تكون كافية للرجوع إلى الصحة العقلية، فإن واحدة منها ليست بكاملة. حتى التحول ليس هو بخاتمة المطاف (18). تقدم المداواة تركيزات على الشكوى الكبرى للمريض وما تنطوي عليه من صراع جوهري. يوجِّه العلاج النفسي بأهداف صريحة يناقشها المريض والمعالج ويتفقان على العمل عليها. في الدراسة الحالية، استعملنا تفسير الأحلام كأساس لاستكشافنا للعلاج اليونغي. قومنا تحسُّن المريضة بين ما قبل المداواة وما بعدها بمقياس عملية العلاج النفسي المقارَن (CPPS). إن (CPPS) هو قياس لعملية العلاج النفسي صُمم لتقويم النشاط العلاجي، ومتغيرات العملية، وطرائق العلاج النفسي المستعملة في أثناء الساعة العلاجية (23). يتألف المقياس من 20 عنصرًا مدرجًا على مقياس ليكرت ذي النقاط السبع ويتراوح بين الصفر ("ليس طبعيًا البتة") و2 ("طبعي على نحو ما") و4 ("طبعي") إلى 6 ("طبعي على نحو بالغ"). يجوز أن يُكمل (CPPS) المريضُ و/أو المعالج و/أو مدرَّج خارجي. من المعالم الفريدة للعناصر على (CPPS) أنها اشتُقت من الدراسات التجريبية التي قارنت وقابلت بين مقاربات المداواة، المقاربات ذات التوجه السيكودينامي–بين شخصي والمعرفي-سلوكي. يتألف هذا المقياس من مقياسين فرعيين: مقياس فرعي سيكودينامي–بين شخصي (PI، 10 عناصر) ومقياس فرعي معرفي-سلوكي (CB، 10 عناصر). يقيس مقياس PI الفرعي نشاط المعالج والمريض الذي يتبين بالبحث التجريبي أنه في المداواة ذات التوجه السيكودينامي–بين شخصي أكثر تأكيدًا بكثير منه في مداواة CB . تشتمل العناصر على:

-       التركيز على أثر عواطف المرضى وتعبيرها.

-       استكشاف محاولات المرضى لتجنب المواضيع التي تعوق تقدم العلاج أو الدخول في الأنشطة التي تفعل ذلك.

-       تعيين الأنماط في أفعال المرضى وأفكارهم ومشاعرهم وخبراتهم وعلاقاتهم.

-       تأكيد الخبرات الماضية.

-       التركيز على خبرات المرضى البين شخصية.

-       تأكيد العلاقة العلاجية.

-       استكشاف رغبات المرضى أو أحلامهم أو خيالاتهم. (23)

كذلك يتألف المقياس الفرعي CB من عناصر يتميز بها العلاج ذو التوجه المعرفي–السلوكي تميزًا أكبر على نحو مهم. وتشتمل العناصر على:

-       تأكيد أنماط الفكر وأنساق الاعتقاد المعرفية أو المنطقية/اللامنطقية.

-       تأكيد مهارات التعليم للمرضى.

-       تكليف المرضى بوظائف بيتية.

-       تقديم المعلومات فيما يتعلق بالمداواة أو الاضطراب أو الأعراض.

-       توجيه نشاط الجلسة.

-       تأكيد القيام بالوظائف مستقبلاً

إن مُعامل ألفا للمقياسين الفرعيين PI و CB (N=101 جلسات مدرَّجة) قد أبلغ عنهما معًا بأنهما 0.93 (23). قوِّمت نتائج العلاج للحالة الراهنة من زاويتين للنظر: التقرير الذاتي للمريضة عند قيامها بوظائفها الاجتماعية (العمل والأسرة وأوقات الفراغ) وتدريجات المعالج على (CPPS). في الدراسة الحالية، قوِّم تحسُّن المريضة وقيامها بوظائفها في أثناء فترتي ما قبل المداواة وما بعدها، فعلت ذلك هي بنفسها وزميلتها في الصف والمعالج، بواسطة (CPPS).

سير المداواة وتقويم التقدم

كان أكبر غرضنا من تقويم سلسلة أحلام ليدا هو استكشاف مسببات الرُهاب الاجتماعي عندها ومآل نتيجة العلاج النفسي. كان أول حلم لها في الطور الابتدائي من العلاج النفسي هو هذا:

أنا وصديقتي جالستان في نافذة مثل النافذة التي في مدرستنا الجامعية، لكن صديقتي يبدو عليها الهدوء والثقة وأنا أخشى السقوط.

نعلم أن الأرض هي رمز للأنوثة في علم نفس الأعماق علمًا بأن قضية الأنوثة هي أمر مخجل لـ ليدا بسبب خبرات غير مؤاتية مرت بها فيما مضى. وعليه، الخوف من السقوط على الأرض في الحلم أعلاه يلتصق مباشرة بمسبباتها المرضية الجوهرية ومشكلاتها الأساسية في نيل الهوية. عندها تناقضٌ كامن ولا شعوري بإزاء طيف الأنوثة–الذكورة يرجع أصله إلى خبراتها الشخصية اللاشعورية من الطفولة إلى المراهقة. من الظاهر أنها غير راضية عن ذاتها الأنثوية بالقياس إلى غيرها من الإناث. أيد هذا الفرض تداعياتُ حلمها وإيضاحاتُه. من الوجهة التحليلية النفسية، التصق حلمها بما في باكر طفولتها وتطورها الجنسي النفسي من شذوذ عن الحالة السوية في تعيين الهوية. أكثر ما أثبتته تداعياتها هو الطبيعة الأنثوية لرمز الأرض وليس الخوف من الفشل في الواجبات الجامعية. لقد أبرز هذا الحلم المسببات المرضية الحادثة عن مأزقها والتوجُّه المستقبلي لعلاجها النفسي، وقد كان الحلم عونًا لها على متابعة اعترافها وتنفيسها. لقد كان الحلم بمثابة "خط إرشادي لجهة العلاج" و"تنبؤ بالنتيجة" بالمعنى اليونغي الذي مفاده أن لأكثر الأحلام عزمًا ناظرًا إلى الأمام، بُعدًا مستقبليًا. لذلك تَركَّز علاجها التحليلي على صدمات الطفولة التي تعلل رُهابها، ولاسيما الإساءة الجنسية على يد أخيها. كانت هذه التداعيات عونًا لها على التغلب على إساءات الطفولة وعلى تطوير موقف جديد من طرزها البدئية المذكرة والمؤنثة. الآن، نلحظ رسالة الحلم عندها بعد بضع جلسات. كان حلمها الثاني، في الطور الأوسط من العلاج النفسي، هو هذا:

أنا راجعة من المقبرة ذاهبة إلى منزل عمي، وعلى رأسي غطاء قاتم كبير. ليس في الشارع أحد. أحس بمن يتبعني، فألتفت فأرى ذكرًا يتبعني. لا أعيره اهتمامًا بل أمضي في المشي وأسرع وكذلك يفعل هو. أدخل موضعًا في شارع والسماء تمطر والغطاء القاتم الكبير على رأسي قد ابتلَّ بأكمله. أحس أن الذكر الذي يتبعني يريد أن يشنقني. أجري فيلاحقني، بيد أن شيئًا ما يوقفني. أدفع بابًا فأفتحه لأهرب، لكنه يمسكني ويأخذ في خنقي. أحسب أنه ملك الموت.

هذا نمط من الصور التعبيرية المركبة التي تصوِّر محاولتها الفرار مما في داخلها من عالم الصمت والوحدة والتجنب الاجتماعي إلى عالم يحبِّذ الاجتماع بالناس. لعل المقبرة والغطاء القاتم على الرأس يتوجهان إلى العجز الفطري والتخيلات العقلية الصارمة التي تحزنها. إنها تحاول تغيير هذه المشاعر كما أنها تخاف من هذا التبديل. تبيِّن تداعيات العم عندها أنه رجل محبب وعقلاني ومتدين ومرن ومسؤول يعوضها عن لامسؤولية أبيها. يزيد تداعي العم من أمنها وسلامها وإيمانها. أضف إلى ذلك أنه يُظهر ميلها إلى التغيير الذي منعته الأفكار الذكورية والخبرات السلبية مع الرجال التي اتخذت صورة الإساءة. تدل الصور التعبيرية الحالية على نضالها الداخلي للتغلب على عقبات العلاج النفسي الذي يرجع أصله إلى المستوى الشخصي اللاشعوري. وكما قلنا أعلاه، أثبتت المقابلة السريرية تاريخًا من الإساءة على أيدي أقاربها الأقربين من مثل أخيها وأن النجاة من ذلك كانت غير ممكنة. إن إيضاح الحلم وإدراك تضخيمه العاطفي مع الاستعادة الحرة للخبرات الصدمية الآنفة الذكر في أثناء الجلسات قد كان أثره الأكبر هو تقديم العون لها في صورة التنفيس والاستقرار العاطفي، ومن ثَم انتقلنا إلى المستوى اللاشعوري الماوراء-شخصي أو الجمعي. مثال ذلك أن العم والمطر لعلهما يُبرزان المستويات الماوراء-شخصية لطرازي المذكر والخلاص البدئيين. لقد كان الحلم بمثابة "خط إرشادي لجهة العلاج" و"تنبؤ بالنتيجة" بالمعنى اليونغي. ركز العلاج النفسي، هاهنا، على إفشائها المفصَّل بنفسها لأسرار طفولتها ومحاولتها تطوير مهارات اجتماعية للوقاية الذاتية لها كفاية أكبر قدرًا. إن الحلم الحالي هو بمثابة وسيلة جيدة لتحقيق الأهداف الإيضاحية والتربوية في المداواة. كان حلمها الثالث، في الطور الأخير من العلاج النفسي، هو هذا:

أنا في منزل غير مألوف. يريد حيوان شبيه بالقط الوصول إلى أفراخنا، وأنا أجري لأبتعد عنه أما هو فيهاجمني. حين يدنو مني أقصم ظهره، والذين بجنبي يدعونني لأحاول من جديد، إلى أن أمسكه في آخر الأمر.

في علم نفس الأعماق، المنزل غير المألوف هو تعبير مجازي عن أقسام العالم داخل النفس. يُظهر حلمها استبصارات نافعة في استكشاف حدود اللاشعور في شخصيتها، ولاسيما استكشاف الأنيمة. لقد حاولت أن تقتل قطًا، وهذا قد يدل على ميلها إلى ضبط عاداتها غير المرغوب فيها من مثل الغضب والعدوانية وسوء النية في قطاعي الأنيم والبرسونا[4]. إنه يرشد العلاج إلى ضرورة أن تتوازن المريضة في طيف الانطواء–الانبساط لأن الذين لحظوها إنما هم الذين بجنبها وليس عالمها الداخلي. لقد توجَّه حلمها إلى ظلها والأنيمة والأنيم طلبًا للتوازن المنطقي في وظائفها النفسية الأربع وجدواها في التحول في أثناء العلاج النفسي. في أثناء إيضاح الحلم وتفسيره، ناقشنا كل هذه الطرز البدئية في الجلسات العلاجية. لقد عمل هذا الحلم كبُعد مستقبلي لعلاجها النفسي. مثال ذلك أنها كانت ذات إغواء شديد، وكان لها الكثير من الانطباعات الجنسية الغامضة والتصرفات الشبيهة بالشريرة مع الذكور في العلاقة البين شخصية فكان ذلك ينتج سياقًا يتيح الإساءة إليها. على نحو مماثل، كانت ليدا شاردة الانتباه عن أفكارها وإحساساتها وشعورها وحدوسها. وفيما عدا هذا، كانت أكثر القوالب التي تعتمدها هي القوالب المذكرة. كان هذا الاستبصار المستقبلي عونًا لليدا على رصد التصرفات المغوية التي تهدد أمانها في السياقات الاجتماعية، وعلى تقليل توجهات الأنيم عندها وتحقيق التوازن في أدائها الوظيفي النفسي الأساسي. كان حلمها الرابع في الطور الأخير من العلاج النفسي، هو هذا:

أنا في الامتحان وللمقرر مدرسة أنثى. إنها تجلس أمامي وتلحظ أنني خائفة قليلاً. عند شروعي في الإجابة، أرى قطعة نقد كُتب على سطحها كلمة طبيب، أما على وجهها الآخر فقد كُتب "نفسي". متى أواجه مشكلة أنظر إليها فورًا لأجد "ماذا عليَّ عمله".

يشتمل هذا الحلم على رمز هو للمريضة موجِّه وشافٍ. أضف إلى ذلك أنه يعبر عن تجانسها مع الطبيعة المؤنثة، وعن حس التمكين الداخلي والبحث عن المعنى بمشاعر من الارتياح والإيمان بالذات. كذلك يوحي الحلم بأن إيقاف العلاج النفسي ممكن. إنه يدل على تحولها وتحسنها وعلى نتيجة الشفاء في عالم الواقع الموافق لتحسناتها داخل البيئة الخارجية. بناءً على تداعياتها وتسجيلاتها ووظائفها البيتية عن وظائفها النفسية الأربع، أثبت إيضاح الحلم وتفسيره الافتراضات الأربعة المذكورة أعلاه. لقد قام الحلم الحالي بوظيفة الاستكشاف "لرمز الشفاء الداخلي" بالمعنى اليونغي. إنه برهانٌ على عزمٍ للمريضة ناظرٍ إلى الأمام وإرشادٌ لها إلى التحقيقِ الذاتي لمهام حل المشاكل اليومية وكذلك انتهاءِ المداواة.

خلاصات وتوصيات للممارسين السريريين

بحسب تقويم الحالة في أثناء الفترتين قبل المداواة وبعدها، التقويم الذي عملته هي وأسرتها وزميلتها والمعالج بحسب (CPPS)، فإنها تحسنت تحسنًا كبيرًا. تحليليًا، دلت المقالة الحالية على أن التمرد قد نشأ عن الأنيم وسوء المعاملة في الطفولة، وتجلى في الأحلام بشخوص ذكرية في أنثى عندها رُهاب اجتماعي. إن الطفولة والأحداث الطفولية الصدمية، والقصورات الوظيفية في التطور الجنسي النفسي، وعدم كفاية مهارات التوافق الضرورية لحل أحداث الحياة الراهنة، إن هذه الأمور قد تعبر عن أنفسها كمعالم في أحلام المريض (26، 25، 24). وبحسب ما لحظه يونغ (18، 15)، عملُ الحلم هو جوهر أساسي للعلاج النفسي التحليلي ونتيجته. لقد أشار خُدارحيمي (3) إلى أنه قد كان لأحلام المريضة مضامين مباشرة من جهة مسببات المرض ونتيجة العلاج النفسي ومآله. تميل الأعمال السريرية للأحلام إلى كشف الواقع الفعلي للمعالج. إنها تأتي بأمثلة على ردود فعل التحويل، والمعالج الداخلي، وديناميات التحويل المضاد، وسيرورة العلاج، وأحلام المعالج بشأن المريض. الحلم هو أداة لتشخيص الاضطرابات العقلية والبحث فيها ومداواتها في وسط سريري. في الخلاصة، تؤيد النتائج الحالية أفكار يونغ عن أهمية الحلم وتطبيقه في مراحل المداواة الأربع (16، 15). بيد أن للنتائج الحالية حدودًا بسبب صدورها عن دراسة حالة على الرُهاب الاجتماعي. ينبغي لمزيد من البحث أن يفحص أدوار الحلم في مسببات الاضطرابات النفسية الأخرى ومآلاتها ومداواتها، في المستويين الفردي والجمعي كليهما في المرضى الداخليين والخارجيين داخل سياقات ثقافية متنوعة.

ترجمة: وفيق فائق كريشات

*** *** ***

المراجع

1. Aeppli E. Les rêves et leur interpretation. Paris: Bon exemplaire propre. 1955.

2. Freud S. The interpretation of dreams. New York: Modern Library، Random House. 1959.

3. Khodarahimi S. Dream، diagnosis، prognosis and treatment of phobia in analytical psychology and psychoanalysis. [Master’s thesis]. Iran: Meshed Ferdowsi University; 1995.

4. Jung CG. Man and his symbol. New York: Dell Publishing. 1968.

5. Hall JA. Clinical uses of dreams: Jungian interpretations and enactments. New York: Grune & Stratton. 1977.

6. Whitmont EC. Jungian approach. In Dream interpretation: A comparative study by Fosshage JL، Loew CA. New York: Spectrum Publication. 1978.

7. Whitmont EC، Perera SB. Dreams: A portal to the source. London: Routledge. 1989.

8. Kaufmann Y. Analytical psychotherapy. In Current psychotherapies. 4th ed. Corsini RJ ، Wedding D، editors . Itasca، IL: F. E. Peacock. 1989; p. 118–125.

9. Hoss R، Hoss L. Energy Psychology Meets the Dream World. presented at the ACEP Conference، 2006.

10. Samuels A. Jung and Post-Jungians. London: Routledge & Kegan. 1985.

11. Rossi EL. Dreams and growth of personality. Place of publication: Pergamon Press Inc. 1972.

12. Jones RM. Dream interpretation. USA: Pellikan Publisher. 1986.

13. Pereras B. Dream design: Some operations underlying clinical dream apperception، dreams in analysis. Wilmette، Illinois: Chiron Publication. 1989.

14. Jung CG. The stages in life. In The portable Jung. Campbell J ، editor. New York: Penguin Books، 1971; p. 3–22.

15. Jung CG. Modern man in search of a soul. New York: Harcourt، Brace & World. 1933.

16. Jung CG. Memories، dreams، reflections. New York: Pantheon Books. 1963.

17. American Psychiatric Association. Diagnostic and statistical manual of mental disorders. (4th edition). Washington، DC: American Psychiatric Association. 1994.

18. Jung CG. The spirit in man، art، and literature. Collected works (Vol. 15)، Bollingen Series XX، Adler G، Fordham، M، Read H، editors. Hull RFC، translator. New York: Pantheon Books. 1996.

19. Jung CG. Psychological types. Collected Works of C.G. Jung، Volume 6. Adler G، Hull RFC، editors. New Jersey: Princeton University Press. 1976.

20. Hall JA. Jung: Interpreting your dreams—A guidebook to Jungian dream philosophy and psychology. New York: St. Martin’s Press. Cassette/booklet accompanying Audio Renaissance Tapes، Inc.، Los Angeles، CA، entitled، Jung: Interpreting your dreams، 1989.

21. Harris AS. Living with paradox: An introduction to Jungian psychology. Pacific Grove، CA: Brooks-Cole. 1996.

22. James RK، Gilliland BE. Theories and strategies in counseling and psychotherapy. Fifth edition. Tennessee: University of Memphis. 2002.

23. Blagys M، Ackerman S، Bonge D، Hilsenroth M. Measuring Psychodynamic-Interpersonal and Cognitive-Behavioral Therapist Activity: Development of the Comparative Psychotherapy Process Scale. Chicago، IL: Society for Psychotherapy Research. 2000. 24. Astor J. Ego development in infancy and childhood. In Innovations in Analytical Psychology. Fordham M، editor. London: Routledge. 1995.

25. Stein M. Jungian analysis. Shambala:London. 1985.

26. Auld F، Marvin H. Resolution of inner conflict: An introduction psychoanalytic therapy. Washington: American Psychological Association. 1997.

27. Jung CG. Dream analysis: Notes of the seminar given in 1928–1930. McGuire W، editor، London: Routledge. 1995.


 

horizontal rule

* مصدر المقالة:

Malaysian Journal of Medical Sciences, Vol. 16, No. 4, October-December 2009

[1] هو الاستيعاب والفهم جيدًا. (المترجم)

[2] الأنيمة هو المقوِّم المؤنث في شخصية الذكر، والأنيم هو المقوِّم المذكر في شخصية الأنثى. (المترجم)

[3] التحويل هو التوقعات والمعتقدات والاستجابة العاطفية التي تتكون لدى المريض حول علاقته بالطبيب المعالج، والجانب المقابل هو رد فعل الطبيب نحو المريض ويطلق عليه التحويل المقابل. (المترجم)

[4] برسونا هو اصطلاح الشخصية عند يونغ –المترجم.

 

 

الصفحة الأولى
Front Page

 افتتاحية
Editorial

منقولات روحيّة
Spiritual Traditions

أسطورة
Mythology

قيم خالدة
Perennial Ethics

 إضاءات
Spotlights

 إبستمولوجيا
Epistemology

 طبابة بديلة
Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة
Deep Ecology

علم نفس الأعماق
Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة
Nonviolence & Resistance

 أدب
Literature

 كتب وقراءات
Books & Readings

 فنّ
Art

 مرصد
On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني