إبستمولوجيا

تشرين الأول 2017 October

 

إن مسألة العلاقة بين العلم والفلسفة، هي بحد ذاتها مسألة تاريخية معقدة، فعلى عكس الفكرة السائدة، الكثير من الاختصاصات كانت تعتبر علمًا، ولم تكن تعد فلسفة، ومنذ أيام أفلاطون، فُرزت مجالات متعددة من المعرفة على نحو متباين، ونُظر إلى كل مجال على أساس أنه علم له موضوعه الخاص في البحث، مثل الحساب باعتباره علم الأعداد، والهندسة باعتبارها علم الأشكال الفراغية، والفلك باعتباره علم دراسة حركة النجوم والكواكب، وباستثناء المجالات التي فُرزت تاريخيًا باعتبارها اختصاصات منفصلة بما لها من أغراض دراسية خاصة، يوجد أيضًا اختصاصات اعتبرت علمًا ذات يوم، ولم تعد كذلك بعد فترة من الوقت، كاللاهوت الذي اعتبره الأكويني أعلى العلوم.

وعلى الرغم من الحديث عن التباعد التاريخي الذي فصل العلم عن أصله الفلسفي، فإنه لا يمكن إلا أن نتفق على أن متعة الاكتشاف، المتعالي عن المنافع المادية المباشرة، ستبقى أزلاً وأبدًا تجمع صنفين من أهم مميزات النوع الإنساني: العلم والفلسفة. لذلك نجد أن هناك على الدوام صلة وثيقة بين العلم والفلسفة، وفي الفكر القديم حينما كانت العلوم أجزاء من الفلسفة، لم تكن الصلة صلة جزء بكل وحسب، وإنما كانت فوق كل ذلك صلة اهتمام من الفلسفة الأولى، بتحليل وتبرير المبادئ والمسلمات التي تقوم عليها العلوم. وفي الفكر الحديث بعد أن استقلت العلوم شيئًا فشيئًا عن الفلسفة، ظلت تلك الصلة قائمة ولكن بطريقة مختلفة، إذ عُنيت الفلسفة في نطاق اهتمامها المنطقي بالتعرف على مناهج العلوم، أو طرائق التفكير التي كفلت للعلوم تقدمًا مطردًا بعيدًا عن الفلسفة وطرقها، فنشأ في ذلك في أحضان الفلسفة فرع من الدراسات المنطقية هو الميتودولوجيا، أو مناهج العلوم. وفي الفكر المعاصر، تجاوزت الصلة بين العلم والفلسفة تلك الحدود، فنشأت في العلوم نفسها، حركات نقد ذاتي لبنائها العلمي من داخله، لاختبار الأفكار والمبادئ أو الأسس التي يقوم عليها البناء، وبيان الارتباط بينها، وبين قضايا العلم ونظرياته المشتقة منها.

 

 

ستكون الآلات القادرة على فهم اللغة مفيدة جدًا، لكننا لا نعرف كيف نبنيها.

تقريبًا في منتصف منافسة محتدمة في لعبة الغُو Game of Go في سيؤول، في كوريا الجنوبية، بين لي سيدول أحد أمهر اللاعبين على الإطلاق، وألفاغو AlphaGo برنامج الذكاء الصناعي المطور من قبل غوغل، قام البرنامج بخطوة غامضة مبرهنًا على تفوقه المثير للأعصاب على خصمه البشري.

ففي الحركة السابعة والثلاثين، اختار ألفاغو أن يضع حجرًا أسود في موقع بدا مضحكًا للوهلة الأولى. كان جليًا فقدانه لمكان مهم – وهذا من أخطاء المبتدئين في لعبة تتمحور حول السيطرة على الفراغات في اللوح، مما دفع معلِّقَيْن تلفزيونيين للتساؤل إذا ما أخطأوا في تفسير الحركة أم هو خلل في البرنامج. في الحقيقة، وخلافًا لأي خبرة تقليدية، ستمكن الحركة 37 البرنامج من بناء قاعدة رائعة في منتصف اللوح، لينتصر برنامج غوغل بجدارة بفضل حركة لم تكن لتخطر على بال إنسان.

 

 

 

    

 تعريفات فلسفية

تعريفات فلسفسة

 مستمرة... 

 

الصفحة الأولى
Front Page

 افتتاحية
Editorial

منقولات روحيّة
Spiritual Traditions

أسطورة
Mythology

قيم خالدة
Perennial Ethics

 إضاءات
Spotlights

 إبستمولوجيا
Epistemology

 طبابة بديلة
Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة
Deep Ecology

علم نفس الأعماق
Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة
Nonviolence & Resistance

 أدب
Literature

 كتب وقراءات
Books & Readings

 فنّ
Art

 مرصد
On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني